المراة والقضاء

[معلومات العضو علي العبدالهادي]

المرأة والقضاء

هل للمرأة تولي منصب القضاء والدخول في درجاته من الدخول في سلك النيابة؟ مسألة كثر الحديث عنها، ولأكثر من مرة تلاقي الرفض، سواء من جهة القضاء أو من جهة الشرع، بل وحتى اجتماعيا يعتبر هذا الأمر مرفوضا. وقد وفق وزير العدل في الرد على هذا الطرح المكرر وإحالة الأمر الى القضاء، والسؤال: لماذا يكرر هذا الأمر ويكرر أمر النقاش حوله؟ لأن الواجب على من يؤمن بالديموقراطية أن يحترم رأي الأغلبية ويحترم رأي القضاء، لا أن يكرر هذا الامر ويطرحه كأنه حق من الحقوق، إذا لم يؤخذ فصاحبه مظلوم لم يأخذ حقا مكتسبا له. والذي نخشاه أن يدخل هذا الأمر تحت جدول المساومات المعرض للموافقة أو الرفض حسب المصلحة أو استغلال الطرح في زمن قوة الأغلبية الملتزمة بالصوت حسب الطلب للحصول على الموافقة، ومن هذا المنطلق أحببت مناقشة هذه المسألة من عدة وجوه، فأول سؤال يُطرح في هذه الأمر هو: ماذا يريدون من المرأة؟ لماذا يريد البعض أن يجردها من المهام العظيمة التي تتحمّلها؟ نعم لابد أن يكون لها دور في المجتمع، لكن ليس على حساب دورها الذي يسعى الكثيرون إلى أن تتخلى عنه ليسهل له العبث في المجتمع وإدخال أفكار وعادات دخيلة على المجتمع باسم التطور ومواكبة الحضارة ولكي ينجرف مع هذه الدعاوى مَن جه.ل مقاصد أهل هذه المطالبات، فإذا تركت للقضاء وتريدونها وزيرة ووكيلة ورئيسة وتريدون إقحامها في كل المجالات، فلمن تركتم أمر إدارة شؤون الأسرة؟ ولمن سنترك أمر التربية وإصلاح الجيل الذي سيعتمد عليه المجتمع؟ لماذا يريد البعض أن يلهي المرأة عن الأماكن التي تحتاج لجهودها كالتعليم والطب وغيرها من الأماكن التي تكون الحاجة قائمة لوجودها؟ أو نقول: لماذا يسعى البعض الى ابعاد المرأة عن أمر دينها والالتزام به قولا وعملا واعتقادا تحت اسم حقوق المرأة؟ فما هي الحقوق التي سُلبت منها حتى تطالب بها؟ وما هي الحقوق التي إذا حرمت منها لم تتحقق العدالة المرجوة؟ مثل هذه الأمور تحتاج الى تعقّل وتروٍّ وعدم الاستعجال والحذر من أن يكون الشخص إمعة لغيره، فإذا قيل له لماذا تطالب بدخولها سلك القضاء؟ قال هناك دول أقرت ذلك، فلماذا لا نكون مثلها او ان يحتج البعض بكلمة انه لا يوجد نص في القانون يمنع، وهل كل شيء لا يمنعه القانون يكون صالحا للمجتمع؟ وهل هو نص من عند الله حتى يكون من المسكوت عنه؟ وهذه مقدمة لمناقشة هذه القضية، وسنطرح الأدلة لاحقا والله المستعان.

علي العبد الهادي
alial-abdulhady@hotmail.com
جريدة القبس الكويتية