ماكان لله دام واتصل
- روي مسلم في صحيحة أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم قال : قال الله تعالي :
( من عمل عملاً وأشرك فيه غيري تركته وشركه )
- إن ما حملني علي أن أكتب في هذا الموضوع تحديداً هو تلك الشعارات التي يرفعها كثير من أبناء الحركة الإسلامية .. نريد الطبيب المسلم .. نريد المهندس المسلم .. المدرس المسلم – الضابط المسلم - ..... الخ
- والصحيح والحقيقي أن نقول نريد المسلم المهندس.. المسلم الطبيب , فكثير بل كثيراً جدا ً مهندسون مسلمون .. وأطباء مسلمون ، ولكن شتان بين هؤلاء وبين من جعلوا الإخلاص عنوانا ً لأعمالهم .. فشتان بينهم وبين من جعلوا الله عز وجل قبلتهم في كل حركة لهم وسكنه .. هؤلاء الذين نريدهم .. المخلص المهندس ، المخلص الطبيب ، المخلص المعلم .. المخلص الداعية .
- هؤلاء يقول عنهم الحسن - رحمه الله - رحم الله عبدا ً وقف عند همه .. فإن كان لله مضي .. وإن كان لغيره تأخر .
- اغتربت عن بلدك لماذا ؟
- تعلمت العلم لماذا ؟
- تصلي لماذا ؟
- تصوم لماذا ؟
- تكرم الناس ليعاملوك معاملة حسنة .. أم تكرمهم لله لأنك تحبه سبحانه .
- أعفيت لحيتك توقيرا ً لشخصك .. أم لأنها سنة النبي - صلي الله عليه وسلم - .
- تدفع ما عليك ليقول عنك الناس محترم أم لترضي ربك .
- تحج وتعتمر رياء وفسحة وتغيير جو .. أم لتستغفر ربك هناك .
- لو كان في هذه الأعمال شيئا ً ولو بسيطا ً من حظ النفس لا يقبله الله تعالي لقوله :
( من عمل عملاً وأشرك فيه غيري تركته وشركه )
- فالله أيها الأخوة غني .. عزيز .. يغار .. لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له وابتغي به وجهه .
- مشكلتنا الكبيرة أن أكثر أعمالنا لا يبتغي بها وجه الله سبحانه .
- تزوجت بالبنت الفلانية لأنها تعجبك وتحبها .. ولا تتزوج ليعفك الله ويسترك .
- تكرم الناس ليكرموك .. ليس لأجل أن يكرمك الله .
- تطلب ود احدهم لله ام لدنيا انتبه
- تؤدي الحقوق ليقال عنك أمين .. ليس لأنه أمر الله سبحانه .. هذه هي الحقيقة ولا تغضب .
- فقف مع نفسك وقفه جادة.. وجاهد بأن تحقق الإخلاص .
- جرد النية لله .. اجعل الله قبلتك في كل أعمالك يقبل عملك .
- ومتى انحرفت عن القبلة فسيطرح عملك في وجهك ولا يقبله الله منك .
وقفة مع المخلصين عسانا أن نقتدي بهم
- يقول محمد بن واسع: إن الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه في لحافه لا تعلم به .
- وقال سفيان بن عيينة : أصابتني ذات يوم رقة فبكيت فقلت في نفسي : لو كان معنا بعض أصحابنا لرقوا معي .. ثم نمت فأتاني آت فرفسني وقال يا سفيان خذ أجرك ممن أحببت أن يراك .
- يقول ابن الجوزي : اشتهر ابن ادهم في بلده فقيل هو في البستان الفلاني .. فدخل الناس يطوفون يقولون أين إبراهيم ابن ادهم .. فجعل يطوف معهم ويقول أين إبراهيم بن ادهم .
- وما صاحب النقب منكم ببعيد .. ذلك الذي كان سببا ً في فتح الحصن وانتصار المسلمين ونيلهم الغنائم .. فإذا بأمير القوم يقسم أن يأتيه من فعل هذا الصنيع الطيب المبارك .. أو يأتي من يعرفه .. فلما كان بالليل وكانت الليلة ممطرة أتاه رجل وقد جعل اللثام علي وجهه وقال : أنا أدلك عليه بشروط ثلاثة :
- أولا : ألا تسأله عن اسمه .
- ثانياً : ألا تأمر له بعطاء .
- ثالثاً : ألا يدون في سجل ولا يرفع أمره إلي أمير المؤمنين عمر .
- فقال أمير الجيش قبلت الشروط .. من هو ؟
- قال أنا ثم انصرف ولا يعلمه أحد إلا الله .
- بأمثال هؤلاء انتصر المسلمون .
- بأمثال هؤلاء حلت البركة وعمت .
- هؤلاء وأمثالهم هم الذين نريدهم ونفتخر ونشرف بهم .. المخلص المهندس .. المخلص الطبيب .. المخلص المعلم .
- آخي إن الأمة تنتصر وتنصر بالمخلصين فيها .
- أخي الكريم : ما كان لله دام واتصل .. وما كان لغير الله انقطع وانفصل ، وما لا يكون بغير الله لا يكون .. وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم .
- إخوتاه : لا يقبل الله عملا ً أشرك العبد فيه غير الله .. فخلوا أنفسكم إلي الله .. واستعينوا بالله .. وجاهدوا لتحقيق ذلك الآمر .
( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )