قصة وقصيدة الخلاوي مع ابن عريعر - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. أقسام ( دغــش الــبـطــي) الأدبـيـة .::: > :: قسم القـــصص والروايـــات ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-04-2017, 07:47 PM   #1
 
إحصائية العضو








ساقان الدواسر غير متصل

ساقان الدواسر is on a distinguished road


افتراضي قصة وقصيدة الخلاوي مع ابن عريعر

الخلاوي بشاعريته بلغ ما عجز عنه ابن عريعر بمكانته

الراوي بدر الحمد:

– « لكن الكلمة الآن جاءت من صديق ، فهي أعظم وقعا على النفس من طعنة تصوب إلى الصدر » .
هذا ما قاله راشد الخلاوي لصديقه الأمير منيع بن عريعر ، وبينهما صداقة حميمة ، وكانا يتمشيان فناداه منيع بصفة تتعلق بنسبه ، ولم يحتملها الخلاوي فقد قال :
– « ليتني مت قبل أن أسمعها منك » !.
فاستغرب منيع ، وقال :
– « لكنك تعترف بها والناس تعرف ذلك عنك » !.
فقال الخلاوي كلمته تلك ، وأردف :
– « أنا لا أبالي بما يقول الناس ، إنما دعنا نقوم بتجربة ، أنت تعرف أن محمد الربيعي ، أحد أمراء بني خالد ، أيضا ، لديه ( فهده ) وهي التي تصيد الظباء ، عليك أن تذهب وتطلبها منه ، فإن أعطاك إياها فليست بالشيء الكثير لأن حقك عليهم كثيرا ، أما إذا رفض طلبك فسوف أطلبها منه وسترى » .
كان قصد الخلاوي أن يظهر قدره ومكانته لصديقه منيع بن عريعر الذي نعته بصفة تدل على وضاعته !.
وكان في نيته ان يدركها بالحيلة ، بخاصة وأن الربيعي لا يعرفه شخصياً ، إنما يسمعان عن بعضهما بالذكر ، مثلما حرص ألا يعلم الربيعي شيئا عن هذا الرهان فالمؤكد لن يرضى أن يكون أفضل من شيخهم .
ذهب الشيخ منيع بن عريعر إلى الربيعي حيث أولم له بما يليق بمكانته ، وكان من عادة صاحب الحاجة أن يذكرها قبل العشاء ، وكذلك فعل منيع حيث قال :
– « جئت من أجل حاجة إن أعطيتني إياها ، وإلا رجعت دون عشاء » ؟!.
فأجاب الربيعي :
– « تفضل الله يحييك ، وكل ما نملك من خيل وإبل وغيرها تحت تصرفك » .
فقال منيع :
– « حاجتي أقل من هذا بكثير ، فلا أريد إلا هذه » . وأشار إلى الفهده !.
فقال الربيعي :
– « لا أحد يعطي ما يشترك به عموم العرب ، إن لي بها سهماً ، وانظر إلى بيوت القوم تجد وراءها قرون الظباء ، فما أصطاده يقسم على الجميع » .
فاقتنع منيع واشترط ألا يعطيها لغيره ، وتناول كرامته ، وغفل راجعا وعند وصوله ، قال للخلاوي اذهب واطلبها ، وهو متيقن أنه لن يظفر بها .
كانت دابة الخلاوي حماراً سريع الجري ، وقوم الربيعي مسافة بعيدة ، فلما وصل سأل الرعاة عن الربيعي إن كان حاضراً أو غائباً ؟ .. وانتعشت آماله بنجاح الخطة التي رسمها وتصور أحداثها ، عندما علم بغياب الربيعي حيث يستغرق الصيد منه أياما عدة ، وقصد بيت الربيعي ، فلم يرحب به أحد نظرا لهيئته ، فجلس عند حماره أمام البيت ، وفي وقت الغروب وضعت زوجة الربيعي طعاما في إناء وأعطته الخادمة لتقدمه له ، وصادف رجوع راعي الإبل ، وكان جائعا فاختطف الإناء وهو يقول أنا جائع ، أما هذا فسوف أحلب له !.. والخلاوي يرى ويسمع ويبتسم بداخله ، فها هي الحجة التي سوف تحقق مطلبه .
فركب حماره وقصد الربيعي في الصيد ، وسلم عليه كأنه لم يعرفه وقد تعمد في ذلك … فقال الربيعي :
– من أين أنت قادم ؟!.
– فأجاب :
– « من فريق فّرق الله شملهم ».
– فقال :
– لماذا ؟
– قال :
– إنهم لم يقروا الضيف ، وقلت بهم ، قصده أن ينبه الربيعي إلى شخصيته وهو شاعر ذو مكانة إن قال شعراً بقي إلى الأبد :
يقول الخلاوي والخلاوي راشد = تخطر من بين البيوت وضاف
تخطرت إلى بيت الربيعي وافد = ومن جاه ممن كان منه يخاف
فقال : هل تعرف الربيعي ؟
قال : لا
قال الربيعي : هل سمع هذا الشعر أحد ؟
قال : كل أطفال الفريق حفظتهم هذا الشعر .
لأن الخلاوي لو قال غير ذلك لقتله الربيعي حتى يموت معه شعره ولا ينتشر بين الناس.
قال الربيعي : لنرجع ونرى صحة هذا الكلام .
وبالفعل عاد إلى الحي ، وسأل الربيعي زوجته عما حدث فأخبرته بصحة ما جرى ، ولما تبين له صدق كلام الخلاوي ، التفت إليه قائلا :
– لك ما تطلب مني . فأن طلبت أن أقتل الراعي والخادمة ، وإن شئت وهبتهما لك . ولم يخطر في باله أنه سوف يطلب منه الفهده !.
قال الخلاوي :
لا .. الأمر أهو من ذلك ، وأريد إخبارك أن البيتين اللذين سمعتهما مني لم يسمعهما أحد غيرك ، أما الآن فاسمع ما أقول ، وبدأ يلقي قصيدة مدح يلمح من خلالها إلى أن الربيعي وهبه الفهده .. يقول :
يقول الخلاول ، والخلاوي راشد
بالقيل غالي مثل غالي الجلايب
يا مدي من يم النشا ما نصيحه
من حاضرٍ منهم ومن كان غايب
من لا يحصل بأول العمر طوله
فهو عاجز عنها إذا صار شايب
ومن خاب في أول صباه من الثنا
فهو لازم في تالي العمر خايب
كما موردٍ ضاميه والقيظ قد صفاً
على بارد الثريا هبيل النشايب
ومن لا يرد عدٍ ، تناني جمامه
قراح غزير الما .. منيع المجاذب
لكن دعاثير الغثا فوق جاله
على معطن الما مقعياتٍ الثعالب
وسيروا إلى ملك الربيعي محمد
فهو زين من تعنا عليه الركايب
من أول جنح الليل ما علقت به
أشريق الضحى عند المخاض الكواعب
خفاجيةٍ ، وأسرارها عامرية
وجا .. طيب الأنساب من كل جانب
عن الشين أبعد من سهيل عن الثرا
وللجود أقرب من جبين لحاجب
ونفسٍ إلى حدثتها .. أريحيه
شيطانها عند المروات غايب
أبو كلمةٍ وإن قالها ما تغيرت
كنه على ما قال بالخمس قاضب
أجي له ويعطيني عطايا كثيرة
وليس لمن لا يعطي الله راغب
ضخى لي بنمرا ، جروةٍ ، حضرمية
شمالي بنانيها من الدم خاضب
ترى ثوب راعيها قدودٍ وحبلها
رثيث القوى من كثر ما هي تجاذب
إلى علق القناص رأسين علقت
خمسة تخاميسٍ اعدادٍ لحاسب
لكن قرون الصيد من حول بيته
هشيم الغضا ، أدناه للنار حاطب
يا ليت منيع فارس الخيل باللقا
على جازع البيدا ، يمين المشاعب
يشوفون ذي مع ذي ، وهاذيك عند ذي
كما الودع دانا بينهم نظم كاعب
وبقيت كني حامي لي مدينة
عليها الدول فوق الدروب الديادب

عرف الربيعي أن الخلاوي يريد الفهده ، وكان يردد في قرارة نفسه قول الخلاوي ( أبو كلمة وإن قالها ما تغيرت ) وخشي أن يكون لها صدى عند العرب ، فالمعروف عند أهل البادية أن الرجل يلتزم بكلمته حتى وإن مات دونها ، وتراجعه عنها وصمة عار أبدية بخاصة وقد أعطى كلمته لشاعر من أشهر الشعراء .
لهذا أعطاه الفهده خوفاً من العار ، ورجع بها الخلاوي إلى صديقه منيع قائلا :
– هذه التي لم تستطع أن تأت بها ، وقد أتيت بها !.
ثم رجع بها الخلاوي إلى صاحبها الربيعي ، الذي استغرب رجوعه بها قائلا :
– لماذا رجعت بها ؟
قال الخلاوي
– قضيت الحاجة التي جئت من أجلها ، وأنا أكثر صيدا منها ، ولا أحب أن أعطيها غيرك.
قال الربيعي :
– ما أخس من إداعائك علي ، إلا عودتك من ديار بعيدة بـ( عبدة كلب ) !!.
والغريب في الأمر ، أن الفهده لها معرف البشر ، وهي تجزع إذا شبهت بالكلب ، لهذا عندما سمعت قول الربيعي ( عبدة كلب ) ماتت في الحال . والمعروف أنها إذا أخطأت يأتون بكلب فيضربونه أمامها ومن هنا جاء المثل ( اضرب الكلب يستأدب الفهد ) .

 

 

 

 

 

 

التوقيع

ناصر بن عبدالرحمن آل ساقان بن خلف آل مانع آل عمارالدوسري

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 0 والزوار 13)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين عامر بن بدران وعامر بن زياد!!؟ ابو مران البدراني :: قسم أمـراء وفـرسان وأعـلام الـدواسـر:: 3 12-04-2014 04:17 PM
قصة راشد الخلاوي مع الامير منيع بن سالم رحمهم الله ا بو خالد :: قسم قصــه و قـصيــده :: 2 13-06-2013 09:34 PM
آل سعدون الأشراف وأول إعلان تاريخي ومحاولة لإستقلال العراق بأكمله عام 1787م. عبدالله السعدون :: القسم الـتاريخــي الــعام :: 7 27-06-2012 04:56 AM
بحضور الأمير عبدالله بن محمد بن درعان وجمع من أسرة آل درعان الكريمة ، الشاب درعان بن عبدالله آل درعان يتحدث للموقع الرسمي للقبيلة : هكذا أنقذت الطفلة من بين ألسنة النيران وهكذا فعلت وسط الدخان . الإداره :: قسم اللقــاءات والفعاليات والتغطيات الخاصة:: 96 04-05-2010 11:17 AM

 


الساعة الآن 06:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---