الحمد لله ونصلي ونسلم على أشرف خلقه محمد ابن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد،،
إن للصلاة أهمية عظيمة فهي الفيصل بين الكفر والإسلام كما قال عليه الصلاة والسلام: { العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر }. لكن...العجيب أن تفشى بين الكثير من الناس ترك الصلاة والتهاون فى أدائها والإصرار على ذلك ولاحول ولاقوة إلا بالله..
أين نحن من هذه المرأة التى علمت عظمة هذه الشعيرة بل عظمة ذنب من تهاون بها حتى لو كان زوجها أو ولدها أو قريبها فاحترقت مشاعرها تشكو معاناتها وتستغيث بعد الله بمن يعينها..
أهمّها زوجٌ لايُبالي بالصلاة فجاءت منها هذه الرسالة وكتبت أستحلفك بالله أن تقرأ ما كتبت أو تدفعه لإمام المسجد... وهذا نص رسالتها:
( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أرفع بين أيديكم كلماتي هذه التي أولها أوصيكم ونفسي بتقوى الله فإن من اتقى الله احتسب الأجر في كل عمله، ومن اتقى الله احتسب الأجر في كل مكروب وفرج الله كربه له... وأسأل الله أن لا تكون هذه شكوى فإنني إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأسأله أن أكون من الصابرات ومن المحتسبات وأهل الابتلاء الذين يحبهم الله.. فإنني أعلم كما تعلمون أن { من أحبه الله ابتلاه } كما جاء في الحديث.. وأعلم كما تعلمون أن في الصبر على ما نكره خيراً كثيراً..
أنتم أيها المصلون الذين تستشعرون هذا الشعيرة العظيمة وتطمئنون بها وتستعينون بها على مصائب هذه الدنيا.. وتقرأون في قرآنكم يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين
وأنتم أيها الجيران الذين قال عنهم النبي عليه الصلاة والسلام: { خير الجيران عند الله خيرهم لجاره } كم رأيتكم وأنتم تخرجون من بيوتكم للصلاة ولا تعبئون بجاركم أصلى معكم أم لا.. ولا تبالون بتركه للصلاة حتى وإن قابلتموه أو جالستموه.. فتجاملونه وتسلمون عليه دون نصيحة أو وعظ أو تذكير... إنني أخبركم...
وللأسف أنني عانيت الكثير مع زوجي فوجهته ونصحته.. لكنه يغضب.. ولا يعبأ بما به.. فكم من صفعة على وجهي تلقيتها.. وكم مرة طردني ولجأت إلى جيراني.. وكل هذا بسبب نصيحتي له وتذكيري له بالصلاة.. فأخاف أن أسكت عن تركه للصلاة فيعمني الله بالعقاب معه.. وأخاف أن أنصحه وأذكره فيصب غضبه علي.. فكم توجهت له بالحكمة والرفق ولكنه جاف معي ولا يأخذ مني.. وغليظ في التعامل..
ولا أخفيكم أنني والله الذي لا إله إلا هو أخاف أن يُرسل علي الكلمة التي أكره ما تسمعها النساء.. كلمة الطلاق.. الشقاق والفراق.. الذي أجده آخر الحلول فيا لها من لحظة رهيبة حين تسمع المرأة طلاقها.. فبالله كم هدمت من بيوتٍ للمسلمين.. وكم فرقت بين الأقارب والمحبين.. ولذلك استشرت واستخرت أن تكونوا عوناً لي بعد الله.. و كلنا يؤمن بقوله عز وجل: وتعاونوا على البر والتقوى ولا أقول أن المصيبة أنني أم لأطفال.. وليس لي بعد الله إلا هذا الرجل فقد توفي والداي وأصبحت أسيرة فى بيته لا أملك حلاً ولا عقلاً لأُجابه حياتى مع هذا الرجل الذي يرى جمهور أهل العلم إنه إذا استمر على ذلك فقد كفر على ما أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام.. ألم نسمع الحديث { العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر } إن زوجي لا يصلي.. أقولها فتيقنوا ماذا تعني زوجي لا يصلي.. إذا لم تحرك هذه الكلمة مشاعركم وغيرتكم على هذا الدين فوالله لقد انطفأ نور الإيمان في قلوبكم التي لا تعي أن المسلم للمسلم كالجسد الواحد..
لقد تقطعت بي الأسباب وأُغلقت أمامي كل الأبواب ولم يبقى إلا باب الله الذي لا يخيب عباده.. فكيف لا تكونوا عوناً لي وأهلاً.. وكيف لا تكونوا معي ومصيبتنا واحدة.. زيارة له… أو مهاتفة معه… أو مراسلته وأمثاله المساكين… فإن من أخلص لله فلن يخيب الله عمله..
كم حاولت أن أخفف عن نفسي حرارة أحزاني.. بلا إله إلا الله.. وبحسبنا الله ونعم الوكيل.. وأدعوا الله وأنا على يقين أن الله إذا حجب عني شيئاً مما أريده فإنما يحجبه لحكمة فهو أحكم الحاكمين..
إنني لم أنادي بالحرية ولا بالخروج عن الحياء.. أليس إذا خرجت متبرجة سافرة تحركت في قلوبكم الغيرة لردعي.. فكيف لا تتحرك هذه الغيرة على جاركم.. بل الغيرة لأعظم شعيرة في دينكم.. الصلاة فمن تركها فقد كفر.. ألا تسمعون.. فقد كفر!!
أين الولاء لهذا الدين ألا تتفقدوا جيرانكم ألا تدركون أن صلاحهم صلاحكم.. ومصابهم مصابكم..
أيأستم من الدعوة.. فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.. وأنت أيها الإمام.. إمام المسجد.. الذي والله نعقد بك الآمال بعد الله.. فكم كلمة خرجت من فمك تحذر من ترك الصلاة.. وكم مرة سمعتك تردد أن تارك الصلاة محارب لمنهج الله.. تارك الصلاة لا يُآكل ولا يُشارب ولا يُجالس ولا يُؤتمن ولا يُصدق ولا يُغسل إذا مات.. ولا يُقبر في مقابر المسلمين.. نعم كل هذا ولا تخاف على رعاياك.. نعم وإننا والله رعيتك بالتوجيه وبالحرص على ديننا.. ولا أريد أن أذكرك بالحديث { ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة }.
إني لا أطلب مالاً ولا عطفاً بتحريك الرؤوس.. ولكني أطلب العون منكم والهمة بكم.. وألا تكونوا من أهل التجاهل والغفلة واللامبالاة بالآخرين..
فجاركم يشكوا للرحمن خذلان النصوح *** والكل في دنياه يغدو ويروح
أيها الخيرون.. أيها الفضلاء لا تلوموني بالشكوى وطلب الإغاثة.. ألا تشاركوني في حب النبي وحب حديثه عليه الصلاة والسلام: { فاظفر بذات الدين تربت يداك }.. إنني والله أحتسب تطبيقها عند الله.. ألا تعينوني بأن تكون كل واحدة ذات دين في بيتها ومع زوجها وبين جاراتها.. ولا يخفيكم أن الشيطان يلازمني..
كيف لا.. وأنا وحيدة مكسورة أطرق باب الله وأرى بجميل الظن ما يصنعه الله لنا ولديننا.. وأنا على يقين أن الله يدبر خيراً لهذا الدين.. وأن العاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين ).
هذه رسالة من امرأة.. فأين الرجال.. أين الرجال الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة..
أين الرجال الذين يحبون أن يتطهروا.. يتطهروا مما يُسخط الله.. يتطهروا مما يُغضب الله.. أين أولئك الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا.. اللهم أصلح أحوالنا والمسلمين في كل مكان.
نقلته لكم من جامع العز بن عبد السلام