في 17 رمضان 1427هـ خرجت أنا وصديقي وسواقه أخذنا زكاة ماله وذهبنا الى خط الساحل من مركز الدرب الى القرى الفقيرة نوزع زكاة ماله كنا ثلاثة اشخاص في السيارة كانت الأموال موزعة في ظروف كل ظرف فيه 5000 ريال وكنا نوزع الظروف على المنازل حسب عدد أفراد المنزل طبعا كانت الاولوية للايتام والارامل والضعفاء البعض كان يجيهم ظرفين والبعض 4 ظروف
انا قلت نوزع على كل منزل ظرفين لاجل نستطيع اننا نوزع على اكبر عدد ممكن من المنازل لكن صديقي صاحب الشأن كان له رأي اخر
قال انا ما ابغا اعطيه ظرفين يشتري فيها ملابس وتنتهي انا ابغا اعطيه 5 ظروف 10 ظروف تقضي له شغل يعني اذا عليه ديون يسدد ديونه واذا كان يستطيع يشتري حلال ((غنم)) ويتاجر فيها يعني ابغاه يستفيد من المبلغ
انا ما اقتنعت بهذي الفكرة حتى قابلنا امرأة عجوز يوم شافتنا وهي ترحب وتهلل قالت: الفلوس اللي عطيتوني قبل 3 سنوات سويت لي فيها مطبخ واشتريت ثلاجة وغسالة ودولاب وجلست تدعي عندهاابتسم صديقي وهو يناظر لي
المــوقــف
خرجنا من احدى القرى وكانت الساعة 3 الظهر وكنا صايمين ويوم خرجنا على الخط الرئيسي خط جدة جيزان تقريبا بعد الليث واذا برجل عجوز لكن شديد وصحته قوية وملتزم عمره 70 سنة او اكثر يمشي على الخط العام فسال صديقي قال هذا وش يسوي في هذا الخط في هذا الوقت في الصحراء. قال السواق اكيد يماني داخل تهريب.
وقفنا عند الرجال وسلمنا عليه من وين الاخ: قال من اليمن وين رايح قال: مشتاق الى بيت الله قلنا له داخل نظامي قال:لا والله تهريب قلنا له ليه ما دخلت نظامي: قال لازم ادفع 2000 ريال تامين وانا ما عندي الا 200 ريال ركبت ب 100 ريال وباقي 100 ريال
لهيب: طيب يا عم كم لك وانت تمشي قال: 6 ايام
لهيب: فاطر
قال: لا صايم
لهيب: طيب انت الان انتصفت المسافة وتجاوزت على اكثر من 5 نقاط تفتيش امنية كيف تجاوزتها
قال: والله الذي لا اله الا هو اني امر من عندهم ومافي احد يكلمني الظاهر ما يشوفوني
لهيب: انت جاي تشتغل
قال: لا والله انا جاي مشتاق الى بيت اله ابغى اسوي عمرة رايح مكة
لهيب: الدوريات ما قبضوا عليك وانت ماشي في الخط
قال: قبل نصف ساعة مسكتني دورية قبل مسافة 50 كلم وجابتني عند القسم على بعد 1 كلم من هنا لكن سالوني وين رايح وحلفت لهم بالله اني ابغي بيت الله واطلقوا سراحي
قلت في نفسي سبحان الله ربي جهز لك رجال الامن ينقلوك بسرعة الى هذا المكان حتى ييسر الله لك هذا المحسن
قام صديقي واعطاه ظرفين قل خذ هذه زكاة المال اخذها الرجال وقال جزاكم الله خير طبعا هو ما يدري كم المبلغ اللي في الظرف لكن السواق قال هذا لازم يدري وش معاه فلوس حتى ينتبه لنفسه لا يسرقوها منه
فساله السواق قال انت تعرف العملة السعودية قال نعم قال طيب افتح الظرف وخبي الفلوس في حزامك لا تضيع
اليماني فك الظرفين يوم شاف الفلوس 10000 ريال طالع فينا
وقال: هذي كلها لي
قلنا نعم لك الرجال سقط على الارض في حالة اغماء نزلنا من السيارة وجلسنا شوية نرشه بالموية وهو يصيح براسه كله (( هذه الفلوس كلها لي.... هذه الفلوس كلها لي وجلس يبكي بكاء يبكي الحجر ))
المهم صديقي صاحب الشان قال خلونا نوصله معنا قدام شوي
وطلع معنا في السيارة وبعد ما استراح الرجال شوي
سالته يا عم قبل لا نتقابل معاك وانت ماشي في الخط وش كنت جالس تفكر فيه بصراحة ؟؟؟
اسمعوا وش قال
قال انا عندي بيت في اليمن وعندي قطعة ارض جنب البيت وهبتها لله وبنيت عليها مسجد انا وعيالي من الحجر والطين والمسجد خلص انتهى من البناء لكن كان باقي الفرش واشياء بسيطة وكنت جالس افكر كيف افرش هذا المسجد
صراحة كلنا بكينا بكاء عجيب
وتذكرت
قوله صلى الله عليه وسلم(( من كان همه الاخرة جلبت له الدنيا بحذافيرها))
وقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" من كانت ااخرة همه, جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله, واتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه, جعل الله فقره بين عينيه, وفرق عليه شمله, ولم ياته الا ما قدر له "
عندها اشرت على صديقي ان يعطيه زيادة فاعطاه ظرفين زيادة ليصبح المبلغ 20000 ريال وقبل ان ينزل الرجل من السيارة كان يتمتم ويدعوا وهو يبكي
قلت له: ماذا تدعي ؟؟
قال: ادعي ان يربط الله على قلبي فالموضوع خطير لا يحتمله عقلي ولا قلبي اخاف يجيني جلطة
تركنا الرجل في الصحراء وذهبنـا لتكمله ما بدأناه
أدعوا الله لصديقي أن يجعلها في موازين حسناتـــــه__ آمين آمين آمين