بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ان لله وانا اليه راجعون
لكل رحلة نهاية والمرتحلون في مواكب الحياة يعلمون في قرارة انفسهم
ان الارتحال الدنيوي محكوم عليه بزمن محدد
وعند الحد المقرر بقضاء الله وقدره يتحول مسار الرحلة باتجاه الابدية
بحيث تبدا رحلة اخرى بلا حدود ولانهايات
اخي وصديقي بشير معتوق عجل في الرحيل الى مسار الاخر ملبيا دعوة الحق ونداء الابدية تاركا
ايانا نعاني من ذهولنا ومن وقع المفاجاة نجتر ذكرياته
معنا وهي التي كانت بالامس القريب واقعا معاشا وامرا ملموس الجوانب
وبحثنا في اعماق النفس ومن خلال الدموع الحرى وبين طيات الصمت عن اثار الرحيل فاذا هي
اكثر من ان تعد وتحصى
يؤكدلنا الموت دائما من خلال غزواته وهجماته المستمرة ان الانسان الفاضل يموت ولايموت يغيب ولايغيب
ينسحب الفاضل ويبقى فضله
ويروح المسافر وتبقى اثار الرحيل
وبات من المؤكد عندي ان يد الموت عندما تخطفت زميلي ((بشير)) نشرت واهرقت كل قوارير الطيب التي
كان يحملها في قلبه قبل ان يتوقف الى الابد
(( بشير))
سبقتنا ونحن في اثرك سائرون وعسى نقتبس من صفاتك وخلالك
ما يعزينا عليك
رحمك الله
ابو الفداء