كيف تموت الملائكة - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

موضوع مغلق
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-05-2005, 10:00 AM   #1
 
إحصائية العضو







السباعي غير متصل

السباعي is on a distinguished road


كيف تموت الملائكة

كيف تموت الملائكة (سبحان الله)



بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على خير البريه محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة و
أتم التسليم ... قال تعالى في محكم التنزيل { كل من عليها فان , و يبقى
وجه ربك ذو الجلال و الإكرام } كل من على الدنيا هالك لا محالة إلا
الله عز و جل لا إله إلا هو سبحانه .. فسأذكر لكم أحبتي في الله عن
كيفية موت الملائكة عليهم السلام ... كما نقل في كتاب ابن الجوزي رحمه
الله ( بستان الواعظين و رياض السامعين ) .
مقدمة :
بعدما ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور النفخة الأولى تستوي الأرض من
شدة الزلزلة فيموت أهل الأرض جميعا و تموت ملائكة السبع سماوات و الحجب
و السرادقات و الصافون و المسبحون و حملة العرش و أهل سرادقات المجد و
الكروبيون و يبقى جبريل و ميكائيل و إسرافيل و ملك الموت ملك الموت عليهم
السلام .

موت جبريل عليه السلام
***************
يقول الجبار جل جلاله : يا ملك الموت من بقي ؟؟ _ و هو أعلم _ فيقول
ملك الموت : سيدي و مولاي أنت أعلم بقي إسرافيل و بقي ميكائيل و بقي
جبريل و بقي عبدك الضعيف ملك الموت خاضع ذليل قد ذهلت نفسه لعظيم ما
عاين من الأهوال .. فيقول له الجبار تبارك و تعالى : انطلق إلى جبريل
فأقبض روحه ,, فينطلق إلى جبريل فيجده ساجدا راكعا فيقول له : ما أغفلك
عما يراد بك يا مسكين قد مات بنو آدم و أهل الدنيا و الأرض و الطير و
السباع و الهوام و سكان السماوات و حملة العرش و الكرسي و السرادقات و
سكان سدرة المنتهى و قد أمرني المولى بقبض روحك !
فعند ذلك يبكي جبريل عليه السلام و يقول متضرعا إلى الله عز و جل : يا
الله هوّن علي سكرات الموت ( يا الله هذا ملك كريم يتضرع و يطلب من
الله بتهوين سكرات الموت و هو لم يعصي الله قط .. فما بالنا نحن البشر
و نحن ساهون لا نذكر الموت إلا قليلا ) .. فيضمه ضمه فيخر جبريل منها
صريعا فيقول الجبار جل جلاله : من بقي يا ملك الموت : من بقي يا ملك
الموت _ و هو أعلم _ فيقول : مولاي و سيدي بقي ميكائيل و إسرافيل و
عبدك الضعيف ملك الموت

موت ميكائيل عليه السلام ( الملك المكلف بالماء و القطر )
***********************************
فيقول الله عز و جل انطلق عز و جل انطلق إلى ميكائيل فيجده ينتظر المطر
ليكيله على السحاب .. فيقول له : ما أغفلك يا مسكين عما يراد بك ! ما
بقي لبني آدم رزق و لا للأنعام و لا للوحوش و لا للهوام .. قد أهلك أهل
السماوات و الأرضين و أهل الحجب و السرادقات و حملة العرش و الكرسي و
سرادقات المجد و الكروبيون و الصافون و المسبحون و قد أمرني ربي بقبض
روحك .. فعند ذلك يبكي ميكائيل و يتضرع إلى الله و يسأله أن يهوّن عليه
سكرات الموت .. فيحضنه ملك الموت و يضمه ضمه يقبض روحه فيخر صريعا ميتا
لا روح فيه .. فيقول الجبار جل جلاله : من بقي _ و هو أعلم _ يا ملك
الموت ؟ .. فيقول مولاي و سيدي أنت أعلم .. بقي اسرافيل و عبدك الضعيف
ملك الموت .

موت إسرافيل عليه السلام ( الملك الموكل بنفخ الصور )
**********************************
فيقول الجبار تبارك و تعالى : انطلق إلى إسرافيل فأقبض روحه .. فينطلق
كما أمره الجبار إلى إسرافيل (و إسرافيل ملك عظيم ) .. فيقول له ما
أغفلك يا مسكين عما يراد بك ؟؟ .. قد ماتت الخلائق كلها و ما بقي أحد و
قد أمرني الله بقبض روحك .. فيقول إسرافيل : سبحان من قهر العباد
بالموت سبحان من تفرد بالبقاء .. ثم يقول مولاي هوّن علي مرارة الموت
. فيضمه ملك الموت ضمه يقبض فيها روحه فيخر صريعا فلو كان أهل
السماوات و الأرض في السماوات و الأرض لماتوا كلهم شدة وقعته .

موت ملك الموت عليه السلام ( الموكل بقبض الأرواح )
*******************************
فيسأل الله ملك الموت من بقي يا ملك الموت ؟؟ _ و هو أعلم _ فيقول
مولاي و سيدي أنت أعلم بمن بقي .. بقي عبدك الضعيف ملك الموت .. فيقول
الجبار عز وجل : و عزتي و جلالي لأذيقنك ما أذقت عبادي أنطلق بين الجنة
و النار و مت .. فينطلق بين الجنة و النار فيصيح صيحة لولا أن الله
تبارك و تعالى أمات الخلائق لماتوا عن آخرهم من شدة صيحته فيموت.
ثم يطلع الله تبارك و تعالى إلى الدنيا فيقول .. : يا دنيا أين أنهارك
أين أشجارك و أين عمارك ؟؟ .. أين الملوك و أبناء الملوك و أين
الجبابرة و أبناء الجبابرة ؟؟ أين الذين أكلوا رزقي و تقلبوا في نعمتي
و عبدوا غيري ؟؟ .. لمن الملك اليوم ؟؟
فلا يجيب أحد
فيرد الله عز و جل فيقول الملك لله الواحد القهار ..
اذكروا الله و اتعضوا و جزائنا إن شاء الله جنات النعيم و هذا و الله
أعلم و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم

منقول

 

 

 

 

    

قديم 16-05-2005, 11:04 AM   #3
 
إحصائية العضو








نايف غير متصل

نايف is on a distinguished road


افتراضي

سبحان الله العظيم
جزاك الله خير الجزاء على نقلك الموضوع طبت وطاب نقلك
الله يرحمنا وياكم بواسع رحمته

لاهنت يالسباعي

تقبل تحياتي ,,

 

 

 

 

    

قديم 16-05-2005, 08:19 PM   #6
 
إحصائية العضو








الجوهره غير متصل

الجوهره is on a distinguished road


افتراضي

{كلّ من عليها فان* وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ * فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}

سبحان الله العلي العظيم... كلنا الى الفناء راحلون الا وجهه تعالى...أنس وجن وملائكة من نور....سبحانك ... اللهم آمنت بك مخلصة مؤمنة موقنه... ونسألك الله العفو والعافيه ... والثبات يوم السؤال...ويوم يقوم الحساب....

جزاك الله خير الجزاء أخي على نشر هذا الموضوع....

النادره

 

 

 

 

    

قديم 19-05-2005, 12:56 PM   #10
 
إحصائية العضو







هند غير متصل

هند is on a distinguished road


افتراضي

سبحانه !! مادايم إلا وجهه

لاهنت أخوي السباعي


أصدق الدعوات
هند

 

 

 

 

    

قديم 07-02-2011, 11:19 PM   #11
 
إحصائية العضو







العود الأزرق غير متصل

العود الأزرق is on a distinguished road


افتراضي رد: كيف تموت الملائكة

الحمد لله
الملائكة من الغيب الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإيمان به ، وأطلعنا على شيء من حقيقته ، وأوجب علينا سبحانه الوقوف عند ما جاء به الوحي في ذلك ، ونهانا عن الخوض فيها بغير دليل ولا برهان .

يقول الله عز وجل : ( وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) الإسراء/36

فمن خاض في الملائكة بغير حجة صحيحة فقد تجاوز الحدود ، وتعرض للسؤال عند علام الغيوب سبحانه وتعالى .

وفي شأن موت الملائكة ، اختلف أهل العلم على قولين :

القول الأول : أن الملائكة تموت ، وهو قول أكثر أهل العلم ، حتى نقل المناوي الإجماع عليه في "فيض القدير" (3/561) ، ثم إذا ماتوا أحياهم الله تعالى قبل الناس .

واستدل من قال به بعدة أدلة :

1- يقول الله سبحانه وتعالى : ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) القصص/88
قالوا : فقد كتب الله تعالى الهلاك على كل ما سواه ، ولم يستثن أحدا من خلقه ، فشمل بذلك الملائكة .
جاء في "تفسير القرطبي" (17/165) :
" وقال ابن عباس : لما نزلت هذه الآية – يعني قوله تعالى ( كل من عليها فان ) - قالت الملائكة : هلك أهل الارض ، فنزلت : ( كل شيء هالك إلا وجهه ) ، فأيقنت الملائكة بالهلاك ، وقاله مقاتل " انتهى .

وقد يجاب عن هذا بأنه أثر معلق عن ابن عباس ، لم يوقف له على سند صحيح ، وأن العموم في الآية يشمل أهل الأرض دون سكان الجنة ، فإن سكان الجنة لا يموتون بالاتفاق ، فلعل الملائكة يلحقون بسكان الجنة من الحور العين وغيرهم .

2- وفي السنة حديث طويل يعرف بحديث ( الصور ) يرويه أبو هريرة رضي الله عنه ، وقد أخرجه جماعة من المحدثين بألفاظ فيها تفاوت زيادة ونقصانا ، إلا أنها متفقة على ذكر موت الملائكة العظام : جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت ، فقد جاء فيه :

( ثم يجيء ملك الموت إلى الجبار ، فيقول : يا رب ، قد مات حملة العرش ، فيقول الله وهو أعلم : من بقي ؟ ، فيقول : بقيت أنت يا رب ، الحي الذي لا تموت ، وبقي جبريل وميكائيل ، وبقيت أنا ، فيقول الله : فليمت جبريل وميكائيل ، فيموتان ، وينطق الله العرش فيقول : يا رب ، تميت جبريل وميكائيل ؟ فيقول الله له : اسكت ، فإني كتبت الموت على من تحت عرشي ، ثم يجيء ملك الموت إلى الجبار فيقول : يا رب ، مات جبريل وميكائيل ، فيقول الله وهو أعلم : فمن بقي ؟ فيقول : بقيت أنت الحي الذي لا تموت ، وبقيت أنا ، فيقول الله : أنت خلق من خلقي ، خلقتك لما قد ترى ، مت ... ثم قال : أنا الجبار ، ثم ينادي : لمن الملك اليوم ؟ ثم يرد على نفسه : لله الواحد القهار ، يقول ذلك ثم ينادي : ألا من كان لي شريكا فليأت ، فلا يأتيه أحد ، قال ذلك ثلاثا )
هذا الحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (54) وهذا لفظه ، وإسحاق بن راهويه – كما في "المطالب العالية" (7/555) – وابن أبي حاتم في "تفسيره" (9/2928-2931) وأبو يعلى – كما عزاه إليه "إتحاف المهرة" (8/56) – والطبري في "تفسيره" (21/331) والطبراني في "الأحاديث الطوال" (36) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (2/222) والبيهقي في "البعث والنشور" (رقم 593) وأبو الشيخ في "العظمة" (3/821-839) وعزاه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/368) لعبد بن حميد وعلي بن معبد في كتاب "الطاعة والمعصية"
كما عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (7/256) لأبي الحسن القطان في "المطولات" وابن المنذر وأبي موسى المديني في "المطولات" .
جميعهم من طرق تلتقي في إسماعيل بن رافع المدني أبو رافع الأنصاري عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة به .
وهذا الحديث منكر معلول ، علته محمد بن يزيد بن أبي زياد ، فقد جاء في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (9/524) : " قال البخارى : روى حديث الصور ولم يصح .


وقال الخلال : سئل أحمد عن حديثه ، فقال : رجاله لا يعرفون . وقال ابن حبان : لست أعتمد على إسناد خبره . وقال الأزدى : ليس بالقائم ، فى إسناده نظر . وقال الدارقطنى : إسناده لا يثبت ، ومحمد و أيوب والراوى عنه مجهولون " انتهى .

وكذلك الراوي عنه إسماعيل بن رافع اتفقت كلمة المحدثين على تضعيفه ، حتى قال النسائي : متروك الحديث . وقال أبو حاتم : منكر الحديث . انظر "تهذيب التهذيب" (1/295)

يقول ابن حجر في "فتح الباري" (11/368) :

" مداره على إسماعيل بن رافع : واضطرب في سنده مع ضعفه ، فرواه عن محمد بن كعب القرظي تارة بلا واسطة ، وتارة بواسطة رجل مبهم ، ومحمد عن أبي هريرة تارة بلا واسطة ، وتارة بواسطة رجل من الأنصار مبهم أيضا .
وأخرجه إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء أيضا في تفسيره عن محمد بن عجلان عن محمد بن كعب القرظي .

واعترض مغلطاي على عبد الحق في تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع وخفي عليه أن الشامي أضعف منه ، ولعله سرقه منه فألصقه بابن عجلان . وقد قال الدار قطني : إنه متروك يضع الحديث . وقال الخليلي : شيخ ضعيف شحن تفسيره بما لا يتابع عليه .

وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير في حديث الصور : جمعه إسماعيل ابن رافع من عدة آثار وأصله عنده عن أبي هريرة فساقه كله مساقا واحدا .
وقد صحح الحديث من طريق إسماعيل بن رافع القاضي أبو بكر بن العربي في "سراجه" وتبعه القرطبي في "التذكرة" وقول عبد الحق في تضعيفه أولى ، وضعفه قبله البيهقي " انتهى .

قلت : وضعفه إضافة زيادة على من سبق ذكرهم - أحمد والبخاري وابن حبان وأبو الفتح الأزدي والدارقطني - : ابن جرير الطبري فقال (18/558) : في إسناده نظر . وقال البيهقي في "شعب الإيمان" (1/309) : في إسناده مقال . وكذا ابن القيم في "حادي الأرواح" (87) ، وابن رجب في "التخويف من النار" (229) ، وقال الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب" (2/252) : منكر . وقال أحمد شاكر في "عمدة التفسير" (1/778) : ظاهر النكارة .

وحديث أبي هريرة له شاهدان اثنان :

الأول : عن أنس بن مالك بلفظ قريب مختصر ، يرويه الطبري في "تفسيره" (21/330) والبيهقي في "البعث" وابن مردويه كذا عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (7/250)

ضعفه الحافظ في فتح الباري" (11/371) إذ فيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف كما في "تهذيب التهذيب" (11/311) وابن أخيه الفضل بن عيسى اتفقت كلمة المحدثين على تضعيفه ونكارة حديثه . "تهذيب التهذيب" (8/284)
والثاني : عن ابن عباس ، يرويه البيهقي في "شعب الإيمان" (1/261) وقال : ضعيف بمرة . لأنه فيه مجاشع بن عمرو أحد الكذابين .

فيتبين بهذا أن الشاهدين ساقطان لا يصلحان لتقويه أصل الحديث بوجه من الوجوه . والله أعلم .
وقد سبق ذكر تضعيف الحديث في جواب السؤال رقم (49009)

أما اللفظ الذي ساقه السائل الكريم ، فلم يروه أحد من أهل العلم فيما نعلم ، ولم يذكره إلا ابن الجوزي في كتابه "بستان الواعظين" (فقرة 35 – 39 ) ، مطلقا هكذا من غير إسناد ولا توثيق ، وقد عرفت أن أصل الحديث المسند منكر لا يصح ، فكيف بلفظ لم يرد بإسناد أصلا.3- ويستدلون من السنة أيضا بحديث لقيط بن عامر الطويل في قدوم وفد بني المنتفق على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم :


( تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ ، ثُمَّ يُتَوَفَّى نَبِيُّكُم ، ثُمَّ تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ ، ثُمَّ تُبْعَثُ الصَّائِحةُ ، فَلَعَمْرُ إلهِكَ ما تَدَعُ عَلى ظَهّرِها شَيْئاً إلا مَاتَ ، والمَلائِكَةُ الَّذِينَ مَعَ رَبِّكَ ..الخ )
أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (4/13-14) ، وابن أبي عاصم في السنة (951) والطبراني في "الكبير" (19/477) وابن خزيمة في "التوحيد" (122-125) والحاكم في "المستدرك" (4/560) ، وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/249) وأبو داود (3266) مختصرا ليس فيه محل الشاهد .

جميعهم من طريق عبد الرحمن بن عياش السمعي عن دلهم بن الأسود ، عن أبيه .
وهؤلاء ثلاثتهم مجاهيل لم يوثقهم أحد من أهل العلم إلا ذكر ابن حبان لهم في الثقات ، وذلك غير كاف في التوثيق ، خاصة وأن في الحديث من الألفاظ المنكرة ما يقتضي رده وتضعيفه .

يقول الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (5/82) : غريب جدا ، وألفاظه في بعضها نكارة . وقال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (5/57) : وهو حديث غريب جدا . وضعفه محققو مسند أحمد (26/121)

يقول ابن القيم في "زاد المعاد" (3/679) :
" وقوله: ( والملائكة الذين عند ربك ) : لا أعلم موت الملائكة جاء فى حديث صريح إلا هذا ، وحديث الصُّور " انتهى .

والخلاصة أنه لا يصح دليل لقول جماهير أهل العلم في موت الملائكة إلا عموم الآية ، وما سوى ذلك من أحاديث فهي منكرة ضعيفة لا يصلح الاستشهاد بها .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (4/259) :

" الذي عليه أكثر الناس أن جميع الخلق يموتون , حتى الملائكة , وحتى عزرائيل ملك الموت , وروي في ذلك حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، والمسلمون واليهود والنصارى متفقون على إمكان ذلك وقدرة الله عليه " انتهى .
وانظر السيوطي في "الحبائك في أخبار الملائك" (91)


القول الثاني :

أن الملائكة لا تموت ، وقد ذهب إلى هذا ابن حزم ، وبعض المفسرين .
ويمكن أن يستدل لهذا القول بما يأتي :

1- يقول الله عز وجل : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ ) الزمر/68
وقد فسر كثير من السلف هذا الاستثناء بالملائكة ، وهو اختيار ابن جرير الطبري في "تفسيره" (21/330) وأسند إلى قتادة قوله : قد استثنى الله ، والله أعلم إلى ما صارت ثنيته .

إلا أنه يمكن الجواب عن هذا الدليل بأن استثناء الملائكة من الصعقة لا يلزم منه استثناءهم من الموت ، فهم يموتون بعد الصعقة التي يموت منها ما على الأرض .

يقول الحسن البصري : يستثني الله ، وما يدع أحدا من أهل السموات ولا أهل الأرض إلا أذاقه الموت .

ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (7/116) :
" هذه النفخة هي الثانية ، وهي نفخة الصعق ، وهي التي يموت بها الأحياء من أهل السموات والأرض إلا من شاء الله ، كما هو مصرح به مفسرا في حديث الصور المشهور . ثم يقبض أرواح الباقين حتى يكون آخر من يموت ملك الموت ، وينفرد الحي القيوم الذي كان أولا وهو الباقي آخرا بالديمومة والبقاء " انتهى .
2- قوله تعالى : ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ) الأعراف/20


يقول الإمام الواحدي في "الوجيز في تفسير الكتاب العزيز" (389) :
" ( إلا أن تكونا ) لا هاهنا مضمرة أي : إلا أن لا تكونا ( ملكين ) يبقيان ولا يموتان كما لا تموت الملائكة ، يدل على هذا المعنى قوله : ( أو تكونا من الخالدين ) " انتهى .

وجاء نحوه في "بحر العلوم" للسمرقندي (2/102)

وقد يجاب عن هذا الاستدلال بأن يقال :
- بل ( أو ) في الآية دليل على المغايرة ، يعني أن الملائكية غير الخلود ، وهذا ما جاء عن السلف في تفسير الآية :

عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ هذه الآية : فإن أخطأكما أن تكونا ملكين لم يخطئكما أن تكونا خالدين فلا تموتان فيها أبدا . "الدر المنثور" (3/431)
- وعلى تسليم الخلود ، فلا يلزم منه عدم الموت ، فإن الشيطان أطمعَ آدمَ إذا أكلَ من الشجرة كي يطول عمره ويبقى فيما هو فيه من النعيم أزمانا طويلة ، كما هو حال الملائكة التي إن ماتت فإن موتها يكون لفترة يسيرة يوم القيامة فقط ، ثم لا تلبث أن تحيا مرة أخرى .

يقول القرطبي في تفسيره (7/178) :

" وقيل : طمع آدم في الخلود ؛ لأنه علم أن الملائكة لا يموتون إلى يوم القيامة " انتهى .
وانظر "زاد المسير" (3/179)

3- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : ( أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الَّذِي لاَ يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ )
رواه البخاري (7383) ومسلم (2717)

قالوا : مفهوم الحديث ، أن غير الجن والإنس لا يموتون .
وأجاب عن ذلك الجمهور ، فقال ابن حجر في "فتح الباري" (13/370) :
" قوله : ( والجن والإنس يموتون ) استدل به على أن الملائكة لا تموت ، ولا حجة فيه ؛ لأنه مفهوم لقب ولا اعتبار له ، وعلى تقديره فيعارضه ما هو أقوى منه ، وهو عموم قوله تعالى : ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) مع أنه لا مانع من دخولهم في مسمى الجن ؛ لجامع ما بينهم من الاستتار عن عيون الإنس " انتهى .

4- يقول ابن حزم في "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (4/21) :

" ولا نص ولا إجماع على أن الملائكة تموت ، ولو جاء بذلك نص لقلنا به ، بل البرهان موجب أن لا يموتوا ؛ لأن الجنة دار لا موت فيها ، والملائكة سكان الجنان ، فيها خلقوا وفيها يخلدون أبدا ، وكذلك الحور العين ، وأيضا فإن الموت إنما هو فراق النفس للجسد المركب ، وقد نص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن الملائكة خلقوا من نور ، فليس فيهم شيء يفارق شيئا فيسمى موتا " انتهى .

والحاصل أن الخلاف في هذه المسألة خلاف معتبر ، وقد اجتهد الأئمة في البحث عما يرجح أحد القولين ، إلا أنهم وجدوا أن المسألة لا ينبني عليها كبير شأن ولا عظيم أمر ، بل هي من عالم الغيب الذي لا يضرنا الجهل به ، ولو كان أمرا مهما في الدين لجاءت به النصوص الصريحة الصحيحة ، فالأمر يرجع إلى الاجتهاد والنظر ، ولعل السكوت عنه أولى وأفضل .


جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (2/185-186) :
" س1 : أفتونا عن الملائكة الموكلين بالإنسان لإحصاء أعماله في مدة الحياة ، وهم رقيب وعتيد ، عندما يموت الإنسان هل يموت الملكان الموكلان به ، أو أين يكون مصيرهما بعد وفاة الإنسان ؟
فكان الجواب :

أحوال الملائكة وشؤونهم من الغيبيات، ولا تعرف إلا من قبل السمع ، ولم يرد نص في موت كتبة الحسنات والسيئات عند موت من تولوا كتابة حسناته وسيئاته ، ولا نص ببقاء حياتهم ولا عن مصيرهم ، وذلك إلى الله ، وليس ما سئل عنه مما كلفنا اعتقاده ، ولا يتعلق به عمل ، فالسؤال عن ذلك دخول فيما لا يعني ؛ لذا ننصح السائل أن لا يدخل فيما لا يعنيه ، ويبذل جهده في السؤال عما يعود عليه وعلى المسلمين بالنفع في دينهم ودنياهم " انتهى .


والله أعلم .



الإسلام سؤال وجواب

 

 

 

 

    

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معتقد الشيعة الروافض في الملائكة الكرام الدردور :: القسم الإسلامـــي :: 10 22-12-2010 10:57 AM
أمة لا تقرأ تموت domokh :: قسم المـواضيع الـعامــة :: 11 22-10-2010 10:25 PM
كيف تموت الملائكة .. ؟!! هديبان سحمي الشكره :: قسم المـواضيع الـعامــة :: 3 17-08-2010 05:46 PM
وظائف الملائكه و كيف تموت الملائكه حفيد كحيلان :: القسم الإسلامـــي :: 1 19-05-2010 01:00 AM

 


الساعة الآن 01:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---