حوار مع الداعية/سلطـــــان الدغيلبــــــــي (أبوزقم).
أجرى اللقاء"فهد بن عفي"
* الشباب لديهم مهارات في التفحيط وهم بحاجة إلى تفريغ هذه الطاقة , وحتى نحل هذا الأمر, نقترح إنشاء ناد أو مكان رسمي مخصص للتفحيط.. فهل توافق على هذا الرأي?
** هذه الفكرة تطرح بين الحين و الآخر, و أقول لك من باب الخبرة بالأمر , ومعرفتي القوية بواقع الشباب, أن هذه الفكرة غير مجدية وآثارها غير محمودة العواقب , وهى في حد ذاتها إعانة على هذا المنكر , وبديل غير صحيح , وإذا ما طبقت الفكرة فقد يزداد عدد المفحطين وسوف تكون هناك نهايات مأساوية ونكون نحن سبباً رئيسياً فيها.
( التفحيط نشوة يعقبها حسرة)
* كنت أحد المشهورين بأنك (مفحط درجة أولى) .. أريد أن أسألك ما هي الحالة النفسية التي يشعر بها المفحط عند إقدامه على هذا الأمر ?
** بلا شك أن المعصية يكون فيها لذة في بدايتها , وهذه اللذة شيطانية يعقبها حسرات , فالمفحط ربما يفحط لكسب الأضواء و الشهرة , أو لتلميع نفسه أمام الناس , أوقد يكون لديه نقص في شخصيته فيكمله بهذا الفعل, وهذا خلل حقيقي في شخصيته , لذا قمت باستشارة أحد الأطباء النفسيين فأكد أن الشخص الذي ينوي القيام بالتفحيط يعاني أصلا من نقص في شخصيته ويريد أن يكمل هذا النقص عبر القيام بهذه المغامرات المجنونة.
ولا أخفيك أنني عندما كنت أمارس هذا الأمر ينتابني شعور غريب فما أن تمر سيارة في الطريق و أنا أمشي على رجلي حتى أشعر أن (يدي تأكلني) وأنني بحاجة إلى تفريغ مشاعري الداخلية عبر القيام بالتفحيط. وأخاطب الشباب هنا وأتوجه إليهم بالسؤال .. ما الذي يستفيدونه من التفحيط وركوب هذه المخاطرة الشيطانية?
أخاطبهم كشاب جرب الأمر من أوسع أبوابه وكنت بطلا فيه ولم أخرج بشيء ,فهل هناك عودة مع النفس ومراجعة أمينة وعودة صادقة إلى الله ولولا حبي لكم ما تحدثت معكم بهذه الصراحة.
(المخدرات داء الشباب)
* أنت تعمل حالياً كمرشد ديني في مستشفى الأمل بالرياض, والمخدرات داء ينتشر بشكل مخيف بين الشباب فما هي خطورة ذلك ?
** المخدرات ابتداءً هي داء يصيب مستقبل أي أمة بالضياع والتجارب ماثلة أمام ناظرينا ومن هنا أقول أن الشباب المسلم بشكل عام وشباب الجزيرة بشكل خاص مستهدفون فكرياً لخلخلة مستقبل الأمة الإسلامية , ومستقبل الأمة مرهون بالشباب , وصحيح أن نسبة الذين يتعاطون المخدرات قد ارتفعت مؤخراً إلى نسب كبيرة, لكن مع ذلك نجد أن هناك عودة حميدة إلى الله عز وجل , خصوصاً من شباب الجزيرة و أتحدث لك عن هذه العودة من باب قربي من مدمني المخدرات كمرشد ديني بمستشفى الأمل بالرياض وهذا في حد ذاته حفظ من الله.
(لماذا لا يتقبل المجتمع التائب من المخدرات)
* يعاني التائبون من المخدرات من مشكلة عدم تقبل المجتمع وأهاليهم لهم, وأنت خبير بالشباب, فماذا يمكن أن تقول حول ذلك?
** هذه واحدة من الطامات الكبرى , وأرى تناقضاً عجيباً فإذا كان الله جل في علاه يقبل توبة عباده ويغفر للعبد الذي عصاه , فلماذا لا يقبل الإنسان هذا العبد الذي أخطأ وكلنا خطاءون , والله تعالى يفرح بتوبة العبد أفلا يفرح الإنسان بتوبة هذا المدمن , أوليس هذا المدمن من بني جلدتنا ومجتمعنا فلماذا هذه السلبية المقيتة, ومن يعين هؤلاء? لكن ولله الحمد أن أهل الخير يتقبلوه ويعينوه, وإذا لم يجد هؤلاء فإن أهل الشر جاهزون ليتقبلوه ويغروه بالمال, وحينها يقع الوزر على من كان منفراً لأمثال هؤلاء, وبدلاً من أن يكون عنصراً صالحاً في المجتمع نعينه نحن بمثل هذه التصرفات على النكوص والعودة إلى عالم الإدمان مرة أخرى.
* أول إصدار سمعي لك كان بعنوان ( عكسية) وكان الأسلوب في التخاطب شبابي 100% وكان يركز على فئة معينة من الشباب , سؤالي كيف كان رد فعل الشباب مع هذا الشريط?
** ولله الحمد وصلت نسبة توزيع الشريط إلى نسب عالية, ويخبرني أحد أصحاب التسجيلات الإسلامية أن أكثر لإقبال على التسجيلات كانت من فئات لم تدخل محلات التسجيلات الإسلامية من قبل مثل أرباب المخدرات والسوابق والشباب وأصحاب قصات الشعر الغريبة , وإذا كانت هذه هي الإيجابية الوحيدة من الشريط فهي والله خير عظيم وقد جاءتني اتصالات كثيرة على الجوال , كثير من الشباب أعلن توبته من جراء سماعه للشريط.
* وما هو الأسلوب الذي ركزت عليه في شريطك ?
** أخي الكريم الشريط لم يكن بتلك القوة العلمية , لكن كان حديثي مع هؤلاء الشباب عن واقعهم الحقيقي حيث حدثتهم بلغتهم التي يعرفونها, فمن هنا كانت النتيجة ولله الحمد و المنة , وهذا ما نريد أن نركز عليه في تخاطبنا مع فئات معينة من الشباب فهؤلاء صدقني فيهم خير كثير إذا وجدوا قلوباً صابرة محبة صادقة وهذا ما ينقص بعض دعاة الخير ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(شباب وشباب)
* هناك فجوة حاصلة بين الشباب الملتزم وبين عينة من الشباب , فكيف يمكن ردم هذه الفجوة ?
** دائماً ما أتحدث عن هذه الفجوة, ولنكن صرحاء ان الفجوة كبيرة بين الشباب الصالحين الذين وجدوا نور الهداية و الصلاح, وبين فئات معينة من الشباب تمارس بعض الممارسات السلبية. نحن لا نريد من الشباب الملتزم أن يكونوا شباباً صالحين فقط , ولكننا نريد منهم أن يكونوا مصلحين , وأوضح هنا أن شباب الأرصفة و التفحيط والمخدرات هم أصحاب فطر سوية أصلاً ولكن انحرف بهم الطريق عن الصواب وإذا ما استمعنا إلى الإحصائيات الأخيرة حول عدد الوفيات من جراء المخدرات والتفحيط, وانتشار ظاهرة الانتحار في مجتمعنا, وإلى غيرها من الإحصائيات نجد أنها نسبة كبيرة ولهذا نجد أن المسؤولية أوجب على الدعاة فعليهم أن يخاطبوا هؤلاء الشباب بلغتهم , عليهم أن يفهموهم فو الله إن الخير في أمثال هؤلاء كبير لكن كما قلت سابقاً لم يجدوا القلب الصادق معهم.
* أريدك أن تحدثني عن جوال الصحبة الصالحة ?
** أثناء برنامج التطعيس في القناة الرياضية الثالثة قلت في كلمة وعظية تذوقنا طعم السعادة فماذا عنكم ? فمن أراد أن يتذوق طعم السعادة فعليه أن يبحث عن الصحبة الصالحة وأعلنت حينها جوال الصحبة الصالحة ووجدت تفاعلاً كبيراً من الشباب وتلقيت اتصالات كثيرة من قبل الشباب من بعد صلاة العشاء حتى ما بعد منتصف الليل , والذي أود تأكيده هو أن الشباب بحاجة إلى خط رجعة .
* لديك أسلوب معين في محاضراتك فما أن يتفاعل معك الشباب خصوصاً من الذين يتعاطون المخدرات أو الدخان أو الحشيش أو الآفات الضارة تبدأ بترغيبهم في إتلاف ما لديهم , وهناك من يعلن توبته ما هو السر في ذلك وصف لنا ما تفعله?.
دائما ما استحث همم الشباب وهذا أسلوبي في كل المحاضرات تقريباً وتقوم أعداد هائلة منهم بالحضور إلى المنصة وإتلاف علب السجائر وبعضهم يتلف المخدرات التي يخفيها في ملابسه وغيرها , وهذا في حد ذاته رسالة كسرت الحاجز بيني وبين هؤلاء الشباب ولله الحمد و المنة.
.