رحلة استكشافية في وسط الجزيرة العربية(3-من الطائف إلى بيشة ) - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. أقسام ( دغــش الــبـطــي) الأدبـيـة .::: > :: قسم القـــصص والروايـــات ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-05-2005, 08:32 PM   #1
 
إحصائية العضو








العماني غير متصل

العماني is on a distinguished road


افتراضي رحلة استكشافية في وسط الجزيرة العربية(3-من الطائف إلى بيشة )

من الطائف إلى بيشة


ودعنا الضباط الإنجليز الذين كانوا يقيمون بالطائف منذ أربع سنوات. هؤلاء في إمكانهم الإحاطة بالمدينة إلى حدود أربعين كيلومتر، فهم آخر الأوربيين الذين يوجدون في هذه المنطقة التي تمتد من هنا إلى ضفاف المحيط الهندي. وقد سلمنا لهم خطابا كان قد أرسل إليهم قبل ستة أسابيع مع دعائنا لهم بمناسبة رأس السنة. وهكذا فإن تواصلنا سيصبح خاضعا للصدفة سواء سافرنا على متن الشاحنة أو على الجمل. وكما يقتضي البروتوكول، فقد قمنا بآخر زيارة للأمير الذي ودعه رجالنا متأسفين على العسل الجيد الذي تذوقوه في هذه المنطقة وكأنهم يودعون آخر الأصدقاء الذين كانوا يعرفونهم.
كانت تفصلنا عن واحات بيشة الكبرى مرحلة طولها 323 كيلومتر. بالإضافة إلى أننا سنقطع مسافة 215 كيلو متر نقسمها على رحلتين استكشافيتين جانبيتين قصيرتين.
تضاف مشاق الطريق التي نجتازها إلى مشقة الطريق غير المعبد التي تسير في الاتجاه المعاكس لجبال الحجاز وعسير العالية. ولما توجهنا شرقا دخلت القافلة في أرض بدو قبيلة عتيبة التي مررنا بجمالها وهي ترعى في الحقول. بعض القبائل تفضل بعض الألوان على سواها، مثلا أغلب الجمال في قبيلة عتيبة ذات لون أسود، بينما نجد اللون الأبيض هو الغالب على حيوانات جهات أخرى.
هناك في الأدغال الشوكية أو فوق الأحجار كانت تنتشر بعض قطع الماعز وكأنها ذباب امتدت إليه يد فجمعته من فوق خشبة جزار عربي.
كنا نصادف أحيانا بعض القوافل الصغيرة التي كان يتأرجح خلفها رعاتها بخطوات ثقيلة. وهي محملة بأكياس من البر والتمر والتبن وأغراض أخرى. في الشتاء تتحرك القوافل نهارا، بينما في الصيف تتحرك ليلا، وذلك بسبب القيظ.
كانت تتبع السيارة فراشة بيضاء وهي تطير حسب رغبتها، بينما كان هناك غرابان يطيران على أمل النزول فوق النتوءات الكثيرة.
في المساء شرعت السحب السوداء في التجمع في السماء حيث بدأت زخات المطر تتساقط على الخيمة. وظهر في الأفق قوسان ملونان كانا يملآن أجواء الصحراء.
في الفجر بدأت الشمس تشع على بركتين كبيرتين نتجتا عن سقوط المطر تلك الليلة، لكن الرمال ستبتلعهما قريبا. لقد نظفت الأمطار الأشجار من الأوساخ فبدت خضراء، والماء يتناثر منها في كل جهة، والعناكب الصغيرة الحمراء- بنات المطر- لا ندري من أين تخرج لتختفي بعد الفيضان.
هانحن أولاء نجتاز سهل ركبة الواسع. منذ سنوات كانت الغزلان هنا كثيرة وكانت تختلط بالحيوانات، لكن اليوم يقوم بعضهم بتمشيط المنطقة بسياراتهم يصطادون ويدفعون الغزلان نحو المناطق الصعبة الولوج، والتي لا تصلها إلا الطائرات الحوامة. فمتى ستوضع لوائح صارمة تقنن الصيد؟.
كنت أتأمل استعراض الأشواك وأشجار الطلح التي يتراوح علوها ما بين مترين إلى ثلاثة أمتار، هناك نوع منها يسمى السلم وهو يشبه الهرم المقلوب. وكانت فروع الأشجار والأشواك تخدش إطار السيارة تاركة بها أثرا كما تترك الأظافر آثارا على سبورة سوداء. ولتغيير روتين الرحلة يقوم المرافقون لنا كعادتهم بالغناء الجماعي الذي يرددون فيه بعض الجمل بصوت مرتفع، أما السائق سعد ورئيس فريق المرافقين لنا فكانوا يتمتمون بحوار يتداخل فيه شكر المستكشفين وفرحتهم بهذه الرحلة وجمال الزوجات البعيدات عنهم.
خلال هذا الوقت كنا أنا وجاك نقلد هذا الكلام الذي لا يستطيع إطفاء شمعة، تسمعهم يرددون كلاما مثل: الأب كان له أنف يشبه أنف الأرنب، والأم كانت ذات شفتين بارزتين. لكننا كنا ننشغل في الرد الذباب الكثير من حولنا الذي لا يمل ولا يكل. وفي عمق السهل نتأت أشكال مخروطية من حجر البازلت التابعة لجبل ساق العناب الذي يقذف بالحصى في شكل دائري لمسافة كيلومتر، مكونا بذلك سرابا يشبه بركا مائية. من هنا يبدأ تراب أرض قبائل بدوية جديدة، إنهم البقوم الذين سنرى قريبا واحتهم الكبرى التي تسمى تربة. لا يرغب الأعرابي في العمل بعد الظهيرة، ولذلك لم نجد في استقبالنا إلا ثلاثة من كلاب الصيد من بينهم كلاب السلوقي التي استقبلتنا بنباحها. أما في الكونغو فإن الكلاب الأليفة لا تنبح خلافا للكلاب العربية التي تفضل أن يسمع نباحها بالليل. وتربة واحة على مساحة 150 هكتارا كلها مشجرة بالنخيل يحاذيها قصر الأمير المحلي المبني بالطوب، وبيوت من الطوب الأصفر بالإضافة إلى منارة صغيرة مربعة.
وفي سنة 1925م كانت قد دارت في ضواحي هذه المساكن معركة كبيرة بين الإخوان والأعراب الذين كانوا يسكنون ضواحي مكة والمدينة. وقد هزم هؤلاء في هذه المعركة، وبذلك توحدت منطقة الحجاز كلها في مملكة ابن سعود. وما زالت عظام المحاربين البيضاء الجوفاء وكذلك عظام دوابهم التي كانوا يركبونها مرمية على الأرض إلى اليوم.
وفي المساء كنت أتقاسم السهر مع الرجال، كانت تتخلل أحاديثنا بعض الحركات من ضمنها فك الأصابع الوسطى الملتفة حول بعضها. بعض الرجال يحتفظ ببندقيته بين ركبتيه، إنهم يجلسون في شكل دائرة حول محور الخيمة وهم يتناوبون على مقبض الغليون المائي المعروف بالنرجيلة. وعندما ينفثون الدخان داخل النرجيلة تسمع صوت الماء الذي يجتازها. أحدهما صوب عينيه اللامعتين نحوي وقال: ال بي بي سي مشيرا إلى خليط من البرامج التي تقدم أخبارا عن الحرب والتي تضحك الناس جميعهم. وبعدما تخيل سن كل واحد منا أسقطني في الفخ، فقد عرفت آنئذ أن اسمي هو السيد فيل، اختصار فيليب الذي كانوا لا يحفظونه عن ظهر قلب. فالعربي لا يستخدم أبدا الحرفين: V و P، أما جاك فقد أصبح له الاسم العربي: الزاكي وهو الاسم الذي يذكر به نطق هذه الكلمة في الفرنسية. أما ريكمان فكان رجالنا ينادونه بالأستاذ.
لقد لبسنا أحسن ما عندنا للذهاب إلى زيارة أمير تربة وفي أثناء الأكل كان ينزع أطرافا صغيرة من لحم الظأن ويضعها في جهتنا، وهي حركة تستحق الانتباه، ذلك لأن الأكل ممتاز إلا أنه كان ساخنا. كانت تشاركنا هذه النعمة ثلاث قطط وهي تقفز من فوق ركبتنا إلى صحن الطعام. وحسب قول الأمير فإن المدرسة المحلية ليست باهظة التكاليف، كل طفل يكلف حوالي 25 فرنكا بلجيكيا، ثم أضاف قائلا وفي بعض الجهات ندفع للآباء نقودا لنشجعهم على الذهاب بأبنائهم إلى المدرسة. وبعد ساعتين من هذا الوقت افترقنا تحت النجوم أمام رواق القصر.
وفي اليوم التالي وبعد توديعنا لهذه الواحة المضيافة أجبرت قافلتنا ذئبين على الهروب من الساحة التي كانا يفترسان فيها بقايا عظام. لقد زرنا إسطبلا كانت توجد فيه حوالي خمسة عشر حصانا من الخيول العربية السمراء اللون والمرقطة، لكنها كانت ضعيفة هزيلة، باستثناء اثنين من الخيول التي سبق لنا رؤيتها. كانت تلك هي الخيول الوحيدة التي شاهدناها في المملكة العربية السعودية، وهي في ملك أحد أبناء الملك، الأمير منصور الذي مات في سن الثلاثين من عمره. وبينما كنا جاك وأنا نسير خلف فيلبي، كنا نتسلق كومة من الحجر التي تشبه الدروج المؤلفة من أنابيب الأرغن. وبينما كنا نتناول وجبة الغداء فإذا بدخلة (طائر من الجواثم) تقف على مقدم السيارة، تقفز فوق السجاد الذي كنا نتناول فوقه الطعام، تنقر الأحذية بمنقارها نقرا خفيفا منتقلة بكل جرأة إلى النقر فوق يد فيلبي.
وبعد الظهر غادرنا الطريق غير المعبدة متجهين إلى زيارة معدن الذهب القديم في المعملة الذي كان يستغله الخلفاء قبل قرون خلت. إنها منطقة غير معروفة، وكنا نحن أول من وصل إليها، دون أن نشير طبعا إلى الحامية العسكرية للعثمانيين الذين لم يقوموا بأي وصف لمقامهم في المملكة العربية السعودية. هذه المنطقة عبارة عن سهول بها أمواج من الحصباء. كان المشهد خليطا من الأحجار الصغيرة السوداء ومن أعشاب قصيرة عليها لون الخضرة، ومن بعض الأشواك التي كانت تنمو في الأعماق.
كانت توجد في مركز هذا المعدن القديم بقايا جدران مبنية بحجارة طبيعية على شكل خطوط راسمة خطا عاريا فوق المنظر الذي أحرقته الشمس. لقد عاش هنا عدد من الرقيق وماتوا في هذه المنطقة المعزولة، مخلفين وراءهم أجزاء كثيرة من الأدوات الحجرية التي كانوا يستخدمونها في جرش الأحجار.
بعد اللحاق بالشاحنات التي تركناها في الطريق غير المعبدة الرئيسية المؤدية إلى هذه المنطقة، دخلنا في سهل بركاني على مساحة 100 كيلومتر يسمى الحرة إنه سهل حزين مزروع بالحصى المكور، الأسمر أو الأسود، في حجم حجر التبليط، وكانت تهب علينا نسائم ريح حارة مع عواصف تجعل المنظر يهتز بصفة دائمة. وعندما كنا نعبر السهول المحروثة حديثا كنا نشاهد قطع الصلصال التي تلمع بالشمس وهي تذكرنا بهذه الصحراء المحجرة. كانت هناك قبرة تغني في السماء، ويظهر أنها كانت تكذب خوف رعاة الإبل الذين يشعرون بالخوف عندما يعبرون هذه المنطقة. لا يتردد على الحرة إلا بعض البدو مع ماعزهم بعد سقوط المطر وخاصة بعدما تنبت الأعشاب بين الصخور. أما السيارات فقد كانت تعاني كثيرا من هذه المرحلة من الرحلة، وهناك طريق غير معبدة أزيلت عنها الأحجار الكبيرة، وأصبحنا نسير في كثبان من الرمال البرتقالية اللون. أما صفحات مذكرتي التي كنت أسجل عليها ملحوظاتي على هذه المرحلة من رحلتنا فقد أصبحت غير قابلة للقراءة. كان فيلبي يكثر من إيقاف القافلة من أجل تحديد الوضع فوق بعض القمم المحيطة بالحرة. وبذلك رأينا أنها تمتد كثيرا نحو الجنوب أكثر مما تشير إليه الخرائط. وفي أثناء إحدى التوقفات قمنا بمعاينة بعض أعمال قطع الصخور (الحجارة كما تستخرج من المقلع من أجل البناء) التي أنجزها البدو قي زمن غير محدد. وبينما كنت بصدد إزالة بعض القطع من أحجار (البازلت) التي يعلوها الصدأ فإذا بانفجار يضربني في مرفقي. تألمت في جسدي لكنني كتمت الأمر متوجها نحو السيارة، وإذا ببدوي يخرج من مكان ما، الله وحده يعلم من أين جاء. إنه ناصر ابن سحمي الذي كان قد رافق فيلبي قبل 19 سنة وكان يعرف أننا سنمر من هنا. ويظهر أن مرشدنا السابق لم يكن كفئا، فأرسلناه إلى الخيام التي أرشده إليها ناصر نفسه. يفخر ناصر بأنه اصطاد خمسين غزالا في يوم واحد، أما اليوم فإن الأكثر ذكاء هو الذي في استطاعته أن يرينا منها غزالة واحدة.



شاهدت قرب المخيم طائر العقعق، وهو الطائر الذي من عادته أن ينقض على فريسته ويخفيها تحت فروع الأشجار الشوكية، مثل الجراد أو الفأر أو أي حيوان صغير الحجم. كانت هناك قنبرتان وبعض الطيور الصغيرة تنتظر على أحر من الجمر انصرافنا حتى تتمكن من التقاط ما نخلفه من الطعام.
بعد خروجنا من الحرة أصبحنا في طريق يعرف بطريق الفيل، يحكي العرب أن أبرهة الملك السبئي الذي عاش في القرن السادس الميلادي مر من هذا الطريق خلال حملته على مكة. إني أتألم لهذه الفيلة التي أقحمت في هذه الرحلة علما بأن أبرهة انهزم على كل حال. هذه المرحلة من تاريخ المملكة العربية السعودية كانت سنة 570 م ، وهي السنة نفسها التي ولد فيها محمد (صلى الله عليه وسلم ). ومما لا شك فيه أنه ما كان للديانة الإسلامية أن تظهر لو أن أبرهة كان قد انتصر على مكة.
هانحن أولاء نمر قرب أرض بدو غامد، وقريبا ستصل سياراتنا إلى أهم وأوسع واد يعرف باسم رنية (الوادي هو المجرى الذي تحفره السيول)، وفي لهجة البلد هو المجرى ما دام أنه يبقى يابسا باستمرار. بعض الوديان تمتد مسافة 1000 كلم طولا وتنتهي في الصحراء الوسطى. والأعشاب الغنية التي تنبت في هذه الوديان تجعلنا نفهم أغاني البدو الذين يتغنون فيها بهذه الجنان. لقد اكتشف فيلبي في هذه النواحي أحد الطيور القواضم صغير الحجم وهو غير معروف، وقد أطلق عليه فيلبي اسم فتاة إنجليزية: ديانا Diana.
سيكون فجر الغد هو يوم الأحد 18 نوفمبر. إنه أحسن يوم لتحديد الأسبوع ذلك لأننا سنتمكن من سماع دعوات الصلاة التي يرددها ريكمان في سره كل يوم.
كانت درجة حرارة هذه الليلة على الأقل درجة مئوية ونصفا فوق الصفر، ثلاثة أغطية بالإضافة إلى العباءة كانت ضرورية لوقايتنا من البرد.
اليوم سننطلق نحو إحدى الآبار التي توجد بها نقوش قديمة. لقد امتطينا نحن الستة سيارة الجيب تاركين بقية الرجال والسيارات في المخيم.
في هذا البلد الموحش وغير المعروف يتحول العبور بسرعة إلى سباق. كما أن كثرة الهضاب والأشجار والأحجار تعطي الانطباع أنها تناجي بعضها معلقة على وجود هذه المخلوقات الغريبة التي تمتطي حيوانا آليا.
كان المرشد يجري وراء الجيب محددا الطرق التي يجب أن نسلكها بين ركام الأنقاض، وكنا نسير بسرعة ثلاثة كيلومترات في الساعة. السائق وجاك وأنا كنا نقوم بإزاحة الحجارة عن الأماكن الوعرة أو نقوم بردم الحفر التي حفرتها السيول في منحدرات الهضاب.
في هذه الأثناء اختفى مرشدنا دون أن يخبرنا فاضطررنا لانتظاره في المكان نفسه.
حكى لنا محمد السائق أن أباه غادر نيجيريا من أجل الحج في مكة. وقد قضى سنتين في طريقه إليها بعد أن ولدت له زوجته ولدين في الطريق. ونظرا لضيق ذات اليد أو لإعجابه بالبلد فقد بقي في المملكة العربية السعودية. أنا أشك في أن يكون محمد ابنا لأحد الأرقاء، وان كان هذا هو المصير المعتاد للأفارقة المتخلفين في الحجاز. لقد أخبرت بأنه مصاب بالسل، لكن هذا لم يمنعنا من أن نشرب سويا من القارورة نفسهما، ولقد حدث مرة أن سلمت منظاري المقرب بدون رضاي، وموافقتي، إلى مجموعة من البدو المتحمسين وكان من بينهم من هو مصاب بمرض العيون.
لقد سمح لنا هذا الاستطراد بقضاء ساعتين في انتظار رجوع المرشد ناصر الذي كان ذهب يستطلع الطريق الذي سيؤدي بنا إلى بئر الدهثمي. وبأسلوبه البدوي الجيد لم يخبر أحدا بقراره، بينما بقينا نحن بين ركام الأحجار والشعيب ذات الرمال الهشة، والمقصود بالشعيب مصب أو مجرى الوادي، وهذه الشعاب تمثل الشبكة الهيدروغرافية للعربية السعودية.
كانت هذه المرحلة التي قطعنا فيها 29 كلم خلال 12 ساعة مثيرة جدا. وعند المساء حينما توقفنا عند قمة هضبة تكون لدي الانطباع بأننا سنقضي ليلتنا تحت النجوم المضيئة مرتديا قميصا مفتوح العنق تحت حرارة تصل إلى خمس درجات مئوية، وعلى بصيص أنوار السيارات كنا نزيح الأحجار عن الطريق مكسرين بعضا منها. ومن حسن حظنا أن تكوينها الشستي كان متزعزعا وهشا. لكن كان يجب علينا اقتلاع الشجيرات القصيرة بواسطة حديدة حادة. وبعد جهد تمكنت سيارة الجيب من الدخول في معبر ضيق يؤدي إلى ممر مقفر قبل أن يتسع. كنا ننزلق بين أحجار ضخمة جدا مسببة لنا بعض الارتجاجات العنيفة. لقد قطعت آلاف الكيلومترات بالجيب وغالبا ما كانت في ظروف أكثر خطورة لكنني لم أمر بطريق سيىء كهذا. وقي النهاية وصلنا إلى طبقة الرمال الهشة بوادي الدهثمي حيث كانت أنوار السيارة تزيد من إبراز ظلال الأعشاب. وحوالي منتصف الليل وصلنا إلى نهاية هذه المرحلة. وقد وجدنا هناك ما بين ثمانية وعشرة رجال من البدو يحيطون بنار مشتعلة فالتفتوا إلينا بوجوههم السمراء الداكنة، لقد جاء دورنا لإيقاد النار لنلتف حولها مولين وجوهنا إلى النار وظهورنا إلى الريح. ووسط كومة من الرمال الصفراء نام كل واحد منا متخذا شكل قوس في دائرة حيث كنا لا نبتعد عن الجمر إلا بأربعين سنتيمتر. وحوالي الساعة الثانية صباحا طلبت من ناصر شايا فأجابني: عندما يصل كوكب الزهرة إلى هنا وبعملية حسابية عرفت أنه يعدني بتحضير الشاي في الخامسة صباحا. بعد ذلك بيومين بقيت رائحة الدخان الحادة عالقة بثيابنا.
وعند الفجر حيث عيوننا ما زالت محمرة بفعل دخان النار انقسمنا إلى فريقين فأخذ كل فريق جهة من الوادي بحثا عن النقوش فوق الصخور، رابطين قميصنا القطني حول الحزام ونحن نقفز فوق الأكوام، أو ننقل ونصور النقوش الثمودية.
اسم ثمود يدل بشكل غير واضح على بعض قبائل شمال المملكة العربية السعودية التي كان يسكنها شعب ثمود، ومن بين القضايا التي حيرتنا وتزداد معها حيرتنا أكثر فأكثر هو عثورنا على أثرهما كلما اتجهنا جنوبا، على الأقل إلى اليمن. وتطرح إلى 9000 نقش التي كشفنا عنها قضية انقراض هؤلاء القوم أو حتى وجودهم تحت هذا الاشتقاق. أستطيع أن أتصور هؤلاء الرحل في قوافل أو محاربين كانوا يسكنون هنا قبل حوالي 2000 سنة.
من المرجح أن يكون أحدهم قد أصيب بمرض أو بجروح، كما أن بهائمهم ربما كانت في حاجة إلى الراحة كما أنهم كانوا يحمون هذه البئر من خصومهم. وأتصور أن الرجال كانوا قد انزعجوا من هذا، فقد كانت لهم كذلك رغبة، كما هو شأننا نحن، في تخليد أثر لهم خلال عبورهم هذه المنطقة.
أتخيل أن أحدهم كان قد ترك رفقاءه مستلقين في الظل وتسلل نحو الصخور وبيده قطعة حجرية صلبة، فجلس صامتا حائرا أمام لوحة صخرية ناعمة. وابتعد عن رفقائه الذين يعلو عليهم بحوالي اثني عشر مترا، وفي يده حشرة كانت قابعة فوق نتوء حجري، وكان يسمع صدى قهقهات ضحكاتهم يتردد في الشعاب، أحيانا كثيرة ما كان يسر أحدهم الاكتفاء بنحت اسمه على صخرة فيضيف إليه عبارة صغيرة مثل: فلان يرجو رحمة ربه، أو فلان لقد مر من هنا.
وهكذا ومن جيل لجيل كان هؤلاء الناس الذين كانوا متعلمين أكثر من بدو هذا الزمان يراكمون النقوش على جنبات الآبار على امتداد الطرق الأكثر استخداما.
لقد جمعنا كذلك حوالي عشرين رسما لحيوانات مفترسة أو أليفة لا يعدم بعضها شيئا من ا للأناقة.
ومن بعيد كانت إحدى البدويات تختلس إلينا النظر وهي تسقي ماعزها، وقد كانت مستعدة للفرار في حالة اقترابنا منها.
لقد انتهينا من المكان المثمر والمعشب، فقررنا الدخول في منطقة على شكل دائرة طولها مئة كيلومتر.
لقد حان الوقت لنسخ بعض نقوش الدهثمي التي كان البدو يكسرونها كلما دعت الحاجة إلى أحجار لدعم البئر.
بعد قليل سنقطع الشعاب الواسعة الرملية وسنمر فوق قمم مزروعة بالحصى الغليظ.
لقد كنا نحن الأربعة نجلس وجها لوجه في مؤخرة سيارة الجيب لاندروفير، كانت ركبة كل واحد منا تتداخل فيما بينها جنبا إلى جنب محتكة ببعضها. وقد كنا أنا وجاك نرفع أعيننا المستسلمتين للسماء قائلين: آه لو كنت أستطيع لضربتك بركلة قوية. لقد كانت أعصابنا فوق جلودنا، ووجوهنا ملوثة بغبار أصفر واضعين الكوفية على الفم.
وفجأة نفرت أمامنا غزالتان في مجرى وادي السديرة، وكانتا الأوليين اللتين رأيناهما. لم يخف مرشدنا ناصر إثارته، ثم خيبة أمله لما تراجعنا عن مطاردتهما بسبب الطبيعة الوعرة للأرض.
جاءنا بدوي وزوجته التي كانت تلبس ثوبا أحمر ومعهما ولدهما فوقفا خلف السيارة يطلبون الماء، وكانوا لم يشربوا منذ اثنتي عشرة ساعة. وبعيدا من هذا المكان مررنا بمخيم به خمس خيام سود مخططة باللون الأبيض تابعة حسب قول المرشد لقبيلة سبيع لم نر أحدا، فقط كان هناك كلبان شرسان ينبحان خلف السيارة وهي تسير في شعيب حبيب.
ومن منحدرات محفورة إلى تضاريس متموجة، ومن ارتجاج إلى آخر، وصلنا إلى الطريق غير المعبدة الممتدة من واحات بيشة إلى واحات تربة. وبعد أربعين كيلومتر فوق أرض تذكرنا بحديدة متموجة إلى الترحيب الحار في المخيم.
لم يرنا أحد لما دخلنا مساء أمس، لقد بحث عنا الرجال خلال بضع كيلومترات ثم غادروا، وذلك لعدم وجود أي أثر للراجلين أو للشاحنات. مع أن بدويا كان قد أرسل للبحث عنا ماشيا على قدميه، وبما أننا سنغادر قبل رجوعه فقد تركنا له بعض النقود عند أحد أصدقائه.
وبعد ليلة من الراحة بدأنا نعبر في الاتجاه المعاكس لآخر مرحلة قطعناها الليلة الماضية.
وقد زرنا بشكل مفاجئ مخيم هتيم. هؤلاء البدو، يتكونون من الصيادين ولهم سمعة ممتازة في مرافقة الرحلات، لكنهم فقراء جدا، فهم أول من يعاني من الجفاف الذي يصيب المنطقة، وليست لهم أرض بالتمليك، إلا أن القبائل الأرستقراطية والثرية جدا تتسامح معهم. ويحكى أن أصلهم صليبي.
قدمنا لهم بعض حبات القهوة والخبز وقليلا من النقود. وقريبا من خيامهم اقتلعت شجيرة تشبه الصبار بدون شوك. يطلق عليها بالعربية الصبار يستخدمها البدو لاستخلاص سم عندما يخلط باللحم فهو يخلصهم من الذئاب.
حوالي منتصف النهار كان إطار السيارة المعدني قد أصبح حاميا بحيث كنا لا نستطيع وضع أيدينا عليه.
تسلقنا جبلا صخريا يطل على وادي بيشة. وكان فيلبي والمرشد ناصر قد انطلقا في فضاء أزرق يشبهان زوجا من القراصنة.
وهناك في الأسفل اندفعت الجمال في الأدغال المشوكة التي كانت ترعى فيها الأعشاب الصغيرة. فيما كان مجرى الوادي الواسع والأبيض يرسم منعرجات في الشعاب التي نشرف عليها. وكانت بعض قمم أشجار الطماريس تلوح في الأعماق. ومن بعيد كانت تلوح لنا واحات نخيل بيشة- الروشن التي يتراوح طولها ما بين عشرين وثلاثين كيلومتر، وهي تحيط بمنازل من الطوب وقصر الأمير. انتهز الرجال فترة التوقف لاقتلاع بعض الجذور الخضراء الممتدة في الأرض التي يطلق عليها الأراك وكانوا يكسرونها صانعين منها أعوادا يظلون ينظفون بها أسنانهم طول اليوم.
لقد دخلنا بيشة دخولا احتفاليا، حيث جمع فيلبي السيارات والشاحنات لندخل في موكب واحد متجهين نحو قصر الأمير. وذلك من أجل إظهار الاختلاف عن المسؤولين وكذلك لإضفاء هالة على موكبنا في نظر السكان.
أما قصر الأمير فمبني بلبن جاف كسائر البيوت، وهو محاط بأسوار محصنة مرتفعة الزوايا، بنيت على شكل أسنان وبها فتحات تقوم بدور النوافد. وكانت ثلاث أو أربع شاحنات تقفا في ساحة السوق، حيث يستخدم عرب اليوم هذا النوع من وسائل النقل بديلا عن المراحل الطويلة والبطيئة التي كانت تقوم بها القوافل. وقد شاهدنا قطيعا من الجمال يمر تحت نور الشفق، لونها لون الظل الطيني المكلل بهالة من الغبار المذهب.
وجبال ذات قمم مسننة تحجب الأفق، وكانت الظلال قد أصبحت طويلة، فيما كان الأطفال يصيحون بدون توقف، حمار ينهق، وقمم النخيل ما زالت مضاءة بنور الشمس. وبعد دقائق ستغيب الشمس ويصعد كوكب الزهرة في السماء.
هذا المساء سننزل ضيوفا على الأمير، كان الدخول إلى القصر يتم من بوابة كبيرة ذات مصراعين وتؤدي مباشرة إلى فناء داخلي. وهناك وجدنا حوالي خمسة عشر رجلا يحيطون بنار وأمامهم كلابهم السلوقية المنبطحة على الرمال. وفي كل منعطف من منعطفات السلم كان يقف أحد الخدم وفي يده فانوس متمتما بعبارة الترحيب: السلام عليكم.
دخلنا بأقدام حافية فوق سجاد الديوان. قابلنا الأمير. إنه رجل طويل القامة معقوف الأنف وذو لحية سوداء. كان يستقبل كل واحد منا بالقبلات الثلاث العادية من بينها واحدة على الجبين. ويقال: إن هذه الطريقة في التحية تكون خاصة بالملك أو بمن يمثله.
باستثناء السجاد الجميل لم يكن في الصالة أي زخرف أو زينة: الجدران مكلسة، والسقف مؤلف من عوارض سيئة التنظيم، معوجة ومشققة، وأبواب النوافذ مصنوعة من الخشب ومن حواجز لكنها بدون زجاج.
قبل تقديم القهوة المرة دائما يمر الخدم بتمريرتين من البخور. لقد ذهلت بالخادم الإفريقي الذي كان يقوم بصدم منقار إبريق القهوة بشفة الفنجان قبل أن يقدمه للضيوف، ويتبع ذلك بحركة ظريفة ينزل بها الفنجان الفارغ فوق طقم من الفناجين التي يتناولها بيده اليسرى.
كانت وجبة الأكل تتكون من خروف مجزأ إلى أربع أو خمس قطع، بما في ذلك الرأس، وكان الخروف لا يزال يركز نظره علينا، حيث كانت تظهر على عينيه الميتتين علامة الاتهام. لم يقلدني ريكمان وجاك حينما اقتلعت إحدى عيني الخروف بالسبابة وأكلتها. إنها لذيذة. لقد قدم لنا كذلك صحن من الحليب الخاثر لنشرب منه. أما الحلوى فقد قدم لنا منها الزبادي والسمن ومرق بلون الطماطم تسبح فيها قطع من اليقطين. وطبعا كنا نأكل بالأصابع. وقد كان جاري يغرقني بقطع من الكبد التي أضيفت إليها حبات من الأرز الدافئ. كنا نضغط هذه القطع من أجل أن نعصر منها الشحم الذي يتسرب من بين الأصابع ثم نقوم بإرسال الكويرة دفعة واحدة بالإبهام إلى الفم. أما الأمير الذي يحظى بتقدير كبير فقد فرضت عليه التقاليد العريقة للصحراويين ألا يشاركنا تناول الأكل. وبعد غسل الأصابع بماء الإبريق نبلل أيدينا بالعطور السائلة.
ما زلت أتذكر المشهد الأخير والقصير في الديوان الذي يسبق مغادرتنا محاطين بالأمير وبخادم يحمل في يده مبخرة وبالخدم الذين يحملون الفوانيس فوق أيديهم.
لقد قطعنا ألف كيلومتر بعد جدة.
عندما يستقبلك أمير مهم في منطقته يجب عليك حسب التقاليد أن تمكث عنده ثلاثة أيام وتأكل من جميع ما يقدمه لك. وهكذا وفي اليوم التالي وجدت نفسي قد شربت 22 فنجانا من القهوة، والشاي والحليب المخلوط بالزنجبيل، واستنشاق أكثر من 15 جولة من البخور. منذ سنوات قام أحد المضيفين بإطلاق النار على فيلبي لأنه حاول مغادرة بيت الضيافة قبل الأيام الثلاثة المطلوبة.
من بين الزيارات المتكررة التي قمنا بها لوجهاء بيشة أحتفظ بذكرى شاهدت فيها فناء تتجمع فيه مرة واحدة الجمال والغزلان الداجنة وكلاب السلوقي والخدم والدجاج والخرفان. لقد بني بها حائط من الطين الذي أدمج فيه اللبن الأخضر، وبعد أن تتراكم طبقاته يجف بالشمس.
وباندهاش أخبرونا بوصول أحد الأوربيين، إنه عضو في المنظمة الدولية لمكافحة الجراد، الذي كانت تخضع له هذه المنطقة بكاملها. يمر الجراد بمرحلتين أو بثلاث مراحل من النمو، ويجب مكافحته قبل أن يتعلم الطيران. يحدثنا مرافقنا عن سحابة من الجراد كان طولها قد بلغ ثلاثين كيلومتر وعرضها من كيلومتر واحد إلى أربع كيلومترات، كانت تنقسم إلى فراسخ مفصولة بفراغ يصل إلى كيلومتر. ومتوسط الكثافة بها كان يصل إلى 300 جرادة في المتر المربع.
فإذا تمسكت بهذه الأرقام التي قدمت لي سأصل على الأقل إلى مساحة 200 كيلومتر مربع، ومجموع عدد الجراد سيصل إلى 60 مليارا. وبدون تعليق فإن مليارا من الجراد يزن 1400 طن. يقضى على الجراد بزرع أشرطة من الأكل المسموم يقطع عليهما الطريق. تأكل الأوائل وتموت بينما تفترس الأفواج القادمة أختها الميتة. ذلك لأن نهمها لا يتراجع أمام أكل لحوم بني جلدتها المسمومة، وهذا الفوج يصبح طعما للفوج الذي يليه، وهكذا يستمر الأكل والمكافحة.
في البداية كان رجال منظمة مكافحة الجراد يستخدمون مادة تقوم على حامض الزرنيخ، وفي أحد الأيام سبقت الجمال إلى هذا المكان قبل وصول الجراد فماتت منها 70 بهيمة، وبما أن الأسرار لا توجد في الصحراء فقد تحول البدو إلى أعداء شرسين لهذه الحملة، بالإضافة إلى أن الجراد نفسه يعد نعمة يخلط بالأكل اليومي، يقولون: "إذا كان الجراد يأكلنا فنحن سنأكله " كما يقول أحد الأمثال العربية. وقد درس نوع آخر من السم لا يضر بالإنسان والحيوان، لكن من أجل إقناع البدو بعدم خطورته على الإنسان والحيوان كان على موظفي هذه المنظمة أن يتذوقوا هذه المادة أمامهم قبل أن ينشروها.
تقع بيشة في مفترق الطرق التي تمر بها طرق كثيرة. وقد توقفت أمامنا سيارة كاديلاك طويلة سوداء اللون متبوعة بسيارة عائلية: إنه أمير عسير الذي كان قاصدا مكة. كان عددنا عشرين نفرا وكنا نجلس القرفصاء في الديوان، الذي كان عبارة عن تجمع من الأردية الضيقة المصنوعة من الجلد المدبوغ. أما الرجال الذين كانوا معنا في الديوان فكانوا مغشين بأرديتهم السمر والسود ويلبسون ثيابا بيضا، والكثيرون منهم كانت تبدو عليهم علامة الرجال المتعودين على إعطاء الأوامر: عيونهم مصفرة من الإفراط في تناول الأكل الدسم جدا، وعروق وجوههم محمرة من كثرة التعب أو من مرض الملاريا.
تلتقي في بيشة الكثير من الطرق، كما أن واحاتها تعد سوقا مهمة تنعقد على المساحات الكبيرة المحاذية للقصر، وكان هناك غبار خفيفا يسبح في الفضاء حول جموع الناس يأتي البدو إلى هذه السوق التي تبعد عنهم على مسافة خمسة أيام من أجل تبادل أو بيع القماش والحيوانات والأسلحة. وفي جميع الجهات، كنا نرى الناس يلتفون حول بعضهم وهم يتبادلون العناق حسب تقاليدهم القبلية.
يمتلئ هذا السوق كذلك بالنساء المحتجبات اللواتي قد غسلن شعرهن ببول النوق، وهو الأسلوب المتبع قي قتل الحشرات وتقوية جلد الشعر. وهن كذلك يمارسن تجارة العطور والحناء لتخضيب الأطراف باللونين الأسود والأحمر. وهن يتبادلن بالأيدي الأسورة والتمائم والتمور والتوابل في جو أخوي حار وذلاقة لسان. جل النساء كن محصنات ضد الأرواح الشريرة وهن يحملن نجمة من الذهب أو من الفضة مغروسة في الجهة اليمنى من الأنف.
كان الأطفال يتجمعون بين الحيوانات فيسمع لهم رغاء وثغاء وبكاء وعويل تحدث صداعا يغطي على نداء الباعة الذين يعرضون بضائعهم بصوت مرتفع.
في هذه الأثناء تكون الجمال والحمير معطلة، حيث يحكم وثاق مقدم أرجلها، وكانت واحدة منها تنحني على ركبتيها. لكنها كلها تحمل وسما أو علامات مختلفة مكوية على جلودها، على الكتف أو على الفخذ أو على العنق. كل فرع من القبيلة له علامته الخاصة به ومكان محدد على جلد الحيوان يكويه عليه.
كان الناس جميعهم ينظرون إلينا في حيرة، وأكثرهم لم ير قي حياته أبيض نصرانيا كما يسموننا. وعلى هذه اللوحة الحية في لونها وأصواتها أخذت قافلتنا الطريق متجهة جنوبا. وقريبا سنتجاوز البدو المتأخرين في السوق وسنشرع في مرحلة جديدة في الصحراء.



العماني

يتبع

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 09-06-2008, 01:43 PM   #5
 
إحصائية العضو







ابو فهد الغييثي غير متصل

وسام الدواسر البرونزي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: التميز والنشاط
: 1

ابو فهد الغييثي is on a distinguished road


افتراضي رد: رحلة استكشافية في وسط الجزيرة العربية(3-من الطائف إلى بيشة )

لاهنت على المجهود وبيض الله وجهك ,,,

تقبل تحياتي ,,

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجزيرة تؤكد أن تشويش بث كأس العالم مصدره الأردن عبدالكريم العماري :: القسم الرياضي :: 2 04-10-2010 08:48 AM
تغير مناخ الجزيرة العربيه 2011 م والله اعلم domokh :: قسم المـواضيع الـعامــة :: 8 02-09-2010 09:07 AM

 


الساعة الآن 01:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---