فاضت عيني بالدموع وأنا أقرأ قصة هذه العجوز التي وصل عمرها لأكثر من 75 عام وهي تقبع في أحد سجون مدينة أبها.
والتي قتلت زوجة ابن زوجها قبل أربع سنوات, ولست ممن يدافع عن المخطئ مهما كان وضعه , بل أطالب بتطبيق شرع الله على الكبير والصغير والغني والفقير بدون تمييز كما أمرنا الله ورسوله.
ولكن مايثير الإستغراب هو الإنتقائية غير المبررة لدى صحافتنا , والتي بإمكانها تضخيم أو تحجيم مايروق لها وماترى هي انه مهم .
أستغرب غض الطرف من قبل الصحف عن أمور مهمة - كقضية هذه العجوز- انطلاقاً من حملاتها التي تطلقها هنا وهناك , كقضية سجينة أبها - الشهيرة , والتي من الله على تلك المرأة بالعفو من قبل أصحاب الدم.
هذه العجوز أرى أنها تستحق وقفة كتلك التي وقفتها الصحف مع سجينة أبها , بل أرى أنها أهم منها لسبب واحد فقط وهو عمر هذه العجوز.
وأترككم مع الخبر من صحيفة الوطن:
أبها :نادية الفواز
بعثت السجينة السعودية شعفة سعيد القحطاني (75 عاما) من سجن أبها العام للنساء رسالة استغاثة لقبيلتها في قرية آل عرفان بطريب والعرين لتقف معها في محنتها. وطلبت شعفة من قبيلتها عدم التخلي عنها في هذه المحنة التي دفعت ثمنها منذ 4 سنوات, حيث أودعت السجن في العاشر من شوال من عام 1424 بعد أن حكم عليها بالسجن نتيجة ارتكابها جريمة قتل زوجة ابن زوجها.
تقول شعفة: عشت مع زوجي وحرصت على رعاية ابنه كأحد أبنائي وبعد أن تزوج كانت تحدث مشادات كلامية متتالية بيني وبين زوجته. وفي إحدى المرات دارت ملاسنة بيني وبينها تطورت إلى مشادة بالأيدي كانت نهايتها أني أخرجت المسدس الذي أحمله دائما معي بهدف حماية نفسي لأني أعيش في قرية نائية وكنت أريد تخويفها بإشهار المسدس في وجهها فانطلقت رصاصة إصابتها فماتت. وهكذا حكم عليّ بالسجن منذ أكثر من 4سنوات وحكمت بالقصاص عند بلوغ القصر الذين يبلغ أصغرهم 4 سنوات.
وعن عدد أبناء شعفة قالت: لدي خمسة أولاد وخمس بنات وأطلب من أهل الدم أم يعفو عني وعسى الله أن يلين قلوبهم. وأشارت إلى أنها لم تكن تقصد قتل ابنتهم مؤكدة أنها تعمل في فلاحة الأرض ووجود المسدس معها أمر طبيعي في القرية التي تعيش فيها ولكن القدر كان أكبر منها ومن الضحية.
وأضافت: أتمنى أن يتم العفو عني حتى لو اضطررت إلى مغادرة قريتي والحياة في أي مكان مبينة أنها تعتبر ابن زوجها كأنه أحد أبنائها. وناشدت شيخ قبيلتها غانم آل عرفان وشيخ قبيلة آل كناد عايض بن ذيب بأن يساعداها في الحصول على العفو من أهل الدم وشيوخ قبائل آل عربان والقبائل في طريب والعرين وناشدت كذلك مشايخ قبيلة عبيدة وقحطان وأهل الخير.
وأكدت المشرفة على سجن أبها للنساء نايلة عسيري أن شعفة ختمت المصحف الشريف منذ أن دخلت إلى السجن وهي الآن تتعلم كيفية القراءة والكتابة وهي محتسبة وصابرة ودائمة الصيام. وأضافت: نطلب من أهل الدم العفو عنها فهي أكبر سجينة في السعودية, وهي تقضي أيامها الأخيرة وهي بحاجة لرعاية وحب الأبناء والراحة النفسية في آخر أيامها.
من جهته قال الابن الأكبر لشعفة عبد الله مبارك القحطاني لـ"الوطن" إن عائلته تعاني الأمرين بسبب مرارة القطيعة وتشتت الأسرة وألم وحرارة قضية عائلية تحتاج إلى من يتدخل ويسعى لإصلاح ذات البين "شقيق وأخ وابن ولد عم".
وأضاف أن عائلته تتكون من أكثر من 50 شخصا وأن الله قدر على والدته أن تكون سببا في وفاة زوجة ابن زوجها عن غير قصد حيث أرادت أن تخيفها فوقع ما لم يكن في الحسبان.
وعن حال والدته وهي في السجن أكد أنها عجوز طاعنة في السن عمرها تجاوز السبعين وتقبع حزينة خلف القضبان في سجن أبها العام وهي مؤمنة بقضاء الله وقدره بأن حدثت وفاة زوجة ابنها على يديها وهي تعاني من الأمراض وتأنيب الضمير وكبر السن. وناشد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأمير منطقة عسير وأصحاب السمو الملكي والأمراء وجميع أهل الخير وكافة مشايخ قحطان وجميع القبائل والمشايخ في البلاد بالوقوف إلى جانب والدته والسعي في الصلح لوجه الله تعالى فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
وأفاد أن السجينة تعاني من بعض الأمراض النفسية والصحية كما أن والديها طاعنان في السن تجاوزت أعمارهما 100سنة ويعانيان من الأمراض والهرم وعدم القدرة على الحركة.
المصدر:
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...=2500&id=16664