25-02-2006, 01:08 AM | #1 | ||
|
موقف شيخ قبيلة الدواسر من خلاف الزخنونيه بين البريطانيين والعثمانيين
خلاف بين ملكية جزيرة زخنونية بين الامبراطوريتين العثمانية والبريطانية وثائق خلاف حول ملكية جزيرة(زخنونية)بين الإمبراطوريتين العثمانية و البريطانية (الزّخْنونيّة)جزيرة تقع على بعد بضعة أميال إلى الجنوب الشرقي من ميناء الأحساء التاريخي المعروف باسم(العقير).وهي جزيرة صغيرة غير مأهولة ولكنها كانت تتمتع ببعض المزايا الجغرافية ،فجرى الخلاف حولها بين السلطات العثمانية في الأحساء والقطيف ،وبين السلطات البريطانية التي تحتل البحرين.قال لوريمر عنها في معجمه (دليل الخليج،القسم الجغرافي ص 3727)أنها جزيرة تقع على بعد نحو عشرة أميال في الجنوب الشرقي لميناء العقير،وعلى بعد عشرين ميلا ًًً في الجنوب الغربي للطرف الجنوبي لجزيرة البحرين ، وعلى بعد 32ميلا ً في الشمال الغربي من نهاية دوحة سلوى . وأضاف بأنها موازية للساحل الذي يفصلها عنه قناة يبلغ عرضها قدمان ، ويقدر طول الجزيرة بنحو أربعة أميال ،وأكبر عرض لها يبلغ ميلا ًونصف الميل، وهي قاحلة وبدون ماء عذب ، ولا يوجد عليها سكان دائمون ، وقد أقام بها الدواسر لعدة سنين عند هجرتهم من نجد إلى البحرين ، ثم هجروها ـ حسب قوله ـ منذ ستة عقود ، وأضاف بأن شيخهم ، أي شيخ الدواسر مع بعض عتوب البحرين يزورون الزخنونية في بعض المناسبات كالصيد مثلا ً في الشتاء ، وقد بنى بها الشيخ علي بن خليفة من البحرين قلعة منذ حوالي أربعين عاما ً او يزيد ، وهي الأن عبارة عن أطلال . هذا ما كتبه لوريمر عنها قبل نحو قرن من الزمان ، وقد كانت معلوماته مستله من اضبارات وزارة الهند وسجلا تها ، خاصه وان خلافا ً حول السيادة عليها قد نشب بين الإمبراطوريتين العثمانية والإنجليزية ، ولم ينته ذلك الخلاف إلا بعد سيطرة الملك عبد العزيز على المنطقة الشرقية ، فصارت السيادة له عليها ، خاصة وان الجزيرة هي اقرب ماتكون إلى البر الغربي للجزيرة العربية منها إلى البحرين كما هو واضح . انفجر الخلاف حول الجزيرة بين المتصرف العثماني على الأحساء ، ومن خلفه رؤساؤه في اسطنبول مع الشيخ عيسى بن علي آل خليفة المدعوم من الإنجليز الذين يحكمون البحرين ، حول أحقية ملكية الجزيرة (زخنونية). وقد كان الخلاف بطبيعة الحال ،حلقة من صراع القوى والنفوذ في الخليج العربي ، حيث كان البريطانيون يحاولون جهدهم تقليص مدى النفوذ العثماني على الساحل العربي ، وهم قد حاولوا مرارا ً تقليص مدى حدود القطيف والأحساء، وحصره في شريط ساحلي ضيق ، ليستولوا هم على باقي الشريط بتوسيع حدود الكويت الجنوبية وحدود البحرين وقطر من جهة جنوب الأحساء . وفي فترة من الفترات كان العثمانيون يحاولون تعزيز أسطولهم البحري في الخليج ، إما بذريعة تزايد القرصنة البحرية ، التي تطالب بريطانيا العثمانيون بالتصدي لها ، وإما بحجة إخماد الفتن والقلاقل في الأحساء و القطيف أضافة إلى مواقع عثمانية في اليمن ولا بد أن الجزيرة (زخنونية) كانت تحمل أهمية استراتيجية إلى حد ما ، خاصة وأن السفن الحربية العثمانية لم تكن قادرة على الحصول إلى مراسيها في القطيف والأحساء مباشرة ، بسبب سوء الموانىء وضحالة مياهها ، لذا عمدت في الغالب إلى التوقف في ميناء البحرين ، ومن هناك كانت تنقل المؤن والعتادو القوات عبر قوارب شراعية صغيرة إلى العقير او القطيف . والبحرين كجزيرة ، واقعة تحت السيطرة البريطانية ، وقد كانت بنظر العثمانيين في عهدهم الأخير(1871ـ1913) ومن قبلهم المصريين ، الميناء الطبيعي لمنطقة الأحساء و القطيف ،ويمكن للإنجليز بحكم واقع السيطرة ان يحرموا العثمانيين من الوصول إلى مناطق نفوذهم بحرا ً. شعر العثمانيون بأهمية البحرين ، فرفضوا الاعتراف بسيادة الإنجليز عليها ، ولكنهم لم يحاربوا من اجل السيطرة عليها ، والإنجليز من جانبهم لم يثيروا العثمانيين أو يحاولوا عرقلة وصولهم إلى مناطق نفوذهم ، كي لايدخلوا في مواجهة مباشرة . وفي نفس الوقت امتنع البريطانيون من الاستجابة لنداءات المعارضين و المتمردين على الحكم العثماني داخل الجزبرة العربية ، بمنع السفن العثمانية من الرسو في البحرين ، لأن أولئك المعارضين كانوا يعتقدون بأنهم قادرين على مواجهة القوات العثمانية برا ً،أما في البحر فلا قبل لهم به ، وهم قد يستطيعون إنزال الهزيمة بالقوات العثمانية و استدراجها إلى الصحراء ، أما في البحر فليس هناك من أحد قادرعلى ايقافهم سوى البريطانيين ، ولكن الأخيريين لم يفعلوا شيئا ً يدفع باتجاه المواجهة مع العثمانيين. لكنهم ـ أي الإنجليزـ كانوا حريصين على ابقاء السفن الحربية العثمانية تحت رحمتهم ، وأن لا تحصل على بدائل ، فكان الخلاف حول السيادة على جزبرة (زخنونية) عنوانا ً لهذا الصراع الإستراتيجي . هناك رسالة باللغة العربية ، كتبها حاكم البحرين إلى المعتمد السياسي البريطاني فيها ، الكابتن بريدو ، يؤكد فيها أحقيته في السيادة على زخنونية ، كي يقوم المعتمد بالدفاع عن ذلك الحق ، يقول الشيخ عيسى في تلك الرسالة المؤرخة في 8ربيع الأول عام 1327ه، الموافق للثلاثين من مارس 1909 التالي : بسم الله الرحمن الرحيم من عيسى بن علي آل خليفة ، إلى جانب عالي الجاه الأجل الأمجد الأفخم الأحشم ،عمدة الأصحاب ، سعادة الميجر أيف بي ابريدكس ، باليوز بالبحرين المفخم ، دام شريف وجدوه . بعد مزيد التحية وتقديم الإحترام لذاتكم الحميدة ، ثم نخبر سعاتكم أن بحر المسمى بالبنية غربا ً خور فشت ، فهو شاملا ً لأملاكنا وبلدنا البحرين ن وعندنا عليه اثبات ، وكذلك الجزيرة المسماة الزخنونية التي تلي بر الغربي من جهة العقير، فهي في تبعية يلدنا البحرين ، وان اناس من تبيعتنا ورعايانا يقطنون بها لاجل الصيد في البحر ، والدليل على ذلك أن والدي تقريبا ً من مدة خمسين سنة بنى فيها قلعة وجعل فيها مركزا ً، فالذي نتمله من سعادتكم أن لا أحدا ً من الغير يتعدى عليها بغير المناسب ، وحررنا هذل لأجل البيان ، هذا مالزم بيانه ولازلتم سالمين . حرر في 8 ربيع الأول سنة 1327. وأبلغه في رسالة مؤرخة في 4 ابريل 1909، بأنه سمع بأن مديرميناء العجير العثماني أجرى في الأسبوع الأخير من فبراير 1909،مراسلات مع رجال من قبيلة الدواسر الذين يزورون زخنونية من البحرين بين فترة وأخرى ، من أجل ان يعلنوا تبعيتهم للسلطة العثمانية. وقال بريدو أنه زار زخنونية في قارب المعتمدية البخاري في السابع عشر من مارس 1909، والتي قال أنها تبعد نحو عشرة أميال فقط من البر جنوب العقير، وقال ان مدير ميناء العقير سبقه إلى هناك ، برفقة ضابطين او ثلاثة وبرفقة العلم التركي ،وكان المدير قد سأل الدواسر ان يقابلوه هناك ، وسألهم إن كان بإمكانهم الإستقرار في جزيرة زخنونية مع رؤسائهم ليكونوا تحت السادة العثمانية ، فرفضوا خشية خسارتهم لمواقعهم في البحرين ، وبعد ذلك توجه مدير ميناء العقير إلى القلعة المدمرة غرب الجزيرة ورفع عليها العلم العثماني ، ولم يسأل المدير الدواسر المتواجدين سوى ان يرفعوا العلم عند شرق ومغرب الشمس كل يوم طالما هم في الجزيرة ، وفي حال مغادرتهم لها عليهم إعادة العلم التركي إليه في العجير. وقد تظاهر الدواسر بالقبول ، وغادروا الجزيرة (زخنونية) إلى البحرين فور مغادرة المدير لها إلى العقير. أما عن زيارته لزخنونية، فقد كتب بريدو لرؤسائه قائلا ً، انه وصلها يوم الثامن عشر من مارس، وانه لم يجد فيها سوى قارب صيد واحد للأسماك على الشاطئ ،كما وجد هناك بحرينيين يقطنون بشكل مؤقت جنوبي الجزيرة في غرفتين او ثلاث مصنوعة من سعف وجريد النخل (برستي)، وقد كان الرجال مشغولين في صيد سمك القرش وسمك أبوسيف، أما القلعة المدمرة غرب الجزيرة ،فقد وجدها بريدو غير مؤهلة ، كما وجد العلم التركي يرفرف في الموقع ،اما الجزيرة فخالية من الشجر، والماء يجلب إليها بكميات محدودة. وحين عاد بريدو إلى البحرين وأبلغ الشيخ عيسى بتفاصيل زيارته ، رغب الشيخ عيسى بأن يوجه إلى العثمانيين احتجاج مكتوب على احتلالهم لزخنونية ، لأنها من وجهة نظره قلعه بحرينية بناها ابوه. الكابتن ماكنزي ،المعتمد السياسي الجديد في البحرين ، كتب إلى المقيم في بوشهرالمجيور تريفور في 20نوفمبر 1909م، إنه بعد زيارة بريدو إلى زخنونية ببضعة أيام، ارسل العثمانيون من العجير أربعة من الشرطة ليقيموا فيها ،ويحافظوا عليها، وبعد ايام ابتنى منزلا ً صغيرا ً لهم ، وعادوا إلى العجيرمع صارية العلم. وقال ماكنزي انه في بداية نوفمبر أفاد خمسة عشر شخصا ً من الدواسر وصلوا إلى الجزيرة بأنهم وجدوها خالية من الجنود. ولكن في اشهرالصيف الحارة يقوم الاتراك بزيارة الجزيرة من الفنية والأخرى، وكان الدواسر يفيدون بأن هناك بعض الجنود من حامية العقير عما قريب لاصلاح القلعة المدمرة في زخنونية. ويعتقد ماكنزي ان النشاطات التركية ربما يكون سببها تغير متصرف الأحساء ووالي البصرة. ومع ان ماكنزي حذر الدواسر من التجاوب مع المطالب التركية، فإنه في نفس الوقت راح يبحث عن بعض الحلول، فالشيخ عيسى بن علي آل خليفة، رأى ان يرفع علم البحرين على الزخنونية حينما يكون الدواسر متواجدين فيها في فصل الشتاء، ولكنهم ينسحبون في فصل الصيف. ولكن المعتمد لم يشجع الأمير على ذلك ريثما يتوفر الوقت المناسب. بناء على المعلومات المتوفرة لدى الخارجية البريطانية فإنها أبرقت لسفيرها في اسطنبول في الثلاثين من مايو 1909، تطلب منه توضيح حقيقة الوضع في زخنونية إلى الباب العالي، والطلب منه بناء على ضرورة الإبتعاد عما يؤدي إلى الاضطراب في الوضع الراهن ، ان يسحب الحامية من زخنونية والتي وصلت إليها في الآونة الأخيرة . وقالت البرقية للسفير أنه لم يكن مرغوبا ً فيه منذ البداية رفع علامة استفهام حول محميتنا (البحرين)، وانه لم يقرر بعد رفع شيخ البحرين علم البحرين على الجزيرة في الوقت الحاضر. تلقت الخارجية البريطانية عبر سفيرها في القسطنطينية جوابا ً من والي البصرة يقول انه في بداية يونيو 1909، تم إرسال عدد من افراد الجندرمة إلى زخنونية وقد تم سحبهم في مارس إلى العجير. كان ذلك الجواب في اكتوبر، ولكن يبدو ان الانجليز لم يكونوا مقتنعين بموضوع سحب القوات، فطلبت الخاجية ملاحظة الوضع وان يرفع شيخ البحرين علمه عليها. كانت وزارة الهند قد نصحت وزارة الخارجية بأن لا تقبل السيادة العثمانية على جزيرة زخنونية، في رسالة بعثها وزير الهند إلى وزيرالخارجية بتاريخ 26مايو1909، وأهم الاعتراضات التي قدمتها هي أن سيطرة العثمانيين على زخنونية سوف يقودهم إلى التشكيك في السيادة البريطانية على البحرين وشاطئ الأسهل، وهي الحجة التي تقول بأن تحرك العثمانيين واحتلال الزخنونية كما حدث، سوف يسبب الاضطراب في الخليج ويعكر السلام البحري. بالإضافة إلى دفع أمير البحرين ليرفع علمه قبال العلم التركي على نفس الجزيرة (زخنونية) حينما يتوفر الظرف المناسب. ارسل الميجر تريفور المساعد الأول للمقيم السياسي في بوشهر إلى حكومة الهند في 28نوفمبر 1909، رساله يقول فيها ان تأكيدات الأتراك فيما يتعلق بإخلاء جزيرة زخنونية صحيح، وليس هناك الآن أي قوات عثمانية ، وقال ان الوقت حان ليرفع الشيخ عيسى علم البحرين على زخنونية في شهور الشتاء في حين لن يكون العلم مرفوعا ً في الصيف لان الجزيرة ستكون غير مأهولة، ومن وجهة نظر ماكنزي، المعتمد في البحرين ، فإن خللا ً ما سيحدث حول وضع الجزيرة القانوني في فصل الصيف ، aالعلم البحريني على الجزيرة طيلة ايام السنة ، وطلب راي حكومة الهند حول الموضوع. كان من رأي حكومة الهند، حسبما أرسلت إلى مساعد المقيم في بوشهر في25يناير1910، بأنها لا تسمح للشيخ عيسى بن علي بأن يرفع علم بلاده على جزيرة زخنونية، لأن رفع العلم البحريني يغير من وضعها القانوني ، خاصة وان العلم لم يرفع منذ عهد والده الشيخ علي . وفي 18ديسمبر1909، أبلغ الكابتن ماكنزي المعتمد السياسي في البحرين الميجور تريفور المساعد الأول للمقيم في بوشهر، بأن متصرف الأحساء وصل إلى ميناء العقير،وأرسل إلى الدواسر المقيمين في زخنونية للمساعدة في بناء القلعة ، وقد اجاب الدواسر بأنهم سيعيدون بنائها، وأنهم اصحاب الحق في الجزيرة، وقد عاد الدواسر إلى البحرين، واتفقوا مع عشرين عاملا لاعادة بناء القلعة. ولم يشأ ماكنزي أن يتدخل في الأمر،لأن الدواسر حسب قوله هم بناة القلعة في عهد الشيخ علي آل خليفة والد الشيخ عيسى وعليه فليس هناك تغييرفي الوضع القانوني للجزيرة، بمعنى أنها ستبقى تابعة للبحرين. وتوقع ماكنزي، المعتمد في البحرين ، بأن العمال لن يقوموا الا بالقليل من العمل ويصرفوا القليل من المال على القلعة . ولأن محاولات المتصرف التدخل في زخنونية لابد أن تكون جاءت بأوامر من والي البصرة، فقد اقترح ماكنزي من الممثل البريطاني هناك بأن يتصل بالوالي ويطلب منه ان لايصدر اية اوامر بشأن الجزيرة موضع النزاع. في فبراير 1910، علم المعتمد السياسي في البحرين،بأن بعض الدواسر المقيمين في زخنونية ، يرفعون العلم العثماني في أيام الجمع ، فأسرع كما يقول رسالة مؤرخة في 24مارس1910، لزيارة الجزيرة التي وصلها مساء العاشر من مارس، فقابل عند الشاطئ" ناصر بن جبر الدوسري" اما" خميس بن جبر وعبداللطيف بن يوسف" فكانا غائبين عن الجزيرة في العجير. توجه ماكنزي إلى نحو القلعة وبيوت السعف المقامة غرب الجزيرة، وقال أن القلعة مربعة الشكل طول ضلعها نحو40 ياردة ، وفي كل زاوية من زوايا القلعة الأربع يوجد برج صغير ، الرئيسي من هذه الأبراج ذلك الذي يقع في الزاوية الشمالية الغربية ، وفي هذه الجهة يرفع العلم التركي ، والمقيمون يقطن اكثرهم داخل القلعة في بيوت الجريد، بينما يتواجد قليل منها في الخارج عند الأسوار الجنوبية. وجد ماكنزي صارية العلم في الزاوية الشمالية الغربية من القلعة لم تنزع ، وان علم الشيخ عيسى امير البحرين يرفرف على الصارية ، أخبر"ناصر بن جبر الدوسري" المعتمد ماكنزي ، بأنه كرئيس في الجزيرة لم يعتد رفع أي علم لأي جهة، ولكن قبل وصول المعتمد بثمانية ايام حط نحو اربعين جنديا ً تركيا ً جاؤوا من العجير، على شواطئ الجزيرة ، وفي الصباح اليوم التالي قام أخوه برفع العلم العثماني ، ثم رفع علم الشيخ عيسى ايضا ًبعد رحيل الجنود ، ولكن المعتمد لم يصدق الكثيرمن الكلام الذي قاله الدوسري ،وكان يرى ان الدوسري رفع العلم التركي بمجرد نزول الجنود إلى الشاطئ ، وفعل نفس الشيء في مناسبات عديدة. بعد ان غادر ماكنزي الجزيرة إلى البحرين، توجه متصرف الأحساء إلى ميناء العقير لمقابلة الكاماندورالعثماني على القارب العسكري، واستدعى الدوسري إليه ليناقشه حول رفع علم الشيخ عيسى. رسالتان أرسلهما التاجر والموظف في المعتمدية يوسف كانوا إلى المعتمد ماكنزي تشرحان الموقف. الرسالة الأولى تقول: من البحرين في 9 ربيع الأول عام1328 (21مارس1910) إلى جناب قبطان مكنزي باليوزصاحب في البحرين أطال الله تعالى في عمره وثم بعد تقديم فايق سلامي ، أعرض بخدمتكم بأن بالأمس الماضي أخبرني "خميس بن شاهين الدوسري"بأن متصرف الأحساء قد بلغه خبر وصول جنابكم (أي مكنزي) إلى الزخنونية، وكيفية وضع "ناصر بن جبر الدوسري" علم مال الشيخ عيسى بن علي آل خليفة على القلعة لأجل السلام، عندما وصل "ناصر بن جبر الدوسري"إلى عند المتصرف ، تذاكر المتصرف مع ناصرالمذكور كيف وضعه علم حكومة البحرين ،وانني عنك متكدر، ثم ان ناصر اعتذر وقبل عذره المتصرف، وقال انا اروح إلى الزخنونية معك ،ثم ان المتصرف توجه بمعيته ناصر إلى الزخنونية فتوافا مع "خميس بن جبر" وقال له أنني اترك عندكم بالزخنونية نفرين من العسكر خارج عن القلعة ومتى وصلكم احد الرؤساء فلا تنشرون إلا علم الدولة العلية وثم ان المتصرف اعطى إلى خميس وجماعته الساكنين في الزخنونية لاجل سفنهم اعلام عثمانية ثم رجع المتصرف من الزخنونية وبمعيته خميس حيثما رجعوا إلى الأحساء ام العجير، فتكرم الباشا على خميس بالإعطاء له عدد(عدا؟) 5 كسوة وكم ريال، هذا ما بلغنا واقبلوا فايق سلامنا والله يحفظكم سيدي بالسلام. التوقيع يوسف كانو الرسالة الثانية موقعة ايضا ً من يوسف بن أحمد كانو، وهذا نصها : من البحرين في 16 ربيع الأول سنة 1328(28مارس 1910) جانب الأجل الأمجد الأفخم المستر دي اكس لوبوهيد كلارك، بولتكل ايجنت في البحرين الأفخم. حرسه الله تعالى، بعد تقديم السلام، اعرف جنابكم بنسبة المذاكرة التي وقفت مع سعادة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين بعد البيان إليه في خصوص مقدمة "خميس بن جبر الدوسري" الذي قبض من المتصرف بنديره في الزخنونية لسفنه وجماعته ،جواب الشيخ المشار إليه أنه لقد بلغه كما بلغ سعادة الصاحب وان الشيخ عيسى مراده التحقيق إذا خميس ام احد من جماعته نشروا في البحرين ام بغيرمكان على سفنهم تلك بنديرة(علم)الترك، فسوف يقبض على سفنهم ويجازيهم بسوء عملهم ، أما في البحرين فأسف الشيخ عيسى إذ لم يكون لهم بها املاك وقال ان الترك مالهم حق بأن يعطونهم بنادير ومحسوبية وهم رعيتي إذا كان رعايا الترك وغيرهم الساكنين في البحرين يصيرون رعيتي ، فهذي غير مستحسن من المتصرف أبدا، وحيث كان هؤلاء الدواسر رعيتي وفي اقتداري مجازاتهم، وانني اعلم بان رئيسهم "عبدالله بن حسن" غير راض من عملهم لكنه قد بلغني بان الترك سيبنون قلعة في الزخنونية، ويضعون فيها مدير وعسكر يكون ترفع الأمر لسعادة الباليوز صاحب بأنني غير راض من عمل الترك ولست بمجوز لهم البناء في الزخنونية لانها من حقوق حكومتي وانني أطلب من سعادة الباليوز صاحب ان يخلص الأمر من الترك ويرفعون عسكرهم من الزخنونية هذا ما انتهى عليه الكلام، دمتم محروسين وسالمين بالسلام. محبكم يوسف بن أحمد كانو أفادت المعتمدية في 23 ابريل 1910م، ان الدواسر عادوا إلى البحرين وابلغوا المسؤليين بأن جنديين تركيين وصلا إلى الجزيرة وان ستة آخرين سيلتحقون بهم ليمضوا اشهر الصيف في الجزيرة .17 يونيو 1910، ارسل ماكنزي إلى المقيم في بوشهر الليفتنانت بيرسي كوكس يبلغه بان الجنود الأتراك عادوا إلى العجير وان أربعة آخرين سيحلون محلهم خلال اسبوع او نحو ذلك، وان العلم التركي لازال يرفع في ايام الجمع. في 29 يونيو 1910، ارسل المقيم كوكس إلى خارجية حكومة الهند، قائلا ً انه ينتظر ردا ً اقترحه في 25يناير1910،كما افاد بان الحراس الترك لازالوا في الجزيرة. في هذه الفترة ارسل القنصل البريطاني في البصرة كراو إلى السفير في القسطنطينية وذلك في 1يوليو1910،يبلغه بفحوى مراسلة استلمها من كوكس (المقيم)حول جزيرة زخنونية يقول كوكس فيها للقنصل، بانه لم تتح له فرصة مناقشة الموضوع مع والي البصرة نظيف بيه، وأضاف بانه يستطيع التفاهم مع سعد بيه، متصرف الحسا الذي عمل لفترتين بالنيابة عن والي البصرة في حال غياب الأخير، وأشار إلى أن الوالي يرغب في احتلال الجزيرة وانه اتخذ خطوات لاستبدال الحرس، وهذا(يلخبط) الترتيبات السابقة التي تمت مع الوالي السابق للبصرة الذي اتفق مع على سحب الجندرمة. اما المعتمد ماكنزي، فقد كان شديد المراقبة لتفاصيل الوضع في زخنونية مهما بلغت ضآلة التطورات فيها، وقد أرسل لرئيسه المقيم كوكس في 23يوليو 1910، يقول بان جنديين تركيين في زخنونية قد تركا موقعيهما وهربا في 18يوليو1910، وان اثنين آخرين هما آخر من تبقى قد استدعيا من قبل مدير ميناء العقير. وحسب ماكنزي، فان سحب الجنود هو مجرد عملية مؤقته بسبب الجو الحار والشعور بالوحدة والماء السيء، وليس تغييرا ً في نية سعد بيه (المتصرف) في سياسته تجاه الجزيرة،فقد اعطى اوامر بانه يجب ان لاتكون الجزيرة خالية من الجنود، او انه استلم اوامر جديدة. وكانت حكومة الهند تنتظر من وزارة الخارجية ردا ً يحدد المنحى السياسي في الإجراءات البريطانية تجاه الباب العالي، وحين تأخرت تكتب نائب الملك في الهند إلى وزير الخارجية في 25يوليو1910، بأنه علم من كوكس المقيم بان الأتراك اعادوا احتلالهم لجزيرة زخنونية وان العلم التركي يرفرف عليها كل جمعة. وأضاف (نحن واثقون بان حكومة صاحب الجلالة ستتخذ خطوات اكثر حزما ً لدى باب العالي). رد وزير الخارجية في برقية على نائب الملك على الهند، في 10أغسطس1910، بأنه طلب من سفير جلالة الملك البريطاني في القسطنطينية في الثامن من الشهر الحالي (أغسطس) ليطلب من الحكومة التركية أن تقوم بسحب الحراس، وبعث وزير الخارجية بمرفق لنائب الملك على الهند، يحوي توجيهاته للسفير في القسطنطينية. كتب وزير الخارجية السيري غري إلى السفير السير ج لوثر رسالة مؤرخة في 8أغسطس1910، انه بناء على اقتراح حكومة الهند، عليك ان تذكر الحكومة التركية بالموضوع الذي طرق في العام الماضي موضحا ً بان احتلال جزيرة زخنونية فيه تغيير للوضع القائم، وان تطلب من المسؤولين ان يأمروا بسحب فوري للحراس. وعليك ان توضح للسلطات التركية بان حكومة صاحب الجلالة لن تسمح لشيخ البحرين بان يرفع علمه على الجزيرة. ابلغ السفير البريطاني في القسطنطينية المسؤولين العثمانيين بما طلب منه، فكانت النتائج حسبما توضحها برقيته المؤرخة في 18اكتوبر 1910، إلى القنصل في البصرة كراو، الذي ارسل نسخة من رسالة السفير إلى المقيم في بوشهر(كوكس). يقول السفير: ابلغني وزير الداخلية بانه امر والي البصرة في تلغراف بان الجندرمة الذين توجهوا إلى الجزيرة لموسم صيد السمك يجب ان لا يعودوا إلى هناك إلا بامر خاص يرسل من القسطنطسنة لهذا الغرض . وطلب السفير من القنصل التأكد من ان الوالي استلم الأوامر هذه، وان يتعرف إلى أي حد هو (الوالي) ينوي وضعها موضع التنفيذ. رد القنصل كراو في رسالة مؤرخة في 27أكتوبر1910،أرسلها إلى السير ج لوثر السفير في القسطنطينية (ونسخة اخرى إلى كوكس)قال فيها، بانه بناء على الأوامر التي وصلت إليه ، بعث القنصل احد رجاله للقاء الوالي وسؤاله بشكل خاص وبصورة غير رسمية عما إذا قد استلم من وزير الداخلية التركي امرا ً يفيد بان الجندرمة الذين ارسلوا إلى جزيرة زخنونية يجب الا يعودوا إلا بامر خاص من القسطنطينية، وإذا كان كذلك فهل اوصل اوامره إلى المتصرف في الأحساء؟. قال الوالي بانه حتى الوقت الحاضر لم يستلم أي برقية حول الموضوع، ثم أن الجزيرة تركية وان القنصلية البريطانية لاحق لها التحقيق في الشأن سواء كان بصورة رسمية او خاصة. وقال لمبعوث القنصل بانه مندهش من تدخلات القنصل السياسية مع ما يفترض ان وظيفته مراقبة الوضع التجاري. وحين طلب موظف القنصل التوضيح، غير الموضوع وقال ان معظم صيادي الأسماك في الجزيرة هم اجانب على الجزيرة وبالتالي فإن سؤال القنصل عنهم مبرر!. من خلال متابعة الردود العثمانية، لاشك ان السلطات البريطانية شعرت بان المسؤلين العثمانيين اعتادوا الإيجابية الظاهرية في التعاطي مع الشكاوي البريطانية، فيقولون كلاما ً ويعطون مواقف، ولكنهم لايأمرون بشيء إلى الموظفين مما يعني ان معظم ما يقولونه لا ينفذونه، بل هو مجرد امتصاص للتشنج لا اكثر. وقد بقي الخلاف على زخنونية حتى رحيل السلطات العثمانية من الأحساء بعد سيطرة المغفور له الملك عبدالعزيز عليها عام 1913. 19 اكتوبر1910، ارسل المعتمد ماكنزي إلى كوكس، رسالة اخبارية قال فيها، ان زخنونية اللآن خالية من الجنود الأتراك، وان الخمسة جنود الذين كانوا متواجدين في زخنونية في أغسطس الماضي، قد تركوا مواقعهم بعد فترة قصيرة ، وان اثنين منهم زارا البحرين وقالا انهما تركا الجزيرة خوفا ً من البدو اضافة إلى مسائل اخرى. وحتى الآن لم يعوض الخمسة بجنود اخرين بانتظار وصول الدواسر من البحرين إلى الجزيرة ليقضوا الشتاء هناك خلال عشرة ايام تقريبا ً. واضاف ماكنزي : إذا ما سألني الدواسر او الشيخ عيسى السماح لهم بزيارة الجزيرة فسأحذرهم من التورط في النشاطات التركية. لم تحدث تطورات ذات قيمة في عام1911، هذا مايوحى به تقرير يوسف كانو إلى المعتمدية، فقد ارسل التالي :من البحرين في 16 ربيع الأول سنة 1329(21مارس1911) حضرت الماجد الأفخم الجليل الميجر اس جي ناكس صاحب الأفخم بعد تقديم فائق سلامي، قد بلغني بان في هذه السنة منذ ذهب عرب الدواسر إلى زخنونية ماوصل عندهم قطعا ً من عسكر الأتراك احد، وان العلم الذي ينشرونه العرب على القلعة علم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين. "الشيخ عبدالله بن حسن الدوسري" قد وصل إلى الزخنونية واستقام قليل ثم سافر منها إلى قرب العجير لأجل يحملون لهم من هناك ماء فأرسلوا للمدير يطلبون الأجازة منه فأجاز لهم وحملوا الماء، ثم ان المدير وصل إلى جالبوت "الشيخ عبدالله بن حسن الدوسري"وشرب القهوة عنده وتناول طعام العشاء، ونزل من الجالبوت ولم يجر بينهم مباحثة في السياسة، هذا مالزم ودمتم محروسين بالسلام. محبكم يوسف أحمد كانو. ومرة اخرى أكد كوكس ضآلة النشاط التركي في الجزيرة، وذلك لأن الأمبراطورية في آخر ايامها، وقد سحب معظم جنودها من الأحساء اثناء وبعد هزيمتها امام الطليان في ليبيا وتمردات البلقان. كتب كوكس إلى حكومة الهند في 30ابريل1911،انه بناء على معلومات البحرين وتاكيد الشيخ عيسى وشيخ "الدواسر عبدالله بن حسن "، خلال زيارتي الأخيرة للبحرين، لم يزر زخنونية أي جنود اتراك خلال الشتاء الماضي. *(كل الوثائق المنشورة ، عربية الأصل او أنجليزية، تجدها في ملف وزارة شؤون الهند،رقم:I.O.R/15/2/25
|
||
|
25-02-2006, 02:16 AM | #2 | ||||
|
ابو خالد
عز اللة ماقصرت بيض اللة وجهك ياالقرم اخوك ومحبك ابو زابن
|
||||
|
03-03-2006, 01:42 AM | #4 | ||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
||
|
05-03-2006, 10:22 PM | #5 | ||||||
|
بسم الله الرحمن الرحيم
|
||||||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قبيلة الدواسر ومحاولات التأليف عنها | مسفر بن محمد الشرافي | :: قسم تاريـخ قــبـيـلة الــدواسـر :: | 40 | 29-05-2012 02:11 PM |
التغطية المصورة لحفل المسابقة الشعرية الأولى لموقع قبيلة الدواسر الرسمي | الإداره | :: قسم المسابقة الشعرية السنوية للموقع الرسمي لقبيلة الدواسر :: | 17 | 11-12-2010 11:09 PM |
التغطية المصوّرة لحفل إفتتاح مبرة قبيلة الدواسر الخيريّة بدولة الكويت. | الإداره | :: قسم اللقــاءات والفعاليات والتغطيات الخاصة:: | 16 | 22-11-2010 09:44 AM |
تغطية الموقع الرسمي للقبيلة لحفل قبيلة الحراجين برعاية الشيخ محمد بن فهيّد آل ملحم شيخ قبيلة الحراجين المقام على شرف قبيلة الغفران آل مره . | الإداره | :: قسم اللقــاءات والفعاليات والتغطيات الخاصة:: | 18 | 19-07-2010 12:45 AM |
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||