في تعقيب خصَ به لـُجـيـنـيـات
أحمد الجردان لعبد الله الفوزان
أصلح كوابح قلمك فقد خسرت و يا ليتك تتحفنا بمقال ٍعن فضل آية الكرسي
أحمد بن محمد الجردان*
المشرف العام على موقع لجـيـنـيات سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:ـ
فقد أطلعت على ما كتبه في موقعكم الأخ الكريم ماجد بن محمد الحبابي تحت عنوان( شتّان ثم شتان بين إنجازات الشيخ عادل المقبل ومقالات الفوزان ) كما قرأت ما كتبه الأخ الأستاذ الكاتب عبد الله بن ناصر الفوزان بصحيفة الوطن في منتصف شهرنا المبارك تحت عنوان(ما الحاجة لفضيلة الشيخ يا ولاة الأمور ولدينا آية الكرسي…؟ )
الحقيقة أنني أرى أن الأخ الأستاذ عبد الله بن ناصر الفوزان قد خسر في ذلك المقال أكثر مما كسب لأنه لا يزال ينال ويسخر بدون وجه حق وبدون مبرر بالدعاة إلى الله والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ومن يتصدى منهم للسحرة والمشعوذين ومن يرقي الناس رقية شرعية ـ أسأل الله لي وله وللجميع حسن الخاتمة ـ , وأذكر أنني قد رددت على أخي عبد الله قبل أكثر من عشرين عاما مضت حينما سخر بالرقاة وهمزهم ولمزهم , وكنت أظن أن مضي السنوات وتقدمه في العمر قد زاده تنورا وفهما وتقديرا لدور الدعاة إلى الله عموما !!.
كتب أخي عبد الله في مقالته التي عَنّوَنَها بـ (ما الحاجة لفضيلة الشيخ يا ولاة الأمور ولدينا آية الكرسي؟ ) يسخر من الشيخ عادل بن طاهر المقبل ـ وإن لم يذكر أسمه ـ فقد سخر الأخ عبد الله بذلك الشيخ الشاب الوقور الذي ـ ولا أزكي على الله أحد ـ ما عرفت عنه ولا عرف عنه كذلك المتعاملون معه إلا أنه عادل فيما يقول , طاهر في سيرته ومسيرته , ومقبل وليس مدبر في مقارعته للسحرة والمشعوذين وصناع ومروجي الانحراف العقدي والأخلاقي بل وكافة الدعاة الذين يقفون ـ لا كثرهم الله ـ صباح مساء على أبواب جنهم يدعون الناس لدخولها من خلال شبهاتهم وشهواتهم!!.
من خلال معرفتي بالشيخ عادل فهو رجل أعطى وأبدع وساهم بجلاء في نفع الناس، وذلك من خلال كف شر السحرة ، وهو الذي اقترن اسمه بإنجازات كثيرة منها مكافحة المخدرات , وهو من الرجال الذين تشرفت بزمالتهم فهو أحد رجالات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأحد أبناء الهيئة الذين نشأوا وترعرعوا فيها، وهو رجل له حضوره الإعلامي وله حضور رائع أيضاً على أرض الواقع ونجاحه أراه يتمثَل في إنجازاته وبساطته وسماحته وطيب لفظه وكريم لطفه مع الناس ولو لم يعرفهم ، كما أنه رجل - ما شاء الله تبارك الله - واثق من نفسه ومتمكن من طرحه حيث يطرح ويتحدث بكل أريحية جعلت من المشاهد المنصف لا المشاهد المتحامل متلقياً لحديث فضيلته بكل راحة وقبول، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء!!.
دور الشيخ عادل وأمثاله من المشائخ كله عدل وطهر وإقبال وهو بلا شك دور هام جدا لا كما صوره الأخ عبد الله ـ هداه الله ـ فالدور الذي يقوم به يتعلق بالعقيدة التي لا يخفى على عاقل أهميتها، والنصوص التي تتحدث عن خطر السحرة والمشعوذين كثيرة منها: عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من تطيَّر أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له ومن أتى كاهناً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم).
قال الأخ عبد الله في مقاله المشار إليه آنفا ( لم يقل لنا ـ يقصد الشيخ ـ من هم ولاة الأمور الذين كلفوه بذلك ) ثم أستدرك سعادته سعيا منه ليقلل من خسائره في ذلك المقال فقال ( لكن مصطلح ولي الأمر وولاة الأمور معروف الدلالة كما أعتقد) و للأخ عبد الله أقول مادام أن ذلك معروف فما الداعي لهذا التساؤل , أم أنه كلمات تملأ وتحشو بها زاويتك ليس إلا ؟!.
ثم تساءل أخي الفوزان بينه وبين نفسه عن مدى الحاجة لتفريغ فضيلة الشيخ لمثل هذه المهام هو وغيره وحرمان المجتمع من جهودهم الخيرة في مجالات أخرى طالما أن لدينا آية الكرسي ومضى يقول ( فقوة آية الكرسي في ذاتها وليست في فم قارئها ) ـ لاحظ عزيزي القارئ بدأ سعادته يتحدث فيما ليس من تخصصه ـ !!! ، و واصل حديثه فقال( وبالإمكان توعية الناس بقراءة الأذكار كما فعل الشيخ وبالذات آية الكرسي وسيكون في ذلك وقاية لهم من شر السحر والسحرة بإذن الله دون حاجة لفضيلة الشيخ... أليس كذلك يا ولاة الأمور..؟ )
وأقول للأخ عبد الله لا شك أن آية الكرسي وغيرها من الآيات والأذكار التي تقي ـ بإذن الله ـ من السحرة والشعوذة هي زاد كل مسلم وسلاحه في مواجهة شياطين الأنس والجن , لذا نرى أن أطفال المسلمين يحفظونها عن ظهر قلب و بطبيعة الحال من باب أولى كذلك كبارهم يحفظونها أيضا , وبناء عليه أدعو الأخ والأستاذ عبد الله بن ناصر الفوزان بحكم أنه يحفظ هذه الآية الكريمة أن يتصدى لأحد السحرة فيمسك بتلابـيـبه كما يفعل الشيخ عادل المقبل وأمثاله من المشائخ و بذلك يساهم مع أولئك المشائخ الفضلاء في مكافحة أولئك السحرة الأشرار , ولكن أتمنى من كاتبنا القدير الأخ عبد الله ـ إن فعلها ـ وأمسك بالساحر أن يخبرنا هل كانت ملابس الساحر الداخلية قد تمزقت , وكيف تمزقت كلها , وكيف جمعها كلها في يديه ، وفي حالة عدم تمزقها يا ليت أن يـبـين لنا كيف خرجت كلها لتتجمع في يدي سعادته ؟! , وإن أعتذر أخي عبد الله بعدم قدرته على مواجهة ذلك الساحر لوحده فيا ليت سعادته يستعين في تلك المهمة بمن لديه خبرة في هذا المجال من المشائخ الفضلاء فلا يختلف اثنان أن المرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه!!.
في مسألة القبض على السحرة والمشعوذين لابد فيمن يتصدى لهذه المهمة أن يكون محافظا على أذكار الصباح والمساء وأن يتحصن بآية الكرسي وغيرها من الآيات والأذكار إضافة إلى أن تكون لديه الدراية والدربة والشجاعة ورباطة الجأش والإقدام وثبات الجنان وقبل ذلك وبعده قوة الإيمان و صدق اليقين وحسن التوكل على الله وحده جل وعلا , وهذا ما يتوفر ـ ولا أزكي على الله أحد ـ فيمن سخر به الأستاذ عبد الله في مقاله الذي أراه قد خسر فيه فعاد بخفي حُـنين !!.
أذكر قبل أكثر من أثنين وعشرين عاما ـ يا أخ عبد الله ـ حين سخرتَ بالرقاة وتهكمت بهم أنني قد نصحتك بأن تصلح كوابح قلمك إلا أنك لم تلتفت لهذه النصيحة رغم مرور قرابة ربع قرن ورغم تقدم عمرك أيضا , وهذا أراه قد أحرجك هذه المرة وربما أحرجك في مرات سابقة وقد يحرجك في مرات قادمة فـقد خسرت هذه المرة في كتابتك هذه أكثر مما كسبت ولا زلتُ ـ أخي عبد الله ـ أكرر هذه النصيحة رجاء أن تستجيب فتعرضك وتعرض كاتباتٍ وكـُتابٍ آخرين دون وجه حق للعلماء والدعاة والمصلحين ورجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الرقاة والخطباء ومكافحي وملاحقي السحرة والمشعوذين محصلته المزيد من الخسائر في المشوار الإعلامي وخصوصا الصحفي وتحديدا الكتابي منه!! , هذا في الدنيا ـ يا أخي عبد الله ـ أما في الآخرة فسيقف كل واحد منا وما بينه وبين الله ترجمان فقد قال صلى الله عليه وسلم ( ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان فينظر عن يمينه فلا يرى إلا ما قدم وينظر عن شماله - وفي رواية: فينظر إلى أسفل منه - فلا يرى إلا ما قدم وينظر من أمامه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة ( فالله الله ـ يا أخي عبد الله ـ ويا معشر الكتاب والكاتبات بالكلمة الطيبة فهي النجاة في ذلك اليوم العظيم !!
ويا ليتك ـ يا أخي عبد الله بن ناصر الفوزان ـ أن تتحفنا بمقال عن فضل آية الكرسي وخصوصا أننا في هذا الشهر المبارك بل في أواخره فذلك من الكلمة الطيبة التي يتقي بها المسلم وجهه من النار !!.
وقال الشاعر يا أخي عبد الله :ـ
وما من كاتب إلا سيفنى
ويبقي الدهر ما كتبة يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء
يسرك في القيامة أن تراه
سيبقى إلى قيام الساعة المخلصون العاملون من العلماء والدعاة إلى الله والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر شامخون شموخ السماء صافون كصفائها , مثلهم مثل السحاب يسقي من يحب ومن لا يحب , طاهرون طهارة المطر,عافون كافون صابرون محتسبون شعارهم ( ولنصبِرن علَى ما آذيتمونا ) , قافلتهم تسير كما سارت من قبل قوافل الأنبياء والرسل ـ صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين ـ وكذلك كما سارت أيضا قوافل من سبقهم من الصحابة التابعين والعلماء والدعاة إلى الله جل وعلا لا يضرهم من خالفهم أو نال منهم !!.
هذا ما تيسر وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,,
أحمد بن محمد الجردان
amaljardan@gmail.com