بسم الله الرحمن الرحيم
أبدأ كلامي بتحية الأسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.. أما بعد
أخواني خواتي موضوعي يتكلم عن ظاهرة عبدة الشيطان ألي بدة بالأنتشار وخصوصاً
عندنا في بلاد المسلمين ....
قال الله تعالى :
{ أَلَم أَعهَد إِليكُم يَابَنِي آدَمَ أَن لا تَعبُدوا الشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبِينٌ }
صدق الله العظيم
الحرب بين بني آدم وعدو الله إبليس حرب قديمه بدأت منذ خلق الله آدم ,
وأمر ملائكته بالسجود له فسجدوا إلا إبليس , عليه لعنة الله , فطرده الله من رحمته , واخرجه من جنته.
وعندها أقسم الشيطان لرب العالمين بعزة الله ليغوين بني آدم أجمعين , وانه لن يترك باب فساد
إلا فتحه لهم , ولن يدع جهة شر يمكنه ان يأتيهم منها إلا فعل , ومن يومها بدأت المعركه.
ولقد نجح إبليس في مهمته نجاحاً منقطع النظير , واستهوى الناس وأغواهم بشتى الطرق , ولبَّسَ عليهم
بمختلف الحيل حتى أضلهم عن سواء السبيل. ولم يعد عجباً أن تسمع عن أناس يعبدون الحجر أو الشجر ,
وآخرون يعبدون الشمس أو القمر , وقوم يعبدون البقر حتى عبد أقوام الفئران وتدنى قوم وتدنسوا
وعبدوا الفروج. وكل هذه عبادات شيطانيه ولكن في صوره ملتويه شيئاً ما , ومهما كنا نظن ويظن عاقل
من العقلاء - فما كنا تظن أن يُتخذ الشيطانُ إلهاً معبوداً , ورباً مرغوباً مرهوباً , تقام له الطقوس , وتقدم
له القرابين , ويُبذَل الوسع لنيل محبته ورضاه..!!
فمن هم عبدة الشيطان ؟
إنهم قوم اتخذوا من إبليس ( لعنه الله ) معبوداً , ونصبوه إلهاً يتقربون إليه بأنواع القرب ,
واخترعوا لهم طقوساً وترَّهات سموها عبادات يخطبون بها وُدَّه , ويطلبون رضاه.
نشأة هذه العباده :
فهذا الفكر المنحرف فكر قديم , ولكن اختلف المؤرخون في نشأته وبداية ظهوره : فذهب
بعضهم إلى أنه بدأ في القرن الأول للميلاد عند ((الغنوصيين)) وهؤلاء كانوا ينظرون إلى الشيطان
على أنه مساوٍ لله تعالى في القوه والسلطان... ثم تطور هؤلاء إلى ((البولصيين)) الذين كانوا يؤمنون
بأن الشيطان هو خالق هذا الكون , وأن الله لم يقدر على أخذه منه , وبما أنهم يعيشون في هذا الكون
فلا بد لهم من عبادة خالقه ((المزعزم)) إبليس. كما وجدت تلك العبادة في بعض ((فرسان الهيكل))
الذين أنشأتهم الكنيسه ليخوضوا الحروب الصليبيه سنة 1118م , وهزمهم صلاح الدين عام 1291م.
وقد أُعدم رئيسهم ((جاك دي مولي)) وأتباعه. وقد صوروا الشيطان على شكل قط أسود , ووجدت عندهم
بعض الرموز والأدوات الشيطانيه كالنجمه الخماسيه التي يتوسطها رأس الكبش كما يقول داني أوشم.
وقد أختفت تلك العبادة لزمن طويل , ولكنها بدأت تعود في العصر الحديث بقوة حتى وجدت منظمات
شيطانيه لعبدة الشيطان كمنظمة (ona) في بريطانيا , و (osv) في إيرلندا , و ((معبد ست)) في أمريكا ,
و ((كنيسة الشيطان)) وهي أكبر وأخطر هذه المنظمات جميعاً , وقد أسسها الكاهن اليهودي الساحر
(أنطون لافي) سنة 1966 , ويقدر عدد المنتمين إليها بـ 50 ألف عضو , ولها فروع في أمريكا وأوروبا وإفريقيا.
عقيدة وأفكار عبدة الشيطان :
لعبدة الشيطان أفكار اعتنقوها وجعلوا منها عقيدة يدينون بها , وهذه الأفكار عباره
عن رؤيه للكون والإنسان والشيطان , فالكون عندهم أزلي أبدي , والإنسان صوره مصغره منه , وهم يدعون
ان الحياة التي نعيشها ((حياة الجسد والدم)) ماهي إلا وسيله لاتنتهي من حلقات الحياة , الجسد ..
النفس .. الذات .. العقل .. الروح ...الخ , وعلى الإنسان أن ينطلق رقيا في هذه الحلقات , ويرون ان الترقي
لا يكون من المنزله الأحط إلى المنزله الأعلى إلا عن طريق إشباع المنزله الأحط برغبتها وشهواتها حتى
الشاذ منها , فلا شيء اسمه خطيئه ولا شيء اسمه شر ومنكر , فكل ما يحقق شهوات النفس ورغباتها
هو مطلوب عند عبدة الشيطان حتى يحصل لهم الترقي في درجاتهم المزعومه. وعليه فلا أثر للموت بأي
طريقه كانت , ولو كانت حرقا أو انتحاراً , لأن الموت في نظرهم ما هو إلا وسيله للأنتقال من درجه إلى
اخرى , لذا فهم لا يتورعون عن القتل وسفك الدماء , بل يعدون قتل البشر - لا سيما الأطفال منهم لأنهم
الأطهر - هي القرابين الأفضل للتقرب إلى الشيطان. وغايتهم من عبادة الشيطان الدخول إلى ما يسمونه
((عالم النور)) وذلك عن طريق الدخول في حالة النشوه والكمال أو الصفاء الذهني , وللوصول إلى هذه
الحاله يستخدمون الموسيقى والخمور والمخدرات والعقاقير وبالطبع الممارسات الجنسيه الطبيعي منها
والشاذ وأيضاً. ولعبدة الشيطان مراتب يترقون فيها , تبدأ من الرتبه الأولى التي لا يدخلها العضو الجديد
إلا بعد اجتياز اختبار مقزز ومنفر , وهكذا كل درجه لا ينالها العضو إلا باختبار , وكل اختبار أصعب من الذي
قبله حتى يصل إلى المرتبه السابعه التي لم ينلها إلا عدد يسير منذ سنة 1745م. وأما نظرة عبدة
الشيطان إلى معبودهم "الشيطان" , فهم يرون ان الشيطان يمثل الحكمه , ويمثل الحياة الواقعيه
لاحياة الخيال والأوهام , ويمثل كل الخطايا والسيئات التي تقود إلى الإشباع الجسدي والفكري , والشيطان
يمثل كذلك الانتقام لا التسامح , لذلك فهم يتخلقون بأخلاقه ويقصدون سلوك طريقه , فمن وصاياهم مثلاً:
1- تدمير كل من يحاول مضايقتك بلا رحمه "الأنتقام".
2- المبادره الجنسيه طالما سنحت الظروف وخاصه مع المحارم "الاشباع الجنسي".
3- الاعتراف الكامل بالسحر والإيمان المطلق بالطقوس السحريه.
4- ومن أفكارهم المساواة بين المتضادات من الحب والبغض والخير والشر والماديات والروحانيات والألم والسرور والحزن والفرح.
أطفال عباد الشيطان وكيف يعيشون ؟
ينشأ الطفل في كَنَف عباد الشيطان حسب خطط وأساليب مدروسه منذ نعومة
أظفاره , فأول ما يغرس في ذهنه هو انه شيطان , وأن الشطان الأكبر هو إلهه ومعينه في الشدائد ,
وتستعمل عدة طرق لغرس هذه الفكره في ذهنه.
مثالاً على ذلك , وهو ماصرحت به إحدى الفتيات اللاتي هربن من مجتمع عباد الشيطان لطبيبها النفسي ,
وتقول : لقد كان والدي من عبدة الشيطان , وكانا دائماً يكرران على مسامعي بأنني شيطانه ولكن بصورة
إنسان , فكبرت وانا مؤمنه بهذا القول , ولكي لا يصل لي ادنى شك في ذلك , أخبراني ذات يوم بأنهما
سيرشان علي ماءً مباركاً وهو الذي سيظهر شكلي الحقيقي , وكنت انتظر هذا الحدث بفارغ الصبر.
وبعد أيام معدوده جاء والداي بالماء , فخلعا ملابسي ثم رشا الماء على جسدي ووجهي , وما هي
إلا ثواني قليله حتى أحسست بعدها بأنني أصبحت شعلة من النيران , وأغمي علي مرات عديده من
شدة الألم , فأصبت بتشوهات في وجهي ومناطق متفرقه من جسمي , ثم بعد ذلك عندما أنظر إلى
المرآة وأرى وجهي المشوه أزداد يقيناً بأن هذا وجه شيطان حقاً , وبعد ماكبرت عرفت أن هذا الماء
المبارك هو في الحقيقه أحد الأحماض القويه المركزه. وبالنظر إلى التقارير التي جمعت من العيادات
النفسيه وأقسام الشرطه من مختلف الولايات في أمريكا نجد تشابهاً كبيراً بين أقوال الذين نجوا من
عباد الشيطان.
قصه مؤلمه ترويها والدة أحد ضحايا عبدة الشيطان :
تروي والدة بشارة غ 27 سنه , أحد ضحايا عبدة الشيطان حيث قضى حرقا بعدما
أشعل النار في نفسه , تفاصيل حياته قبيل إقدامه على الأنتحار , فتقول "لم أكن اعلم ان وضع ابني
خطير الى هذا الحد , وان جلوسه الطويل امام شاشة الكمبيوتر وانفراده سيؤديان به الى هذا المصير".
ومضت قائله "كنت اتحمل كل شيء ولا احب ان اشكو لأحد عن تصرفاته , لأنني كنت أظن انها فترة
طيش وتمر , ولكن ما كسر صمتي في الفتره الأخيره الكفر الذي كان يتردد على لسانه وتردي حالته
الصحيه والنفسيه". وأضافت : منذ أن عاشر بعض الشباب , لم يعد يتصرف بشكل طبيعي , كان يدخل
إلى غرفته ويقفل بابها ويقوم بحرق أشياء فيها , وكم من مره غيرت بعض أثاثها , إضافه إلى انه كان
يشتري الكثير من مادة "التنر" بحجة استعمالها للرسم ولكن لاحظت في الفتره الأخيره أنه كان يستنشقها
وأنها تؤثر في صحته وسلوكه. فهو مثلاً كان يستيقظ طوال الليل وينام في النهار حتى عمله لم يعد يذهب
إليه , مما جعل اصحاب العمل ينذرونه بفصله من العمل. وبحسب والدته , كان بشارة يقوم برسم أشياء
غريبه , مثلاً رسم ذات مره النبي عيسى وخلفه صليب بالمقلوب. كما رسم السيده العذراء وخلفها أشياء
غريبه ووضع اللوحه بالأحجار الملونه , وقال أنه سيقدمها لأحد رفاقه. ومضت والدته "كما يقول أن الشيطان
هو الأقوى وهو من سينتصر على العالم , كما كان يطرد كل شخص متدين يزورنا وينعته بالتزمت والتستر
خلف الدين". أما شقيقة بشارة الكبرى فإنها تلوم نفسها لعدم دخولها على الإنترنت الذي يخصه لأنها بعد
وفاته دخلت عليه ووجدت فيه رسائل تدعو إلى الممارسات الشاذة والثور والأنتحار.
طقوس الراغب في الأنضمام الى عبدة الشيطان :
يحرص عبدة الشيطان على استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب للانضواء تحت
النحله الفاجره , وهم حريصون على نشر أفكارهم المنحله والدعوه إليها , فينشئون المواقع الإلكترونيه ,
وينشرون الكتب , ولهم مجلات ونواد وفرق موسيقيه تغني بقاذوراتهم الفكريه. ويبدأون في استقطاب
أعضاء جدد إلى الجماعه عن طريق دعوتهم إلى حفلات رقص وجنس من غير أن تظهر في تلك الحفلات
مظاهر عبادة الشيطان , ثم يحاولون أن ينتقوا من المدعويين من يرون إمكانية انضمامه إليهم , ثم
يحاولون تعريفه بالجماعه ويكشفون له شيئاً من أسرارها , فإن أحب الأنضمام إليهم عرضوه لاختبارات
قاسيه حتى يختبروا ولاءه وأنه لم يرد الدخول لنزوه أو شهوه , كأن يأمروه بقتل والديه , أو ممارسة أفعال
قذره , فإن نجح ضم إلى الجماعه باحتفال مهيب , حيث يقف الكاهن أمام المذبح الذي حفت به الشموع
السوداء , وقد ارتدى معطفاً اسود , ويأتي العضو الجديد في معطف ابيض اللون ثم يقوم بخلع ملابسه ,
ويجثو على ركبتيه أمام المذبح عارياً , بعد ذلك يُجرَح في يده ويجمع الدم في إناء من الفضه , ويدار على
الأعضاء ليشربوا , وبذلك يتم التوحد بين الأعضاء حسب زعمهم. وبعد إجراء الأحتفال يصبح العضو رسمياً
في هذه الجماعه , ويبدأ بلبس شعاراتهم وثيابهم وما إلى ذلك. ومن الجدير بالذكر أن العضو إذا انضم إلى هذه الجماعه كان من الصعب عليه الأنسلاخ منها , لأنهم يمارسون عليه كل أصناف الإرهاب خشية أن
يكشف ممارساتهم التي يحظرها القانون من القتل والأغتصاب , وليس بعيداً أن يحاولوا قتله والتخلص
منه , وهي السلاح الأكثر فعاليه في استقطاب الشباب والتأثير على أفكارهم وسلوكياتهم , فالموسيقى
كما يقول صاحب كتاب عبدة الشيطان : "هي الجسر الراقص الذي تعبر من خلاله تلك الأفكار إلينا" ,
فهم مع حرصهم على اختيار نوع من الموسيقى ذات الصخب العالي التي تصم الآذان , يحرصون على خلطها
بأغانٍ تنشر أفكارهم وتدعوا إليها , واسمع إلى بعض ما يرددونه في أغانيهم لتعلم حجم الضلال الذي يمكن
أن يصل إلى الناس من وراء هذا البلاء : "أيها الشيطان .. خذ روحي .. ويا غضب الإلـه دنسها بالخطيئه
وباركها بالنار .. لابد ان اموت .. الأنتحار .. الأنتحار .. لابد أن اموت" هذه كلمات بعض الأغاني , التي تغنى
بموسيقى الهفي ميتال أو "الهارد روك" في
حفل عام , وأمام عشرات الألوف من الشباب وأكثرهم من المراهقين. والموسيقى عند عبدة الشيطان
وسيله لتعطيل الحواس البشريه , ونوع من أنواع التخدير العقلي , حتى تُقبل أفكارهم دون تمعن أو تفكير