هل أنت جاهل ..؟ أم أنك تتجاهل ...؟ وهل لك عذر أم أن العذر نفسه بات يعتذر من جهلك ...؟
موضوعنا يتكلم عن الجهل ومن هو الجاهل ؟
وحتى نميز المقصود من كلمة الجهل لا بد أن نتطرق لكلمة الأمية فما هي الأمية :
تعريف الأمية
الأميةهي عدم القدرة على قراءة أو كتابة جملة بسيطة بأي لغة
فكلمة "أمي" وردت في القرآن الكريم نسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي الأمي وإلى أمته: "هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته"... ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: "نحن أمة أمية لا نحسب ولا نكتب" لأن القراءة والكتابة إنما تكتسب بالاستفادة والتعلم.
فليس الأمي هو المقصود بالجاهل
قال تعالى :"قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ "..البقرة67
أما تعريف الجهل :
فهو ضد العلم فندما يكون العلم "هو حضور صورة الشيء في الذهن" فالجهل هو:
"عدم حضور صورة الشيء في الذهن"
والجاهل : هل هو من يعود إلي عصر الجاهلية بعقليته فيبحث عن وجود الخالق بعدما أصبحت الحقيقة جلية؟؟
وقد يكون: من يلغي عقله ويعيش كالسوائم .. ؟
أو : هو من يجد النور فيتعامى ويؤمن بالظلام؟؟
أو : من لم يستطع برغم ثقافته أن يصل إلي الحقيقة التي لا جدال فيها ولا نقاش وهي وجود الواحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ..؟
أو: هو من يفكر ولكن كل فكره يدور بطريقة خاطئة بحيث يطوع حتى العلم لأهوائه؟؟
أو: هو من يتعصب لأمر يعرف حقيقة بطلانه ويعرف كم هو على خطأ ؟
أو: .....
أو: .....
أو:.......
إذا صور الجهل والجاهلون كثيرة ويصعب أن نحصرها في شيء واحد
ولكنها في نهاية المطاف شيء يعاب صاحبه عليه
فإذا كنا بفضل الله ومنته قد تعدينا هذه الصور من صور الجهل وعلمنا أن الله حق وأن الدين شرع وأن الإسلام عقيدة ,وأن الله نور السماوات والأرض وأن الكفر جهل والجهل ظلام فلماذا تجاهلنا أوامر هذا الدين واكتفينا بالإسلام كهوية فإن وجب على العلماء تبليغ العلم فقد وجب عليك قبلا أن تبحث عن أوامر هذا الدين الذي تنتهجه يقول تعالى (( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )) فهل شئت أن تكون من أهل الهداية .....؟
وعندما كان وجود العقل ميزة للإنسان وعدم وجوده نقيصة من سمات الحيوان
مازلت تجعل من بشريتك حجة لك في جل أخطاءك وإنما هي في كثير من الأحوال حجة عليك
نعلم أن كل ابن آدم خطاء ولكن ليس كل خطأ سببه أنك بشر ..
وقد صنفت الناس إلى أربعة أصناف :
رجل يدرى ويدرى انه يدرى..فذلك عالم فاتبعوه..
ورجل يدرى ولا يدرى انه يدرى..فذلك غافل فذكروه..
ورجل لا يدرى ويدرى انه لا يدرى..فذالك جاهل فعلموه..
ورجل لا يدرى ويدرى انه يدرى..فذلك أحمق فاجتنبوه..
وهنا يقول المثل : ( من اعترف بجهله فقد انكشف مره .. أما من لم يعترف فقد انكشف مرات )
وفي هذه المواضع ليس للجاهل عذرا :
**إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ ووضح للأمة دينها وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها وفي كتاب الله النور والهدى فما بال هؤلاء المشركون عند القبور ..؟ ودعوة الأموات والاستغاثة بهم و الذبح لهم ...؟
وفي كتاب الله قوله عز وجل: ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ) ، (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهَُ الدِّينَ حُنَفَاء)، (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)،( فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)، (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) ،( وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ).
صور من صور الشرك الأكبر تشاهد وتمارس في دول الإسلام فتجاهلوا فأصبحوا جهلة وكنا بهم موحدين فإذا بهم مشركون ..!!
**الاستهزاء بالدين وأحكامه والسب والاستهزاء به صلى الله عليه وسلم يقول جل وعلا : (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)
فهذه مسائل العقيدة وهي معروفة بالدين بالضرورة
فكيف يعذر ذاك الجاهل ..!
ولكن متى يعذر الجاهل؟
**يعذر في المسائل التي قد تخفى من المعاملات وأمور الحياة والقصور في كفيفة أداء بعض العبادات إلا أنه حق لكل مسلم أن يبحث حتى لا يقع في الجهل والخطأ
_ وهنا تتمتع بجهلك أو تجاهلك حتى أصبح الجهل عبئا عليك :
**فهو حجة جعلتك تترك البحث عن تعاليم الدين حتى إذا كنت مقصرا لم يكن عليك عتب ولا تكون بفعلك في حكم العاصي في نظرك القصير جدا لأنك تفضل أن تبقى جاهلا (فإنما هو بعض الزلل لعدم الالمام بالمنزل المحكم )
**وفي أحيان كثيرة تؤثر مزاجك السيئ وفكرك المتعجرف وعجبك الذي ملئ نفسك كبرا على أمر قد أنزل الله به الدليل وجعل للوصول إلى ما يرضي الله سبيل
**وكم يغلب ظنك السيئ الحجة البينة وفي بعضه إثم فكيف بكله .... ؟
أفعال وتصرفات وتجاوزات يومية تحت شعار الجهل المفتعل أو إعماء البصيرة فاثنان هما لا يبصران الأعمى ومن لا عقل له ( أو من أتبع عقله هواه )
وكأنك تؤثر الجهل في كل تصرفاتك وتعمل التغابي في مجمل أفعالك وكأن عقلك ملك هواك فإذا بك ملك عدوك
فالجاهل يدافع عما قال لا لأنه على صواب ، بل لأنه قال وحسب ..
وإلى هنا أطرح الموضوع بين يديك أيها القارئ الكريم لتجود بما عندك من تعليق وملاحظات حتى يعطى الموضوع حقه
درة الاماكن