25-11-2008, 04:44 AM | #1 | ||||
|
صناعة الموت: القاعدة في الصومال مجددا
اسم البرنامج: صناعة الموت تمقدم البرنامج: ريما صالحة تاريخ الحلقة: الجمعة 21-11-2008 ضيوف الحلقة: د. عمر عبد العزيز (محلل سياسي متخصص في شؤون القرن الإفريقي) ضياء رشوان (الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة) حسن طاهر عويس (مؤسس تنظيم المحاكم الإسلامية
ريما صالحة: الصومال بلد عربي ومسلم يعاني منذ وقت طويل من كل مقومات صناعة الموت: فقر، جهل، مشاكل سياسية، غياب التنمية وسلطة الدولة والتمزق القبلي، بالإضافة إلى التدخل الأجنبي. في هذه البيئة يفقد الناس حياتهم بلا ثمن ويصبح من السهل على فكر التكفير والقتل أن يجد المناخ الملائم وأن يتلاعب المستفيدون من الوضع القائم بالمصطلحات والقيم النبيلة لتبرير استمرار الحال على ما هو عليه. في هذه الحلقة نرصد أهم ما يجري في الصومال. حلقة جديدة من صناعة الموت مساء الخير. القرن الإفريقي ورائحة البارود تعليق صوتي: لم تنقطع رائحة البارود عن القرن الإفريقي منذ عقود، والصومال التي لا تلبث أن تهدأ فيها وتيرة العنف الإسلامي تعود سريعاً عبر صورة جديدة من القتال. القاعدة في الصومال مجدداً، وفي صورة أخرى مختلفة وبقيادات محلية غير تلك التي عرفتها مطلع التسعينات إبان اشتعال الصراع مع الوجود العسكري الأميركي. فما أن سقط حكم جماعة المحاكم الإسلامية مع دخول القوات الإثيوبية المساندة للنظام السياسي حتى بدأت خلايا إسلامية تنتهج العنف حلاً في تشكيل تنظيم يحذو على طريق القاعدة ولكن أسموه حركة الشباب المجاهدين. كل شيء لدى التنظيم الصومالي يشبه تنظيم القاعدة إلا الإقرار بالبيعة لزعيمه أسامة بن لادن، لكن القاعدة من جانبها لم تتأخر في توجيه الدعم والمناصرة للتنظيم، فصدرت النداءات من القيادات للحاق بركب المقاتلين في الصومال من لسان نائب قائد التنظيم أيمن الظواهري ومن ثم من القيادي أبو يحيى الليبي. صوت أبو يحيى الليبي: ولا تقبلوا بأقل من دولة إسلامية مستقلة لا تعترف بشرعية دولية، ولا تقرّ بقوانين وضعية، ولا تيمم وجهها شرقاً ولا غرباً. أيمن الظواهري (الرجل الثاني في تنظيم القاعدة): وأقول لإخواني أسود الإسلام في الصومال أبشروا بالنصر والظفر، فأميركا تلملم جراحها في العراق، وأثيوبيا تبحث عن مهرب، ولذا فقد بدأت مرحلة المؤامرات والدسائس، فتمسكوا بالحق الذي بذلتم أرواحكم من أجله ولا تلقوا سلاحكم قبل أن تقوم دولة الإسلام والتوحيد المجاهدة في ربوع الصومال. تعليق صوتي: العمل الميداني للتنظيم الصومالي المنشق عن جماعة المحاكم الإسلامية يزداد انتشاراً يوماً بعد يوم، ومستوى العمليات على الأرض في تصاعد من استهداف القوات الأثيوبية أو الحكومية الصومالية إلى التمكن من فرض سيطرة العسكرية على أحياء وصولاً إلى مدن صغيرة تحيط بالعاصمة مقديشو. وإن لم تبايع الفرقة الصومالية تنظيم القاعدة الأم في أفغانستان أو باكستان فإن تكتيكاتها على الأرض والعمل الإلكتروني المنظم هما استنساخ جديد للتجربة القاعدية، فالتكتيكات القتالية المستخدمة في العراق كالألغام واختطاف الأجانب والقاذفات الأرضية لربما جاءت استجابة لدعوة أيمن الظواهري في تسجيل مرئي بثّ مطلع العام 2007. وأسوة بالتجربة العراقية لتنظيم القاعدة لجأ التنظيم الصومالي إلى الدعاية الإعلامية، فبدأ بإصدار مجلة إلكترونية أطلق عليها اسم ملة إبراهيم، وذهب إلى توثيق معظم نشاطه الميداني عبر أشرطة مرئية وأخرى مسموعة، بدءاً من العمليات الصغيرة وليس انتهاء عند اقتحام المدن والسيطرة عليها. ولوحظ أن التنظيم يشن هجوماً عنيفاً ضد قادة المحاكم الإسلامية الذين انخرطوا في العملية السياسية واستجابوا لدعوات المصالحة أو التفاوض للبحث عن تسوية مقبولة للأزمات في الصومال، وأصبح الشيخ شريف زعيم المحاكم الإسلامية يوصف في منشورات شباب المجاهدين بالمرتد، ما ينذر باحتمالات تصعيد المواجهة ضد المحاكم الإسلامية رغم أن جماعة شباب المجاهدين خرجت أصلاً من رحم هذه المحاكم. ومن أكثر أساليب الدعاية والترويج في استجداء الانتحاريين وتشجيعهم على تدوين أسمائهم في لائحة عمليات التنظيم إصدار الأفلام القصيرة التي تروي سيرة الانتحاري وتوثّق الدقائق الأخيرة من حياته. تسجيل فيديو: فإذا اخترتم أن تجلسوا واسم النبي عليه الصلاة والسلام يساء إليه، والأمة يساء إليها والإسلام يساء له، فليكن ولكن بالنسبة لي أقول لكم شيء واحد سأضع رصاصة في رأس الكافر وأنا جاهز لفعل ذلك، وإن شاء الله الطائفة المنصورة سيكونون بالمرصاد لأولئك الذي يرسمون الرسول عليه الصلاة والسلام بالكاريكاتيرات المسيئة وليضعوا الرصاص في رؤوسهم بإذن الله وينسفونهم أينما وجدوهم. تعليق صوتي: التنظيم الصومالي جاء انشقاقه عن جماعة المحاكم الإسلامية بعد التراجع عن العمل المسلح واللجوء إلى المفاوضات السياسية حينها تشكل التنظيم ميدانياً عبر قسمين: القسم العسكري تحت اسم جيش العسرة، ويتولى العمليات القتالية، والقسم الأمني تحت اسم جيش الحسبة ويتولى فرض السيطرة الأمنية والنظام على المناطق التي يسيطر عليها جيش العسرة. صعود التنظيم الصومالي لم يتحقق لولا غياب النظام عن كامل أراضي الدولة وضعف السيطرة الأمنية والتي واكبها أيضاً تصاعد وتيرة القرصنة في المحيط الهندي، وهي تشبه حالات كثيرة في العالم الإسلامي وتأتي التجربة الأفغانية وقدرة جماعة طالبان على حكم البلاد أشهر النماذج وأقواها. والعلاقة مع أرض الصومال ليست حديثة، إذ نشط التنظيم عبر عدد من المسلحين المواطنين والغرباء القادمين من بلدان عربية في العام 1993، وذلك أثناء وجود القوات الأميركية في الصومال وهي المعارك التي سبقتها فترة أشهر استغل التنظيم ضعف الأمن لإقامة مراكز تدريب، فكانت ساحة خلفية ومنطلقاً لنشاط طال السعودية واليمن. الصومال على خطا أفغانستان ريما صالحة: أرحب مشاهدينا في هذه الحلقة بضيفي هنا في الاستديو الدكتور عمر عبد العزيز المحلل السياسي المتخصص في شؤون القرن الإفريقي، ومن القاهرة أرحب بالدكتور ضياء رشوان الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة. ضيفيّ الكريمين أهلاً بكما. وطبعاً أبدأ هذا النقاش معك دكتور.. ضيفي هنا في الاستديو دكتور عبد العزيز لأسألك: ما هو وضع الصومال؟ كيف يمكن أن نقيّم الصومال الآن؟ هل ممكن أن نقول بغياب أو ضعف السلطة المركزية أصبح هناك تفشّياً للكثير من الأمور أولها وجود تنظيمات مشابهة للقاعدة أو حتى ربما القاعدة؟ د. عمر عبد العزيز: أساساً السلطة التي خرجت من مؤتمر نيروبي أو من اتفاق نيروبي والذي نال شرعية إقليمية دولية في أفق واحد وهذه السلطة لم تكن حاضرة بالأساس منذ اليوم الأول وكانت في العاصمة تتنقل بين مدينتي مقديشو وبيدوى، ولكنها لم تمتلك مشروعاً منذ البدايات الأولى لأنها كانت سلطة توليفية، عبارة عن مجموعة من السياسيين القدامى مضافاً معهم بعض أمراء الحرب السابقين بالإضافة إلى بعض التوازنات القبلية الداخلية في السلطة، تبعاً لذلك هذه السلطة كانت تفتقر لأي مشروع حتى تكون سلطة حقيقية على الأرض. وإذا قارنا بينها وبين المحاكم الإسلامية التي ظلت على مدى خمسة أشهر في العاصمة مقديشو وفي الأقاليم الجنوبية سنجد الفرق بين الذين كانوا يمتلكون مشروعاً سواء اتفقنا معه أم لم نتفق وبين الذين لا يمتلكون مشروعاً، فالأصل أن المحاكم على مدى الأشهر الخمسة استطاعت أن تكون سلطة بمعنى السيطرة، بغض النظر عن مدى الاتفاق وعدم الاتفاق.. ريما صالحة: ما علاقة تنظيم حركة الشباب يعني المجاهدين باتحاد المحاكم الإسلامية؟ هل كان لهم.. د. عمر عبد العزيز: هم تفريع من المحاكم. في الحقيقة عندما نتحدث عن المحاكم إسلامية كتجربة، هي جاءت كتجربة في ذروة الحرب الأهلية كنوع من المخرج وكوسيلة لتعميم شكل من أشكال الشرعية القانونية عبر الشريعة الإسلامية، ثم بعد ذلك تبلورت لكي تتحول إلى تيار سياسي إسلامي، وهذا التيار السياسي الإسلامي كان يتضمن بعداً سياسياً وبعداً جهادياً وبعداً متطرفاً وبعداً وسطياً. وبالتالي عندما نتكلم عن المحاكم الإسلامية نتكلم عن نفس التكوين الحالي الذي فرّقهم إلى مجموعتين، مجموعة تقبل بشكل من أشكال الحلول السياسية، ومجموعة أخرى لا تقبل بأي شكل من أشكال الحل السياسي وترى مقارعة الوجود الإثيوبي ومقارعة السلطة القائمة بناء على شرعية نيروبي. فإذاً هذه المحاكم ليست شيئاً واحداً. ريما صالحة: طيب. دعني أنتقل إلى الدكتور ضياء رشوان. دكتور ضياء وجود هذه المحاكم في الصومال هل برأيك ساعدت أكثر بوجود مثل هذه التنظيمات أو مثل هذه الفرق؟ وإلى أي مدى أصلاً كانت الصومال مرتعاً للقاعدة ونحن نعلم بأنه يعني الجميع كانوا يأتون إلى الصومال ربما ليجدوا فيها ملاذاً آمناً منذ تأسيس القاعدة حتى الآن؟ ضياء رشوان: من المعروف أنه منذ بداية تسعينيات القرن الماضي أن منطقة القرن الإفريقي عموماً ومنها الصومال كانت أحد المناطق التي تتوجه إليها بعض من عناصر وقيادات القاعدة، ومن المعروف أيضاً أن المصري أبو عبيدة البنشيري الذي كان عضواً في تنظيم الجهاد، ثم أحد القيادات الرئيسية في تنظيم القاعدة كان من العناصر النشطة جداً في هذه المنطقة إلى أن لقي مصرعه غرقاً هناك في حادث يبدو غامضاً حتى اليوم، وكان أبو عبيدة وغيره من الناشطين في هذه المنطقة يحاولون تأسيس شبكات قريبة من القاعدة على الأقل في التفكير وفي طريقة التحرك، وتوّج هذا النشاط القاعدي في هذه المنطقة بالتفجير المزودج لسفارتي الولايات المتحدة الأميركية في كينيا وتنزانيا في السابع من أغسطس عام 1998. أما الصومال فأيضاً من المعروف والواضح للجميع أنه منذ انهيار الدولة الموحدة عام 1991 وحتى اللحظة والبلاد تشهد مجموعات مختلفة من الحركات الإسلامية كما هو العادة أيضاً بداخل مناخ مضطرب ومليء بالفوضى مثل الصومال. ريما صالحة: يعني هل ضعف الدولة فقط أم هناك يعني من يحمل مثل هذه الأفكار داخل الصومال؟ الفوضى تستدعي السلفية الجهادية ضياء رشوان: لأ. نعم. أريد أن أكمل بالضبط ما تسألين عنه أنه عادة عندما يكون هناك مناخ مليء بالفوضى لا توجد فيه دولة مركزية وتوجد حركات إسلامية ذات سمات مختلفة من المتواتر في مثل هذ الظروف أن يزداد ظهور حركات أكثر تشدداً إلى جانب الحركات التي كانت تعتبر متشددة في الماضي هذا هو الحال مثلاً بالنسبة تحالف أو اتحاد المحاكم الإسلامية الذي ما أن قبل بالاندراج مع المعارضة في التحالف، المعارضة من أجل تحرير الصومال عام 2007 حتى ظهر التمرد عليه من داخل نفس المحاكم الإسلامية بحجة أنه خرج عن صحيح الإسلام وتحالف مع قوى غير إسلامية ويرمي إلى تحقيق أهداف غير إسلامية. ومن هنا ظهر شباب المجاهدين. هذه الآلية متعارف عليها في كثير من المناطق، أن التشدد يؤدي إلى مزيد من التشدد ولكن بشرط وجود مناخ محيط بهذا من الفوضى. هذا هو الوضع الذي يوجد فيه الصومال اليوم، بالطبع وجود أثيوبيا بقوات أجنبية ساعد أكثر على النزعة السلفية الجهادية. ريما صالحة: عموماً دكتور ضياء للنقاش تكملة ضيفيّ الكريمين اسمحا لي بأن أتوقف لفاصل قصير طبعاً نتابع بعده: كيف يفقد الناس حياتهم في شوارع مقديشو بلا ثمن؟ [فاصل إعلاني] انشقاقات في تحالف المحاكم الإسلامية ريما صالحة: من جديد أعود معكم مشاهدينا وأعود مع ضيفيّ الدكتور عمر عبد العزيز المحلل السياسي المتخصص في شؤون القرن الإفريقي، وأيضاً من القاهرة الدكتور ضياء رشوان الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة. دكتور عبد العزيز عندما نتحدث مثلاً عن حركة الشباب المجاهدين، هم انشقوا عن اتحاد أو هم فرع من اتحاد المحاكم الإسلامية ما هي الحركات المتواجدة في الصومال والتي تحمل هذه الأفكار يعني ما يشبه أفكار القاعدة؟ د. عمر عبد العزيز: الحقيقة أن المحاكم الإسلامية التي نشأت بداية في العاصمة مقديشو في عدة مناطق حوالي 15 منطقة، ثم بعد ذلك تمددت تدريجياً في بعض الأقاليم الشمالية والجنوبية بالصومال، هذه المحاكم كانت في البداية جاءت كحل لغياب القانون، وغياب النظام واستشراء أمراء الحرب وسيطرتهم على المناطق ثم تالياً وبعد ذلك جاءت المبادرة أصلاً أو المبادأة العسكرية من قبل أمراء الحرب، لكن اتحاد المحاكم الإسلامية اكتشف فجأة بأنه قوي على الأرض ومؤسس على الأرض بحضور جماهيري لا بأس به وبحضور شبابي فعال. وبالتالي حسم الموقف في العاصمة مقديشو. تالياً تبلورت منذ البدايات الأولى لسيطرة المحاكم على العاصمة وجزء كبير من الأقاليم الجنوبية، تبلورت منذ تلك اللحظة فوارق واختلافات داخل المحاكم الإسلامية على قاعدة هل نسلك طريقاً سياسياً أم نواصل الطريق الجهادي إلى ما لا نهاية؟ ريما صالحة: هل هذا يعني بأنهم انقسموا؟ د. عمر عبد العزيز: وبالتالي كان فيه مشروع انقسام داخلي أو مشروع تنويع أو تنوّع. هنا لا بد أن نضع بعين الاعتبار أننا الآن عندما نتحدث عن المحاكم الإسلامية نتحدث عن جماعة يسمون جماعة أسمرة، وعن جماعة أخرى يسمون جماعة جيبوتي، الذين خرجوا من مؤتمر جيبوتي الأخير هم الذين يقبلون بالحل التسووي السياسي وعلى رأسهم الشيخ شريف أحمد الذي يتمترس عملياً هو ورفاقه في مدينة بلعد وجوهر عملياً على مشارف العاصمة مقديشو من الشمال. أما الآخرون فهم يمثلهم أحد زعماء المحاكم الجدد، وهو اسمه عمر إيمان فيما أعتقد، عمر إيمان وهو في حقيقة الأمر ضمن مظلة الشيخ شريف عويس. تبعاً لذلك هؤلاء يتبنون الخط الجهادي المفتوح وهذا الخط الجهادي المفتوح هو مفتوح أيضاً على تنويعات أستطيع أن أقول فيها أنها ليست صومالية فحسب ولكنها ضمن مشروع الإسلام السياسي الجهادي العام، هي بضاعة عربية وإسلامية ودولية في آن واحد. ريما صالحة: طيب في هذا الانقسام ألا يوجد هناك أيضاً اختلاف بينهما ممكن أن يؤدي إلى أعمال عنف أيضاً. د. عمر عبد العزيز: في تقديري الشخصي حتى الآن كل مشروع الإسلام السياسي في الصومال حتى وإن بدا الخلاف بينهم تكتيكياً فيما يتعلق بكيفية معالجة الأمر، إلا أنهم يشكلون كماشة على العاصمة من الشمال والجنوب. الشمال القابلين بالحل السلمي والجنوب الذين يرون الحل العسكري، لكنهم في نهاية المطاف سيتحدون عند حدود إزالة الوضع القائم وإزالة الوجود الأثيوبي، وبعد ذلك قد ينشأ خلاف لاحقاً. ريما صالحة: طيب هنا أريد أن أتحوّل إلى الدكتور ضياء رشوان. دكتور ضياء في حال نجح التنظيم يعني هو يتحدث الدكتور عبد العزيز عن انقسامات أيضاً داخل اتحاد المحاكم الإسلامية. في حال نجح التنظيم المتطرف الذي يحمل راية التطرف، وهو غير القسم الآخر، ويعلن دولته، هل ممكن أن نشهد تجربة كتجربة طالبان مثلاً؟ ضياء رشوان: حتى اللحظة المقدمات التي تتعلق بطريقة استيلاء شباب المجاهدين على بعض المدن توحي بأننا إزاء تجربة بالفعل ذات طابع متشدد. في خلال الأيام الماضية استولى التنظيم أو الحركة على العديد من المدن وقام - حسب قوله - بتطبيق الشريعة الإسلامية، ونشر قواته التي تقوم بتنفيذ تعاليم الحسبة الإسلامية بطريقة التنظيم، كما قام أيضاً بعض الأحكام في الشريعة كما يراها برجم إحدى السيدات لاتهامها بتهمة الزنا، وبالتالي نحن نشهد تجربة سلفية جهادية ليست بعيدة حتى اللحظة عن تجربة طالبان. على الأقل من حيث المظهر لا نستطيع.. ريما صالحة: هل يمكن أن يسيطروا أم هناك عوائق؟ ربما أفغانستان كانت تختلف. ضياء رشوان: حتى اللحظة وكما أعلن مؤخراً الرئيس عبد الله يوسف نفسه أن البلاد على وشك أن تقع في يد هؤلاء، واعترف بشكل واضح ربما ذلك يأتي في إطار صراعه مع رئيس الوزراء الحالي، لكن هناك اعتراف رسمي الآن بأن هذه الحركات، هذه حركة شباب المجاهدين تحديداً تسيطر على أكثر من نصف البلاد، ولدينا أيضاً من تبقى من المحاكم الإسلامية - كما ذكر الصديق الدكتور عمر عندك في الاستديو - تسيطر على أجزاء أخرى، ومن ثم نعم الحكم في الصومال الآن محل تهديد حقيقي وجدي. ريما صالحة: طيب دكتور ضياء عندما نشاهد مثلاً فيما نشاهده في الإعلام عن تسجيلات لهم نرى بأن هؤلاء يعني شباب صغار ربما 16 عاماً لغاية 20 في هذه الأعمار في هذا الحد وهو ما يذكرنا أيضاً بطلبة العلم في يعني طالبان في أفغانستان، إلى أي مدى ممكن أن تكون فعلاً هذه التجربة واحدة، خاصة إذا ما أخذنا من ناحية السن من ناحية أعمارهم؟ ضياء رشوان: بلا شك أن طالبان وشباب المجاهدين ومن قبلهم قطاع مهم من اتحاد المحاكم الإسلامية يشتركون في بعض الصفات منها: صغر السن، منها أنهم خرجوا بعيداً عن كل الصراعات التي كان يديرها أمراء الحرب في البلدين، أمراء الحرب من القيادات التقليدية سواء في أفغانستان أو في الصومال هم تمردوا على الأمرين وتمردوا أيضاً على الدولة وتمردوا أيضاً على القوات الأجنبية. هذه هي عوامل مشتركة ما بين الصومال وبين أفغانستان، بين الحركة الإسلامية في الصومال وبين طالبان. ويبقى أن المهم الآن أنه يبدو أن هناك إصرار من جانب الإسلاميين ومن جانب شباب المجاهدين في الصومال على مواصلة وسرعة التقدم العسكري في هذه الفترة تحديداً نظراً لتغيّر الإدارة الأميركية، هم يعلمون أنه ليس بمقدور الرئيس الأميركي الحالي اتخاذ قرارات كبرى تتعلق بالصومال في ظل ما يحدث في أفغانستان والعراق وأن الرئيس القادم لم يتولى بعد منصبه، وبالتالي هم حريصون على تحقيق مكاسب عسكرية وسياسية تعدّ بمثابة أمر واقع عندما مجيء الإدارة الأميركية الجديدة ومن هنا يمكن الحديث والتفاوض معها انطلاقاً من الأمر الواقع. ريما صالحة: ونحن نشهد في هذه الأيام إذا ما انتقلت - دكتور ضياء اسمح لي - دكتور عبد العزيز نحن نشهد عمليات قرصنة أصلاً الآن يعني من قبل الصوماليين، ولكن أريد أن أسأل هنا إذا كنا نريد أن نشاهد صغار السن في هذه التسجيلات، من هم زعمائهم؟ د. عمر عبد العزيز: أكبر منهم سناً. [يضحك] ريما صالحة: أكبر منهم سناً. د. عمر عبد العزيز: الأصغر سناً هم وقود هذه الحروب في حقيقة الأمر. ريما صالحة: بس من هم الزعماء تبعونهم؟ لهلأ ما شفنا حدا طلع تبنّاهم. د. عمر عبد العزيز: التيارات الإسلامية الجهادية على وجه التحديد هم يعتقدون - كما صرحوا غير مرة - هم يعتقدون بأن هذه المرحلة العمرية هي المرحلة الجهادية الفعلية، لأن الشاب بهذه المرحلة العمرية يكون قادراً على أن يضحي وعلى أن يكون فتياً وعلى أن يكون قادراً.. ريما صالحة: أيضاً كان لك وجهة نظر ثانية غير أنهم صغار السن في اللّكنة إذا تحدثنا يعني عندما تكلموا في الإنجليزية. أنت أشرت أنه ربما كانوا قد ترعرعوا وتربوا في أوروبا، على ماذا استندت في هذا الأمر؟ د. عمر عبد العزيز: من طريقة تحدثهم باللغة الإنجليزية، أنا أعتقد أن هذه البضاعة ليست محلية، هي بضاعة عربية وإسلامية ودولية في آن واحد. مجاميع كبيرة من الشباب الصومالي المتواجد الآن في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا على وجه العموم من الشباب الصغار يعانون من إحباط مزدوج.. ريما صالحة: ربما لأنهم هاجروا كثيراً يعني الصومال د. عمر عبد العزيز: يعانون أولاً من الاغتراب، ويشعرون أيضاً بأن بلدهم تدمر نتيجة الحرب الأهلية، عندهم حنين للجذور الإسلامية والعربية والصومالية في آن واحد، وتبعاً لذلك هم بضاعة جاهزة لمن يستطيع أن يشتغل عليها فيما يتعلق بالتعبئة الإيديولوجية الدينية على وجه التحديد، ولهذا السبب سنجد أن هؤلاء الشباب ليسوا فاعلين على الأرض فقط بالمعنى الجهادي، ولكنهم أيضاً فاعلين فيما يتعلق بالوسائط المتعددة.. عويس وشريف ومستقبل الصومال ريما صالحة: اسمح لي أن أقاطعك. أيضاً دكتور ضياء ابقَ معي. الآن أتحول إلى أسمرة. معي من هناك السيد حسن ظاهر عويس مؤسس تنظيم المحاكم الإسلامية والذي يطلق عليه بعض المراقبين لقب الأب الروحي لأمراء الجهاد في الصومال. شيخ طاهر عويس. السلام عليكم. بداية.. حسن طاهر عويس: وعليكم السلام ورحمة الله. ريما صالحة: أهلاً بك في برنامج صناعة الموت، أبدأ معك بعلاقة تنظيم حركة الشباب المجاهدين باتحاد المحاكم الإسلامية؟ حسن طاهر عويس: بسم الله والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى وصحبه وسلم. الشباب المجاهدون هو من الحركات الإسلامية يعني انضموا إلى اتحاد المحاكم الإسلامية عندما كانوا يناضلون مع أمراء الحرب، ثم انضموا وأصبحوا يعني من المحاكم ضمن المحاكم، ولكن بعد تكوين التحالف في أسمرة توقفوا عن التحالف، ثم أصبحوا يعني باسم الشباب يجاهدون في الوطن ويقاتلون الإثيوبيين وجزاهم الله خيراً في.. ريما صالحة: ولكن هذا التنظيم هو منشق عن الاتحاد خاصة بعد تخليكم عن أو تراجعكم عن العمل المسلح؟ حسن طاهر عويس: هم يعني توقفوا عن التحالف لا عن اتحاد المحاكم يعني. ريما صالحة: طيب الآن ما هو موقفكم من أعمال التنظيم شيخ عويس؟ حسن طاهر عويس: نعم يعني الصوماليون يقاتلون الإثيوبيين جميعاً في صف واحد ولكن هم تنظيم خاص لأنفسهم ولكن يقاتلون الإثيوبيين، وبعد - إن شاء الله - إخراج الإثيوبيين من الوطن فإن شاء الله يسهل الاتفاق في معالجة القضايا الصومالية بإذن الله تعالى، من ضمن القضايا التي تحتاج إلى المعالجة في الصومال من ضمنها.. ريما صالحة: ولكن إذا أنتم كنتم المؤسسين لهذه الحركة في الصومال لهذا الاتحاد، إذا نتحدث عن هذا التنظيم ما هي مرجعيتهم؟ حسن طاهر عويس: نعم وأفكارهم أفكار سلفية، ما هي مشكلة أفكارهم، ولكن كتنظيم من المستقلين الآن من التحالف فيقاتلون الأثيوبيين وهم ما نرى مشكلة في ذلك لأنه حتى الفرد يستطيع أن يقاتل وجماعة ممكن أن تقاتل يعني وفي الإسلام القتال إذا كان العدو الوطن هو فرض عين كالصلاة، فكل أحد يستطيع أن يقاتل بنفسه أو مع جماعته أو مع غيرها. ريما صالحة: أنت موافق على أعمالهم أو ضد أعمالهم شيخ عوس؟ حسن طاهر عويس: القتال مع الأثيوبيين أنا معهم في ذلك. ولكن مثلاً إذا كان هناك شيء غير مستساغ إسلامياً أو اجتماعياً يعني هذا خاص بهم، وإن شاء الله سيحاسبون عليه إذا كان الأمر إذا وجد مناسبة في ذلك. ريما صالحة: ولكن يعني ما موقفهم منك أنت يعني شيخ عويس؟ إذا كانوا هم يطلقون على الشيخ شريف يعني المرتد لقب المرتد لأنه دخل في مفاوضات أنت كيف هي علاقتك معهم؟ حسن طاهر عويس: هذه الكلمة يعني كلمة شرعية تحتاج إلى إفتاء شرعي، وما نظن أنهم يصلون إلى درجة الاجتهاد في هذه القضية، وما نوافقهم في هذه الكلمة، فهذه عاطفية، كلمة عاطفية ليست كلمة شرعية، إنما هي عاطفية ربما عندي، ولكن يعني لا شك أن شريف أخطأ في الطريق وخرج عن المبادئ التي قام عليها اتحاد المحاكم أو التحالف، فلا شك في ذلك، ولكن لا تصل في ذهنه أو في رأيه أنها في درجة الارتداد يعني. ريما صالحة: يعني شيخ عويس هل مجرد الدخول في مفاوضات هل هذا بحد ذاته ضد الجهاد؟ حسن طاهر عويس: أنه هو يعني مثلاً عندنا يعني النظام وأهدافه والنظام مكتوب عندنا يعني عدم الدخول في مفاوضات مع الإثيوبيين ولا مع الحكومة العميلة عندهم حتى يخرج الجنود الأثيوبيون من الوطن يعني. فهذه القاعدة التي اتفقنا عليها في المحاكم وفي التحالف خرجوا عن هذه المبادئ، ثم بعد ذلك هم أخطؤوا في الطريق ولكن لا تصل إلى درجة الارتداد يعني. ريما صالحة: ولكن شيخ عويس يعني كيف ممكن أن يتحقق سلام بدون مفاوضات؟ لماذا رفض المفاوضات؟ يعني يعني الجهاد له فترة معيّنة وبعده هناك مفاوضات، حتى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام يعني أيضاً كان له مفاوضات مع الكفار، وكان هناك صلح الحديبية، فلماذا أنتم ترفضون المفاوضات؟ حسن طاهر عويس: الحديبية مع الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتنازل عن مبادئه، المبادئ الأساسية الإسلامية لم يتنازل عنها، ولكن يعني المسلمون على شروطهم والشروط التي كنا اتفقنا عليها من غير مشورة بأصحاب القضية يعني خرج منها هو يعني خرج من هذه المبادئ، لا نقول خرج عن الإسلام يعني، لا نقول خرج عن الإسلام ولكن نقول خرج عن مبادئه. ريما صالحة: لماذا لا تحمل مبادئك إلى طاولة المفاوضات وتتفاوض؟ حسن طاهر عويس: يعني المفاوضات إذا كانت في النتيجة صحيحة ويعني لا تمس لا تمس المبادئ التي أقمنا عليها تحالف المحاكم الإسلامية إذا لم تمسها نعم، ولكن الآن نحن نعلم أنه مثلاً يعني حوالي أربعة أشهر قامت الاتفاقيات الجيبوتية المهزومة، ثم حتى الآن ما حركوا ساكناً، لا يمكن يعني نحن نعلم أنه لا يمكن أن يفعلوا شيئاً يعني، وما فعلوا شيئاً. ولذلك لا نقول يعني أنت تجادل اليوم عن هذه والعالم كله يعلم أن هذا يعني خلاص.. ما.. يعني لم يأتِ منها شيء. فلا تجادل عن ما تجاوز عنه العالم كله. ريما صالحة: طيب الآن ما سيكون موقفكم من حركة الشباب المجاهدين إذا ما سيطروا على العاصمة مقديشو؟ حسن طاهر عويس: يا أختي الصوماليون هم يعني الحمد لله يعني وطنهم، وطنهم يقاتلون لأجله وتحريره، فما هي مشكلة، الصوماليون يتفقون إن شاء الله تعالى فيما بينهم ولا حرج في ذلك. ريما صالحة: يعني ممكن أن تعيدوا التحالف معهم من جديد؟ حسن طاهر عويس: الصوماليون إذا تحرر الوطن لا بد أن يتفقوا فيما بينهم إن شاء الله تعالى لا مشكلة في ذلك. لا إشكال في ذلك. ريما صالحة: من يدعم التنظيم شيخ عويس؟ حسن طاهر عويس: والله الصوماليون. كلنا أيضاً في ذلك. يعني الصوماليون يدعمونا في الداخل والخارج. ريما صالحة: الصوماليون أين في الخارج أم في الداخل؟ حسن طاهر عويس: يعني معناها الصوماليون اللي في الخارج والصوماليين في الداخل كلهم يتعاونون مع هؤلاء ويتعاونون مع هؤلاء ومع هؤلاء يعني ويعطونهم، وهؤلاء يعطونهم، لأن المشكلة مشكلة الوطن، العدو قاعد في الوطن، لابد أن يشترك كل الصوماليين في ذلك، ويدعم في كل أحد يقاتلهم. ريما صالحة: الشيخ حسن طاهر عويس مؤسس تنظيم المحاكم الإسلامية والذي يطلق عليه بعض المراقبين لقب الأب الروحي لأمراء الجهاد في الصومال شكراً جزيلاً لك على هذه المشاركة. ومشاهدينا ننتقل إلى فاصل قصير لنتابع بعده: بعد أن انقلبت جماعة شباب المجاهدين على أجنحة المحاكم الإسلامية التي انخرطت في مفاوضات السلام، ماذا يحمل المستقبل لمن يرفعون شعارات الجهاد في الصومال نتابع بعد الفاصل. [فاصل إعلاني] الخطاب خطاب القاعدة ريما صالحة: أعود معكم مشاهدينا، وأعود مع ضيفي هنا الدكتور عمر عبد العزيز في الأستوديو، وأيضاً ضيفي عبر الأقمار الاصطناعية الدكتور ضياء رشوان، دكتور عبد العزيز استمعت معنا إلى الشيخ عويس، نفس الأفكار ربما يعني أنا لم ألاحظ أي تغيير، ما تعليقك؟ د. عمر بن عبد العزيز: لا فارق في حقيقة الأمر، المحاكم الإسلامية بتنويعاتها المختلفة تتفق من حيث الجوهر وإن اختلفت في بعض المسائل التكتيكية وهذا شيء بديهي، ولكننا الآن لا بد أن نقرأ المشهد كما هو واقعياً، المشهد كما وصفته واقعياً، هنالك تداعي في الإقليم الجنوبي على وجه الإجمال المدن تسقط واحدة تلو الأخرى بيد شباب المجاهدين.. ريما صالحة: طيب كيف ينجح التنظيم في السيطرة على المدن بهذا الشكل؟ بسرعة؟ د. عمر بن عبد العزيز: هم موجودون على الأرض مؤسسون عسكرياً كما ينبغي، وأيضاً ضمن إطار الوشائج الاجتماعية وإيماء إلى فشل شرعية نيروبي، لا ننسى هذا الكلام والوجود الإثيوبي في العاصمة مقديشو، تبعاً لذلك المدن التي سقطت في غاية الأهمية، مدينة باراوا مدينة مركا، هذه مدن مفصلية في الإقليم الجنوبي بالإضافة إلى كسمايو، ويتواجد الشيخ شريف أحمد في البعد الآخر في المنطقة الشمالية، فإذاً أنا في تقديري الشخصي أن المتوالية تجري باتجاه سقوط العاصمة مقديشو.. ريما صالحة: هل هذا يعني بأنهم سيسيطرون على.. د. عمر بن عبد العزيز: لا أستبعد ذلك وربما.. ريما صالحة: على جميع المدن بما فيها العاصمة؟ د. عمر بن عبد العزيز: ربما في فترة قصيرة، ربما في فترة قصيرة، ولا أستبعد ذلك. وإذا حصل هذا أتوقع وهذا مجرد افتراض أن يحصل نوع من إعادة لملمة الأوراق فيما يتعلق بالمحاكم الإسلامية ونوع من التصالح الداخلي لأن الهدف المركزي بالنسبة لهم الآن هو قلع شرعية نيروبي برئاسة عبد الله يوسف ومن معه، وإبعاد الوجود الإثيوبي في الصومال، لكن هذا لا يعني بحالة من الأحوال أن الخلافات بين المحاكم ستنتهي بالمطلق لأن التيار الجهادي الشبابي المؤسس على الأرض سيعتقد أنه هو الذي أنجز هذا النصر بالدرجة الأولى. ريما صالحة: دكتور ضياء رشوان ما تعليقك على الشيخ عويس؟ هو ما زال يتبنّى نفس الفكر وهو مؤيد أيضاً للجهاد. د. ضياء رشوان: حقيقة الأمر لم أستمع إلى كل ما قاله لأسباب فنية، ولكن ما استمعت إليه منه مهم للغاية في توضيح ما سوف يحدث ربما في الصومال في الأيام القادمة، من الواضح أن اتحاد المحاكم الإسلامية به جناحان كما ذكرت تقارير كثيرة أحدهما يمثله الشيخ عويس والآخر يمثله الشيخ شريف أحمد، والجناح الذي يمثله الشيخ عويس هو أقرب للفكر السلفي الجهادي الذي تمثله حركة شباب المجاهدين، ومن ثم فإن إمكانية التحالف ما بينهما في الأيام القادمة التي يقترب فيها على ما يبدو سقوط الحكومة الحالية والاستيلاء على المدن الـرئيسية والعاصمة وارد للغاية، وعلى الأرجح أن الجسور إذا ما مدت ما بين الشباب المجاهدين وبين المحاكم ستكون عبر الشيخ عويس.. ريما صالحة: إذاً ماذا يحمل المستقبل للصومال؟ د. ضياء رشوان: سيحمل في تقديري المستقبل قدر كبير من الفوضى، ربما الاضطراب أكثر، لأن سقوط الصومال في يد اتحاد شباب المجاهدين بالتحالف مع جناح من اتحاد المحاكم الإسلامية سيكون جرس إنذار قوي للغاية، ليس فقط للجارة إثيوبيا التي تجرأت وتدخلت في هذا البلد، ولكن أيضاً لكثير من الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية التي تهتم استراتيجياً بهذه المنطقة. ريما صالحة: ماذا سيكون مستقبل من دخلوا في مفاوضات السلام إذاً؟ د. ضياء رشوان: المرجح أن سيناريو أفغانستان بصورة مختلفة سوف يندلع أيضاً في الصومال إذا ما تم الاستيلاء على البلاد وسقطت العاصمة وفرت الحكومة كما هو متوقع كالعادة، فمن المرجح أيضاً أن صراعات بداخل تحالف المعارضة وبخاصة ما بين التحالف الذي قبل المفاوضات وما بين الذين سيسيطرون على البلاد سوف يكون متوقعاً، ما يجب أن نتذكره مثلاً في ما قاله الشيخ عويس ورفضه للمفاوضات وعندما ذكرتِ لهم مثال صلح الحديبية أجاب أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يتفاوض على المبادئ وهذه قراءة غير حقيقية، في الحقيقة الرسول تفاوض حتى على بسم الله الرحمن الرحيم وغيرها باسمك اللهم، وتفاوض على لقبه هو من محمد رسول الله إلى محمد بن عبد الله، وليس هناك أكثر من هذه المبادئ كانت في هذه اللحظة بالنسبة لرسول الإسلام لكي يتنازل عن ذكرها في المعاهدة أو الصلح حتى يحقق ما يريده المسلمون من مصالح أخرى كانت أهم بالنسبة إليه من أن يذكر اسمه مسبوقاً أو متلوّاً بلقبه كرسول الله صلى الله عليه وسلم، بالتالي هذه الروح توضح لنا أن هناك تشدداً سوف تشهده الصومال، إذا كان هذا هو حديث الشيخ حسن ظاهر عويس وهو ليس منخرطاً انخراطاً رسمياً في شباب المجاهدين، فكيف لنا بشباب المجاهدين إذا ما استولوا تماماً على البلاد وسقطت في أيديهم كل الأمور، الأرجح أن الصومال سيشهد مرحلة شديدة الصعوبة لن تكون أبداً صومالية فقط بل ستكون إقليمية وعلى الأرجح دولية أيضاً. ريما صالحة: طيب دكتور عبد العزيز خطاب التنظيم الإعلامي نراه مشابهاً جداً للخطاب الإعلامي للقاعدة، ولكن حتى الآن لم نشهد بأن هذا التنظيم تنظيم حركة شباب المجاهدين قد أولوا البيعة لتنظيم القاعدة، كيف ممكن أن تقرأ هذا الأمر؟ د. عمر بن عبد العزيز: في الحقيقة هم صادرين عن نفس المنطلقات الأساسية المرجعية، نفس الرؤية نفس المنطلقات حتى يكاد يكون فيه تشابه فولكلوري بين الحالة الطالبانية والحالة الجهادية القائمة في الصومال، والأمر يتسع ولا يشمل الصومال وأفغانستان فقط. في تقديري الشخصي أن هذا مد كبير جداً الآن يشهده العالم العربي والعالم الإسلامي وينطلق من نفس المنصة ومن نفس القواعد. ريما صالحة: يعني الصومال مليئة بالمشاكل ورغم ذلك في التسجيلات يتحدثون عن مشاكل دولية، مشاكل يعني في الشيشان، ما حصل في الدنمارك يعني نراهم يتكلمون من ناحية دولية. د. عمر بن عبد العزيز: ولهذا قلت أنهم كلهم ينطلقون من نفس المنصة، نفس المرجعيات، نفس الرؤى، نفس التعليم الديني، بل حدّ التشابه الفولكلوري في الأساليب، حد التشابه التفصيلي في الأساليب، لكن هذا لا يمنع أن يكون هناك تحالفات نسبية وخلافات نسبية خاصة إذا ما ذهب العدو المشترك، لأن هذا المشروع في حقيقة الأمر سيصطدم بالحقيقة الواقعية على الأرض، ماذا سيفعلون بعد ذلك؟ يعني إذا حسموا مسألة السلطة على سبيل المثال، فماذا هم فاعلون بعد ذلك؟ ريما صالحة: عموماً حتى أيمن الظواهري كان في أكثر من حديث له كان يشدد على موضوع الصومال ويوجه الحديث إلى شباب المجاهدين في الصومال. د. عمر بن عبد العزيز: خطاب الإسلام السياسي أختي العزيزة هو خطاب كوني وليس خطاباً إقليمياً وليس خطاباً محلياً، ولكن في إطار من الانزياحات المتدرجة وفي إطار من التكتيكيات المدروسة إلى حد كبير جداً وخاصة من قبل القيادات السياسية للإسلام السياسي، والحقيقة أن هذه مشكلة إقليمية ستكون وستنعكس بشكل مؤكد على كل دول الإقليم التي لا تقبل بهذا الوضع، وفي نفس الوقت ستفرز متوالية جديدة.. الصومال بعد أفغانستان والعراق ريما صالحة: يعني الآن هناك مشكلة جديدة غير أفغانستان وغير العراق سنشهد مشكلة أخرى في الصومال؟ د. عمر بن عبد العزيز: وستستمر المشكلة وستتفاقم بشكل كبير جداً وكل الظواهر الجديدة بما في ذلك ظواهر القرصنة هي شكل من أشكال محاولة نقل المشكلة إلى مستوى آخر، ماذا يعني أن القراصنة الذين كانوا في المناطق الجنوبية وفي العاصمة مقديشو انتقلوا فجأة إلى ولاية بونت لاند وإلى بوساسو وإلى التمددات في كل البحار من بحر العرب إلى خليج عدن إلى المحيط الهندي إلى البحر الأحمر، أين هي البوارج المنتشرة هناك؟ لم يتركون يفعلون ما يريدون؟ ريما صالحة: إلى أي مدى ترى فيها ليس فقط قرصنة بل إرهاب؟ د. عمر بن عبد العزيز: هذه أسئلة كبيرة جداً تضعنا في وارد سيناريوهات يعد لها على نار هادئة وهي سيناريوهات إقليمية ودولية في أفق ما. ريما صالحة: هل ترى بصمات القاعدة في عمليات القرصنة التي تحدث؟ د. عمر بن عبد العزيز: الشكل، ولكن عمليات القرصنة في تقديري الشخصي لها علاقة تامة ببعض السيناريوهات التي تطبخ للمنطقة، هي رد ضمني أو هي حالة من التكامل مع الاجتياح الإسلامي الجهادي الآن للمناطق الجنوبية في الصومال، انزياح أمراء الحرب ورموز أمراء الحرب إلى المناطق الشمالية ثم إلى البحار ثم إقلاق دول الإقليم والعالم برمته هذا يعني ببساطة شديدة جداً أن هنالك خلط أوراق في الصومال، وهذا الخلط ليس محلياً صرفاً على الإطلاق. ريما صالحة: دكتور ضياء رشوان تحدثت عن الخطاب الإعلامي المتشابه ولكن حتى الآن لم نرَ بأن هناك بيعة، لماذا؟ د. ضياء رشوان: البيعة تحدث عنها بعض المتحدثين الإعلاميين باسم الشباب المجاهدين عندما وضعت حركة شباب المجاهدين على قائمة الجماعات الإرهابية بالولايات المتحدة الأميركية في شهر مارس الماضي، وعندما اتهمت كثيراً بالعلاقة بالقاعدة ردد بعض المتحدثين باسم الحركة بأنهم سوف يعطون البيعة إذا ما واصلت القوات الإثيوبية وواصلت الولايات المتحدة سياساتها تجاه الصومال، القاعدة الفكرية للتنظيم والقاعدة هي قريبة للغاية هي قاعدة السلفية الجهادية، لكن يجب الانتباه إلى نقطة مهمة هنا وهو أن وجود القاعدة الفكرية ليس كافياً وحده لخلق التشابه أو إعطاء البيعة، ما يحدث في الصومال هو من خلق ومن فعل أخطاء كبيرة جداً في الاستراتيجية الإقليمية وبالتحديد من الجانب الإثيوبي مدعوماً من الجانب الأميركي بدخول الصومال، فضلاً عن الأخطاء المركزية التي ارتكبتها قيادات الصومال التقليدية ومن بينها أمراء الحرب.. ريما صالحة: يعني هل نرى في الصومال بؤرة جديدة ممكن أن تكون خطيرة جداً؟ مثلاً على غرار ما كان في أيام طالبان؟ ممكن أن يمهد للكثير من الأمور وربما على الدول الآن الانتباه؟ د. ضياء رشوان: خطورة الأمر في الصومال أن الأمر تداخل فيه الإقليمي مع المحلي مع الدولي، الصومال يقع في القرن الإفريقي حيث يمر نسبة كبيرة جداً من التجارة البحرية الدولية القادمة من قناة السويس أو الذاهبة إليها، الصومال متداخل مع جيرانه وبخاصة أثيوبيا وأرتيريا الذي تجمعه بهم خلافات ومشكلات تاريخية كبيرة، الصومال قريب أيضاً من منابع النيل بالنسبة لدول كثيرة منها مصر والسودان، الصومال به مصالح كبيرة قريبة من القرن الأفريقي حيث تتواجد قواعد عسكرية لدول كبيرة غربية وأميركا، وبالتالي الأزمة هناك أزمة أكبر ربما إذا اندلعت مما نتصور، الأخطاء التي ارتكبت هي التي أتاحت للوضع الحالي أن يصل إلى ما وصل إليه، لا شك أن نشأة اتحاد المحاكم الإسلامية ومن بعده اتحاد أو حركة شباب المجاهدين تؤكد الفراغ الكبير الذي يوجد به المجتمع الصومالي، لا توجد حركات تقليدية ولا قبلية قادرة على ملء هذا الفراغ.. ريما صالحة: وصلت فكرتك دكتور ضياء رشوان. فيه سؤال أخير دكتور عبد العزيز: الآن إلى أي مدى هناك تخوف من وضع الصومال الحالي بأن يكون مرتعاً لجماعات إرهابية؟ د. عمر بن عبد العزيز: الوضع في الصومال كما هو واضح تماماً لا يسيطر عليه إلا من قبل مشروع الإسلام السياسي السلفي على وجه التحديد وهو إسلام برؤية واضحة.. ريما صالحة: طيب ما الحل الآن؟ طيب ما في دولة وما في حكومة؟ د. عمر بن عبد العزيز: وبالتالي لا أدري إذا حسمت المسألة من قبل التيار الجهادي على وجه التحديد وحصل شكل من أشكال التحالف مع الشيخ شريف أحمد أو التيار السلفي غير الجهادي أو الجهادي نسبياً في هذه الحالة قد تشهد الصومال شكلاً من أشكال الاستقرار المؤقت لكن واضح تماماً أن الانزياح نحو المناطق الشمالية التي كانت هادئة كما هو الحال بالنسبة لإقليم بونت لاند وانتشار القرصنة البحرية على نطاق واسع يدلل مرة أخرى على أن الآخرين الذين كانوا سبب المشاكل في العاصمة مقديشو أو في الصومال على وجه الإجمال ما زالوا موجودين على الأرض وما زالوا يفعلون أفاعيل كبيرة جداً.. ريما صالحة: ولكن هنا أيضاً أموال تضخ من أين هذه الأموال؟ د. عمر بن عبد العزيز: الأموال تأتي من مصادر مختلفة، علينا أن نعي أولاً أن الصوماليين يتواجدون الآن في كل بلدان العالم، الشعب الصومالي نسبة عالية جداً منه مهاجرة.. ريما صالحة: وعمليات القرصنة التي تحدث إلى أي مدى تساعدهم في ضخ هذه الأموال؟ د. عمر بن عبد العزيز: عمليات القرصنة هي محسوبة على أمراء الحرب من حيث التنفيذ ولكنها تدخل في إطار المشهد العسكري والسياسي القائم في المنطقة في إطار مشروع يواجه أو يكمّل المشروع القائم في الشطر الجنوبي، وفي المنطقة الجنوبية، بمعنى آخر أن هذه مسألة ليست مسألة محلية بحال من الأحوال، هي مسألة فيها أصابع أخرى، وستثبت الأيام صدق ما أذهب إليه أو أتوقعه على الأقل.. ريما صالحة: دكتور عمر عبد العزيز لم يعد لديّ الوقت المحلل السياسي المتخصص في شؤون القرن الأفريقي ضيفي هنا في الأستوديو شكراً جزيلاً لك، كما أشكر من القاهرة الدكتور ضياء رشوان الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة. وإلى هنا تنتهي مشاهدينا هذه الحلقة من برنامج صناعة الموت. لكم تحيتي وتحية فريق العمل معي ودائماً في صناعة الموت من العربية معاً نصنع الحياة، إلى اللقاء. من اهم البرامج وافضلها عندي رابط البرنامج http://www.alarabiya.net/programs/20...60669.html#002 تحياااااااااااااااتي
|
||||
|
25-11-2008, 05:10 AM | #2 | ||||
|
رد: صناعة الموت: القاعدة في الصومال مجددا
ياليت حذف الموضوع لعدم التكرار
|
||||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||