السلام عليكم ورحمة الله وبراكاته.
ها قد حل علينا شهر كريم ومبارك أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، شهر الخيرات والنفحات والبركات.
اننا في أول الشهر نستقبله وقلوبنا مبتهجة وسعيدة ، شاكرين المولى عز وجل الذي أمد في أعمارنا لنتزود ونستثمر ، نستقبل الشهر وقد فقدنا أحبابا أو أقارب أو جيران لنا ، فهناك من كان ملازما لنا في المسجد وقد فارق الدنيا وغادر الى الدار الآخرة.
كيف نريد أن نكون في هذا الشهر ؟
من شأن أي عاقل أن يخطط في مشارعه الدنيوية وفي نشاطاته .وهذا مطلوب لأن التخطيط بوابة للنجاح. قل لي بربك أخي أخيتي هل خططت للشهر ؟
هل رسمت برنامجا للعمل والمحاسبة ؟
هل عزمت على الصيام واشتعلت رغبتك لتتغير في هذا الشهر أم أن الهم الأكبر التنافس على الأطباق والمأكولات ؟
لابد لنا أن ننتقل انتقالا نوعيا في الشهر لنتزكى ونتربى على منظومة من القيم والسلوكات الربانية ، ولتعيش أرواحنا في العالم العلوي بالتقرب الى الله والاكثار من الطاعات حتى لا نعيش الحرمان الذي يلازم البعض ممن جعلوا الشهر فرصة للأكل والجلوس أمام الفضائيات زاعمين أنهم يقتلون الوقت ويتسلون .
قد يكون آخر رمضان لك هذه السنة ألا شمرت وقررت أن تكون عبدا لله مخبتا ومنيبا وقريب غير بعيد.
طوبى لمن خطط للشهر ووضع برنامجا عمليا ليعيش في ساحة الله .
يا من حرمت نفسك قراءة القرآن وذكر الله وقيام الليل والاعتكاف جاءت الفرصة لتجدد العهد مع الله ولتترك العادات والطباع السيئة التي عشت لها أسيرا وطيعا.
ألم يقل الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام لو تعلم أمتي ما في رمضان لتمنت آيام السنة كلها رمضان.
الى أين نحن سائرون؟
هيا لنعاهد الله على صوم الجوارح لنكف ألسنتا عن الغيبة ، انها فاكهة المجالس، ولنترك اللغو وتبديد الأوقات في الشوارع والأسواق، لنغض أبصارنا ونصون أسماعنا ونكف أيدينا ونحمي سائر جوارحنا حتى نكون في حمى الله عزوجل.
سيمر اليوم الأول وليقف كل مسلم ومسلمة محاسبا لنفسه قبل أن ينام ماذا حققت اليوم ؟، أنظر الى رصيدك؟ حاسب نفسك ولا تترك الفرصة تضيع.
اللهم وفقنا للصيام والقيام وكن سندا للمسلمين المظطهدين في سائر بلاد المسلمين ، وانصر اخواننا الفلسطنيين على اليهود الماكرين. آمين يا رب.