البدر وعيون المها ~~

**معلومات** **العضو** · 25-11-2010, 12:22 AM

(عزيزي المتصفح أمل ان تجد في هذه القصة مالم تجده في غيرها )

البدر ولد يتيما وكعادة أهل القرية زوجوا والدته لعمه لتبقى في البيت مع أبنائها مهما تكن مشاعرها حيث لاراي لها في ذلك ! ولكون عمه قاسيا ويختلف تماما عن والده’ عاشت وابنها البدرمعاناة شديدة لسؤ تعامله!
لما بلغ السادسة عشر من عمره شجعته للهرب بحثا عن فرصة عمل ’ تحين البدر فرصته في يوم ماطر خرج متخفيا عن عمه واصل سيره رغم هطول الأمطار والبرد الشديد ومع شدة التعب وطول المسافة وجد البدر امرأة في سن والدته سألته عن ماشيتها المفقودة رغم شدة المطر فقرر بنخوة ابن القرية أن يساعدها وسار معها يناديها ياخالتي وتناديه يا ولدي حتى وجدا الماشية وعادا إلي بيتها وعندما أراد توديعها لمواصلة سفره أقسمت عليه أن يبقى عندهم بسبب شدة المطر استجاب ودخل المنزل , قدمته لزوجها المقعد وابنتها الشابة وأسمها(عيون ألمها) احتفى بيه الرجل مرحبا وشاكرا جهده في البحث مع أم عيون ألمها عن الماشية المفقودة ,وتناولوا طعام العشاء ونام مبكرا حتى الصباح ’وعلى الإفطار على وقع الصواعق والبرق والإمطار سأله والدعيون ألمها عن سبب وجوده في القرية اخبره بدر بقصته ومعاناته وأمه من عمه بعد موت والدهما ! تأثر الجميع من قصته وشاهد عيون ألمها وأمها تذرفان الدمع حزنا لما عاناه من ظلم واضطهاد’ ولكونه ليس لديهم ابن طلبوا من البدر البقاء معهم وتحت إلحاح الأب وظروف الأجواء الماطرة التي يطول هطولها على القرية كل عام ’ قبل البقاء وأخذ يعمل مع خالته كما يدعوها في المزرعة ومتابعة الماشية وعيون ألمها تلهوا وتلعب معه في براءة وهي التي تصغر عنه بعامين ’ويراجع لها بعض دروسها و حل واجباتها ولاحظ أنها ترسم الوجوه وخاصة وجهه الوسيم جدا ترسمه بإتقان وإنها ذات قدرات عقلية عالية ,

وبعد أشهر قرر الاستئذان والخروج لينتقل للمدينة لعله يجد فرصة عمل يتمكن من مساعدة والدته , بعد إلحاح وعناء سمحوا له بالخروج وسط دموعهم فقد نشاء بينهم ألفة ومودة غير معهودة سافرا لجدة باحثا بعد عناء البحث حصل على فرصة عمل وسكن وعندما فتح حقيبته وجد منديل وردي كانت نقشت عيون ألمها اسمها فيه بين وردتين حمراء أدرك حينها معنى تلك النظرات البريئة جدا ! و كيف كان تتردد صورة عيون ألمها في ذهنه لكنه كان يخشى أن تذهب بيه بعيدا لكونه ضيف في بيتهم حتى لا يساء فهمه رغم ما يعانيه من خواطر’

ومع استمراره في عمله وانشغاله طوال النهار فلا وقت للتفكير سوا ما يقتحم ذهنه من ضحكات ونظرات عيون ألمها بشكل لا إرادي حتى يحل المساء ويلجأ لمسكنه تعود إليه صورتها وصوتها وكأنها معه في شقته ! وكم كان يتمنى أن يكون معه صورة لها ولكن !!

وذات ليلة أوى إلي فراشه منهكا متعبا من العمل ومن كثرة التفكير في عيون ألمها غلبه النوم وإذا بها تأتيه في منامه وقد كبرت فتسلم عليه بلهفة نادرة ! ومعها بعض الملابس الصيفية التي كان ينوي شرائها مع دخول الصيف ! ومعها بعض الأطعمة التي كان يحب تناولها ! وأخذت تصر على أطعامه بيدها وتغير ملابسه وتختار له ما يناسبه منها وفجأة انسحبت كما تنسحب الأحلام الجميلة ! اخذ يصرخ بأعلى صوته لتبقى معه حتى أفاق من نومه واخذ يذكر الله , وبدأ يستعيد الحلم وأحداثه قام من سريره ليجد نفس الطعام الذي رآه في الحلم والملابس موجودة في غرفته !! زاد من روعه وتعجبه واستغرابه من هذا الذي يراه حلما في أوله حقيقة في أخره أم انه مجرد حلم ؟؟؟
والمحير انه لا يوجد وسيلة اتصال ليتمكن من الوقوف على حقيقة ما يراه , وبقي في قلقه متوترا يناظر الطعام دون أن يذوقه والملابس أمامه دون أن يلبسها ويستعيد منظر الأواني فإذا بيه يتذكر أنها أواني منزل عيون ألمها التي يعرفها ! وان الطعام اعد بنفس طريقة أعداد عيون ألمها وأمها ويتساءل كيف لها أن تصل وبينها وبينه ألف وخمسمائة كيلو؟ وسط هذه الحيرة والقلق والتوتر سمع صوت أذان الفجر خرج للصلاة ثم لعمله والحيرة والتفكير تسيطر عليه وحتى المساء لم يجد تفسيرا لما رآه في الحلم وفي الحقيقة وعاد للبيت على أمل أن يجد ما يذهب حيرته دون جدوى وحل وقت النوم ولكن من أين له أن ينام ؟؟
وعندما غفلت عيناه أتته عيون ألمها في منامه تطالبه أن يأكل الطعام الذي أعدته له بنفسها واستيقظ مذهولا ولم يجد أثرا لها إلا إن الطعام معد وجاهز وساخن وعلى سفرته !!!
لم يتمالك نفسه اخذ يصرخ من نافذة شقته باسمها دون مجيب ,
تملكه الخوف والقلق والعجب ولا يعرف كيف يحل هذا أللغز العجيب الذي قلب حياته ؟ ولا وسيلة اتصال ليعرف حقيقة مجيئها عنده حلما وحقيقة معا وإذا كانت تأتي في الحقيقة فلماذا وقت نومه فقط ؟ وإذا كان حلما فكيف يحل لغز الطعام والملابس التي تأتيه بيها ؟ وتنظيم شقته وترتيب ملابسه ووسط تكرار الأمر معه بشكل منتظم كل أسبوع مرتين على الأقل !
وإذا كانت حقيقة فأين هيا ولماذا تغادر في الحلم والحقيقة معاً؟ هذه الحيرة جعلته يشكك في قدرات عقله ونفسه ’ قرر ن يذهب للعيادة النفسية بحثا عن تفسير لهذه الظاهرة الغريبة

وبعد عدد من الجلسات العلاجية اعتذر له الطبيب النفسي قائلا هذه الظاهرة تسمى ماوراء علم النفس لا تفسير لها عندنا ولكن يا ولدي هذه البنت بلا شك تحبكك وانت تحبها بشكل جنوني لم أقرا مثله في كتب علم النفس ولا سير العشاق والحب يا ولدي يصنع المعجزات وأنتما تعيشان معجزات الحب !!
أذهل البدر ما سمعه من الدكتور فهو كلاما غريبا يلامس مافي نفسه !!

أشتد عليه التفكير والصداع المستمر وخاصة من صورتها التي لقيها على كمدينة غرفته ! وقلقله على عيون ألمها بشكل غير مألوف ولذلك قرر السفر إلي قريتها ليطمئن عليها وليتخلص من حيرته واضطر يحجز دون أن يخبر احد بسفره

وعند وصوله ارض المطار الذي يبعد عن قريتها 120 كم كانت مفاجأته أن عيون ألمها وأسرتها في المطار لأنتظاره !!! ومن لهفة اللقاء واستغرابه وذهوله شاهد عيون ألمها تفيض بالدمع دون قدرة على الكلام فسابقتها في صمت عيناه !! وما زاد ذهوله بدلاً من تبديد ما يحيره أن بادرته عيون ألمها عند وصوله للبيت تسأله كيف تستطيع أن تأتي هنا كل أسبوع مرتين في الليل؟ لم يصدق نفسه رغم تمالكه لأعصابه وسألها ماذا تقولين أتي إلي هنا مرتين كل أسبوع أخر الليل !!
قال إنا لم أتي هنا منذ سفري قالت بل تأتي مرتين في الأسبوع ! وهذه هداياك الفستان والاطياب والقمصان والماكياج التي لا توجد في القرية أبدا و القصة الرومانسية والحلويات و الاسطوانات الغنائية وهذه صورتك وأنت في عملك ومكتبك أنت الذي أتيت بها لي !!
تملكه الذهول والحيرة والاستغراب مما يسمعه ويراه ومن ما يلاقيه من مثله في مسكنه في جده خاصة أن صورة له في مكتبه الموجودة في غرفتها دليل قاطع لاشك فيه أنها من عنده كما أن صورتها في غرفته اقوي دليل !! تنفس الصعداء عندما تذكر كلام الطبيب النفسي انه ليس بيه خلل عقلي أو نفسي وإنما هو الحب يصنع المعجزات المستحيلة بين ألعشاق وأي معجزة أكبر من هذه ؟
بقي أيام ينعم بقربه من عيون ألمها وأسرتها ويشاركها العمل في المزرعة ومتابعة إعمالها اليومية حيث كانت في إيجازه نهاية العام وهي المتفوقة دراسيا في قريتها ووسط هذا الأجواء المفعمة بالسعادة للطرفين يحظى باهتمامها وطيب خلقها
ووسط تلهفه على عيون ألمها وتلهفها عليه بشكل لا يعرف له سبب إلا أنها أصبحت تشكل دمه الذي في الوريد! وانه روحا لها وكل شيء منهما يؤكد هذا !
وبينما هو يفكر في ذلك وسط بستانهم وجد نوع غريب من الورد يزهر في الربيع موسم الأمطار فقط في شكله ولونه الأحمر وبرائحة الياسمين وكان عدده محدودا قرر أن يقدمه لها دليل حبه لعيون ألمها قدمه لها فرحت بالورد الذي لم تره من قبل رغم انه في بستانهم ! وسرحت عيون ألمها بعينيها بشكل لم يراها عليه من قبل وكأنها تنطق باسمي مشاعر الحب المرسل لحبيبها البدر !
قرر في نفسه أن يخطبها وكالعادة حب أن يعرف رأي أمها أما هي فلا يحتاج لسؤالها حيث عيونها تنطق بالتمني !!!
تحين الفرصة وفاتح أم عيون ألمها برغبته في خطبة ابنتها ! طلبت ألام مهلة لمفاتحة أبو عيون ألمها وبعد طول انتظار كانت المفاجأة التي نزلت كالصاعقة عليه بردها أن الأب قبل ذلك ولكن أقارب أخوانه لم يقبلوا

بحجة أن هناك تفاوت في النسب بينهما ولم يعرف معنى لتفاوت النسب الذي يمنع روحه من روحه !!! إلا أنهم وأبنائهم يرونه اقل منهم نسبا ولذلك فلا قبول أبدا وقد يكون ذلك سبب للخطورة على حياته !!

كان خبرا قاتلا ليس للبدر ولكن كذلك لعيون ألمها الذي لا تعرف لما يقولون معنى!! وبدأت إشراقه الحياة تهرب من الاثنين وكانت لغة الدموع هي المعبرة للبدر وعيون ألمها ! ووسط هذه الكآبة الكاتمة لمشاعرهما وفي ليلة كانت من أصعب الليالي في حياته لم ينم سمع صوت عيون ألمها تطلب من أمها أعطائها مسكنات للصداع وإذا أمها تدرك صعوبة حالة ابنتها فتطلب البدر للحضور لمساعدتها وهو المتابع بكل جوارحه حضر فإذا عيون ألمها في شبه غيبوبة واضطراب في نبضات قلبها وضيق في التنفس وتصبب عرق غريب ومرت ثلاثة أيام وهي في حالة صعبة , قرر البدر أن يلغي سفره لظروف عيون ألمها الصحية وبعد مراجعة الطبيب قرر أنها تمر بأزمة صحية مفاجأة وإنها تحتاج للراحة ,

والمفاجأة الأكبر والمذهلة انه سمع صوتها تئن في تلك أليلة وهو جالس خارج غرفتها يراقب حالتها ليطمئن عليها سمعها تئن وتنادي باسمه , أيقض أمها ودخلا عليها فإذا عيون ألمها في مرحلة احتضار نهائي ممسكة بالورد الذي كان قدمه لها وتردد أسمه وبينما هو واقف بجوار سريرها أنقطع صوتها المسموع على اسمه البدر !البدر! البدر ! ثم شهادة التوحيد بكل رقة وهدوء! حتى في الموت!!

وكانت صاعقة الموت تضرب قلبه فقد ماتت عيون ألمها مرة ومات هو ألف مره !! ولأنه لابد من دفن الميت مهما يكن غاليا على أحبابه ! دفنوا عيون ألمها في قبر قرب بستان والدها والحرقة تمزق قلب الجميع وخاصة البدر الذي اخذ يقضي ليله بكاء صامت لا صوت فيه لغير دموعه ونهاره على قبرها يعزف بنأي قديم كان لوالدها بالحان بما فيها حزن واسى ولوعة وحرقة, وذات يوم دخل غرفتها فوجد كل شيء على حاله كما تركته ملابسها وقصة كانت قرأتها واسطوانات أغاني وورده الذي قطفه له هدية منه ومكتوب بجواره من حبيبي البدر! طلبي أن تنثروه على قبري ! لعله ينبت سعادة لكل محروم من حبيبه مثلي فما كان منه إلا أن اخذ الورد ونثره على قبرها تنفيذا لوصيتها واستمر يعزف الحانة بكل ما فيها من شجن ونغمات حزن حتى أصبحت تتجمع عليه العصافير وحمام الغابة المجاورة للبستان وكأنها تتعجب من حاله وتردد معه تلك الألحان الحزينة على فقدان عيون ألمها !!

حتى يأتي المساء فينصرف إلي بيتها لتبدأ له معاناة جديدة مع بقايا ذكريات له معها في تلك الغرفة لا يقطعها عليه إلا إطلالته من شباك غرفته على قبرها وكأنه ينتظر عودتها في أي لحظة حتى يشرق النور لينتقل للجلوس على قبرها فيقضي يومه بين الدموع وترانيم الشوق والإلحان بمشاركة عصافير وحمام الغابة المجاورة التي تجتمع على الشجر المجاور في ألفة عجيبة وكأنها تقول له إذا لم يتعاطف معك البشر فنحن الطيور معك بكل أحاسيسنا ! ومن ارق من العصافير والحمام إحساسا؟
ويستمر يومه في العزف والبكاء ودموعه تذرف ومن شدة وجده يهوي على الأرض يقبل تراب قبرها مستحضرا قول الشاعر

بالله يا قبر هل زالت محاسنها ... وهل تغير ذاك المنظر النضر
يا قبر ما أنت بستان ولا فلك ... فكيف يجمع فيك البدر والزهر؟
وفيك لؤلؤة مخزونه تركت ... قلبي عليها كسيرا ليس ينجبر
حنونة من خيار القوم طاهرتة ... عديمة المثل عنها يحسن الخبر
ياحسرتاه على ذاك الجبين وهل ... يجدي التحسر أويشفى به ضرر
فالموت حق من الرحمن قدره ... فمالنا مصرف عما قضى القدر
لافارقت رحمة الرحمن ملحدها ... ومطر الرحمة على قبرها ينهمر

وينصرف مع نهاية النهار ليعود من باكر ! وبينما هو كذلك إذا الأرض تنبت أجمل الورود والإزهار التي قطفها لعيون ألمها ولكن بشكل جماليا أخاذ وبدأت تزحف على القبر وتحديدا من المكان الذي كان يقبل فيه الأرض ليعرف أن هذا سببه تساقط دموع حبه وحزنه على عيون ألمها ووسط هذه المشاعر القاتلة بلوعتها بدا يدرك غرابة وجوده في غياب عيون ألمها عن دنياه, وذهب للبيت ليخلد للراحة وبينما هو نائم إذا بعيون ألمها تأتيه في منامه تسلم عليه من وسط حديقة غناء خضراء وتطلب منه السفر معها إلي تلك الجنة الخضار التي تسكنها وان عجزانا عن الاجتماع في الدنيا فلن يعجز باطن الأرض عن جمعهما ووسط شوقه لها وسعادته برؤيتها وخوفه من ما قد يحدث ,

استيقظ على ضيق تنفس عجيب وخفقان غريب وكأنها حالة عيون ألمها التي ماتت بها ووسط هذه المتاعب عرف أن نهايتة التي كانت نهاية حبيبته وبنفس الطريقة كدليل قناعة بكل ما فيها وما بينهما حتى بموتها لأنه إذا لم تسعهم الحياة يسعهم الموت !! ولم يتمالك نفسه حتى اخذ قلمها الذي كتبت بيه وصيتها في نثرالورد على قبرها حتى كتب وصيته بدفنه بجوار عيون ألمها وكانت أخر كتاباته ولحق البدر بروحه التي فارقته من أن فارقته عيون ألمها ودفن بجوارها حسب وصيته وبينما دفن البدر شهيد الحب يتم بجوار حبيبته ,إذا بامرأة قادمة تسعى وتبكي وتنحب تطلبهم التوقف لتودع البدر وكانت المفاجأة الكبرى انها أم البدر! التي انتظرت عودته دون جدوى فما كان منها بحاسة الأم وقلقلها وتواصلها الروحي مع ابنها رغم طول الغياب وانقطاع الأخبار وهروب البدر من ظلم عمه إلا أنها خرجت باحثة تهيم في الديار وكأنها تسير على خطى ابنها التي سار عليها من قبل مستشعرة رائحته رغم طول الزمن! وتقتفي أثره لعلها تلقاه حتى وصلت ولكن بعد فوات الأوان انكبت على جسده تبكي بحرقة الأم ولوعتها ومرارة ما تعانيه على موت ابنها وأقسمت ما تغادر قبره! فأن كانت انحرمت منه حيا فلن تحرمه ميتا, نصبت لها خيمة بجوار القبر واعتبرته مسكنها لتبقى بجوار ابنها فلذة كبدها ودموعها لا تكف ولا ينقطع نحيبها بحرقة فؤاد الأم ولوعتها ! وما هيا إلا أيام وتلك الورود التي سقيت بدموع البدر على حبيبته عيون ألمها وعززتها دموع الام الثكلى تغطي قبر البدر وعيون المها’ وإذا طيور الغابة الموعودة بحزن البدر و أمه. تتخذت من القبرين مزارا عجيبا تقيم عليه وتضع بيضها بجواره وتلتقي مع بعضها عند قبريهما وكأنها تعترف للاموات بحقهما في الحب ويزداد التقاء تلك العصافير وإزهار الورود أكثر في نفس موعد موتهما وقد اتخذت من ذلك الموعد عيد للحب البري الصادق كما اتخذ البشر موعدا لعيد الحب الغريب عنهم! وأصبحت الناس تردد قصة حبهما ليخلدا في ذاكرة المحبين بعد أن حكمت عليهم

تلك العادات الاجتماعية البالية بالموت ظلما وهي التي لا مقياس لها في ميزان الدين وليست من الحياة في شيء!