اختيارات تربوية:1
اختصار مقال "منهج السلف بين التأصيل والتطبيق"
للدكتور أحمد بن صالح الزهراني
قال الكاتب:
- من القواعد المهمة في فهم النصوص عن النبي ﷺ هو مراعاة الفارق بين التأصيل والتطبيق.
- التأصيل هو كلام عن فكرة مجردة يراد منها ترسيخ معنى معين، أما التطبيق فإنه لا يتدخل فيه نص واحد بل نصوص، ولا يُراعى فيه عامل واحد بل عوامل.
- التطبيق يتعامل مع شيء محسوس ولم يعد شيئا تجريديا، وظروف الواقع متعددة متغايرة، فلكل مقام مقال، ولكل حال حال.
مثال:
موقف القرآن والسنة من اليهود، فكم بين الله تعالى مكرهم وخبثهم وكراهيتهم للمؤمنين، بل جاء اللعن صريحا بحقهم، كل هذا هدفه تبغيض حالهم وأخلاقهم إلى المؤمنين والتحذير من اتباع طريقتهم، وجاء وصف المؤمنين بقوله "أشداء على الكفار رحماء بينهم" وهذا كله لو أخذناه بتجرده، فمعناه أن المطلوب من المؤمن غاية الشدة من اليهود.
لكن التطبيق الواقعي لم يكن كذلك، روى أنس رضي الله عنه أن اليهود دخلوا على النبي ﷺ فقالوا: السام عليك.
فقال النبي ﷺ: وعليكم
فقالت عائشة: السام عليكم يا إخوان القردة والخنازير ولعنة الله وغضبه.
فقال: مه يا عائشة
فقالت: يا رسول الله، أما سمعت ما قالوا؟
قال: أو ما سمعت ما رددت عليهم؟
يا عائشة، لم يدخل الرفق في شيء إلا زانه، ولم ينزع من شيء إلا شانه.
مثال آخر:
موقف الإسلام من الخمر وشارب الخمر.
التطبيق الواقعي:
لما جلد أحد أصحاب النبي ﷺ على شربه للخمر، فقال رجل: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به.
فقال النبي ﷺ: "لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله"