الجبعة بن مانع بن فايز بن خليف
الجبعة بن مانع بن فايز بن خليف أحد فحول الشعراء الدواسر البارزين في عصره ، شاعر متميز في الحكمة والوصف ، وفي ضروب الشعر بجميع صفاته والوانه وهو من سكان السليل الدواسر وجده فايز هو من خلف مجدا راسخاً للدواسر في قصة جاره الذي سقط جداره عليه قضاء وقدرا فاعطى ديته كاملة لورثته فصار ذلك من أحد الصفات النادرة التي تكررت لقبيلة الدواسر في أشعار كثيرة من هنا وهناك ولعل ابرزها ما قاله الشاعر الكبير محمد بن لعبون الوائلي العنزي وفتخرا به للدواسر عندما هجا عبد الله بن ربيعة وقصة ذلك في ديوان واحة الشعر الشعبي المجموعة الرابعة لمؤلفه عبدالله بن حمير بن سابر الدوسري ، يقول ابن لعبون :
حنا هل الوادي وحنا المناعير = وحنا ودينا جارنا من جداره
يشهد لنا جريس اليماني بتفخير = يوم عن اهل الدين محد اجاره
الخ .....
القصيدة التالية : أحد روائع الجبعة قالها عندما غار أحد قبائل الجزيرة قبل حكم الملك عبدالعزيز رجمه الله ، على أبل أهالي السليل في مرعاها ومضماها ، وهربوا بها غنيمة ، فلحق بهم فرسان الوداعين وعلى راسهم الفارس الشجاع الجبعة عند قرية الفاو الأثرية جنوب السليل بحوالي سبعين كيلا وتقابلوا في معركة جامعة ، انتصر فيها الدواسر على الغزاة ، واستردوا الإبل جميعها .
والجبعة كما اسلفنا فارس وبطل يؤخذ حسابه في الغارات والمواجهة القبلية ، قال هذه القصيدة الرائعة بهذه المناسبة التي قدمنا لها توا .....
قال الصبي الزائدي هيض البناء = عليك ياللي معلق في تبايله
شدوا على الحرشاء اشداد وقربه = وزهبة صبي للعدو ما يحايله
أنا أقول خلو جرة القوم مجنب = صدق ولا زكى الحكا الا صمايله
قال الذي ما يسعد الربع شوره = قلطوا اردفاكم على الماء تخايله
قلطنا اردفانا على الماء الى الربع فوقه = والى كل منهم معلق في ذبايله
يا فاطري معهم مطارق شواحط = ومن زرقهم قلب الردي جال جايله
وردتك احياض الموت بتشر عينها = من ذلة من مجلس ضال ضايله
نطحني يحي مقدم الربع كنه = كما الجمل الهايج هدوده شوايله
ضربني باسنان الرمح ثم صاب فاطري = يحري بعقرتها منجي رحايله
فرديت الهندي كما نوض بارق = مغريه من زرق الدمي في وشايله
فلولا الهنادي حطمت كل عايل = كان العوادي بان فيها قتايله
ولولا ال"......." تنحوا شرايد = غدوا مثل حلم الليل يمحاه قايله
فلا تحسد الاجواد منا سلامه = كالراس يرجى نفعته من قبايله
يا مسرهد اركب فوق قادا جسيمه = عداها الجمل عامين والعام حايله
تلفي بن حمدان منى هاشل الخلاء = لفا من نجم الثرياء مخايله
لا جيت فابشر لك بن وحايل = وعبا زايديا كرمته من فعايله
من لاد حسن ترثه اصهيب زايد = أهل سلف ماهوب يتلى نقايله
ترى كسبهم مدن وشول غدوبها = و أهلها جيران لهم في نزايله
قل أنا جاي ابين شراع يعزكم = بشبط وربط للعدو ما نحايله
قلته و أنا من دون الاقصى ارباعه = افروع القنا من بين الارماح طايله
فنا الدوى والداء ولطامة العدا = مع سم داب ما تنادى قتايله
فمن لا تخلى نعمته من مهابته = مثل الأسد تدرا الجعر من فصايله
و أنا هل النعرات ما نيب واحد = يهدم بناء عز القبايل دغايله
منا ابن بدران تراني خلايفه = و أنا ولده ما قط نسمع عذايله
وهذا البيت الأخير يشير فيه الجبعة بان ابن بدران عامر اوصى في النعرات والحمايا وخص فيها فايز بن خليف للمعلومية .
روى القصيدة والقصة أحد احفاد الجبعة الذي لا يزال حيا ويسكن بوادي الدواسر .
غزا الجبعة بن مانع على رأس نفر من قبيلة الوداعين وتقابلوا مع نفر من قبيلة العجمان على رأس العقيد ابن هرويل من آل شــــامر فدعا ابن هرويل بالمنع للجبعة وقومه قائلا ارجعوا في وجه ابن هرويل فقال الجبعة : حنا في وجه الله ولسنا في وجهك وحصل بينهم مناوشة صارت الغلبة للجبعة ورفاقه فانشد قائلا :
أنا هاظني ربع يدزون ضلع = يدزون من عيراتهم الجلايد
جانا ابن هرويل عقيد مسلط = كما الذيب قطاع الحزوم البعايد
خطيت خط الله بيني وبينه = ومن ذل منا جعل ماله شرايد
باعوا فعقلنا فبعنا فدبروا = ورانا حمول كنهن الفرايد
خذنا مزاهبهم وخذنا اركابهم = وجربان بر حط فيها مسايد
ابمدح درمان صبي مجرب = صبي النقا ما جاء دروب النقايد
وبمدح درويش طعونه مواري = كما النمر لا ادوى قلتنا ذاك صايد
فالى اعشقت مدعوجة العين شوقها = فهو أنا وأنا صبي الوكايد
وأنا صبي دويسةٍ ثار كدرها = عبوسٍ تشيب المرضعين الولايد
ولد نمرٍ من فهودٍ فجيتنا = غديتنا نمرٍ خضوب الصوايد
خلاصة كير من حميد ابن مدرك = تقطع شراره من شبوب الوقايد
وذات يوم غار وهو ما يعرف بالهجوم قوم على الوداعين أهل السليل في مكان يقال له الروضة ، وعندما على الوداعين بالغزاة ركبوا وعلى رأسهم الجبعة للحاق بهؤلاء ، فولوا هاربين لم يظفروا بأي شيء من إبل الوداعين ... فقال الجبعة هذه القصيدة بالمناسبة :
أنا ها ضني في الصبح صياح ريبه = يقول شواويكم عليهم هضايم
لبا ملبينا وطعنا مشيرنا = وجينا كما سيل يطم العدايم
لاذوا بني عمي على اكوار ضمر = لادبرت تشدي لجول النعايم
لحقنها بها ركب تعزووا بزاهب = قروم يطرون الديون القدايم
واحة الشعر الشعبي
ج/6
عبدالله بن حمير آل سابر الدوسري |