المراهقون.. والرغبة في الاستقلال

**معلومات** **العضو** · 26-02-2011, 05:37 PM

د. عبد الكريم بكار
جعل الله ـ عز وجل ـ المراهقة مرحلة انتقالية بين الطفولة والرشد، ولهذا فإن أحد مفاتيح فهم شخصية المراهق يتمثل في إدراك الأنشطة والمواقف التي يحاول المراهق من خلالها أن يُثبت لنفسه..

جعل الله ـ عز وجل ـ المراهقة مرحلة انتقالية بين الطفولة والرشد، ولهذا فإن أحد مفاتيح فهم شخصية المراهق يتمثل في إدراك الأنشطة والمواقف التي يحاول المراهق من خلالها أن يُثبت لنفسه ولمن حوله بأنه جدير بالاحترام، وجدير بأن يعامَل على أنه شخص كامل الأهلية وذو رأي ناضج ومعبر عن خبرة وتجربة .... مساعي المراهق للاستقلال كثيرا ما تتجلى في مجادلة والديه وإخوته في أمور تافهة وصغيرة، وهو حين يجادل لا يشك في أن رأيه صواب، وأن رأي غيره خاطئ مئة في المئة.

في يوم من الأيام دخل أحد المراهقين إلى بيت أهله وهو غاضب، وحين سألته والدته عن سبب غضبه أبى أن يتكلم، وبعد إلحاح شديد قال: إن خالي أهانني إهانة شديدة، وذلك أني ألقيت عليه السلام مرتين، ولم يرد عليّ، وأخذ الفتى يتحدث بصوت مرتفع مع شيء من الهياج عن أن رد السلام واجب، ولو كان الذي يلقي السلام صغير السن، ثم شرع يذكر لوالدته سبب عدم رد خاله للسلام، وأنه يكمن في أن علاقته ـ أي الخال ـ مع أبيه ليست جيدة بسبب نزاع على ملكية إحدى الأراضي، فأحب أن يتجاهله، ويُعرِض عنه، وقد حاولت والدته إقناعه بأن ذلك لم يكن مقصودا، وأن خاله لم يسمع بالتأكيد سلامه، لكن الفتى كان يرفض ذلك بشدة، ويرد على والدته كل كلمة تقولها، وكل احتمال تسوقه، قالت والدته: سوف أسأل خالك عن هذا، وأحاول أفهم أسباب ما جرى، وكان رد الفتى: أن لا فائدة من ذلك لأن خاله لن يقول الحقيقة! وحين سألت الأم أخاها عن ذلك أقسم يميناً مغلّظة أنه لم ير ابن أخته، ولم يسمع تسليمه، وأنه كان وقت مرور ابن أخته في حالة سيئة جدا بسبب ما سمعه عن طلاق ابنته من زوجها.... ومع هذا فإن الفتى لم يقتنع!

إن الطفل يقول: أنت، وإن المراهق يقول: أنا، أما الراشد فإنه يقول: نحن، هكذا هي مرحلة المراهقة ، إنها مرحلة اعتزاز بالذات وبناء الاستقلالية.

في بعض الأحيان يتجلى سعي المراهق إلى الاستقلال في إغلاق باب غرفته عليه دون أي سبب يدعو إلى ذلك، إنه يريد أن يؤكِّد أن هذه المساحة من المنزل له وحده، ولا ينبغي اقتحامها إلا بإذنه، لكن الأهل يستنكرون ذلك أشد الاستنكار، وكثيرا ما يثير ذلك في نفوسهم الشك والريبة، ولهذا فإنهم يحذّرونه مئات المرات من إقفال الباب على نفسه، وهو مصرٌّ على القيام بذلك من أجل توكيد معنى الخصوصية والانعتاق من التبعية.

كثرة الخروج من المنزل تعبير آخر عن الاستقلال، فالمراهق يدرك أنه ما دام داخل المنزل، فإن عليه أن يتلقى الأوامر، ويسمع ويطيع، ويرضخ لسلطة الكبار في المنزل، أي أن استقلاله وهو في بيته يكون دائما منقوصا. ويكثر خروج المراهقين من منازلهم في أيام الإجازات، حيث لا يكون للبقاء في المنزل أي معنى، وقد كانت إحدى الأمهات تداعب ابنها إذا عاد من اللعب مع أصدقائه بقولها: لا بد أنك الآن جائع، ولولا ذلك لما عدتَ إلى المنزل!.

لكن هذا مؤقت، وحين يكبر المراهق، ويدخل في مرحلة الشباب، فإن الحس الجماعي سينمو لديه، ومع نموه سوف يتعلم كيف يتقبل الآخرين، وكيف يعذرهم، و كيف يعايشهم.

منقوله

**معلومات** **العضو** · 26-02-2011, 09:02 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز أبو مبارك الودعاني يحفظه الله
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نقل رائع ومهم وطرح جدير بالمناقشه على الجميع فهي مرحله ومنعطف خطير
أن لم يوجه ينحرف ويحدث مالا تحمد عقباه .
فمن منا لم يمر بتلك المرحله لذا علينا تسخير كل الجهود المتاح لتعامل بجد
منطلقه البيت والمسجد والمدرسه لكي نجني شباباً قوي بدينه معتزاً بوطنه محباً لولاة أمرة .
أكرر شكري وتقديري لطرحكم الرائع والشكر موصول د. عبدالكريم بكار
أخوك ساقان الدواسر

**معلومات** **العضو** · 27-02-2011, 12:06 AM

شكرآ لك يا ابو مبارك فعلا موضوع جميل
ومهم لنقاش واشكرك على النقل
ولي تعليق بحكم أني تربوي وقريب من
هذيه الفئه وهو ان المراهق هي مرحله
عاديه مثل اي مرحله اخرى واتمنى من الاباء
ان يتعامل مع المراهق بصفه صديق
يعني لا يعامل كطفل لانه سوف ينفر منه
لان لانطباع الحب والكراهيه اكثر ما يتركز
في مرحله المراهق وتترسخ هذيه المفاهيم
الى بقيه المراحل المتقدمه وخصوصآ نحن في
جيل فيه الكثير من المجالات التي تشارك
البيت والمدرسه التربيه واهي الانترنت و
الاصدقاء و التلفزيون واتمنى من الله عز وجل
التوفيق لجميع الشباب السعودي وان يهديه
الى الصراط المستقيم ويثتبتهم عليه اميــن

**معلومات** **العضو** · 27-02-2011, 08:45 PM

يعطيك العافية اخوي ابومبارك الودعاني على الانتقاء الرائع والهادف

والشكر موصول د. عبد الكريم بكار

تحياتي وتقديري~ْ،

**معلومات** **العضو** · 28-02-2011, 01:16 PM

ابو مبارك
طرحك رائع وهادف
راق لي ما نقلت
دوماً أجدُ متصفحك عامر بالمفيد

دمت بود
عازف

**معلومات** **العضو** · 14-04-2011, 06:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساقان الدواسر

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز أبو مبارك الودعاني يحفظه الله
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نقل رائع ومهم وطرح جدير بالمناقشه على الجميع فهي مرحله ومنعطف خطير
أن لم يوجه ينحرف ويحدث مالا تحمد عقباه .
فمن منا لم يمر بتلك المرحله لذا علينا تسخير كل الجهود المتاح لتعامل بجد
منطلقه البيت والمسجد والمدرسه لكي نجني شباباً قوي بدينه معتزاً بوطنه محباً لولاة أمرة .
أكرر شكري وتقديري لطرحكم الرائع والشكر موصول د. عبدالكريم بكار
أخوك ساقان الدواسر

مشكور اخوي ساقان على المرور
وتقبل خالص ودي

**معلومات** **العضو** · 14-04-2011, 06:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر الشرافاء

شكرآ لك يا ابو مبارك فعلا موضوع جميل
ومهم لنقاش واشكرك على النقل
ولي تعليق بحكم أني تربوي وقريب من
هذيه الفئه وهو ان المراهق هي مرحله
عاديه مثل اي مرحله اخرى واتمنى من الاباء
ان يتعامل مع المراهق بصفه صديق
يعني لا يعامل كطفل لانه سوف ينفر منه
لان لانطباع الحب والكراهيه اكثر ما يتركز
في مرحله المراهق وتترسخ هذيه المفاهيم
الى بقيه المراحل المتقدمه وخصوصآ نحن في
جيل فيه الكثير من المجالات التي تشارك
البيت والمدرسه التربيه واهي الانترنت و
الاصدقاء و التلفزيون واتمنى من الله عز وجل
التوفيق لجميع الشباب السعودي وان يهديه
الى الصراط المستقيم ويثتبتهم عليه اميــن

مشكور اخوي ناصر على المرور
وتقبل خالص ودي