بسم الله الرحمن الرحيم
حـديــث الــزور والبهــتان في كل زمــان ومـكـان ,
وقصة السيده عائشة هي قصة كل مظلوم يرمى بالشر وهو بريء ,وتنطلق حوله شائعات السوء وهو غير مسيء .
..حتى إذا ضاقت عليه الأرض بما رحبــت وضـاقت عليه نفسـه لجا ألى ربه بالدعاءفصعدت دعوته إلى الله لا يصدهـآ حـجـاب ,ولا تغـلق دونها أبـواب ,جـعل اللـه لـه من الضيـق فـرجـا ومـخرجا .
ولا نجــد في هـذا المجـال تعبــيرا أصــدق ,
ولا تصــويرا أبـلغ مـن تعــبير السيدة عائشة
نفسهـا وتـصويــرها لهذا الحادث الرهيــب ,وهـذه المـأسأة العنيفة وإليــــكم ماذكره الإمــــام البــــخاري في صحيحه عن ذالك :
(( عن عائشة رضي الله عنها قالت :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ,إذا أراد سفرا أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ,قالت عائشة :فأقرع بيننا في غزوة غزها (هي غزوة بني المصطلق) فخرج فيها سهمى فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما أنزل الحجاب فكنت أحمل في هودجي وأنزل فيه ,فسرنا حتى إذا فرغ
رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة قافلين آذن ليلة بالرحيل ,فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش ,فلما قضيت شأني أقبلا إلى رحلى ,فلمست صدري فأذا عقد لي من جزع ظفار ,قد انقطع فرجعت فألتمست عقدي فحسبني ابتغاؤه ,وأقبل الرهط ...فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي أركب عليه وهم يحسبون أني فيه ,وكان النساء إذا ذالك خفافا لم يغشهن اللحم فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه وحملوه ,وكنت جارية حديثة السن ,فبعثوا الجمل فيممت منزلي الذي كنت فيه ,وظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلى ,فبينما أنا جالسه في منزلي غلبتنى عيني فنمت .وكان صفوان بن المعطل السلمي من وراء الجيش ,فأصبح ,عند منزلي ,فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني وكان رآني قبل الحجاب ,فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجابابي :ووالله ماتكلمنا بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه .وهوى حتى أناخ راحلته فوطىء على يدها .فقمت إليها فركبتها .فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش مو غرين في نحرالظهيرة وهم نزول ,قالت :فهلك من هلك في ,وكان الذي تولى كبر الأفك عبد الله بن أبي بن سلول .
ثم تقول عائشة :فقدمنا المدينة ,فاشتكيت حين قدمت شهرا والناس يفيضون في قول أصحاب الأفك ولا أشعر بي بشيء من ذالك ,ويريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي ,وإنما يدخل على رسول الله ثم يقول :[كيف تيكم؟] ثم ينصرف ,فذالك يريبني ولا أشعر بالشر حتى خرجت حين نهقت ,فخرجت مع أم مسطح فأخبرتني بقول أهل الأفك فازددت مرضا على مرضي ,فلما رجعت إلى بيتي دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم قال :[كيف تيىكم ؟] ,فقلت له :أتأذن لي أن آتي أبوي .
قالت :وأريد أن أستقيتن الخبر من قبلهما .
قالت :
فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقلت لآمي :
ياأماه ,ماذا يتحدث الناس ؟
قالت :يابنية ,هوني عليك ,فو الله لقما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها .
قالت :فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت أبكي .
قالت :
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ,وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يسألهما ويستشيرهما في الفراق أهله ,قالت :فأما أسامة فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله ,وبالذي يعلم لهم في نفسه ,فقال :أهلك ولا نعلم إلا خيرا .
وأما علي فقال :يارسول الله ,لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير .وسل الجاريه تصدقك ,قالت :فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال :أي بريرة ,وهل رأيت من شيء يريبك ؟قالت له بريرة :والذي بعثك بالحق ,مارأيت عليها أمرآ قط أغمصه (أي أعيبه ) قالت :فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي وهو على المنبر فقال :يامعشر المسلمين ,من يعذرني من رجل بلغني عنه أذاه في أهلي ,والله ماعلمت على أهلي إلا خيرآ .ولقد ذكروا رجلا ماعلمت عليه إلا خيرا .ومايدخل على أهلي إلا معه .
ثم تقول السيده عائشة :فبينما أبواي جالسان عندي وأنا أبكي فأستأذنت على امرأة من الآنصار,فأذنت لها ,فجعلت تبكي معي ,فبينما نحن على ذالك دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا فسلم ثم جلس ,ولم يكن يجلس عندي منذ قيل ماقيل قبلها ,وقد لبث شهرا لا يوحي إليه في شأني بشيء .
قالت :فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال :
أما بعد :ياعائشة ,إنه بلغني عنك كذا وكذا .فإن كنت بريئية فسيبرئك الله , وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه ,فأن العبد إذا اعترف ثم تاب ,تاب الله عليه .....قالت عاائشة :فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي .حتى ما أحس منه قطرة ,فلقت لآبي :أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم عني فيما قال,فقال أبي :والله ما أدري ما أقول يارسول الله صلى الله عليه وسلم ؟فقلت لأمي :
أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال :قالت أمي :والله ما أدري ما أقوله يارسول الله صلى الله عليه وسلم !
فقلت :والله إني لا أجد لي ولكم مثلا أبا يوسف حين قال :[/color]{فصبر جميل والله المستعان على ماتصفون} [سورة يوسف :18] .
ثم تحولت واضطجعت على فراشي والله يعلم أني -حينئذ-بريئة وأن الله مبرئي ببرائتي ,ولكن -والله-ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى ,وإنما كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها ,فوالله مارام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه فأخذه ماكان يأخذه من البرحاء حتى إنه لينحدر منه العرق مثل الجمان وهو في يوم شات ,من ثقل القول الذي أنزل عليه .
قالت :فسرى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك ,فكانت أول كلمة قال :
ياعائشة ((( أما والله فقد برأك الله ))) ...
فقالت لي أمي : قومي إليه ,فقلت :والله لا أقوم أليه ,فإني لا أحمد إلا الله عز وجل .
قالت :وأنزل قوله تعالى :
{{أن الذين جآءو بالأفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما أكتسب من الآثم والذي تولى كبرة منهم لهم عذاب عظيم *لؤلآ إذا سمعتوه ظن المؤمنون بأنفسهم خيرا وقالوا هذآ إفك مبين *لولا جاءو عليه بأربعة شهدآء فأذا لم يأتوا بالشهدآء فأولئك عند الله هم الكذبون *ولولا جاءو عليه بأربعة شهدآء فإذا لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكذبون *ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والأخرة لمسكم في مآ أفضتم فيه عذاب عظيم *إذا تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ماليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم *يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين *ويبين الله لكم الأيات والله عليم حكيم *إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون }}
[[ سورة النور :11-19 ]]
وهكذا تقص علينا السيدة عائشة رضي الله عنها حديث الإفك ,وتصور إحساسها ومشاعرها خلال الأيام العصيبة التي مرت بها منذ سمعت بما يتقوله الآفاكون عليها .إلى أن نزلت الآيات الكريمة ببرائتها ,فكانت وسام الشرف الذي وضعته الأليهة في تاريخها إلى أن يرث الله الآرض وماعليها .[/COLOR]
15-01-2012, 09:33 AM
حديث الافك
رد: حديث الافك
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
