الشيخ سلمان العودة..ينتقد فتوى الدكتور عوض القرني

**معلومات** **العضو** · 17-01-2009, 05:22 PM

أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" ـ أن فتوى استهداف المصالح اليهودية خارج إسرائيل غير صحيحة، مشيرًا إلى أن هذه الفتوى ستنقل المعركة إلى بلدان إسلامية كثيرة، موضحًا أن الحديث عن الذهاب لغزة من أجل الجهاد هو "تحصيل حاصل".

جاء ذلك ردًّا على سؤال حول "فتوى استهداف المصالح اليهودية في كل مكان"، وذلك في برنامج "ساعة حوار" والذي يُبث على فضائية المجد، والتي جاءت تحت عنوان: "الدعم العلمي لقضية غزة ".

وقال الشيخ سلمان: الفتوى وجدتها منسوبة في بعض القنوات لشخص ينسب نفسه إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ثم سمعت أنها صدرت من أحد الشيوخ في المملكة، وهي فتوى "غير صحيحة".

تغرير مرفوض

وأضاف فضيلته أن هذه الفتوى قد تُوقع تغريرًا لدى كثير من الناس الذين ينطلقون بدون أن يحسبوا عواقب وترتيبات الأمور، ولذلك فإن حركة حماس كان من وعيها وضمن نظامها الذي عملت عليه، وهو الموقف الرسمي حتى الآن، أن هذه الفتوى لا تمثلهم رسميًّا، وأنهم لا يُقِرُّون بها.

وأردف الشيخ سلمان: سألت مسئولين في حماس عن هذه الفتوى، فقالوا: إنهم لا يريدون نقل المعركة خارج إطار فلسطين، مؤكدًا أن هذا من السداد ومن الصواب والحكمة؛ لأنه ليس من المصلحة أبدًا أن نحاول استعداء أطراف كثيرة جدًّا، ولكن من المصلحة أن نُحَيِّد من يمكن تحييده، وأن نُقَرِّب من يمكن تقريبه، وأن نتمحض للمعركة الكبرى مع هذا العدو القوي المستبد.

تحصيل حاصل

وردًّا على سؤال يقول: لو سألك شاب يريد الجهاد في غزة، فهل سيكون موقفك كما هو في العراق وأفغانستان؟ .. أجاب الشيخ سلمان قائلاً: إن كان القصد أن هذا الشاب سيذهب بنفسه، فأنا أقول بأنه لن يذهب أصلاً؛ فهذا تحصيل حاصل، مضيفًا: نحن ننادي بأن يكون هناك تهيئة للشباب، وأن يكون هناك قدرةٌ على احتواء هذه المشاعر، ورفعٌ لمستوى الخطاب، وهذا كلُّه لا بأس به من الناحية العملية.

وأوضح فضيلته: نحن نتكلم عن خارطة موجودة وقائمة، هل سيذهب هذا الشاب إلى غزة لمقاتلة اليهود أم سيجد نفسه في مواجهة بني جلدته الذين يقومون على حراسة هذه الحدود؟.

ذُروة سنام الإسلام

وتساءل الدكتور العودة: هل فعلاً فكرة الجهاد أن يذهب كلٌّ لحال سبيله، هذا ذات اليمين وهذا ذات الشمال؟ إني أعتقد أننا إذا عرفنا أن الجهاد هو ذروة سنام الإسلام، فيجب علينا أن نُدرك أن هذه الذُّروة تتطلب قدرًا من الوعي والتخطيط والمؤسسية في العمل، مؤكدًا أن الإخوة في فلسطين ليست مشكلتهم في الحاجة إلى أشخاص.

حلول جِذْرية

وأردف فضيلته: أقدر هذه الروح لدى كثير من الشباب، وسمعت الأمير تركي الفيصل يقول: كلنا فلسطينيون، وكلنا نتمنى أن نُقتل شهداء، وهذا لسان الجميع، مشيرًا إلى أن الذين يُقتلون هم أسعد حالاً بكثير من أولئك الذين ظلوا أحياء، سواء من الجرحى الذين فقدوا كثيرًا من معاني الحياة، أو الناس الذين يتفرجون على مشاهد الدمار، ثم لم يستطيعوا أن يُحرّكوا ساكنًا .

وتابع: ولكن الأمر يتطلب حلولاً جِذرية؛ بحيث يكون هناك تخطيط وترتيب للأمور، أما أن ينطلق الناس هائمين على وجوههم، سواء للعراق أو لفلسطين أو لأي بلد آخر فلا، وأظن أننا يجب أن نتفق على هذا المعنى.