حذرت القوى السنية بالعراق من اندلاع حرب أهلية إذا احتكرت الأحزاب الشيعية السلطة ، جاء ذلك على لسان الزعيم السني صالح المطلق ، وكان المطلق قد طالب بإلغاء الانتخابات ، مشيرا إلى أن لديه أدلة على حدوث تزوير كبير في تلك الانتخابات ، داعيا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والجامعة العربية للتدخل في هذه القضية.
وكانت جبهة التوافق العراقية قد طعنت في النتائج الجزئية للانتخابات البرلمانية التي جرت الأسبوع الماضي وأظهرت تقدم الائتلاف العراقي الموحد الشيعي, واصفة إياها بأنها مزورة و"لعب بالنار".
ووصفت جبهة التوافق العراقية التي تضم الحزب الإسلامي العراقي ومؤتمر أهل العراق ومجلس الحوار الوطني، طريقة الإعلان عنها بأنها "احتيال من أجل تثبيت واقع مرفوض".
وهدد قادة الجبهة في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء بأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء ما وصفوه بالمشروع التآمري، وأنهم لن يسمحوا بتشكيل الجمعية الوطنية والحكومة وفق النتائج المعلنة مهما كلفهم الثمن.
من جهته قال عضو جبهة التوافق العراقية حسين الفلوجي إن المسلحين أعطوا فرصة للانتخابات من خلال معاهدة غير معلنة لمدة خمسة أيام ، موضحا أن ما يحدث الآن سيؤثر على الوضع الأمني بصورة مستعجلة على حد تعبيره.
بدورها أعربت القائمة العراقية الوطنية التي يقودها رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي عن تحفظها على النتائج الأولية التي أعلنتها المفوضية، وطالبت بإجراء تحقيق مع من وصفتهم بالمتسرعين الذين ألحقوا أذى بالعملية السياسية.
وأظهرت النتائج الأولية تقدم الائتلاف العراقي الموحد الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم ويدعمه علي السيستاني في 10 محافظات، وهي بغداد، واسط، النجف، القادسية، كربلاء، بابل، ذي قار، ميسان، المثنى والبصرة.
أما جبهة التوافق فقد حلت في المرتبة الأولى في أربع محافظات ذات أغلبية سنية، وهي صلاح الدين والأنبار وديالى ونينوى، في حين فاز التحالف الكردستاني في محافظات كردستان العراق الثلاث دهوك والسليمانية وأربيل إضافة إلى محافظة كركوك.
وقال الناطق الرسمي باسم مفوضية الانتخابات فريد أيار إنه تم فرز أكثر من 90% من الأصوات في محافظات بغداد والبصرة وبابل، وظهر أن الائتلاف العراقي الموحد حصل على 75.7% من الأصوات في بابل متقدما على القائمة العراقية الوطنية التي حصلت على نحو 9% وجبهة التوافق التي فازت بـ5.69%.
وفي محافظة البصرة حصل الائتلاف العراقي على نحو 77% من الأصوات، وحلت ثانية القائمة العراقية التي يقودها إياد علاوي بنحو 11%. كما حل الائتلاف في المرتبة الأولى في بغداد بحصوله على 58.6% من الأصوات التي تم فرزها حتى الآن والمقدرة بنحو 89.5% من مجموع الأصوات.
وحل في المرتبة الثانية جبهة التوافق بحصولها على 18.78%، وجاءت بعدها القائمة العراقية بنحو 14%. وفي محافظات دهوك وأربيل في كردستان العراق تحدثت المفوضية عن فوز كاسح للتحالف الكردستاني.
على صعيد آخر هاجم السفير الأمريكي في العراق زلماي خليل زاده للمرة الثانية خلال أسبوع وزارة الداخلية العراقية والوزير بيان جبر صولاغ.
وقال إن على الشرطة العراقية أن تنال ثقة كافة أطياف المجتمع كي تتحلى بالمصداقية, وإنه لا يمكن اعتماد شخص طائفي وزيرا للداخلية ، وكان خليل زاده قد هاجم وزارة الداخلية بشأن عمليات تعذيب معتقلين من العرب السنة في معتقلات تديرها الوزارة.
وفي سياق منفصل ذكرت مصادر صحفية إيطالية أن روما احتضنت لقاء ضم أعضاء من البرلمان الإيطالي بحضور ممثلين من البرلمان الأوروبي والجامعة العربية ، مع ممثل هيئة علماء المسلمين بالخارج محمد عياش الكبيسي مطلع الشهر الجاري.
وقال الكبيسي إنه لمس خلال الاجتماع جدية من قبل الأوروبيين لإيجاد حل للمشكلة العراقية, مشيرا إلى أن قرارا يبدو أنه قد اتخذ بشأن سحب قوات الاحتلال من بلاده ، وأضاف أن الولايات المتحدة ترغب في إيجاد ضمانات سياسية كتشكيل حكومة موالية لها تضمن لها المصالح الأمريكية في العراق قبل اتخاذ قرار الانسحاب ، مجددا تأكيده أن المقاومة ستستمر في ظل بقاء الاحتلال على حد قوله.