بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ، والصلاة والسلام على نبينا الهادي البشير القائل : ( إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله و سنتي ) وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد :
سؤال يجب أن نقف عنده هل نحن مسلمين فعلاً ؟ أم بالقول ؟!!! السبعينيات
أرجو من إخواني أن يتمهلوا قليلاً ويفكروا قبل الرد . وأن سأنطلق من صغار الأمور ثم إلى التي أعظم ولن أذكر كل الأمور بل مقتطفات وعلينا المراجعة أنفسنا في الباقي ، نحن ندعي ـ وعذروني على هذه الكلمة ـ أننا نتبع الكتاب والسنة ونحن على منهج خير البرية !!! إذا لننظر في النقاط التالية :
أولاً : النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته ) رواه مسلم . فالكلام في أي شخص لان يخلو من أمرين غيبة أو بهتان !!! فهل نحن في هذه المنتدى وفي جالسنا ونقاشنا لم نقع في هذا الأمر أو تحرجنا و حاولنا ألا نقع فيها بل هي فاكهتنا التي نتمتع بها !!! فهل نحن مسلمين فعلاً أم قولاً ؟
ثانياً : حبيبنا صلى الله عليه وسلم يقول : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) ، وقوله (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ) رواهما البخاري . فهل سلم المسلمين وأعراضهم ودمائهم منا ؟؟؟ وها نحن نرى هذه الفئة التي خرجت على المسلمين بتفجير وضرب اقتصادهم لم يسلم المسلمين منهم !!! فهل نحن مسلمين فعلاً أم قولاً ؟
ثالثاً : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخاص الأمر بالصلاة والله يقول : كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ والنبي عليه الصلاة والسلام يقول : (لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم أخالف إلى منازل قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم ) فهل أمرنا ونهينا وحرصنا أقرب الناس لنا على الصلاة خاص ثم غيرهم ؟ وهل أنكرنا على من يفعل بعض ما ذكر قبل وبعد في هذا المقال ؟؟؟ فهل نحن مسلمين فعلاً أم قولاً ؟
رابعاً : بر الوالدين ففي الحديث أنه جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : ( أمك ) قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أبوك ) . فهل بررنا بوالدينا ؟؟ فهل نحن مسلمين فعلاً أم قولاً ؟
خامساً : حق الجار على جاره !!! فقال النبي عليه الصلاة والسلام : (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) رواه البخاري وعن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا يمنع أحدكم جاره أن يغرز خشبه في جداره ) رواه مسلم قال ثم يقول أبو هريرة ما لي أراكم عنها معرضين ؟ والله لأرمين بها بين أكتافكم . قوله ( لأرمين بها بين أكتافكم ) معناه إني أصرح بها بينكم وأوجعكم بالتقريع بها كما يضرب فهل امتثل الكثير لهذا التوجيه ؟؟؟؟ فهل نحن مسلمين فعلاً أم قولاً ؟
سادساً : النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه ) رواه البخاري ، وقوله (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني ) وهذا مقيد بقوله عليه السلام : ( إنما الطاعة في المعروف ) رواه البخاري . فهل سمعنا واطعنا بالمعروف وكففنا السنتنا عن إشاعة المنكر وتعظيم الأخطاء وترك ذكر الحسنات ؟ وهل طبق من ينتسب لتلك الفئات التي خرجت على الأمة هذا التوجيه النبوي الكريم ؟؟؟؟ إذا فهل نحن مسلمين فعلاً أم قولاً ؟
سابعاً : يقول الحبيب عليه الصلاة والسلام : ( من أتاكم و أمركم جميع على رجل واحد يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه ) ونحن نرى من يبايع رجل والأمة مجتمع على رجل واحد . فأين هم من هدي النبي وتوجيهه وهم من يدعي أنه يتبع الهدي النبوي ويستدلون بالأدلة التي يجهلون مدلولها !!! فهل نحن مسلمين فعلاً أم قولاً ؟؟
ثامناً : يقول الله جل جلاله فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ فهل سألنا إذا جهلنا؟ وهل تورعنا عن القول بغير علم ؟ وهل تورعنا عن تكفير المسلمين ؟ والله يقول وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً فهل نحن مسلمين فعلاً أم قولاً ؟
تاسعاً : يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ) ونحن لم نشكر نعمة الأمن والأمان والرزق في اطمئنان ، بل يسعى شباب لزعزعة الأمن والأمان بحجج واهية وأدلة لم يفهموها ويسعون لضرب اقتصاد الأمة ولدخول الكفار بلاد المسلمين من أجل أن يقاتلوهم ويبيدوهم ـ بزعمهم ـ وهذا من جهلهم المركب هم ومن أفتاهم بفعلهم الأثيم ـ عاملهم الله بما يستحقون ـ . فهل نحن مسلمين فعلاً أم قولاً ؟
عاشراً : السكن بين ظهراني المشركين ومن هؤلاء من يدعي الإصلاح أو أنه يدعو له وهو بين المشركين وما علم أنه ينبغي أن يصلح نفسه ثم ينظر للمسلمين ألم يسمع قول الحبيب عليه الصلاة والسلام : ( إني بريء من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين ) بل منهم من ناسب من يدعو لقتلهم وأذيتهم قبل أن يدعو لدعوتهم للإسلام فأي تناقض . فهل نحن مسلمين فعلاً أم قولاً ؟
الحادي عشر: رحمة عباد الله مسلمهم وكافرهم فالنبي يقول : ( الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء ) والرحمة بالكفار الحرص على دعوتهم للإسلام و الحزن على عدم إسلامهم ولذلك في قصة الغلام اليهودي الذي زاره النبي في مره وعرض عليه الإسلام فاسلم فما كان ردة فعل النبي ؟؟!! فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : ( الحمد لله الذي أنقذه بي من النار ) . فهل حملنا هذا الهم بدل أن يقوم شباب من جلدتنا فأفعال هي في الحقيقة تخالف حقيقة الإسلام . فهل نحن مسلمين فعلاً أم قولاً ؟
أحبابي إن قولي (فهل نحن مسلمين فعلاً أم قولاً ؟ ) هو خاص لمن يفعل مثل هذه الأفاعيل التي نهينا عنها أو أمرنا بتركها واجتنابها وإلا في المسلمين الخير إلى قيام الساعة لكن هذا من باب التذكير والتحذير من التمادي في المنهي عنه ولا يقول قائل فلان وفلان يفعلون فهل إذا وقعوا في النار نقع معهم ؟؟؟ فالعبرة ليست بالهالك كيف هلك بالناجي كيف نجى . فهل نحرص ونتواصل على الخير ونتناهى عن المنكر والشر؟ ومقصدي هل نحن نطبق الاسلام بالفعل أم كلام فقط ؟
أخيراً ما قلته فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان ، ويعلم الله إنما قصدي الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله العلي القدير .