لماذا الاستقامة ؟ - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-07-2005, 12:33 AM   #1
 
إحصائية العضو







الواصل غير متصل

الواصل is on a distinguished road


افتراضي لماذا الاستقامة ؟

لماذا الاستقامة ؟

نسمع كثير من الناس يعيش في ضيق ونكـد وهـم وغـم ، ويشتكي أناس كثير أيضا من الأمراض النفسية التي تفشت في مجتمعنا ومحيطنا ، ونجد هؤلاء يبحثون عن الحل ، وكثير منهم يخطيء في الوصول الى الحل السليم،

والحل هم في الاستقامة على هذا الدين ن وسلوك طريقه القويم .

ولكن لماذا الحديث عن الاستقامة ؟ ولماذا كانت الاستقامة هي الحل الوحيد لامراضنا ؟

الجواب يتلخص في عـدة أمور هي :

1- أن الاستقامة استجابة لأمر الله عز وجل ، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد قال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام : ( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تملون بصير ) ، وأمر عز وجل بها فقال : ( فاستقيموا اليه وأستغفروه وويل للمشركين ) ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام : ( سددوا وقاربوا ) والسداد هو حقيقة الاستقامة وهو الاصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد . وقال عليه الصلاة والسلام : ( استقيموا ولن تحصوا ) . رواه أحمد .

فاستقامتك أخي الحبيب هي استجابة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام وهي من أعظم أسباب الفوز والفلاح قال تعالى : ( ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ) قال القرطبي رحمه الله تعالى : من يطع الله ورسوله فقد ظفر بالكرامة العظمى من الله .


2 – أن الاستقامة موافقة للفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها قال تعالى : ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون )
قال السعدي رحمه الله : الفطرة هي الخلقة التي خلق الله عباده عليها ، وجعلهم مفطورين على محبة الخير وايثاره ، وكراهة الشر ودفعه ، وفطرهم حنفاء مستعدين لقبول الخير والاخلاص لله والتقرب اليه ) .
قال صلى الله عليه وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة ... الحديث ) ، وفي الحديث القدسي : ( واني خلقت عبادي حنفاء كلهم وانهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ) رواه مسلم .


3 – أن الاستقامة موافقة للعقل السليم الذي وهبك الله اياه فالعاقل لو خير بين طريقين أحدهما مستقيم معبد والآخر عوج وعـر ، فانه يختار الطريق المستقيم المعبد ، فما بالك بطريقين أحدهما يوصل الى رضوان الله والجنة ، والآخر يوصل الى سخط الله والنار ، فماذا يختار العاقل اللبيب قال تعالى : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) وقال سبحانه : ( أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم ) .


4 – أن الاستقامة موافقة للكون من حولك ، فالكون كله مستقيم على أمر الله أرضه وسماءه ، جباله وبحاره ، ووديانه وأنهاره ، دوابه وأشجاره ، كواكبه ونجومه ، الكون كله بأسره عابد لله عز وجل مطيع لسيده :
( ألم ترأن الله يسجد له من في السماوات ومن الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فماله من مكرم ان الله يفعل ما يشاء ) وغيرها من الآيات التي تدل على أن جميع ما في الكون عابد لله طائع له .


5 – أن الاستقامة تحقيق للحكمة والهدف من خلق الانسان ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )


6 – أنها سبب للفوز بولاية الله عز وجل قال تعالى : ( ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، الذين أمنوا وكانوا يتقون ، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك الفوز العظيم )


7 - أنها سبب لولاية الملائكة للعبد ومحبتها له كما قال تعالى : ( ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون )

8 – أن الاستقامة لحاق بركب الأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا )

9 – أنها سبب لحسن الخاتمة : فقد أخبر الله بذلك بقوله تعالى : ( يثبت الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة )

10 – أن الصبر على الاستقامة في هذه الأزمان سبب للحصول على أجر خمسين من الصحابة رضي الله عنهم فعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ان من ورائكم أيام الصبر ، الصبر فيهن كقبض على الجمر ، للعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم ) قالوا يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم ؟ قال : ( بل أجر خمسين منكم ) رواه الترمذي وصححه الألباني .

11 – أنك أخي الحبيب تحقق باستقامتك الفوز بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم بالحياة الطيبة الهنية ، فاستمع لى نبيك صلى الله عليه وسلم وهو يدعو لك ( طوبى للغرباء ) فقيل من الغرباء يا رسول الله ؟ قال ( أناس صالحون في أناس سؤ كثير ، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) رواه أحمد وابن المبارك وصححه الالباني .

12 – أنها سبب للأمن في الدنيا والآخرة قال تعالى : ( ان الذين قالوا ربنا ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) . فالاستقامة تحقق لصاحبها – جعلنا الله من أهلها – الامن في الحياة ، وتحقق لهم الأمن عند الموت ، وفي القبر عند سؤال الملكين ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) .
ونحقق لهم الأمن في عرصات القيامة : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عـدو الا المتقين ، يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون )
وتحقق لهم الأمن عند عبور الصراط ( وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ، ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا )

13 – انها سبب للفوز بالجنة والرضوان ، ورؤية الله عز وجل وزيارته ( وجوه يومئذ ناضرة ، الى ربها
ناضرة ) هناك حيث الفرحة والسرور : ( وجوه يومئذ مسفرة ، ضاحكة مستبشرة ) .

وكثير من الأسباب التي تجعل الانسان يقبل على الاستقامة .

جعلنا الله من المستقيمين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 07-07-2005, 02:07 AM   #7
 
إحصائية العضو







الواصل غير متصل

الواصل is on a distinguished road


افتراضي

حياك الله اخوي دوس 11

وشاكر لك تفضلك بالمرور ، واسال الله ان يوفقنا لطريق سلوك طريق الاستقامة .

آمين

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 08-07-2005, 12:33 PM   #8
 
إحصائية العضو







هند غير متصل

هند is on a distinguished road


افتراضي

الأخ الواصل
جزاك الله كل خير على ماقدمت لنا
الله يعينا وإياك على الإستقامة والثبات


عاطر التحايا
هند

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 06-08-2005, 11:10 PM   #10
 
إحصائية العضو







ربي زدني علما غير متصل

ربي زدني علما is on a distinguished road


افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخ/الواصل وصلك الله بطاعته وزادك حرصا"
شكراً لك اخي الكريم على هذا المقال
ومشاركتي هي
الاستقامة في حياة المسلم

الاستقامة ورد ذكرها في كتاب الله ورفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في عدة مواضع يامر الله بها و يثني على اهلها ويعدهم بجزيل الاحر والثواب . قال الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ( فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير ) . وقال سبحانه وتعالى لنبيه امرا له ان يقول ( قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد فاستقيموا اليه واستغفروه وويل للمشركين ) . وقال الله سبحانه وتعالى : ( ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون . نزلا من غفور رحيم ) . وقال سبحانه وتعالى : ( ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون . اؤلئك اصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون ) . وقال سبحانه وتعالى : ( وأن لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا ) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سفيان بن عبدالله رضى الله عنه قال : سالت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله قل لي قولا في الاسلام لا اسال عنه أحدا غيرك قال صلى الله عليه وسلم " قل امنت بالله ثم استقم " . وقال صلى الله عليه وسلم في حديث ثوبان " استقيموا ولن تحصوا واعلموا ان خير اعمالكم الصلاة ولا يحافظ علىالوضوء الا مؤمن . ) وفي حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سددوا وقاربوا واعلموا انه لن يدخل احد الجنة منكم بعمله . قالوا : ولا انت يارسول الله قال : ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه وفضل " .

بين العلماء رحمهم الله ان الاستقامة هي الاعتدال . وضدها الاعوجاج والميل هذامن حيث اللغة . يقال خط : مستقيم يعني خط لا عوج فيه ولاميل . قال الله تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ) . ( اهدنا الصراط المستقيم ) . الصرط المستقيم هو الطريق المعتدل الذي ليس فيه اعوجاج ولا ميل بخلاف الطرق الضالة فان فيها اعوجاج وفيها ميل وفيها مخاطر. اما الصراط المستقيم ، صراط الله سبحانه وتعالى فهو طريق معتدل لا اعوجاج فيه ولا ميل ولا خطر على من سلكه .
فالاستقامة معناها الاعتدال على إطاعة الله سبحانه وتعالى ، الاعتدال على شرعة الله ، الاعتدال على كلمة التوحيد . هذه هي الاستقامة شرعا كما تدل على ذلك عبارات السلف .كلها تجتمع على ان الاستقامة شرعا هي لزوم طاعة الله سبحانه وتعالى من غير ميل ومن غير التفاف الى غيرها .

فهي تعني لزوم ما شريعة الله سبحانه وتعالى في التوحيد واخلاص العبادة لله وفي الاداب والاخلاق والتعامل مع الناس وفي كل ما يفعله الانسان في هذه الحياة يكون مستقيما على المنهج الصحيح الذي رسمه الله سبحانه وتعالى وبينه رسوله صلى الله عليه وسلم لان هذا المنهج هو منهج الذين انعم الله عليهم . كما قال تعالى : ( اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين انعمت عليهم ) فالذين انعم الله عليهم هم اهل الاستقامة من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا . فالاستقامة تعني التوسط بين لافراط والتفريط بين التساهل وعدم المبالاة وبين الغلو والتشدد . هذا هو طريق الاستقامة لان دين الله بين الغالي والجافي . الغالي هو الذي يريد ويتشدد .والجافي هو المتساهل الذي لا يهتم بدينه بل هو مفرط وكذلك الغالي والمتشدد الذي يزيد في العبادة ويزيد في التمسك يظن انه بذلك يطيع الله ورسوله ، وهو بالعكس لان من خرج عن احادة ومال عنها سواء بتساهل او بتشدد خرج عن شرع الله سبحانه وتعالى . فالاستقامة هي الاعتدال من غير جفاء وتساهل ومن غير زيادة وتشدد وافراط في العبادة هذا هو طريق الاستقامة .

فالعصاة والفساق هؤلاء متساهلون ومفرطون كل بحسبه ، منهم المقل ومنهم المستكثر من التفريط بحسب ما يرتكبون من الذنوب والسيئات والمخالفات هم بهذا مفرطون في طاعة الله ومقصرون في عبادة الله وهم متفاوتون في تفريطهم وتساهلهم فمنهم من خرج بعيدا عن الاستقامة ومنهم من خرج قليلا الا انهم كلهم يعتبرون جافين ومفرطين . وعلى الطرف الثاني المتشددون .الغالون في دين الله عز وجل الذين لا يقنعهم السير على طاعة الله وما شرعه الله بل يريدون ان يزيدوا عما شرعه ويقولون هذا من الدين وهو والله ليس من الدين ولهذا حذر الله تعالى منه في كتابه .قال تعالى: ( يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ) . فاهل الكتاب غلو في حق المسيح عليه الصلاة والسلام حتى اعتبروه ابنا لله واعتبروه هو الله او ثالث ثلاثة رفعوه من درجة العبودية والبشرية الى درجة الربوبية . هذا غلو وزيادة فمن غلا في حق شخص حتى رفعه عن منزلته فهذا اعظم الغلو . ومن غلا في العبادة ولم يقتصر على ما شرعه الله وزاد فهذا من الغلو الذي لا يقبله الله ، فلو أن إنسانا قال : صلاة الفجر ركعتان انا اريد ان اصلي اربع ركعات زيادة في الخير فقوله هذا غلو وزيادة والله لا يقبل الزيادة وهذه الصلاة باطلة . لا يقبل الله منك إلا ما شرعه بان تصلي الفجر ركعتين . وكذا لو قال : الصلوات الخمس لا تكفي انا أريد ان اجعلها ست صلوات سبع صلوات زيادة خير قلنا له : لا هذا كفر بالله عز وجل لان هذا زيادة في الدين وهي مثل النقص من الدين او اشد لا يقلبها الله سبحانه وتعالى ومن ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج وهم طائفة شددت في الدين على عهد الصحابة وغلت في الدين وعظمت من شان الكبائر حتى حكمت على مرتكب الكبيرة بانه كافر . وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم ( تحقرون صلاتكم الى صلاتهم وعبادتكم الى عبادتهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية اينما لقيتموهم فاقتلوهم ) . فهم يمرقون من الدين بسبب الغلو والزيادة حتى ان الصحابة يحقرون عبادتهم الى عبادتهم . لكن الاجتهاد الذي يكون ليس على طريق صحيح لا ينفع بل يضر صاحبه . ولهذا وصفهم بانهم يمرقون من الدين بسبب غلوهم وتشددهم والعياذ بالله وحتى انهم كانوا يعرفون بصفرة الوجوده من قيام الليل ، وكثرة التلاوة لكن لما زادوا على الدين ما ليس منه خرجوا من الدين وسموا بالخوارج ايضا لانهم خرجوا على امير المؤمنين علي بن ابي طالب وخرجوا ايضا عن رسم العبادة التي شرعها الله سبحانه وتعالى فكذلك كل من تأسى بهم فهو منهم ممن جاء بعدهم الى ان تقوم الساعة لان الخوارج يتكرر وجودهم في التاريخ وهذا مذهب يكون عليه طوائف من الناس لا تزال وهو مذهب باطل بسبب الغلو والتشدد الذي ما انزل الله به من سلطان وحتى الاجتهاد في النوافل على غير الطريق الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم يعتبر غلوا . فقد جاء ثلاثة نفر الى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم يسالون عن عبادته وقيامه في الليل فلما اخبرهم ازواج النبي  ورضى الله عنهن لما خبرنهم بصلاة النبي  في الليل وصيامه كانهم تقالوا هذا . لكنهم اجابوا عن فعل الرسول بانه قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تاخر قالوا : فنحن لسنا مثله . فهو بزعمهم لم يكثر من الصلاة لانه مفغور له ونحن لسنا مثله فنحن بحاجة الى ان نتجتهد اكثر فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم وذكر له ذلك تغير صلى الله عليه وسلم وانكر عليهم وقال : " انتم الذين قلتم كذا وكذا اما والله اني لا رجو ان اكون اخشاكم لله واتقاكم لله واني اصوم وافطر اصلي وارقد واتزوج النساء وآكل اللحم ومن رغب عن سنتي فليس مني " .
يعني من لم تقنعه سنتي فانا برئ منه فقوله " ليس مني " أي انا برئ منه . دل هذا على ان الخير كله في الاستقامة على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والالتزام بشرع الله عزوجل كذلك النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع لما افاض من مزدلفة الى منى امر احد الصحابة ان يلقط له حصى الجمار فجاءه بحصى مثل حصى الخذف أي الذي يقذف به على رؤوس الأصابع اكبر من الحمص بقليل فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينفضه ويقول أمثال هؤلاء : فارموا وإياكم والغلو فإنما اهلك من كان قبلكم الغلو يعني لا يجي واحد يقول هذه الحصى صغار ويأخذ حصى كبارا هذا غلو لا يجوز فالحصى التي رمى بها النبي صلى الله عليه وسلم هي المشروعة وفيها الكفاية فلا يجي واحد بحصى كبار ويقول : هذه زيادة خير نقول له : قف عند حدك هذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم سنة ابي القاسم : " من رغب عن سنتي فليس مني " ولا يجوز العكس فياتي واحد يقول : انا اخذ حصى صغار اقل مما جاء في الحديث نقول له :لا هذا تساهل . لا يجوز ، فلا بد من السير على خطة الرسول صلى الله عليه وسلم قال رسول صلى الله عليه وسلم " تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك " .

فالاستقامه هي العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم لاياتي واحد يقول : سنة الرسول فيها تشدد ويدعو الى التساهل ويقول : الدين يسر نعم الدين يسر ، ولكن اليسر هو ما شرعه الله ورسوله وليس اليسر ان نترك الاوامر والنواهي ونقول الالتزام بالدين تشديد . هذا ليس تشددا هذا هو الدين " ذلك الدين القيم " او ياتي واحد يقول ك هذا قليل انا ازيد زيادة خير نقول له : قف عند حدك هذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم لازيادة ولا نقص . الناقص جاف والزائد غال ، والاعتدال هو لزوم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وفيها اليسر وفيها السهولة والحمد لله ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) .
وقال صلى الله عليه وسلم " هلك المتنطعون قالها ثلاثا" من هم المتنطعون هو المتشددون الذين يرون ان السير على ما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكفي ولا بد من الاجتهاد والاكثار من العبادة اكثر مما شرعه الرسول ان هذا هو التنطع الذي يهلك صاحبه وبه هلك المتنطعون من قبل ، وقالها ثلاثا عليه الصلاة والسلام من اجل التحذير من التشدد في الدين والغلو في الدين .

فالاستقامة اذن عرفنا انها السير على الطريق المعتدل وهو ما شرعه الله تعالى وشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم والتزام ذلك من غير افراط ولاتفريط .
وقد ذكر الله في هذه الايات التي سمعتم وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث التي سمعتم الحث على الاستقامة والامر بها وذكر جزاء اهل الاستقامة . قال سبحانه : ( ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) قالوا ربنا الله نطقوا بالشهادتين لا اله الا الله محمد رسول الله ثم استقاموا على هذا فعملوا بمقتضى الشهادتين اخلصوا العبادة لله عزوجل ولم يشركوا بالله شيئا ولم يقصروا في عبادة الله ولم يتكاسلوا عن طاعة الله ادوا الفرائض وايضا اجتهدوا في النوافل في العبادات على مارسم الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك حققوا شهادة ان محمدا رسول الله فاتبعوه فيما شرع وتجنبوا البدع والخرافات والمحدثات ولزموا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم عملا بقول صلى الله عليه وسلم " من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد " وفي رواية " من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد "
وقال عليه الصلاة والسلام " من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها النواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة "
وقال عليه الصلاة والسلام : " ان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة "

فانهم لما قالوا ربنا الله فهذا معناه الاعلان بالشهادة لله بالوحدانية وانهم لا يعبدون الا الله سبحانه وتعالى وكذلك إعلان لمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فلما أعلنوا ذلك ونطقوا به بالسنتهم فشهدوا ان لا اله إلا الله وان محمد ا رسول الله اتبعوا ذلك بالعمل لأنه لا يكفي مجرد النطق بان يقولوا ربنا الله فقط من دون عمل بل لا بد أن يتبعوا ذلك بالعمل . أما القول بلا عمل فلا ينفع، والذي يقول: لا اله إلا الله محمد رسول الله ولكنه لا يتبع ذلك بالعمل فلا يعبد الله عز وجل ، اويعبد الله ويعبد غيره اويقول : اشهد ان محمد ا رسول الله ولكن لايطيعه وانما يطيع هواه ، ويطيع اباءه واجداده ويطيع المخرفين والمشعوذين والدجالين ويطيع ما وجد عليه الناس ولو كان مخالفا لهدي الرسول فهذا لم يستقم . فنقول : : ( ربنا الله ) يحتاج الى تحقيق ويحتاج الى عمل والى صدق ويحتاج الى اخلاص فمن قال : ربنا الله فلا بد ان يستقيم على طاعة الله بالقول والعمل والاخلاص والصدق واليقين ، والذين فعلوا ذلك ما هو جزاؤهم : ( تتنزل عليهم الملائكة ) الرعد 30) ملائكة الرحمة تتنزل عليهم عند الموت تبشرهم لان الانسان يخاف عند الموت وخصوصا الكافر والمنافق اذاعاين الموت فانه يكره الموت لانه يعرف مصيره المؤلم اما المؤمنون اهل الاستقامة فان الملائكة عليهم في هذه اللحظة في لحظة الموت فتطمئنهم وتقول لهم لا تخافوا مما انتم قادمون عليه لانكم قادمون لى رب رحيم وعلى جنات النعيم ولا تخزنوا على ما تركتم من الاولاد والزوجات الذين تخافون عليهم الضياع . لا تخافوا عليهم ، ولاتخزنوا على فراق الدنيا . فراق الاولاد والاهل فنحن نخلفكم فيهم ، وتبشرهم بالجنة عند سكرات الموت عند ذلك يحبون لقاء الله . فالمؤمن اذابشر بلقاء الله احب لقاء الله فاحب الله لقاءه والكافر والمنافق اذا بشر بالنار كره لقاء الله فكره الله لقاءه . ( نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا ) كانوا مع المؤمنين يعينونهم على طاعة الله ويحفظكم بامر الله لان المؤمن موكل به ملائكة كل انسان موكل به ملائكة ولكن المؤمن يكون معه ملائكة يحفظونه ويسددونه ويامرونه بالخير وينهونه عن الشر .
( وفي الاخرة ) نحن معكم في الاخرة لاتخافوا من اهوال الاخرة نحن معكم ونسير معكم ونحن معكم في الجنة كما قال تعالى ( جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب . سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) الرعد : 23 – 24) . هذه عاقبة اهل الاستقامة عند الموت وفي الاخرة .
( ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما تدعون ) فصلت ، 31) . أي ما تطلبون . كل ما طلبتم في الجنة فهو موجود موفر وهذا بخلاف الدنيا لان الانسان في الدنيا يطلب اشياء ولايحصل عليها قديتمنى اشياء ولكن لا يحصل عليها والجنة دار سرور ( نزلا من غفور رحيم ) .
النزل الضيافة والله اعد الجنة ضيافة لاهل الاستقامة وهذا النزل ( من غفور رحيم ) ما ظنكم بضيافة الغفور الرحيم . ماذا تكون لايعلمها الا الله سبحانه وتعالى وفي الاية الاخرى يقول : ( ان الذين قالوا ربناالله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يخزنون ) الاحقاف ، 13 ) .
مثل الاية التي قبلها لا خوف عليهم في المستقبل ولاهم يحزنون على ما تركوا من الدنيا ( اولئك اصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون ) . الاحقاف ، 14 ) فليسوا يمرون ويجلسون فيها يوما اويومين ثم يرحلون ويروحون بل خلود دائم . والانسان في هذه الدنيا قد يسر بعض الاحيان قد ينزل في منزل طيب في حديقة في روضة فيها ازهار ولكن نزوله لحظة ثم يرتحل قد ينزل الانسان في ظل بارد لكن ليس هو بدائم. لكن نعيم الجنة دائم اهلها خالدون فيها لا يخافون ان يخرجوا منها ( وما هو بمخرجين ) ولايخافون ان يسطوا عليهم او ان يظلمهم احد او ان يعتدي عليهم احد . دار امان لان الله سبحانه وتعالى امنهم فقال ( الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن ) الانعام ، 82 ) . امن في الاخرة امن لاهل الجنة ، لاخوف معه ابدا اما الدنيا قد يحصل فيها امن لكن مشوب بالخوف والحذر فالامن في الدنيا لايدوم . اما امن الاخرة فانه امن خالص لا يخافون لاي ظلم ولا من موت ولا من مرض ولا من انتقال ولا من اعتداء ولا من لصوص ومن قطاع طرق ولا من أي ظالم لايخافون شيئا لان الله أمنهم فهم أخوان على سرر متقابلين ما بينهم عداوة ولا بينهم شحناء ولابينهم بغضاء بل هم اخوان على سرر متقابلين لايدبر احدهم عن الاخر بل في مواجهة دائما لانهم اخوان . هذا بسبب الاستقامة وهذا جزاء الاستقامة على الدين ففي قوله تعالى : ( فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا ) . هود 112 ) . لا تطغوا يعني لا تزيدوا ( انه بما تعملون بصير ) الطغيان هو الزيادة على المشروع وفي الاية الاخرى . ( فاستقيموا اليه واستغفروا ) . ما الحكمة في الامر بالاستغفار بعد المر بالاستقامة لان الانسان بشر يحصل منه خطا ويحصل منه بعض التفريط فيرتفع هذا الاستغفار لما يصدر منه من خلل في الاستقامة لانه لا يستطيع الاستقامة كلها .
والمعنى : استقيموا على الطاعة فان حصل منكم تقصير فعليكم بالاستغفار لان الاسغفار يمحو التقصير .
وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم " استقيموا ولن تحصوا " هل يستطيع احد ان يحصى كل الطاعة ولا يترك منها شيئا ؟ لا يستطيع احد ان لا يحصل منه تقصير ابدا " استقيموا ولن تحصوا " هذا اخبار من الرسول صلى الله عليه وسلم لان الانسان عرضة للخطأ عرضة للتقصير ، وعدم احصاء كل الطاعات ولكنه عليه بالاستغفار .
قال صلى الله عليه وسلم : " سددوا وقاربوا " والتسديد معناه الاصابة . وهذا ماخوذ من الرماية لان الذي يريد ان يرمي الغرض يسدد السهم اليه من اجل ان يصيبه . مطلوب من المسلم في دينه ان يسدد يعني يحاول اصابة الحق فان لم يصبه فيكفي منه المقاربة وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى يغفر الله له ما يحصل من الخلل في الاصابة اذا قارب ما دامت النية الاصابة لكن اخطاء. ( ربنا لا تؤاخذن ان نسينا ) ( البقرة ، 286 ) . فالانسان اذا اخطاء وهو يريد الحق فانه مغفور له بسبب نيته الصالحة .

فالحاصل ان الاستقامة مقامها في الدين عظيم ومن غير تشدد ومن غير تساهل وتفريط وجفاء وعدم مبالاة واذا حاول الانسان الاستقامة وحرص عليها وقصدها وحصل منه خلل فانه يستغفر الله عز وجل ويكثر من الاستغفار لان الانسان ليس معصوما . قال الله تعالى " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) . النجم ،32) فالذي يرى انه قد اتى بالواجب وانه وفي الحق الذي عليه لربه فهذا تزكية للنفس . فالانسان يعتبر نفسه مقصرا دائما في حق الله سبحانه وتعالى فيستغفر الله ولهذا يقول سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم " لا احصى ثناء عليك " اعتراف بالتقصير في حق الله سبحانه وتعالى لان حق الله عظيم ولا يحصيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اجتهاده في العبادة التي لا يماثله احد من الخلق فيها عيه الصلاة والسلام ومع هذا يعتذر الى ربه ويقول : لا أحصى ثناء عليك " لانه مهما عبدت الله واجتهدت فان نعم الله وفضله عليك اكثر ولكن الله جل وعلا عفو غفور .
فلو صليت الليل والنهار وصمت الدهر كله وانفقت الاموال الكثيرة وعملت ماعملت فانك لن تستكمل الدين كله ، الدين اكثر واكثر . ولكن الله سبحانه وتعالى اذا عملت ما تستطيع عفا الله عنك ما لا تستطيع: ( ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا ربنا ولا تحمل علنا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ) . البقرة 286) . اقول قولى هذا واستفغر الله لي ولكم واساله ان يرزقني واياكم الاستقامة على دينه والسلامة من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يرينا لحق حقا ويرزقنا اتباعه وان يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .

من محاضرة للشيخ العلامة / صالح الفوزان غفر الله له

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الغراب ((لماذا اختارة الله__ليعلم الناس كيف يدفن موتاة!! في خاطرى شئ :: القسم الإسلامـــي :: 3 22-01-2011 01:44 PM
لماذا نجوع فى الشتاء؟؟ في خاطرى شئ :: قسم الأسـره والمـجتمـع :: 2 21-01-2011 01:38 PM
لماذا أفشل وينجح الآخرون؟‏ محمد.الودعاني :: قسم المـواضيع الـعامــة :: 16 12-01-2011 11:30 PM
لماذا لا يحترق الماء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ عادلة :: قسم المـواضيع الـعامــة :: 8 03-09-2010 02:15 AM
لماذا خلقنا الله؟ وماهو سر الحياة ؟‏ الحرالابيض2 :: القسم الإسلامـــي :: 7 29-08-2010 09:05 PM

 


الساعة الآن 02:19 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---