تعجيل الإفطار:
ويستحب للصائم تعجيل الإفطار, فقد رغب في ذلك رسول الله صل الله عليه وسلم, بقوله وفعله.
النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"[1]
وإنما أحب التعجيل لما فيه من التيسير على الناس, وكره التأخير لما فيه من شبهة التنطع والغلو في الدين, والتشبه بأهل الأديان الأخرى الذين كانوا يغلون في دينهم.
النبي صلى الله عليه وسلم قال ((لا يزالُ النَّاسُ بخَيرٍ ما عجَّلوا الفِطرَ عجِّلوا الفطرَ فإنَّ اليَهودَ يؤخِّرونَ )) [2]
ومعنى التعجيل: أنه بمجرد غياب قرص الشمس من الأفق يفطر.
وفي الحديث الصحيح: "إذا أقبل الليل من ههنا, وأدبر النهار من ههنا, وغربت الشمس, فقد أفطر الصائم [3]
ويكفيه في ذلك أن يغلب على ظنه غروبها, فالظن الغالب يكفي في هذه الأمور, كما في القبلة وغيرها, وقد أفطر المسلمون في عهده عليه الصلاة والسلام, وهو معهم, ثم طلعت الشمس.
من سنته كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يُفطرُ قبلَ أن يصلِّيَ علَى رُطَباتٍ ، فإن لم تَكُن رُطَباتٌ فتُمَيْراتٌ ، فإن لم تَكُن تُمَيْراتٌ ، حَسا حسَواتٍ مِن ماءٍ[4]
وقال عليه الصلاة والسلام: "من وجد تمرًا فلْيُفْطِرْ عليه ، و من لا ، فليُفطِرْ على الماءِ ، فإنه طَهورٌ " [5]
والأمر هنا للاستحباب عند الفقهاء كافة, إلا أن ابن حزم شذ, فجعله للوجوب على أن قاعدته, وأوجب الفطر على التمر إن وجده, وإلا فالماء.
والبلاد التي لا يوجد فيها الرطب أو التمر, يغني عنها بعض الفواكه الأخرى أو شيء من الحلو.
وينبغي أن يلزم الاعتدال في تناول الطعام, فلا يسرف ويكثر إلى حد التخمة, فيضيع حكمة الصيام الصحبة, كما يفعله كثير من الصائمين.
_________________
[1]الراوي: سهل بن سعد الساعدي المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1957خلاصة حكم المحدث: صحيح
[2]الراوي: أبو هريرة المحدث:الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1387خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
[3]الراوي: عمر بن الخطاب المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1954خلاصة حكم المحدث: صحيح
[4] الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 696خلاصة حكم المحدث: صحيح
[5]الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6583خلاصة حكم المحدث: صحيح