16-05-2010, 09:32 PM | #1 | ||||||
|
مكانة الابل( من كتاب الابل عطايا الله ) المؤلف محمد القحطاني
مكانة الابل الإبل من مخلوقات الله العظيمة التي تتجلى فيها قدرته سبحانهوتعالى، وقد خلقها الله جلت قدرته وجعلها آية للبشر للتأمل في عظمة خلقه،وهوالقائل جل من قال: اَفَلاَ يَنظُرُونَ إلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَت وَإِلَى السَّمَآءِ كيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الجَبَالِ كَيْفَ نُصِبَتً وَإِلَىالأَرضِ كَيْفَ سُطِحَت {(الغاشية17 ) قديماً قالوا: ما خلق الله شيئاً من الدواب خيراً من الإبل إن حملت أثقلت وإن سارت أبعدت وإنحلبت أروت وإن نحرت أشبعت .وكان طبيعياً أن يوردها الله جل وعلا في العديد من الآيات الكريمة وقد جاء ذكرها مشمولة مع غيرهامن الأنعام على اعتبارها صنفاً من الأنعام كقوله تعالى مبيناً أهميتها ووظائفها ونعمته علينا بها : إذ قالتعالى: }والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون . ولكم فيها جمال حين يريحون وحينتسرحون .وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم { وكقوله تعالى الذي يبين فضله علينا في خلقه ما ينفعنا : } ومن الأنعام حمولة وفرشاً كلوا مما رزقكم الله { كذلك ورد ذكر الإبل في القرآن الكريم على التخصيص والتصريح بعدة أشكال منها ذكر الإبلوالجمل والناقة . فقد جاء ذكر الإبل في القرآن الكريم كشاهد على عظمة الخالق وعلى أن في خلقها آية لأولي الألباب 17 الغاشية 88 (2) : 5-7 النحل (3) : 142 الأنعام وقد نقلنا سبحانه وتعالى بمعجز تتريله من خلق الإبل إلى عظم خلقه في السماء والأرض . كما وردت الإبل في القرآن الكريم باعتبارها مثلاً ومثل للقوم المشركين إذ قال تعالى : } إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلجالجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين { وكان قد ورد نفس التحدي والاستحالة في الكتاب المقدس : ( إن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله ) ذلك لأن الأغنياء والمقصود هنا من أفسد في الأرض منهم وشاع فيها الظلم والعداوة يستحيل عليهمدخول الجنة ( ملكوت الله ) كاستحالة مرور الجمل من ثقب الإبرة . لاشك أن الإبل من نعم الله على العرب و لا شك أن الإبل من أعظم مخلوقات الله اعجازا في الخلقة و الطباع ، يقول الله سبحانه وتعالى: ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت). و للإبل عند البدومكانة خاصة لا يدانيها مخلوق آخر حتى الخيل.الإبل تلك الكائنات العجيبة التيسحرت الألباب العربية بحبها وخطفت الأبصار بشكلها وهيئتها . للجمل عند العرب مكانة خاصة أفردوا لها كثيرًا من الاهتمام في حياتهم اليومية، وفي لغتهم وأشعارهم. قيل فيها الكثير منالأشعار وجاء ذكرها في كثير من القصائد المتنوعة منها الحداء والفخر والحماسةوالتمني والتوجد والغزل والرثاء ...الخ . وفي الوقت الحاضر مازال للإبل قدر كبيرمن الحب والتقدير عند سكان جزيرة العرب خصوصا أهل البادية منهم فهم يحرصون علىاقتنائها والعناية بها ويدفعون الأموال الطائلة لشراء الطيب منها كما أن الكثيرمنهم يرفض فكرة بيعها أو الاستغناء عنها لعظم مكانتها في قلوبهم، ويوجد في جزيرةالعرب أعداد هائلة من الإبل تمتلك المملكة العربية السعودية النصيب الأكبر من هذهالأرقام . للإبل أهمية كبيرة للإنسان العربي في الماضي والحاضر، حيث كانت الإبل عوناً للعربي في حله وترحاله، وحربه وسلمه، يقطع على ظهورها الفيافي والقفار، ويتقوت بألبانها ولحومها ،ويتخذ من أو بارها بيوته وغطاءه ،ومن جلودها نعاله وأدواته، ولطالما ارتبطت حياة كل منهما بالأخر فإذا هلك أحدهما تبعه الأخر في الفيافي حيث لا ماء ولا شجر ولا مغيث إلا الله. الجملوسيلةنقل. اشْتهرت الجمال خاصة في البلاد العربية بنقلها الأحمال، وسيرها من بلد إلى بلد في قوافل يجتمع فيها عدد من الجمال. وكانت أهم هذه القوافل تلك التي تسير من جنوب الجزيرة العربية إلى مكة المكرمة ومن هناك إلى بلاد الشام، وهما الرحلتان اللتان عرفتا برحلتي الشتاء والصيف. وقد كانت الإبل تربط العالم بالتجارة، وتمد الناس بما يحتاجونه في كل أمة من الأمم بل كانت وسيلة حجاج بيت الله الحرام من كل حدب وصوب. ولعل الجمل سُمي بسفينة الصحراء بسبب ما كان ينقله من سلع تجارية عبر الجزيرة العربية وصحرائها. المصدر ( كتاب الابل عطايا الله ) اعداد وتاليف محمد بن فالح سعيد القحطاني رقم الإيداع : 2664 / 1428هـ
|
||||||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6) | |
|
|
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||