هدم باب المغاربة.. الخطوة الأولى نحو إقامة الهيكل المزعوم
أكد قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي أن الاحتلال عازم بالفعل على هدم المسجد الأقصى ، مبديا أسفه إزاء التراخي العربي تجاه الأقصى والقدس ، في وقت جند فيه الكيان الصهيوني ، المثقفين والمهندسين وعلماء التاريخ والجغرافيا لتهويد القدس.
وتناول التميمي في حواره مع "المجتمع" تداعيات الاعتداء الصهيوني الأخير على المسجد الأقصى.. فإلى التفاصيل :
بداية نتوقف عند هدم باب المغاربة.. ما حقيقة ما تقوم به قوات الاحتلال في تلك المنطقة؟
ما يجري في باب المغاربة جريمة في حق الإنسانية ، ثم في حق العقيدة ، ثم بحق الشعب الفلسطيني.. حيث يعمل الصهاينة منذ احتلال الحرم القدسي على هدم المسجد الأقصى ، من خلال حفريات بدأت تحت أساسياته بشكل كبير ، مما يهدد بنيان المسجد ، وأحدثت اعوجاجا في سوريه الجنوبي والشرقي.
وطبعا الصهاينة كعادتهم يبررون هذه الحفريات بالبحث عن آثار يهودية أو الهيكل المزعوم. والغريب في الأمر أنه بعد سنوات أعلنوا أنهم لم يجدوا أيا من هذه الآثار.. بل اعترف بعض علماء الآثار أن هذه الحفريات من أجل تقويض بناء المسجد الأقصى المبارك.
ومنذ عام 1967 م نفذ الصهاينة شبكة أنفاق تحت المسجد الأقصى ، وأقامت كنسا تحته ، وأكملت أساساتها تحت المسجد ، والله أعلم ماذا فعلت أيضا تحت الأساسات ، لأنها منعتنا ، بل منعت منظمة اليونسكو ، من الاطلاع على ما يجري. والآن أتمت العمل تحت الأساسات وخرجت إلى سطح الأرض لتجهز على المسجد الأقصى المبارك ، مستغلة غفلة المسلمين وانشغالهم بسفاسف الأمور.
كيف ترى حادث هدم باب المغاربة؟
للأسف نحن نتعامل مع الحدث بسطحية ، ودون أن نعي أن السياسة الصهيونية واضحة إزاء المسجد الأقصى ، فكثير ممن تحدثوا عن هدم باب المغاربة تحدثوا بسطحية متناهية ، ووصفوا العملية بأنها "مجرد حفريات وهدم لباب المغاربة"! بينما الحقيقة أن الصهاينة بدأوا عمليا هدم المسجد الأقصى المبارك.
فالحفريات تحت الأقصى تمهيد لهدمه ، حسبما أعلن الصهاينة منذ زمن بعيد : هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم مكانه ، كهدف استراتيجي. ونحن نتابع منذ عام 1967 م هذه الأعمال وإجراءاتها التراكمية. أما الآن فمن يشخص ما حدث هذه الأيام ، دون ربطه بما سبق منذ عام 67 ، فسيقع في خلل فادح.
وما دور مؤسسة الأوقاف الإسلامية وأهم التحديات التي تواجهها؟
كثير من التحديات تقف في طريق تفعيل دور المؤسسات الإسلامية الفلسطينية ، وبصفة خاصة مؤسسة الأوقاف الإسلامية ، بوصفها حامية لتراث المقدسات الإسلامي.
فقد اعتبر الصهاينة ، القدس منطقة عسكرية مغلقة ، واعتقلوا شيوخ وعلماء منهم رائد صلاح ، وبعض الإخوة في الأراضي المحتلة عام 48 الذين يمثلون الشريان الذي يدافع عن قلب الأمة العربية ، ويتدفق في هذا القلب الجريح لمقدرتهم على الوصول للأقصى ، ويمثلون رأس الحربة في الدفاع عن الأقصى .
أضيف ، إلى ذلك ، عملية التطهير العرقي الشاملة التي ينفذها الصهاينة في القدس ، من خلال توسيع حركة الاستيطان مما يحدث خللا ديموجرافيا لصالح الصهاينة.
كما يمثل تراجع الدعم المادي من المسلمين والعرب ، حجر عثرة أمام الكثير من المشروعات التي تتبناها المؤسسات الإسلامية. للأسف هذه الأمة لا تساند أهل القدس ، أهل الرباط ، بمقومات وأسباب الرباط.
من خلال متابعتكم للأوضاع الراهنة عن كثب في القدس والمسجد الأقصى.. نريد أن تضعنا في ضوء المخططات الصهيونية إزاء المقدسات الإسلامية..
هناك 30 جماعة يهودية تعمل على هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم ، وهناك جماعات منها من يجمع المال ، ومنها من يقوم بمسيرات ، ومنها من يأتي إلى المسجد الأقصى للتشويش على المصلين ، ومنها من يقوم بعمليات الحفر ومنها من يقوم بدعم الحكومة الصهيونية.
كما تجند الحكومة الصهيونية المثقفين والمهندسين ، وعلماء التاريخ والجغرافيا ، وتختلق الأكاذيب لتبرير ما تفعله ، في مقابل موقف إسلامي مهزوم تنقصه إرادة مقاومة هذه المخططات.
ما المطلوب على المستوى الفلسطيني والعربي والإسلامي؟
على المستوى الفلسطيني مطلوب وحدة الكلمة والصف ، والتخندق في خندق الدفاع عن الحرم القدسي والمسجد الأقصى.
وعلى الصعيد العربي والإسلامي يجب أن نتخطى مرحلة الشجب والتنديد والاستنكار والإدانة ، وأن نفعل كل شيء ، ما عدا هذه الأشياء ، لأنها تريح الصهاينة. يجب أن تضع الأمة خطة عملية للحفاظ على مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام وحماية الأقصى.
اللهم أنصر الاسلام والمسلمين في كل مكان وحرر القدس الشريف من ايدي الطاغين
المصدر مجلة المجتمع