السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
جلست ذات يوم في غرفتي ، و إستلقيت على سريري و الهم و الكدر قد أنتابني، لأني أفكر في أحد قريباتي التي فقدت أبنها الشاب في الـ 18 من عمره بحادث مروع فقدته و ذهب من بين يديها ذهاب بلا عوده .
فقلت يالله ما اعظم مصابها أبنها بالأمس ينام في غرفته ، و اليوم غرفته مظلمه موحشه ترك سريره و توسد التراااب .
أسأل الله تعالى ان يعظم لها الاجر .
ثم سرح فكري في أخرى أعرفها قد تزوج عليها زوجها فالتزمت بيتها و التزمت الصمت و صابها الهم و الإكتئاب ..
فقلت الله يكون في عونها مصابها عظيم ولربما نار الغيره تحرقها في كل آن.
أسأل الله تعالى أن يربط على قلبها و يذهب عنها ما ألم بها .
ثم تذكرت صديقتي فاطمة ذات الدين و الخلق عمرها 22 رجعت إلى بيت أهلها مطلقه و بين يديها طفلين .
فقلت يا الله حملت لقب أكبر منها ، و على عاتقها مسؤولية كبيرة .
أسأل الله أن يعينها عليها و أن يرزقها بالأفضل و يصلح لها ذريتها .
اشتقت كثيراَ لجارتي مريم التي ذهبت هي و زوجها للخارج بحثاَ عن علاج للعقم ، بعد أن استنفذت وصرفت أموال طائلة لطرق و سبل العلاج وجميعها باأت بالفشل .
لا أنساها عندما تقول لي لو أصرف أموالي كلها لا أبالي مقابل طفل واحد يقول لي( ماما).
أسأل الله تعالى أن يرزقها بالذرية الطيبة و يقر عينها بهم .
لا أعرف لماذا خطرت على بالي عمت صديقتي جواهر عمرها 26 ، لا انسى كلام جواهر عن زوج عمتها و كيف انه يحب زوجته و يحترمها لأبعد درجه ...
.رزقهم الله تعالى بولدين وهي حامل في شهورها الأخيرة .
تقول صديقتي بأن زوجها كاد يطير من الفرح عندما عرف بأنها حامل ببنت .
جهز لها غرفتها و أشترا لها جميع أغراضها .وهو يحلم باليوم الذي يقابل فيه أبنته التي لم ترى النور إلى الآن .
وهذا كان في العام الماضي خرج لعمله كالمعتاد وقامت زوجته بتحضير الطعام .
و إذا بجرس الهاتف يرن و يقال لها : زوجك مااااااااااااات .
الله اكبر ما هذا المصاب الذي يزلزل الجبال الراسيات ، أي فكر بل أي عقل يستوعب هذا المصاب .
كلما تذكرت عمت صديقتي هذه تعبت نفسياَ و أتعبت قلبي من شدة البكاء .
و أنا أقول في نفسي : اللهم أجرها في مصيبتها و أخلفها بخير منها .
جال فكري و سرح في كل من اعرفهم و إذا بهذه تشكوا من بخل زوجها و شحه ، وتلك تجاوزت الـ 35 ولم تتزوج ، و ثالثه قد بلغ الفقر منها مبلغا ، و أخرى تشكوا بأن زوجها ذو علاقات مشبوهة .
فقلت يا لله من في هذه الدنيا سعيد ؟؟
هل يوجد شخص في العالم هذا بأسره لا توجد عنده مشكلة واحد ؟؟؟
راحت البال و الضمير من المتمتع بها ؟؟
وحتى لو أتانا مصاب فماذا نفعل و كيف نتصرف ؟؟
وصدق الشاعر عندما قال :
كل من قابلت يشكوا همه .................. ليت شعري هذه الدنيا لمن .
أهتم قلبي و انشغل فكري بمن حولي و ما هم فيه من مصائب ، فذهبت إلى مصحفي و قرأت فيه لعل الله تعالى يذهب عني الهم و الحزن الذي أنا فيه .
في أثناء القراءة مررت على أية فيها الجواب الكافي لجميع علامات الاستفهام الموجودة في رأسي ..
وهي قوله تعالى ( أعلموا أنما الحياة الدنيا لعب و لهوا و زينة و تفاخر بينكم و تكاثر في الأموال و الأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما و في الأخرة عذابٌ شديدٌ و مغفرةٌ من الله و رضوانٌ و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )
بالفعل الدنيا كلها لعب و زينه و الناس مشتغلة بجمع الأموال و الأولاد .
أيضاَ هلك الناس التفاخر بما عندهم .و التكبر و الغطرسة .
هذا كله اشياء اعتدناها ، وهذه جميعها مناظر ألفنا النظر لها في كل أوساطنا .
أكثر الذي استوقفني و جلست أفكر فيه كثيراَ .
هو نهاية الآية الكريمة .
تدبروا فيها اخياتي و تمعنوا جيداَ .
....وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ...
يا إلهي ما أقواها من كلامات لو صادفت عقول نيره تستوعبها ...
يا الله ما أعظمها من عبارات لو تفكر فيها أولو الألباب و أصحاب النهى ...
بالفعل الدنيا متاع زائل و نافذ .
تبحث فيها عن السعادة فتتكون عندك مثل السراب .
كلما قربت منها و تريد الإمساك بها ذهبت و كأن شيء لم يكن .
هذه الآية الكريمة خرجت منها بفائده أنه في هذه الدنيا لا يوجد أحد مرتاح و إنما الكل يجري ورائها و يلهث في ملذاتها و شهواتها . و كل ذالك هباء منثورا لا فائده فيه.
حسناَ و أسألتي الاخرى و جدت جوابها في اللآية التابعه لها تماماَ .
قال تعالى ( سابقوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السماء و الأرض أعدت للذين ءامنوا بالله و رسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم )
إذن مكمن السعادة و منتهاها في مغفرة الله و رضوانه ، في جنة عرضها السموات و الأرض .
هناك السعاده الحق .
و هناك بالفعل يكون الإنسان لا هم عنده ولا غم ولا مصاب .
فقط في الجنه .
أما الدنيا فهيا مجمع النكبات و المصائب .
وما الحل في المصائب و النكبات هذه و كيف نستوعبها و نذعن لها ؟؟
فلقيت جواب سؤالي في الآية التابعة .
في قوله تعالى {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (22) سورة الحديد
الحمد لله الآن إطمئن قلبي و إبتهجت نفسي .
فلن أهتم لمصاب صديقتي فاطمة... ولا جارتي مريم ....ولا عمت جواهر .
لماذا ؟؟؟
لأن هذه المصائب قد كتبت لهم منذ الأزل قبل ان يخلق الله السموات و الأرض بخمسين ألف سنة ، ولا أحد يستطيع أن يغير القدر أو يبدله .
و بما ان الشيء من عند الله إذن هو خيرا لهم طال الزمن او قصر.
ولكن عقولنا صغيره لا تستوعب هذا الخير ..
ولا يوجد عندهم إلا حل واحد
وهو الصبررررررررر
حتى يلقوا الله تعالى في فردوسة الاعلى ..
أتمنى أن اكون بهذه الكلمات مسحت الدمع عن مهموم و فرجت شيء من الكرب عن مضطر .
ووأستوعبوا حقيقة الدنيا و ان التقي فيها هو السعيد .
و عرفوا انها جبلت على كدر و نحن نريدها ، صفواَ من الأقذار و الأكدار .
أسأل الله تعالي أن ينفعني بما كتبت و يجعله حجه لي يوم القيامة لا حجة علي .
و للعملومية ( القصص التي أوردتها في بدايت موضوعي هي حقيقية وليست من نسخ الخيااال )
منقول