المقطع الثاني من دموع تحت ضوء القمر كان حوار بين القطره والفتاة وانتهى بعدم معرفة هل مادار بينهم مجرد وهم ام حقيقه ...واصبحت الفتاة تتامل ذلك القمر من ظهوره حتى مغيبه .
ومع ذلك يبقى القمر مرفأ ترسو إليه خواطرها وفارسا يحرك ساكنها وربيعا يزهر فيه صمتها وجوانحها فتناجيه بصوت أرق من لحن الناي :
- ( هل تعلم بأنك أنت كنت سر سعادتي وكل هذا الكون من بعدك أصبح بلا حياة في تلك الليلة الباردة و على ضوئك الحاني الخافت لن أنسى تلك المشاعر العذبه ونبضات قلبك بقربي وأنفاسك الدافئة أين أنت الأن هل تتوسد متن السحاب؟
فأما أنا أتوسد أوجاعي أنت حر طليق بينما أنا كطائر محبوس قد يأتي يوم وأموت قبل أن تعانق أجنحتي فضائك وأتلاشى وتبتسم لك روحي ....)
تساقطت حروفها ودموعها اللؤلؤيه مرة اخرى .
إلى أن أتى القمر في إحدى ليالية المزينة بالنجوم فأخذ يرسل ضوئه الفضي مرة أخرى الى تلك الفتاة ليجذب إنتباهها ويلتمس حنانها أخذت" الفتاة "تنظر اليه
بنظرات حزن وغموض . أدرك القمر الحقيقة المره لتلك الفتاة وصدق مشاعرها بعد أن تشابك ضوئه الفضي مع قلبها الحزين .
كان قلبها يوصل عبر ضوئه همس من الانين و العذاب ونظرات من الحب ودموع فرح , أغمض القمر عينيه الحزينتين عنها وامدها بالصمت .
قالت له بإصرار لماذا الصمت؟ لماذا لا تتكلم وتخبرني بحزنك ؟ سأحتضنه بشده مهما يكن إني أنجذب الى الآمك وأحب عيوبك أكثر من أي شيء , أرجوك أخبرني ... ولو بكلمة واحده .)
فتح القمر عيناه ونظر اليها : ( لا أعلم من أين أبدا لكن ماحدث بتلك الليله لم يكن مثل باقي الايام ... يوم مثل الحلم الكبير كنت أتمنى أن لا اصحى منه ولكن يجب أن نصحى .. أنا القمر وانتي مثل الشمس رغم جمالهما وروعتهما وتناسقهما مع بعض ألا انهم لايلتقون فحينما تشرق الشمس يغيب القمر والعكس .
هكذا الأقدار وهكذا الحياة تفرض وتغصب علينا أمور البعد والابتعاد قد لانريدها ولكن يجب ان نتفهمها . ماصار بتلك الليله لم أستطع تجاوزة طيلة ذاك اليوم , إلا باليوم الثاني وطيلة وقت جلوسي وأنا افكر بكلماتك التي تبعثينها مع الأطياف وبك ... لا أرغب التمعن بالكلام لأسباب لا أريد ذكرها لكي مني كل التقدير والإحترام لما صنعتية بيوم ما عجز عنه الأخرون بسنوات طويلة .)
نظرت اليه "الفتاة "بشيء من الحزن والإستغراب لماذا يقول مثل ذلك الكلام :
(وأنا مثلك أيها القمر لم انسى ذالك اليوم ابدا ولن انساه لانه شعور غريب إخترق قلبي ويرتعش جسدي عند ذكراه شعورا لم أحس به أبدا من عرفت الحياة حتى أنه كل ما أتذكره تذرف دموعي تالقائيا بدون سابق إنذار لكن لا إريد التكلم به الأن لأن مثل ما قلت أنت القمر وأنا الشمس ولكن سوف أتامل القمر كل (ليله ) أيها القمر للحزن في حياتنا أوقات نعيشها أردنا أم أبينا ولا تنفع الآهات ولكن هل كلماتك تدل على الوداع...؟
أتمنى أن الزمان يعود ويتوقف واللقاء الذي بيننا يبقى للأبد , ولكن مهما مضينا من سنين سيبقى الألم هو الألم و الذكريات سجينه تتردد عليه لمسات من الحنين والحزن .... لن أنسى أبدا أنفاسك الدافئه ونبضات قلبك لأنها أجمل ماسمعته بالدنيا ولن أنساها أبدا سأرسم لك بقلمي الحزين كل يوم ) .
بعد ذلك إختفى القمر بين السحب بدون ان ينبس بأية كلمة . فشعرت "الفتاة" بشيء من الحزن ولماذا خاطبها بتلك العبارات ؟ هل يريد أن تكون قريبه منه أم بعيده ولماذا ؟ .
أغلاقت نافذتها بيدين مرتعشتين , وستلقت على سريرها ليحتضن الآمها من جديد وهي تنطوي وتلم جسدها بذراعيها , والهواجيس سيطرت على مخيلتها. بدأت بذرف الدموع من عينيها ..وهي تتذكر تلك الليله
عندما ألقت بنفسها على امواج البحر العاتمه فغاصة من شدة الألم في أعماقها ولكن
في هذه اللحظه أمتدا ضوء فضي إلى أعماق البحر والتفت حول جسدها الممشوق كقصن الزهر الندي جميل الرائحه. إلتفت حولها بكل معاني الرقه وحملتها إلى خارج البحر . و وضعها بهدوء وحنيه بين أوراق الشجر البعيده عن البحر حتى لاتلامس أمواجه جسدها الضعيف فيحملها اليه مره اخرى .
بعد ذلك أفاقت وهي تشعر بشئ غريب داخل قلبها ونسمات تأتي وتذهب تداعبها وتداعب شعرها الحريرالطويل الذي ينسدل على كتفيها خصل كالليل أسود اللون . فنظرت إلى النجوم المتلألئه فكانت أجمل ما رأت عينيها العسليتين . بينما هي تنظر الى سحر النجوم تنبهت إلى ضوء حولها فشعرت بدفئ يخالطه الخوف فإذا بخيال رجل يأتيها من بين الأشجار يشبه القمر فأقترب منها فأشتد خوفها فمد يده ليساعده على النهوض فلما لمست يدها يده نسيت كل من حولها . لم تسمع سوى همساته وشعرت بأنفاسه الدافئه ونبضات قلبه وهو يحتضنها فبدأ نوره الخافت يتسلل إلى قلبها ليحتويها بحنان ويداوي جراحها و فجأة ! إختفى كل شئ فلم تعد ترى ذلك الضوء الذي احتواها بحنان ولم تجد صاحب الهمسات الرقيقه فشعرت كأنها تهوي من السماء فلما أفاقت إلتفتت يمينا ويسارا فوجدت نفسها بين الأشجار وبعيده عن أمواج البحر التي كانت غريقه بأعماقه و أن كل ذلك كان مجرد حلم عابر فتمنت أنها لم تستيقظ منه . فحملت ماتبقى منها من أهات تحتضنها بذراعيها الناعمتين إلى صدرها الحزين . ترتعش من البرد خائفه تسير بخطى غير متزنه بصمت والدموع تذرف من عينيها تفكر كيف خرجت من أعماق البحر وما هذا الشعور الذي سكن قلبها لقد تلاشى الحلم ومازالت الأحاسيس تبعثر في مشاعرها .
وحيده تائه ومليئه بالتعاسه والألم . و الهواجيس تتلاعب بعقلها أي سعادة ترتجيني و الايام تمر و أحلامي من حولي جميعها كضباب تخنق أنفاسي بشده . لماذا ماهو ذنبي هل أنا السبب المباشر فيها ام هناك اشخاص اخرين ؟
وبينما هي تسبح بعمق أفكارها وأسئلتها التي لاجواب لها سمعت صوت يهمس لها .
- (أغلقي عينيك بهدوء مدي يديك الباردتين سأحتضنها بدفء سأخبئ قلبك الحزين بأعماقي قبل أن يتلاشى . هذا العالم واسع ولا حدود له نامي فتاتي بقلبي قبل أن تصفع الحياة وجهك )
فرفعت الفتاة رأسها الى السماء بأتجاه الصوت وهي مغمضت العينين قائلة :
- (عانقني وارحل عني أنت طيف عابر يحاكي سراب لا تداهمني بالدجى أنت كنت حلم ووهـم لمشاعري لاتسحر قلبي بأعذب الكلام وأجمل الألحان لأنه لم يعد لي نبض في حياتي لاتزيد نار الألم و الحزن .)
فتندى قلبها يستجدي من القمر الساطع على ما حل بها لكن القمر قادر بعد ذلك بصمت بدون عبارات فتساقطت دموعها اللؤلؤيه مرى أخرى قائلة:
(لماذا لا جواب ؟ ماذا أقول أو أفعل و بما أنطق ؟ فشكت لربها تمزيقها وموتها. وأكملت طريقا تسير على هامش حياتها المحطم تكتم أحاسيسها الرقيقة وأوجاعها وكل ألم سكن قلبها .)
وبعد مرور ساعه وهي غريقه بافكارها وما حصل لها من امور مبهمه .سمعت صوت يطرق نافذتها فرفعت رأسها ونظرت اليه واذا به عصفور صغير ذو الوان جميله جذبها بشكله ونسيت ماكانت تفكر به ثم لفت نظرها مباشره شروق الشمس ونورها الذي يزيح ضلام الليل من جديد.
قالت وهي تنهض من فوق سريرها: ( اليوم يوم مشرق وجديد وانا كذالك سأبداء من جديد وتوجهت نحو الحمام وغسلت وجهها بماء بارد .ثم نحو خزانة الملابس وإرتدت ملابسها الأنيقه .
فتحت باب غرفتها وذهبت الى المطبخ و صنعت لها كوبا من القهوة و خرجت به الى حديقة المنزل لتتنفس الهواء النقي ,تسير بين الزهور الحمراء ثم جلست على كرسي متأرجح ابيض اللون ممسكه بيدها كوب القهوه ترجف منه قليلا , بعد ذلك اغمضت عينها ورفعت رأسها الى السماء لتتحسس دفئ الشمس ثم اخذت نفسها عميقا واخرجته بهدوء من صدرها المليئ بالحزن وتذكرت ماقال لها القمر بأنها كالشمس اعادت راسها وطرت كل الافكار من مخيلتها ونهضت تتجول , بعد مرور دقيقتان خرج والدها من المنزل فوضعت كوب القهوه على احدى الطوبات التي تزين الحديقه وذهبت الى والدها تحتضنه :
- ( صباح الخير ابي )
- (صباح الخيرعزيزتي , إني أراك بافضل حال اليوم )
نظرت اليه وهي مبتسمه : (كيف لي ألا أكون بأفضل حال وأنا أنظر إليك .)
حمل الأب إبنته وبداء يدور بها كانت تضحك وتصرخ بعض الشيء . وضعها على الأرض وقال وهو يلاعب شعرها الكثيف :
(دائما تتغلبين علي يالك من شقيه . )
نظرت اليه وهي مازلت تضحك : (أتغلب عليك لأنك والدي . )
حضنها بيده اليمنى ووضع رأسها على صدره ويده اليسرى تحمل حقيبة العمل .
قائلا : (هل تحتاجين الى شيء ..؟ لقد تأخرت ) ونظر الى ساعتة الفضيه وستعد الى الخروج .
قالت بصوت يعلوه الدلال : (لا يا أبي لا أحتاج إلى شي فقط اريدك أن تعود الى المنزل وأنت بخير .)
ودع الأب إبنته وركب سيارته ونطلق الى الشركه .
حملت "الفتاة" كوب القهوه وعادت به الى المنزل . دخلت الى المطبخ وغسلته ووضعته بسلة الصحون . توجهت نحو غرفتها وأغلقت الباب خلفها بل الى زاوتها لترسم ماوعدت به القمر أمسكت بالقلم الذي التزم بالصمت وبدأت بالرسم وبعد مرور ساعات نظرت الى الساعه فكانت تشير الى العاشره صباحا . نهضت واعادت القلم بمكانه وذهبت الى سريرها لتغفوا بضع ساعات.
بعد مرور ثمان ساعات . عاد والد الفتاة فكان المنزل كالعاده مليئ بالهدوء وعند
دخوله استدعا الخادمه قائلا : (اين ابنتي ؟)
أجابته وهي تهز كتفيها : ( لا اعلم أظن بغرفتها هل أستدعيها ؟)
-( نعم بسرعة .. )
- (هل أجهز الطعام ؟ )
-( ليس لدي شهيه للأكل الأن فقط حضري كوبا من القهوة , هل تناولت إبنتي اليوم شيئا من الطعام ؟)
- (لا سيدي منذوا أن خرجت حتى الان لم تطلب أي شئ .. .)
- (حسنا استدعيها أريد محادثتها. )
- (حسنا سيدي . )
ذهبت الخادمة لاقاض "الفتاة ". دخل الأب غرفة الجلوس وجلس على الاريكه ينتظر ابنته . بعد مرور ثلاث دقائق جلبت الخادمة كوب القهوة ووضعته على الطاولة وخرجت وبعد دقيقة أخذ الأب يرتشف القهوة واذا بإبنته تدخل قائلة: (مساء الخير أبي ماذا هناك .. ؟ )
-( اهلا عزيزتي , إجلسي أريد محادثتك بشيء مهم . )
جلست "الفتاة "بالأريكة التي بيمين أبيها وقلبها يخفق . ثم اردف قائلا بصوت هادى : ( إسمعيني عزيزتي سأدخل بصلب الموضوع بدون مقدمات لدي رحلت عمل الى (الى احدى الدول الاجنبيه) إنها صفقه مهم جدا .. سؤأمن لك كل ماتحتاجين , وأعلم أني سأشتاق اليك ....)
قاطعته "الفتاة " قائلة : (كم من الوقت سيستغرق إنهاء هذا العمل.. ؟ )
(سأبقى شهران , أعلم بأنها مدة طويله ولكن سأتصل بك كل نهايت أسبوع لا تقلقي ... )
نضرت اليه وهي تخفي حزنها : ( حسنا أبي سأنتظرك حتى تعود أتمنى لك رحلة وصفقه موفقة . )
نظر إليها قائلا وهو متعجب من ردت فعلها : (سأذهب غدا في الساعه السابعه صباحه )
حضنت "الفتاة "والدها ثم قالت : ( إاني استأذنك سأنصرف الى غرفتي .. )
قال لها بصوت يملئه الحنان : ( لا تحزني عزيزتي سأكون باتصال دائم معك . أنتي قويه بقربي و بعدي لا تنسي ذالك . )
نظرت اليه بإبتسامة خفيفة . ثم مدى بيده ليصافحها : (عديني بألا تحزني وعندما تحتاجين الى أية شيء راسليني .)
عندما وعدته شعر بشيئا من الراحه وذهب كل منهما الى غرفته .
دخلت غرفتها ورمت بنفسها فوق السرير وبدأت تخاطب نفسها : ( يجب الا أدع أبي يقلق ولا اريد ان أكون كالطفله المدللة سأودعه بإبتسامة عريضة لكي لا يشعر باني مستأة من رحلته لن أقف بطريقه و ؤسبب له القلق ).
نهضت وتوجهت نحو طاولتها تكمل رسمها حتى غلبها النوم . بعد مرور خمس ساعات بدأت الروح تعود الى جسدها . فشعرت بشيء من البرود ويليها هواء دافئ . فتحت عينيها ووقفت فزعه , سقط الكرسي الذي كانت تجلس عليه. حمله ووضعه جانبا . نظرت اليه قائلة وهي ترتعش لم تتوقع انه سياتي لها :
(ماذا تريد ... تداهمني بالدجى وتذهب متى تشاء ما خطبك ؟ )
نظر اليها "القمر" بنظراته الحزينة قائلا : (حينما شاهدت عيناي رسوماتك التي ارسلتها لم استطع تجاهلها قمت بطباعتها ووضعها بجانب رسوماتي المتواضعة بجدار غرفتي المحزن لكي يحكو قصصهم واحلامهم بعيدآ عنا.
هل تعلمين لماذا ؟ لأنك تشبهينني انتي هو انا وانا هو انتي لكن بعد فترة من الزمان ربما ستسطيعين أن تفهمين ما أعنيه يامن أسرتني بصمتها . )
نظرت إليه قائلة وهي مليئة بالكلمات والعبارات والتساؤلات :
( أنت تتصرف بغرابه ! هل أنت من الواقع أم أنك مجرد وهم و اذا كنت تضن بأني فتاة لعوب وحائر بأمري ولي ذلك لاتريد أن تكمل الطريق معي وتتعامل معي هاكذا .. فأنت مخطئ لوكنت أبحث عن غيات لشريتها بمالي وأنت تعلم أنا إبنت من ... ولكن لا أعلم اين تسكن كل ما اعرفه عنك انه انت القمر .
انا لم أحبك يوما ولن أقول لك إني أحبك لأن عشرات وملايين من الناس يقولون هذي الكلمة سريعا ماتتلاشى ويأتي غيري ويقولها .. لكن اول كلمة نطق بها لساني لك أعشق العشق يطوول ويبقى ذكراه لأنه أصدق من الحب إعتبرني جزيرة صمت ليس بها أي صدى ولن تسمع صدى نفسك يوما لانك لو أوقفت قاربك بمرسى جزيرتي لن ينجرح كبريائك يوما لاني صمت لست حبا لأن الحب ليس الا كلمة وباي دقيقه سيتلاشى او ينقلب كراهية .
كيف لي أن أتحمل بعد المسافات التي بيننا وقلبي لا يهتف الا بلقياك أرجو ان تفهمني ... وان تقدركل تلك الضروف التي نعيش فيها فأرجوك حاول ان تساعدني ان لا نبني قصورا وخيالات واوهام في السماء فحاول أن لا تترك كبريائك يقتل هذا الصمت فانا صمت لكبريائك واعمارنا تجري ولن تتوقف الا للموت .
المواسم تتابعت والايام تجري كشعاعآ تخترق السحاب هذة هي الحياة , انت القمر تستمد ضوئك من الشمس ولن أبخل عليك يوما لأني أريد ان اراك تنير دائما وانت تحلق بين النجوم تضحك أو تبكي تبحث عن الشمس ونتمنى اللقاء أو تجمعنا الكلمات فيوما ستجد بكلمات حروفي انها تحتويك في كل سماء ورسوماتي ستصبح مهوستا بك . الهمني الصبر والحيره في جزرتي أن الحب ولا أفضله بالعشق محصورا بك ممزوج بقصه معانيها انني مكبلة بالصمت ولقد علمني كبريائك أن أعشقك واكرهك مع كل غروبي وأن أبحث عن القمر في كل شروق ولا استطيع الوصول اليه الا بصوت يملي الفضاء بدفء وضؤئي الذي يخترقه دوما لكي يضيئ باجمل كبرياء صدقني لن اتخلى عنك يوما . )
نضر إليها" القمر" بعد إنتهائها من تلك الكلمات بحزن شديد وطلب منها أن تغمض عينيها وعندما أغمضت عينيها شعرت بهواء بارد يلامس جسدها وصوت قرع الباب . ففتحت عينها ورفعت راسها من فوق الطاوله تلتفت يمينا ويسارا واذا بنافذت غرفتها مغلق وكل شئ بمكانه وانه مجرد حلم كالاحلام الاخرى . نهضت
وفتحت الباب واذا بها الخادمه : ( انستي إنها الساعه السادسه صباحا و والدك الان ينتظرك بالاسفل . )
أعادت لها ذاكرتها بأن اليوم هو يوم ذهاب والدها الى لاس فيجاس . هلعت
مسرعه الى الطابق السفلي . دخلت غرفة الطعام قائله : (صباح الخير ابي هل تأخرت .)
-(صباح الخير عزيزتي ماخطبك ؟ )
قالت وهي تتنفس الصعداء : (لاشئ ... .)
-(تبدين مضطربة ..!) - هل أبدو كذلك حقا؟ إني على مايرام
سألها والدها وهما يجلسان إلى طاولة الفطور : (هل أنتي متأكدة أنك ستكونين بخير .)
(تماما قالتها وهي تالتهم طعامها . ثم أردف الأب قائلا: (سأخصص لك سياره ترافقك متى تشائين . )
بادرت بالقول وهي متضايقة : ( شكرا لك ابي اتمنى لك رحله موفقه ) وماهي الا ربع الساعه حتى دفع الاب بصحنه فارغا أعلم اننا مانزلنا في بداية الصباح ولكن جاءت تلك الرحلة لتزعجني تماما انها الساعه السادسه والنصف قالها الاب وهو يخرج ساعته الفضيه من جيبه وأنهى كلامة بإرتشاف قهوته ونهض من مكانه .
كان وداع مؤلم , عانق الأب إبنته بشدة . ودارت بينهم عبارات حميمه . وإنطلق بعدما ودعته إبنته بإبتسامة عريضة شعر بالطمأنينا منها الى (احدى الدول الاجنبيه) . وعادت" الفتاة" الى غرفتها حزينه بذهاب أبيها .
مالبثت دقائق حتى أنستها أفكارها ذهاب والدها وجعلتها تفكر بذلك الحلم . شعرت بشئ من الارهاق فقترحت أن تخرج وتمضي كل الوقت بالتنزه. إرتدت ماعجب ناظريها وخرجت من المنزل وعادت الساعه العاشره مساء .
أرادت أن تعود لغرفتها فقط وقت النوم لكي لا تلعب الهواجيس بأفكارها . عندما دخلت تنام ذهبت لإغلاق الستائر فرأت شيئا أبيض اللون على الشرفه فتعجبت منه فتحت النافذه وأخذت ذلك الشيء وأغلقتها بإحكام وأعادت الستائر فوق النافذه .
إرتدت ملابس النوم وستالقت على السرير وفتحت الورقه التي التقطتها .عند قرائتها اول سطر نهضت وجلست ووجهت المصباح على الورقه :
الى اسيرتي :-أ
حب الكتابة كثيرآ أعشق الوقت الذي تمسك به أناملي للقلم وأبحر في سما الأبداع الوجداني أحس بهروب من الزمان والمكان الذي يتواجد به جسدي المسكين .
فأنا لا ألوم العالم أنشتاين حينما قال (عقلك ليس ملك لك حينما تمسك القلم.)
لكن حينما تكون الكتابة موجة لأنسانة لايستطيع قلبي أن يتجاهلها ولو للحظة فأني أتوهـ في الكتابة لأعرف من أين أبدى ولا أعرف كيف ستكون الكتابة لأن بهذا الوقت لن يكون الفكر هو الوحيد الذي يكتب سوف يتدخل قلم الفؤاد وحبر العقل وسطور عروق الدم فجميعها ترغب في الكتابة لأسيرتي المذهلة.
لا تعلمين حجم الشعور الكبير حينما أتمعن بكلماتك أو خواطرك التي تخطينها بقلمك الحزين أنه شعور صعب أني أوصفه برسالة او أختصره في سطر من سطوري .
ياجزيرة الصمت لقد ألمني كثيرآ حينما قلتي أنكي لست أنسانة تجيدين اللعب (فتاة تلعب) فأنا لا أحتاج أن تقولي لي مثل هذا الكلام فأنا أعرفكي جيدآ رغم قصر المدة ألا أنني أستطعت أن أعرف خبايا صمتك الجميل فأنتي ملكة كنت اتمنى أن اكون تاجك وانتي ساحرة كنت أريد أن أكون سحرك .
لأريد أن أوهمك بحب زائل ترينه كقرص القمر فنحن في مجتمع لايريد لنا أن نجتمع أبدآ ورغم مايشعر قلبي به من أنكسار رهيب من بعدك ألا أنه لايستطيع أن يعيش في وسط دائرة مغلقة فهو لايعلم ماذا يخبئة له المستقبل معاك . ليس خوفآ منك بل خوفآ من الاقدار . فماذا لو كنت عطرآ لأنفاسك وكنتي شمعة في دروبي وبلحظة أختفينا عن بعض ؟
فكيف نستطيع تقبل الموقف؟ سوف أنجرح وينجرح صمتك سوف نقتل انفسنا بدون اي شعور.
عشت معاك اوقات قليلة بوقتها لكن كانت عظيمة بمشاعرها أصبحت ملهوفآ عليك ويذبحني الوله بغربك .
فماذا لو كانت علاقتنا لأيام وشهور وسنوات فبأي حال سنتقبل الفراق . أنا أعلم أننا لانريد الفراق ولكن الاقدار لانستطيع التنبؤ بها سوف نحكم على أنفسنا بالاعدام .
أحبك نعم أحبك . أعشقك نعم عشقتك . أرغب فيك في كل الاوقات. اريد أن أروي ضماي بعطر انفاسك . اريد ان ابحر في هوا نسماتك .لكن ولكن ولكن وستظل لكن للأبد .
أحبك فلا تسأليني مالدليل فهل رأيتي يوما رصاصة تسأل القتيل .سأضل على ذكراك مدام كبريائي يمشي على سطح الارض . )
قرأت الفتاة الرسالة . شعرت بأن الكلمات تحمل معاني غامضه لايفهمها أحد , نهضت من فوق سريرها وتوجهت نحو طاولتها الصغيره وأمسكت بالقلم وقلبها مليئ بالالم ومشاعرها تقودها بكتابة جوابا للقمر :
الى قمري الحزين :-
>>>>>> يتبع
25-02-2011, 12:39 PM
3 دموع تحت ضوء القمر
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
