أحلام الطفولة ( الاتجاه المعاكس )
قرأت موضوعاً طرحته أحدى الأخوات المبدعات وهي الفارسة عن أحلام الطفولة وما سطرته من جمال الذكريات
فبدأت بولادة الطفل وهو يبكي والذين حوله يضحكون ويهللون فرحاَ بقدومه وتَطَرَّقَت لمجريات الأحداث خلال رحلة العمر وما فيها من أحزان ومشاق منهم من وفق ومنهم من لم يوفق وهذه سنة الحياة ولم يبقى لها سوى ذكريات الطفولة الجميلة
وبما أنها ذَكَرَت الأخت أحلام جمال الطفولة وحلاوة ذكرياتها وكنت سأكتب لها رد ولكن رأيت أن يكون موضوعاً مستقلاً , أنا هنا سأذكر المرارة التي واجهها البعض في الطفولة وربما أنه مر عَلَيَّ جزء منها
حيث أننا لا نتذكر من طفولتنا غير القسوة والألم حيث كان مجتمعنا نظرته التربوية تعتمد على الشدة والقسوة التي تُوَّلِد لدى الشخص الخوف أنا طبعاً لا أقصد الوالدين بالقسوة ولكنها جزء من التربية في ذلك الوقت وأقصد في ذلك التربية التي يواجهها الطفل من مجتمعه عامة بما فيه الأسرة مثل (إن طلعت والله لعلم ابوك لاجأ, والله لقول لبوك إيلا جا انك تويدز بالدزليب ـ أي البئر لمن لا يعرفها ـ مما يضطر الطفل أن يذهب للقليب بغفلة أمه ليطل فيها وهذا أشد خطراً من أن يطل والأم موجودة ولكن مثل ما قلت هذه هي نظرتهم للتربية في ذلك الوقت ) حتى أصبح الأب شَرّ جاثم على بعض الأولاد وخاصة الأشقياء منهم حين قدومه فكان بعض الأولاد يكرهون وصول أبيهم وبعضهم ينام قبل مجيئه ( أو يتنيوم ) أي يتظاهر بالنوم خوفاً من والده وإذا كانت الأم شديدة وهي تعرف أن ابنها يتظاهر بالنوم تقول له وهو نائم وهي تعرف أنه يسمعها ( هَيِّنْ الصبح أوريك والله لعلم أبوك ) طبعاً مع اعتقادها أن هذه هي الطريقة المثلى للتربية أي عن حسن نية فيعش الطفل ليلةً لا يحسد عليها حيث أنه لا يعلم ما سيواجهه في الغد وإذا نجا من هذا العقاب وهذه حالة نادرة . ماذا سيواجه في المدرسة يا مسكين يا مسكين ؟؟
وفي المدرسة ماذا يواجهه هل هو النشيد الوطني 0( سارعي للمجد والعلياء ) ما كنا نعرفها أم الترحيب من المراقب لا هذي ولا تلك
أول كلمة يواجهها التلميذ هي ( وراك مصيف افتح ايدك ) ويحصل بعد الفطور الذي يتكون من البيض المقلي والبيض المسلوق والجبن السائل والمرتدلا والتست المحمص وكوب الحليب يعلم الله وش نوعه خله على الله ليس عيباً ولكن العيب هو أنه بعد الفطور أي كان نوعه ( الجود من الموجود ) يحصل على خمس إلى عشر ضربات في راحت اليد ولا تنسى الجو بارد يعني فيه نوعاً ما فائدة وهي أنها تدفأ اليدين ثم يذهب الطفل إلى فصله وقد اختلطت دموعه بتراب المدرسة وعند الفصل يواجه التلميذ بعد العلقة التي أكلها من المراقب التوبيخ الشديد من المدرس , ولا أعلم لماذا التلميذ المسكين هو الذي يجازونه هل هرب من المدرسة أم وصل متأخراً ؟ بل وصل متأخراً إذاً الذي يعاقب والده لأنه لم يوقظه مبكراً
بينما في المجتمعات الأخرى والمعاصرة للعنف الذي كان موجوداً عندنا يقولون بابا جه بابا جه من الفرحة بقدوم والدهم ولما تُذَكِّر بعض المدرسين السابقين عن القسوة التي يعاملون بها التلاميذ ماذا يكون جوابه يقول ( ولو وش ضركم به طلعتوا رجال) سبحان الله ولو ما كنتوا وش نبي نطلع أجل . حمير ؟
الله يكرم العمووووووووووم
الله يرحم أبو ماجد شاعر عنيزه الكبير حينما قال من قصيدة يوجهها إلى إبنه ماجد رحمهما الله جميعاً
والطق يوحش وينحش ********** خليته وأرخصت بلدي
طيرت بجنحان الغربة ********** مثل اللي بالرمي محدي
والقصيدة منها
إسمع يا مجد يا ولدي ********** ماودي تغر وعدي
إلى أن قال
حيث إن الوالد كد طقن ********** طقن عن حيلي وجهدي
عنده محجان للقربه ********** ووزان المحجان وتدي
والشاهد من هذه الأبيات قلوه رحمه الله
وهو طقه حب ظاهر ********** يحسب إن الطق يهدي
والطق يوحش وينحش ********** خليته وأرخصت بلدي
ألى آخر القصيدة
فأقول هنيئاً لك يالفارسة أحلام ذكريات طفولتك الجميلة والحلوة وحنا الله يخلف علينا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
19-02-2011, 05:41 PM
احلام الطفولة
العرض العادي
