السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدنيا لاتصفو لأحد ولاتدوم لأحد ...........تمر بنا لحظات فرح وسرور وسعادة
وتمر كذلك لحظات حزن وكدر
فحياتنا مليئة إذا بالمنغصات وبلحظات السرور فتتقلب أحوالنا وأمورنا بين الحزن والفرح وبين
الكآبة والأنس والضحك
هل مايصيبنا من تقلب وتغير في أحوالنا يتيح لنا تجاهل مشاعر الغير والنيل من كرامتهم ومن ذواتهم ؟
وهل يسمح لنا بإهانتهم والتهجم عليهم .....؟ أو التعدي على حقوقهم ....؟
قد يحدث خلاف بين الزوجين فتذهب الزوجه لبيت اهلها وبدلا من توجيهها لخطئها أو تخفيف حجم المشكلة .............تجد الأم تلقن أبنتها عدم الخضوع للزوج أو الإعتذار له حتى لايدوس عليها
ويهينها ؟؟؟؟؟
وايضا الزوج يجد توجيهات من والده ووالدته وأوامر بعدم الذهاب لزوجته والسماح لها بل
يجب تأديبها حتى لاتكرر المشكلة مره أخرى ؟؟؟؟؟
إننا نفتقد فن الإعتذار وأدب التعامل مع الغير مع الأسف
إنها الأنفس التي تربت على الرفاهية والأنس والسخرية بالآخرين دون مراعاة شعورهم وأحاسيسهم ....
يجلس الرجل بين أصحابه في المجلس فيوجه له أحدهم كلمة يمزح فيها ولايقصد فيها جرح
مشاعره والتقليل من شانه فيحملها محمل الجد فتكون ردة فعله أقوى من الفعل نفسه وهنا
تكمن المشكلة او المصيبة فيهجر أخاه ويبدأ بذكر أخطاءه ومواقفه السابقة فتنقلب الصداقة
لعداوة شديدة كان لم تكن بينهم أخوة وصداقة من قبل ......
لماذا يكون احدنا كالمنافق إذا خاصم فجر ...
أما نتذكر حديث أعمال العباد التي ترفع كل اثنين وخميس إلا رجلين بينهم هجر وخصومة
فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا ......
أما نتذكر ذلك الصحابي الذي دخل على النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه عنده فقال لهم
يدخل عليكم رجل من اهل الجنة كررها ثلاثا ..................وعندما تتبع احد الصحابة ذلك الرجل وبات عنده ليرى ماذا يفعل من العبادات حتى نال شرف دخول الجنة
ولم يجد كثير عمل او قيام ليل بل وجد أعظم من ذلك وهو انه لايبات كل ليلة وفي نفسه على احد من المسلمين شيئا .......................
إنها أنفس تربت في مدرسة النبوة وتخلقت بأخلاق الأنبياء
إنها انفس عرفت حقيقة هذه الدنيا وقيمتها ..............إنها انفس طلقت الدنيا وزخرفها وتعلقت بالآخره وبماعند الله تعالى ........
كم تحدث بيننا وبين أحبتنا وأخوتنا وزملائنا من خصومات واحتكاكات وسوء تعامل بسبب ضغط العمل أو بسبب فهم خاطيء أو بسبب خبر نقل إليه خطأ أو بسبب كلمة أو موقف بسيط لايحتمل
فتكبر المشكلة وتتفاقم ويكابر كل واحد ويظل ينتظر إعتذار زميله منه ولم يبادر هو مع الأسف
إلى الإعتذار حتى لو لم يكن هو سبب المشكلة ...........حتى لايخسر زميله ويقوي الشيطان ويعينه على أخيه وعلى نفسه كذلك .....
نسمع ونرى كثير من المشاكل الأسرية وغيرها ولانجد من يبادر بالإعتذار او حتى من يصلح ذات البين التي تحلق الدين ..........
حتى مع اهلنا في البيت الواحد نكابر ونعتبر الإعتذار ضعف وهزيمة فهل هو كذلك ...؟
هل من يبادر بالإعتذار ضعيف ومهزوم أم انه غير ذلك ....
لنصفي النفوس من أحقادها ونستغل رمضان بالإعتذار والسماح والعفو .
بقلم أخيكم / زابن ال بريك