بسم الله الرحمن الرحيم
الــــــــــــــــــــروح النفــــــــــــــــــــــــس الجســـــــــــــــــــــــــــــــــد
- , تعوذ بالله من ابليس و توكل على الله ,
- هذا الموضوع اكبر بكثير مما يتصور عقلك , لذا لا تحاول ان تستنتج شيء من عندك , وكل ما عليك فعله اتباع القران والسنة , و ما احلى كلمة "الله اعلم "
- لست بعالم .. انما انا بشر اصيب واخطيء , ارجو ان تصححني اذا اخطأت !!
=============================
اهلا وسهلا باخواننا
للمشاركة في الموضوع اجب على احد الاسئلة التالية .. او جميعها او لا تجيب ,,, :
مما يتركب الانسان ؟ وهل فعلا يتكون الكيان الإنساني من الروح والجسد فقط ؟
ماهو الموت ؟ وماهي اصلا الحياة ؟؟ وهل تلتقي ارواح الاموات والاحياء ؟؟
ماهي الروح ؟ ومما تتركب ؟ وكيف نحسها ؟ واين نجدها ؟؟
ما هو الجسد حقيقة ؟ وما دخله في الروح ؟؟
ماهي النفس ؟وهل ترى في عالمنا هذا ؟ واين هي اصلا ؟؟
هل انا هو نفسي .. وهل نفسي هو انا .. ومن انا ؟؟ ومن نفسي ؟؟
لماذا "أنـا" اخطر من الشيطان ؟؟؟ وهل المعادلة (النفس = الخطر الاعظم ) اصلا صحيحة ؟
هل تفنى الروح ؟ وهل تفنى النفس ؟ ولماذا يفنى الجسد ؟؟
ماهو العقل ؟ وما علاقته بالدماغ ؟واين يوجد العقل اصلا ؟؟
ماهي العاطفة ؟ واين مكانها ؟وما علاقتها بالعقل ؟؟
الانسان .... ذلك المخلوق العجيب !!
اليك المعادلة التالية :
روح + جسد = إنسان
ما رأيك ؟؟
هل تعتقد انها صحيحة ؟؟ ام تعتقد انها ناقصة ؟؟
اولا يجب ان نعرف ماهي الروح ,,,
* ماهي الروح ؟ ومما تتركب ؟ وكيف نحسها ؟ واين نجدها ؟؟ :
قال الله تعالى في سورة الإسراء 85 { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمرِ ربي وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً }
الروح ... احتارو فيها العلماء والفلاسفة والخبراء ....... وحتى علماء المسلمين ,,,
لم يجدو لها لوناً ولا رائحة ولا شكلاً , ووقفوا عاجزين تماما عن إدراكها
قال الإمام حامد الغزالي رحمه الله في كتابه الإحياء الروح هي " جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسماني ، فينشر بواسطة العروق الضوارب إلى سائر أجزاء البدن ، وجريانه في البدن ، وفيضان أنوار الحياة والحس والبصر والسمع والشم منها على أعضائها ، يضاهي فيضان النور من السراج الذي يدار في زوايا البيت ، فإنه لا ينتهي إلى جزء من البيت إلاَّ ويستنير به ، والحياة مثالها النور الحاصل في الحيطان ، والروح مثالها السراج ، وسريان الروح وحركته في الباطن ، مثال حركة السراج في جوانب البيت بتحريك محركه ، والأطباء إذا أطلقوا لفظ الروح أرادوا به هذا المعنى . ثم قال أيضا : هو اللطيفة العالمة المدركة من الإنسان
وقال ابن سينا : إن الروح تمنح الجسد المادي ، بواسطة النفس كل ما يتخيل ويفكر ويذكر .
و قال الإمام فخر الدين الرازي رحمـه الله : إذا دخلت الروح الجسد سمي نفساً , وبها تحسُ النفسُ وتشعرُ وتبصرُ وتسمعُ وتشمُ وتذوقُ
لاحظ التوافق بين الغزالي وابن سينا والرازي ,,,
و ليس للروح كيفية خاصة تتصف بها , بل هي من المحسوسات وليست من الملموسات ، وما نراه من أرواحٍ في منامنا ، كأرواحِ الآباء فإننا نتخيلُها حسب تصورنا المادي الملموس ( لماذا ؟؟ )
لاننا مادة لا ندرك الاَّ المادة الملموسة , وكل ما لا سبيل لرؤيته وإدراكهو نحس به ونؤمن بوجوده , نقول عنه شيءمثالي أو حِسِّي أو شعوري , والحس والشعور لا يدركان في الأبصـار لكونهما من عالم المثال والمعاني ,,,
خلاصة القول ان الروح أن علمها عند الله سبحانه ، ولا أحد يعلمها غيره , و أن علم الإنسان قاصر عن إدراك المعنى الحقيقي للروح ، ولا يمنع أنْ يَعْلَمَهُ الإنسانُ إذا شاء الله له ذلك , وقد علمنا سبحانه ما نحتاج إليه من علم الروح
وهي معجزة ... ولا نعلم عن ماهيتها شيئا حتى يومنا هذا , وكل مالدينا من معلومات عنها انها :
مجهولة الكينونة , موجودة في جميع ما يطلق عليه بـ "حي" , لاتتجزء ولا تتبعض انما تتمدد في كل اجزاء الكائن الحي .. لدرجة انه كل خليه حية .. فيها هذه الروح ,,, (مكان الروح !!! )
هذه بعض الملاحظات التي قد قرأتها منذ زمن بعيد ... أين كيف متى ؟؟؟ لا اعرف ... نسيت ,,
- قد قرأت في احد الكتب الغربية لا يسعفني تذكر اسمه او اسم كتابه انه اثبت بعلمه الوضيع المتواضع ان الروح طاقة !! وكلامه طبعا خطأ ,,,, ويقول البرت انشتاين ان الطاقة = مادة !! ولا اعلم هل هذه الاخرى صحيحة ام لا ... وكل عالم في فلكه يسبح ... أي في النهاية ان الروح = مادة !!! وهذه مستحيلة طبعا ,,,, لا تصدقها لا بالمنطق ولا بالدين لانه لو الروح طاقة ... فلكان بامكان هؤلاء العلماء قياسها بالة او الشعور بها او حتى تحديد مكانها .
- هذا احد الفلاسفة تعلم كل ما يخطر ببالك .... حتى وصل الى الذرة والروح ... فعجز عن تحديد مكان الروح !! توقف علمه هنا ,,,
- وهذا عالم اخر لا يعرف مصدر الاحاسيس كالحب والكراهية ووو ....
ونحن كمسلمين نعرف ان مركزها القلب ,,
- جملة "حفظها عن ظهر قلب" كانت خاطئة حتى وقت قريب ... بعد ان اكتشف احد الغربيين وجود عقل في القلب على حد قوله !!
هذا والله اعلم ,,,
* ماهو الموت ؟ وماهي اصلا الحياة ؟؟ وهل تلتقي ارواح الاموات والاحياء ؟؟
علمت ان الروح اذا دخلت الجسد , اصبح بما يسمى (الحياة) , ومن هنا نستطيع تعريف الموت وهو مفارقة الروح للجسد .
ويجب ان تعلم ان الموت مخلوق , والحياة ايضا مخلوق !!
* كل موت وفاة وليست كل وفاة موتاً. (كيف ذلك ؟؟)
* يقول تعالى (الله يتوفّى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمّى) فالموت شيء والوفاة شيء آخر (وضح اكثر !!)
* الوفاة قد تكون موتاً وقد لا تكون. وفي الآية السابقة وردت حالتان للوفاة (حين موتها) و (التي لم تمت في منامها) فالنوم إذن وفاة وليس موتاً مع أنه يُسمى الموتة الصغرى لأن فيه شِقّ موت. ملك الموت يقبض الروح بعد هذا فيه وفاة الروح نفسها أي خروجها من الجسد
* الوفاة قبل الموت هي النوم والوفاة ساعة الموت هي بعد قبض الملك للروح
* احب اشير الى ان الموت ليس القتل !! الموت خروج الروح من الجسد بعد ان ادت مهمتها في هذا البدن وبعد أن بقيت فيه المدة التي شاءها الله تعالى , اما القتل هو عندما يُهدم الجسد أو الوعاء الذي يحتوي الروح فيصبح هذا الجسد غير صالح لاستيعاب الروح فتخرج الروح من هذا الجسد لفساده , الموت والقتل بامر ربي سبحانه .
* نستنتج ان الروح في المنام تخرج من الجسد وتصعد ... ولكن لا تنفصل من الجسد انفصال تام !! ... وتكون متوفاه عند الله , فيرسلها الله للجسد عند الصحو , ويمسك الله ارواح الاموات (أي لا يرجعها الى جسدها) .
* وكما ذكر ابن القيم في كتابه ان الارواح تتلاقى في المنام , أي ان روحك تلتقي بارواح الموتى , فاذا شاهدت منام انك قابلت احد هؤلاء الموتى , فان روحك قابلت ارواحهم فعلا !!! (هل هذا معقول ؟؟!!)
ذكر في كتاب "الروح لابن القيم" مايلي :
" قال تعالى :﴿ الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾. عن ابن عباس في تفسير الآية : بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فيتساءلون بينهم ، فيمسك الله أرواح الموتى ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها. وقد دل على التقاء أرواح الأحياء والأموات أن الحي يرى الميت في منامه فيستخبره ، ويخبره الميت بما لا يعلمه الحي ، فيصادف خبره كما أخبر في الماضي والمستقبل.
وفي هذا حكايات متواترة.
وهذا الأمر لا ينكره إلا من هو أجهل الناس بالأرواح وأحكامها وشأنها. "
خلق الله تعالى الخلق في أربع أنواع: خلق آدم بدون أب ولا أم، وخلق حوّاء من ضلعه أي من ذكر بلا أنثى، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر، وخلق بني آدم جميعاً ومنهم الرسول صلى الله عليه وسلم من ذكر وأنثى.وهذا ان دل فانما يدل على قدرته سبحانه , وسعت كل شي ,,
* ما هو الجسد حقيقة ؟ وما دخله في الروح ؟؟
الجسد كما نعرف هو تلك الالة التي تسكنها الروح , فهي متعلقة به , وموجودة في كل جزء حي من اجزائه , ومقيدة بقدراته ,,,
لم تفهم ؟؟ انا اعطيك مثال :
تخيل لو انه بامكانك ان تطير بجسدك بسرعة 1000 كم في الساعة , وركبت سيارة , وسرعة السيارة 200 كم في الساعة , فهل تستطيع بهذه السيارة ان تسير بسرعة 1000 كم في الساعة ؟
طبعا لا .. لانك انت مقيد بقدرات هذه السيارة , ولكن يوجد حل لكي تصبح سيرك 1000 كم في الساعة ,,, وهي ان تخرج من هذه السيارة !
تخيل ان الروح هي انت , وتخيل ان الجسد هي السيارة ..
فالروح ساكنة الجسد ومقيدة بقدرات هذا الجسد , هل فهمت ؟؟
الان فكر مالذي سوف ينتج من هذه المعادلة :
الروح + الجسد = ؟؟؟؟؟
ماهي النفس ؟وهل ترى في عالمنا هذا ؟ واين هي اصلا ؟؟
عرفنا ان الروح تتعلق بالجسد وتعطيه الخاصية الحياتية , ونسمع كثيرا عن "النفس" .
انا شخصيا كنت اعتقد ان النفس = الروح , أي انه نفسي هي روحي .
فهل هذا صحيح ؟
النفس هـي أثر من آثار الروح ، والروح هي التي تمنح النفس القوة لأداء خواصها , بأمر الله تعالى
،كما عرفها الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله : إذا دخلت الروح الجسد سمي نفساً , وبها تحس النفس وتشعر وتبصر وتسمع وتشم وتذوق
تستطيع ان تقول : روح + جسد = نفس
ذكر في اكثر من موضوع قرأته ان النفس هي مرحلة الإنسان السوّي والإنسان مدرك عاقل بالغ إذن النفس هي تعلق الروح بالإنسان السوّي. فالنفس هي روح وجسد بدليل أن الروح عندما تصعد يصبح الجسد جثة. وهذه النفس هي التي عليها كل التكاليف الشرعية بعكس مرحلة الأجنة فالجنين ليس عليه تكليف لأنه لا إدراك عنده.
أن الروح عندما تدخل الجسد ينتج عنها النفس التي هي الأحاسيس والتفاعلات الروح مع الجسد ثم إن هذه النفس إما تُقتل (ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق) أو تموت (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً) أو يتوفّاها الله تعالى (الله يتوفّى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها)
خلاصة القول ان النفس هي الروح المتعلقة بالجسد و التي عليها التكاليف الشرعية , وهي الاحاسيس والانفعالات مثل الغضب والفرح والحب والكره و...... فهي النفس ذاتها , مع العلم ان النفس لا تنفصل عن الروح , ولكنها تتحد بها ، وتصبح مع الروح شيئاً واحداً , ولكن في الأصل هي غير الروح
ويقال ان النفس جسد معنوي , أي شيء معنوي غير محسوس (معنوي هو شيء له معنى ومدلول مثل النظر , هل تستطيع ان تصف لي شكل النظر في الواقع ؟؟ نعرف ان اداة العين هي التي تنظر , والعين محسوسة , ولكن النظر شيء معنوي ),
والكيان الإنساني (النفس) هو القوة المدركة ، وهو القوة التي تشعر بالألم واللذّة والخوف والسرور والحزن، وهو القوة الناطقة . وما الجسم إلاّ آلة لتنفيذ مآرب النفس، كما يقول الفلاسفة الاسلاميون، وليست الأجهزة الحسّية والدماغ إلاّ أدوات يستخدمها الإنسان (الكيان الروحي) لفهم العالم المادي والتعامل معه .
يجب ان ندرك أن كل الأمراض التي تصيب الإنسان , أمر يتعلق بالنفس قبل الجسد , و أن الإحساس و الشعور بالأذى أو الألم آمر متعلق بالنفس أولا قبل الجسد , و التقدير في معدل تحمل الألم عند الإنسان يتناسب تناسباً طردياً مع معدل إرادة التحمل لدى هذا الإنسان , ( أي أن تحملك للألم ينقص اذا أردت ان تتحمل الالم .. وان تحملك للالم يزيد اذا لم ترد ان تتحمل هذا الألم ), و يتناسب معدل إرادة التحمل تناسباً عكسياً مع مقدار الشعور بالألم (أي انك اذا شعرت بالألم ... تبدأ إرادتك بتحمله في نقصان ) , و يمكن التحكم في هذه المعادلة من الإنسان ألي أن يصل حالة من انعدام الإحساس بالألم , و من الشواهد على ذلك , مراحل التحمل التي يصل أليها ممارسي اليوغا و المتصوفين الذين باستمرار التدريبات يصلون إلى مراحل ينعدم فيها إحساسهم بالنار و البرودة الشديدة . (هل سبق وان شاهدت بعضهم لا تؤثر فيه النار وتقول في نفسك ... هه ساحر كذاب ؟؟ )
* الفرق بين الروح والنفس وما حقيقة النفس :
بحثت كثيرا في هذه المسئلة , فوجدت مصادر كثيرة تتكلم في هذا الموضوع واليك بعض المقتطفات عن هذه المسئلة :
- هناك اختلاف وصف الخلق و تركيب عناصر الانسان بين الروح و النفس , حيث قال تعالى { * ثم سواه و نفخ فيه من روحه و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة قليلا ما تشكرون * } , بينما ذكر في خلق النفس , قوله تعالى {* و نفس و ما سواها * فألهمها فجورها و تقواها * } , و هناك فرق بين النفخ و التسوية ,
- ان الروح تقبض بواسطة الملك الموكل بذلك عند وفاة النفس , و موت الجسد (( و ذلك حسب النصوص الصحيحة الــــــواردة في هذا الشأن )) , بينما النفس تكون رهينة للقبر , لتنال العذاب او الثواب داخل القبر , حتى ساعة حساب العالمين , (النفس تتعذب بينما الروح لا تتعذب !!؟؟ )
لا يوجد ما يدل على ان الروح تنال العذاب , بينما العذاب للنفس , و نفترض ان الروح التي هي نفخة من المولى عز و جل لا مجال لتعذيبها فهي منه و ستعود أليه
- هناك من العلماء من اتفق مع هذه الطريقة التحليلية فقالت طائفة (( و هم آهل الأثر ان الروح غير النفس , و النفس غير الروح , و قوام النفس بالروح , و النفس صورة العبد و الهوى و الشهوة و البلاء معجون فيها و لا عدو أعدي لأبن آدم من نفسه فالنفس لا تريد آلا الدنيا و لا تحب آلا إياها و الروح تدعو ألي الآخرة و تؤثرها , و جعل الهوى تبعاً للنفس و الشيطان نتبع النفس و الهوى و الملك مع العقل مع الروح و الله تعالى يمدهما بإلهامه و توفيقه ))
- أوقف أمر البحث عن الروح , لقوله تعالى* و يسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربي و ما اوتيتم من العلم الا قليلا * بينما فتح باب البحث عن النفس و في النفس , لقوله تعالى {و في انفسكم افلا تبصرون }
- قال تعالى ( وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ) لما خلق الله الارواح كلها قبل خلق الأجساد وهي مرحلة الروح بلا جسد اشهدها على انفسها وفي هذه المرحلة لا إدراك فالنفس هي تعلق الروح بالإنسان السوّي .
ومن هنا ... نستنتج ان الانسان متركب (من الناحية الماهية ) من ثلاث وهي :
1- الروح
2- النفس
3- الجسد
الاثر الروحي يسيطر على الاثر النفسي والاثر الجسدي
الاثر النفسي يسيطر على الاثر الجسدي فقط
اما الاثر الجسدي مقتصر على الجسد ,
فالنفس محصورة بين الروح والجسد , فاذا انغمست النفس في حاجات الروح (عبادة الله ) , ارتفعت وسمت , اما اذا انغمست في حاجات الجسد (اتباع الشهوات المحرمة ) , انحطت وهبطت .
لذا , فان النفس الارادة التي تتحكم في الجسد والذي يمثل الة النفس , فمثلا عندما تريد النفس ان تحرك اليد .. فان الجسد ينفذ هذا الامر (الامر = الارادة)
يقول احدهم ( وانا اؤيده وبشدة في عدة نقاط ) :
" النوم هو الميته الصغرى ... لأن النفس عند النوم تعجز أن تتحكم باالجسد مهما أرادة ذلك.
لأن الجسد يكون في حالة إرهاق يحتاج إلى أن ينفك من مطالب النفس التي تظنيه وتنهكه فيأبى أن يطيعها ويستسلم للنوم وحركات النائم ليست إلا أثار لمطلب نفسيه لازالت تسكن عقل النائم "
ويضيف :
"الأحلام فهيَ تراها النفس نتيجة لبقايا صور وأحاسيس عاشتها من خلال هذا الجسد الذي لم تعد قادره على السيطرة عليه والالتقاء به.
فتلتقي بالروح التي تسكن الجسد وتحاول أن تحرك الجسد من خلال الروح ... لأن الروح تحرك العضلات اللاإراديه في الجسم والتي تبقي الجسم على قيد الحياة مثل القلب
وعند إلتقاء النفس مع الروح تحاول أن تشعر من خلالها كما كانت تفعل مع الجسد فتأتي الأحلام ..وقد تكون في بعض ألأحيان صادقه فإذا كانت صادقه فهي من الله لأن الروح من عند الله وتلتقي مع النفس عند النوم وإذا كانت كوابيس أو أحلام جنسيه فهي نتيجة لمحاولات النفس في ألاتصال بالجسد لشيء تريده منه."
وتكلم عن الموت ويقول ان وقت النوم تموت النفس لعدم قدرتها في التحكم بالجسد المرهق , اما الموت الفعلي ينتج من عدم إستجابة الجسم لمطالب النفس بسبب مفارقة الروح الجسد مما يؤدي إلى موت النفس وفناء الجسم كلياً.
انتهى كلامه ,,,
رؤيتي العامة انني أؤيده في بعض النقاط ,, ولكن هل صحيح ان الروح هي التي تتحكم بالعضلات اللارادية ؟؟
وهل صحيح انه عندما تلتقي النفس مع الروح تأتي الاحلام ؟؟ فكيف تلتقي النفس بالروح وهي اصلا ملتصقة ومرتبطة بها ؟؟ هل كان يقصد ان النفس تميل الى الروحية مرة وتميل الى الجسدية مرة ؟؟
وما معنى "تتوفى النفس " في المنام او في الممات ؟
من ناحيتي شخصيا ... اجد التباس بعض الشيء ...ولم اسمع من الكاتب ادلة شرعية او منطقية على قوله ,,,
هذا والله اعلم ,,,
في عام 1985 في مؤتمر طبي في القاهرة شاهدو الحيوانات المنوية التي يمكن أن تُلقّح البويضة تطوف حول البويضة 7 مرات عكس عقارب الساعة حتى الإلكترونات تدور عكس عقارب الساعة 7 مرات وهذه العملية تماماً كاطواف حول الكعبة وهذا يدل على أن كل شيء سيُخلق يُعلن التوحيد قبل خلقه
* هل انا هو نفسي .. وهل نفسي هو انا .. ومن انا ومن نفسي ؟؟
في الحقيقة انني انا هو نفسه نفسي .... وان الـ "نفسي" هي نفسها الـ "انا"
أي اذا اراد الشخص حقيقته هو ... فليقول "نفسي " اشارة اليه هو حقيقة !!
يعني انت تنسب الى كيانك الروحي (النفس) وليس كيانك الجسدي !!
والدليل انك تقول يدي ... عقلي .... رجلي .... رأسي .... يعني بالعربي الفصيح هذه اعضاء (الات) مساعدة لا تعبر عن ذاتك تستخدمها لفهم عالمك المحسوس فقط .. وبتكون شاهدة عليك يوم القيامة اذا اسأت استخدامها فيما حرم الله ,,,
* لحظة تفكر :
فكر كيف يكون حالنا بعد الممات بانفس بلا اجساد !! هل يصبح بصرنا "بصيرة" ؟؟ وهل سيصبح تفكيرنا منطقيا بدون الدماغ ؟؟ وهل يصبح احاسيسنا وشعورنا كما لو كان لدينا اجساد ؟
فكر كيف نتنقل وكيف نرى العالم المادي .... لا نستطيع التخاطب معه ولكن نستطيع الاحساس بوجوده !!
سوف تموت عاجلا ام اجلا فتدبر كيف تكون بلا جسد ؟؟ كيف تكون بلا عقل او يد او أي عضو ؟؟
هل تعتقد انك تتنفس ؟؟ هل تعتقد انك تحس ؟؟ اما منعم واما معذب .... ماذا عن فترة موتك اين وكيف تقضيها حتى يوم القيامة !!
انظر في نفسك الان ... تحسس نفسك اين هي ؟ وتحسس روحك اين هي ؟؟ انظر الى هذه الاداة التي تسمى بـ "جسد" ... حرك اعضائك وتفكر كيف اتتك الارادة في التحريك ؟؟ وكيف امرت نفسك اداة الدماغ لكي يأمر الاصابع بالتحرك ؟؟
لا احد يعلم ....الا الذي فطر السموات والارض ... فسبحانك ربي ما أعظمك ,,,
* النفس = الخطر :
للنفس أنواع وهي :
1 نفس مطمئنة : وهي أرقى الأنواع لأنها مطمئنة بذكر الله وعبادته وتكون مطمئنة في الآخرة (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) سورة الفجر.
2 نفس لوّامة : وهي التي تلوم نفسها دائماً على الذنوب والتقصير وكأن هذه النفس تقوم بعمل الرقيب والمحاسب على الأعمال والأقوال والأفعال وقد أقسم بها تعالى في القرآن الكريم (ولا أقسم بالنفس اللوامة) سورة القيامة.
3 النفس الأمارة بالسوء : وهي من أسوأ الأنفس لأنها تأمر صاحبها بارتكاب الذنوب والمعاصي دون تورع أو خشية من الله بل على العكس تزيّن هذه النفس المعصية لصاحبها حتى يقع فيها
ويظهر ان النفس المطمئنة هي نفس المؤمن بعد الممات لانه سبحانه قال "ارجعي الى ربك راضية مرضية"
واما النفس اللوامة هي نفس المؤمن في الحياة .... هذا والله اعلم ,,,,
* ابليس .... ذلك المريض نفسيا :
البعض قد يصرفون اهتماماتهم ويولون عنايتهم لعقولهم فيزودون عقولهم بالمعلومات والافكار وبعض الناس يخدمون اجسامهم فيقدمون الطعام والشراب واللذات والراحة لاجسامهم ولكن كثيراً من الناس يتساهلون مع انفسهم بالرغم من انه اذا كانت النفس مريضة فانها تستخدم العقل استخداماً سيئاً يؤدي بالجسد الى الهلكة (ماذا ؟؟؟)
لو راجعنا التاريخ ونظرنا الى الواقع المعاصر لوجدنا ان اشخاصاً لديهم القدرة الكبيرة في الجانب العلمي والعقلي وعقولهم كبيرة والمعلومات التي تختزنها وتمتكلها عقولهم واسعة جدا ولكنهم في اسفل درك من الشقاء والانحطاط وابرز مثال على ذلك هو « ابليس » فهل كان انحطاطه وشقاؤه لقلة علمه ؟
كلا .......
لم يكن ابليس منحط بسبب قلة علمه وقلة معلوماته ... بالعكس فهو في هذا الجانب كان متفوقاً وكان عالماً كبيراً يعلم اشياء لا نعلمها نحن ولم نطلع عليها وبعض الامثلة على علمه الكبير انه لما خلق الله ادم ... كان خائف .. وكان يعرف ان ادم خلق لامر ما ... ولما اكتشف انه اجوف .. اطمأن قلبه .. وعرف ان لديه ما يسمى بـ "شهوة" فكيف عرف بالـ "شهوة " ؟؟
قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين مقتله كان التكبر ، والتكبر حالة نفسية وليست عقلية لذلك لم يستطع ان يستفيد من علمه وعقله وكثير من الذين انحرفوا وكثير من الذين شقوا ، المشكلة التي كانت عندهم ليست مشكلة قلة العلم والمعرفة وانما هي مرض النفس .
* هل النفس اخطر من ابليس ؟؟
احب ان اشير الى شيء وهو ان كل خير من عند الله .. وان كل شر من النفس ومن الشيطان ,,,
كيف يكون ذلك ؟؟
لو تركك الله لحظة .. لن تفعل خيرا ابدا .. لذا ادعو ربك أن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين .. فهو الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل ,,
فإبليس , ينسيك عقوبة الذنب , ويغرك على غفلة منك كي تقع في الذنب بدون شعور منك (أي انه يجعلك تقع في الذنب ناسيا للذنب وعقوبته )
أما النفس .. فهي أمارة بالسوء , تحب أن تتبع شهواتها وملاذها , فهي تعرف ان هناك عقوبة ولكن تذنب الذنب وتخطيء ,فهي تطمع ولا تشبع او تقنع . (أي إذا علم الإنسان أن هذا الذنب حرام وعليه عقاب ثم يقع في الذنب يكون هذا من هوى النفس )
من الجهل أن يظن المرء دائماً أنه عندما يقع في ذنب أو معصية أن هذا ناتج عن الشيطان ووسوسته ولكن الحقيقة أن معظم الذنوب والمعاصي التي يقترفها الإنسان هي من عمل النفس البشرية وقد قال تعالى في القرآن الكريم أن كيد الشيطان ضعيف (الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) سورة النساء آية 76 .
ماهو العلاج ؟
علاج الشيطان الإستعاذة
أما علاج النفس فلا ينفع معها استعاذة لكن الذي ينفع هو العزيمة. عليك أن تعقد العزم على أن تخالف ما تدعوه إليك نفسك , والنفس عادة تدعو إلى أمور لا خير من وراءها لأن النفس البشرية تقدّر الأمور بغير مقدارها .
ارغم نفسك على ما تكره حتى تصل الى ما تحب , و اخلص النية لله لكي تنال معونته سبحانه , (حفّت الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات) فكل شهوة ترضي بها النفس هي طريق إلى النار وكل شهوة يقمع النفس عنها هي طريق إلى الجنّة. ولنتذكر دائماً هذه المقولة: "نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل".
* ماهو العقل ؟ وما علاقته بالدماغ ؟واين يوجد العقل اصلا ؟؟
كما علمنا مما تتكون ماهية الانسان ... فسوف نعرف مما تتكون شخصية هذا الانسان ,,
وتتلخص في ثلاث ابعاد , ومن مجموع التفاعل بين هذه الابعاد الثلاثة تتكون شخصية الانسان :
1- العقل .
2- النفس .
3- الجسد .
(أين الروح ؟؟) الروح فهي وعاء يشمل هذه الابعاد جميعا وكما علمنا ان الروح هي تلك القوة التي تبعث الحياة في الانسان وتنبع منها الحياة والتي بمفارقتها للجسم تنتهي حياة الانسان في هذه الدار الدنيا .
(لا تخلط بين مكونات ماهية الانسان ومكونات شخصية الانسان !!)
فالعقل هو الادراك والتمييز والمعرفة فبالعقل يدرك الانسان ويميز ويقيم الاشياء وبالعقل نعرف طريق الحق من طريق الباطل ... وبالعقل نعرف ماهو الخير وما هو الشر , وبالعقل نفكر منطقيا ,مثل 1+1=2 و 2 * 10 = 20
فالعقل هو الوحيد القادر على ادراك هذه الاشياء فالعلم يكون بالعقل والمعرفة تكون بالعقل والتقييم والحكم على الاشياء يكون بواسطة العقل .
و نقصد بالنفس هنا هي مركز العواطف والميول والشهوات لدى الانسان يطلق عليها القرآن تارة عنوان "النفس" ويطلق عليها تارة اخرى اسم " القلب " .
ولا نستطيع تحديد مكان العقل الفعلي صراحة , وكل ما نعرفه هو الدماغ الذي يعتبر العقل الحسي , والذي يعتبر اداة المنطق والتفكير , واداة الخيال والابتداع ,,
* ماهي العاطفة ؟ واين مكانها ؟وما علاقتها بالعقل ؟؟
العاطفة من النفس , وهي الارادة والعواطف والاحاسيس ومصدر سعادة الانسان وشقائه مركز الميول والعواطف والرغبات , وكما يقول الله عز وجل : ( ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها )
(يظهر ان القرارات تصدر من العقل فهو الحاكم وهو سيد الموقف.. هل هذا صحيح ؟؟ )
خطأ ,,,
اثبتت الدراسات الحديثة انه عندما يتضارب العقل والعاطفة ... فان نسبة حكم العاطفة على العقل هي 90 % وان العقل لا يشكل سوى 10% !!
فدور العقل في حياة الانسان هو دور الادراك والتقييم ولكن النفس تتخذ الموقف وهي التي تبادر وتمتلك زمام الموقف فبيدها ان تصدق وتعمل بما يقوله العقل او تنحرف.
قال عليه الصلاة والسلام : "ذهاب العقل بين الهوى والشهوة".
وقال عليه الصلاة والسلام " عدو العقل الهوى ".
اليك قصة مستشار عبقري وحاكم غبي وبها نختم موضوعنا ,,, المستشار هو العقل والحاكم الغبي هو النفس :
النفس : هيه انت !!
العقل : ماذا تريد ... يا سيدي ,,
النفس : اريد ان .. اسرق ..... هيا .. اسرع واعد لي خطة محكمة ,,
العقل : ولكن يا سيدي السرقة حرام .. والسرقة ....
النفس (مقاطعا) : لم اسألك مالذي اجنيه !! هات الخطة ولا تتدخل , هذا قراري الأخير !!
العقل : حاااااااااااضر يا مولاي ,,
ويعطي العقل خطة محكمة للنفس الامارة بالسوء هذه , لكي تشبع رغبتها والتي لم ولا ولن تشبع ابدا ,,,
* مقتطفات من كتاب الروح لابن القيم
سوف اعرض بعض مختصر المسائل التي تطرق لها ابن القيم في كتابه الشهير ... "الروح" لما شاهدته من فائدة عظيمة :
المسألة الأولى : هل تعرف الأموات بزيارة الأحياء وسلامهم عليهم أم لا ؟
الجـــواب : قال صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فَيُسَلم عليه ، إلا رد الله عليه روحه ، حتى يرد عليه السلام" فهذا نص في أنه يعرفه بعينه ويرد عليه السلام.
وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول المسلّم : " السلام عليكم دار قـومٍ مؤمنين" وقد تواترت الآثار عن السلف بأن الميت يعرف زيارة الحي له ، ويستبشر به. ويكفي في هذا تسمية المسلِّم عليه زائراً ، ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائراً ، فإن المزور إذا لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال : زاره ، هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم. وكذلك السلام عليهم أيضاً ، فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسَلِّم محال ، وقد ثبت في الصحيح أن الميت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه.
المسألة الثانية: وهي أن أرواح الموتى هل تتلاقى وتتزاور وتتذاكر أم لا ؟
الجــــواب: الأرواح قسمان :
1- أرواح معذبة والعياذ بالله ، فهي في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي.
2- أرواح منعمة ، وهي مرسلة غير محبوسة ، تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا ، وما يكون من أهل الدنيا. فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها ، وروح نبينا صلى الله عليه وسلم في الرفيق الأعلى ,قال تعالى﴿يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي﴾ أي ادخلي في جملتهم وكوني معهم. وهذا يقال للروح عند الموت. وقد أخبر الله تعالى عن الشهداء بأنهم ﴿ أحياء عند ربهم يرزقون﴾
وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة أوجه :
1. أنهم ( أحياء ) والأحياء يتلاقون.
2. إنهم إنما يستبشرون بإخوانهم لقدومهم عليهم ولقائهم لهم.
3. أن لفظ ( يستبشرون) يفيد أنهم يبشر بعضهم بعضاً
المسألة الثالثة : كيف تتعارف الأرواح بعد مفارقة الأبدان ؟
الجـواب: أنها بعد مفارقتها الجسد تأخذ من بدنها صورة تتميز بها عن غيرها ، فإنها تتأثر ، وتنتقل عن البدن ، كما يتأثر البدن وينتقل عنها ، فيكتسب البدن الطيب والخبث من طيب النفس وخبثها ، وتكتسب النفس الطيب والخبث من طيب البدن وخبثه.
المسألة الرابعة : هل عذاب القبر يكون على النفس ؟ أو على البدن ؟ أو على النفس دون البدن؟ أو على البدن دون النفس ؟ وهل يشارك البدن النفس في النعيم والعذاب أم لا؟
الجـواب: مذهب سلف الأمة وأئمتها أن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب ، وأن ذلك يحصل لروحه وبدنه ، وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة أو معذبة ، وأنها تتصل بالبدن أحياناً ، ويحصل له معها النعيم أو العذاب. ثم إذا كان يوم القيامة أعيدت الأرواح إلى الأجساد،وقاموا من قبورهم لرب العالمين. وعذاب القبر ثابت بالكتاب والسنة ، ومن كان مستحقاً له ناله نصيبه من العذاب سواء قبر أو لم يقبر،فسواء أكلته السباع أو أحرق حتى صار رماداً ونُسف في الهواء ، أو صلب ،أو غرق في البحر،وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل إلى القبور،بقدرة الله عز وجل .
المسألة الخامسة : وهي: هل عذاب القبر دائم أو منقطع؟
الجــواب: أن عذاب القبر نوعان:
1- نوع دائم: يدل عليه قوله تعالى: ﴿النار يعرضون عليها غدواً وعشياً﴾، وقوله صلى الله عليه وسلم في الذي يعذب: "فهو يُفعل به ذلك إلى يوم القيامة" رواه البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم في قصة الجريدتين اللتين وضعهما على قبري من يعذبان: "لعله يُخفف عنهما ما لم ييبسا" فجعل التخفيف مقيداً بمدة رطوبتها فقط. فالأصل أن عذابهما دائم.
إلا أنه قد رويت بعض الأحاديث تفيد أن العذاب يخفف عنهم ما بين النفختين، فإذا قاموا من قبورهم قالوا: ﴿يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا﴾.
2- نوع يبقى إلى مدة ثم ينقطع ، وهو عذاب بعض العصاة الذين خفت جرائمهم، فيعذب بحسب جرمه ثم يخفف عنه.
المسألة السادسة : وهي: أين مستقر الأرواح ما بين الموت إلى يوم القيامة؟
الجــواب: قد اختلف العلماء في هذا اختلافاً كثيراً، ولكل واحد حجته، فمنهم من قال: هي في الجنة ، ومنهم من قال: هي عند باب الجنة، ومنهم من قال: هي على أفنية قبورها، ومنهم من قال: هي مرسلة تذهب حيث شاءت، ومنهم من قال: هي عند الله ، ومنهم من قال: أرواح المؤمنين عن يمين آدم عليه السلام وأرواح الكفار عن شماله.
والصواب: أن ( الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت فمنها: أرواح في أعلى علِّيين في الملأ الأعلى وهي أرواحُ الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وهم متفاوتون في منازلهم كما رآهم النبي صلى الله عليه وسلمفي ليلة الإِسراء.
ومنها: أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت وهي أرواحُ بعض الشهداء لا جميعهم ، بل من الشهداء من تُحَبسُ روحُه عن دخول الجنة لدَيْن عليه أو على غيره ، كما في المسند أنَّ رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، ما لي إن قُتلت في سبيل الله ؟ قال " الجنة " ، فلما ولى قال: ( إلاَّ الدَّين ، سارني به جبريلُ آنفاً).
ومنهم: من يكون محبوساً على باب الجنة كما في الحديث الآخر: ( رأيتُ صاحِبكم محبوساً على باب الجنة).
ومنهم: من يكون محبوساً في قبره ، كحديث صاحب الشملة التي غلها ثم استشهد ، فقال الناس: هنيئاً له الجنة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إن الشَّملة التي غلَّها لتشتعل عليه ناراً في قبره).
ومنهم: من يكون مقره باب الجنة كما في حديث ابن عباس الشهداءُ على بارق – نهر بباب الجنة – في قبة خضراء، يخرج عليهم رزقُهم من الجنة بكرةً وعشية).رواه أحمد.وهذا بخلاف جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه حيث أبدله الله من يديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء.
ومنهم: من يكون محبوساً في الأرض ، لم تَعْلُ روحُه إلى الملأ الأعلى فإنها كانت رُوحاً سفلية أرضية، فإنَّ الأنفسَ الأرضيَّةَ لا تجامعُ الأنفس السماوية ، كما لا تجامعها في الدنيا، والنفس التي لم تكتسبْ في الدنيا معرفةَ ربِّها، ومحبته وذِكْره والأنس به، والتقرُّب إليه، بل هي أرضية سفلية، لا تكون بعد المفارقة لبدنها إلا هناك.
كما أنَّ النفسَ العلويَّة التي كانت في الدنيا عاكفةً على محبة الله عزّ وجلّ وذكْره ، والتقرُب إليه والأنس به تكون بعد المفارقة مع الأرواح العلوية المناسبة لها، فالمرءُ مع مَن أحبَّ في البرزخ، ويوم القيامة ، والله تعالى يُزوِّجُ النفوس بعضها ببعض في البرزخ ويـوم المعاد كما تقدَّم في الحديث ، ويجعل روحه – يعني المؤمن – مع النسيم الطيب؛ أي الأرواح الطَّيبة المشاكلة، فالروحُ بعد المفارقة تلحق بأشكالها وأخواتها وأصحاب عملها فتكون معهم هناك.
ومنها: أرواح تكونُ في تنّور الزُّناة والزواني ، وأرواح في نهر الدم تسبح فيه وتلقم الحجارة ، فليس للأرواح سعيدها وشقيّها مستقر واحد ، بل روح في أعلى عليين ، وروح أرضية سفلية لا تصعد عن الأرض).
المسألة السابعة : وهي: تقدم خلق الأرواح على الأجساد أو تأخر خلقها عنها؟
الجــواب: قد اختلف العلماء في هذا:
1- فقال قوم: الأرواح مخلوقة قبل الأجساد.
2- وقال آخرون: بل الأجساد مخلوقة قبل الأرواح.
والصواب هو القول الثاني: وهو أن الأجساد خُلقت أولاً ، ثم الأرواح ، ودليل هذا أن الله خلق آدم عليه السلام من تراب (ثم) نفخ فيه الروح. قال ابن القيم رحمه الله : "والقرآن والحديث والآثار تدل على أن الله سبحانه نفخ فيه من روحه بعد خلق جسده"
المسألة الثامنة : وهي: حقيقة النفس.
الجــواب: أن هذه من المسائل التي تكلم فيها الناس من سائر الطوائف ، واضطربت فيها أقوالهم ، وكثر فيها خطؤهم ، وهدى الله أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل سنته لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
فالصواب أن يقال: بأن الروح جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس، وهي - أي الروح – جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك ، ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد ، وسريان الدهن في الزيتون ، والنار في الفحم. فما دامت هذه الأعضاء صالحة لقبول الآثار الفائضة عليها من هذا الجسم اللطيف بقي ذلك الجسم اللطيف مشابكاً لهذه الأعضاء ، وأفادها هذه الآثار من الحس والحركة الإرادية. وإذا فسدت هذه الأعضاء بسبب استيلاء الأخلاط الغليظة عليها ، وخرجت عن قبول تلك الآثار، فارق الروح البدن، وانفصل إلى عالم الأرواح.
المسألة التاسعة : وهي: هل النفس واحدة أم ثلاث؟
لأن الله يقول: ﴿يا أيتها النفس المطمئنة﴾ ويقول: ﴿ولا أقسم بالنفس اللوامة﴾، ويقول: ﴿إن النفس لأمّارة بالسوء﴾، فهي مطمئنة ، ولوامة ، وأمارة.
الجــواب: أنها نفس واحدة ، ولكن لها صفات ، فتسمى باعتبار كل صفة باسم، فتسمى (مطمئنة) باعتبار طمأنينتها لربها بعبوديته ومحبته ، وتُسمى (لوامة) لأنها تلوم صاحبها على التفريط ، وتُسمى (أمّارة) لأنها تأمره بالسوء ، وهذا من طبيعتها إلا ما وفقها الله وثبتها وأعانها.
* كلمة اخيرة :
طهرو انفسكم , ولا تتبعو سفاسف الامور , اعبدو الله ووحدوه , واسمو بارواحكم وانفسكم ولا تنحطو , او تكون انفسكم انفس امارة بالسوء , ولتكون هي الانفس اللوامة والمطمئنة ان شاء الله , تفكرو في انفسكم وتبصرو , تفكرو في هذه المعجزة .. كيف تسري في عروقكم ودمائكم وجميع اجزائكم , واذكروه على نعمه عليكم سبحانه ,,
نسأل الله أن يجعل نفوسنا مطمئنة ، وأن يُدخلنا في عباده وفي جنته ، آمين
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين