ابو بكر الصديق
قال رضي الله عنه
"وجدنا الكرم في التق والغنى في اليقين، والشرف في التواضع"
وى،
وقال لما ولي لخلافة المسلمين :
"وليت عليكم ولست بخيركم"
هذا وهو ابو بكر صاحب النبي بالهجرة وهو من سماه الصديق ومن المبشرين بالجنة يقول للمؤمنين لست بخيركم إذا من هو خيرٌ منه ؟
هذا من تواضع رضي الله عنه
عمر بن الخطاب
رأى عروة بن الزبير امير المؤمنين عمر يحمل قربة ماء فقال له:
(ألا ينبغي لك هذا. فقال: لما أتاني الوفود سامعين مطيعين - القبائل بأمرائها وعظمائها - دخلت نفسي نخوة، فأردت أن أكسرها)فهو يأدب نفس التواضع
وقال له رجل من المؤمنين :لو زللت لقومناك بسيفنا
فماذا كان رده وهو الخليفة وامير المؤمنين ومن المبشرين بالجنة ؟
الحمد لله الذي جعل من يقوم عمر بسيفه
وكلنا يذكر قولته المشهورة عندما قال:
أصابت إمرأة وأخطأ عمر
وهذين المثلين لخير خلف لنبي الله فماذا كانت نتيجة هذا التواضع ؟
رفعهم الله واعزهم
وهذه هي عاقبة المتواضعين يرفعهم الله ويرفع شأنهم
هذه نماذج من تواضعهم وننتقل الى ما قاله الصالحين والعلماء في التواضع ونماذج لتواضعهم
اقوال في التواضع
وهذا مما قاله الصالحون في التواضع
قال عبد الله بن مسعود رضي اللــه عنه:
"إن من التواضع الرضا بالدون من شرف المجلس، وأن تُسَلِّم على من لقيت
وقال ابن عباس:
من التواضع أن يشرب الرجل من سؤر أخيه
قال لقمان :
(لكل شيء مطية ومطية العلم التواضع)
وقال لابنه :
يا بني تواضع للحق تكن أعقل الناس
قال عبد الله بن المبارك:
"رأسُ التواضعِ أن تضَع نفسَك عند من هو دونك في نعمةِ الله حتى تعلِمَه أن ليس لك بدنياك عليه فضل
سأل الحسن:
أتدرون ما التواضع؟ قالوا: ما هو؟ قال: "التواضع أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلماً إلا رأيت له عليك فضلاً".
مالك بن دينار:
(احبس ثلاثا بثلاث حتى تكون من المؤمنين الكبر بالتواضع والحرص بالقناعة والحسد بالنصيحة).
قال الشافعي رحمه الله:
"أرفعُ الناس قدرًا من لا يرى قدرَه، وأكبر النّاس فضلاً من لا يرى فضلَه"وقال ايضا:
شربنا ماء زمزم للعلم ,فتعلمناه ولو كنا شربناه للتقوى لكان خيرا"لنا
ويقول :لا ترفع سعرك فيردك الله إلى قيمتك .ألم ترى أن من طأطأ رأسه للسقف أظله وأكنه , وأن من تمادى برأسه شجه السقف
وسُئِلَ الفضيل بن عياض رحمه الله عن التواضع فقال:
"أن تخضع للحق وتنقاد له، ولو سمعته من صبي قبلته، ولو سمعته من أجهل الناس قبلته
قال سفيان بن عيينة:
من كانت معصيته في شهوة فارج له التوبة فإن آدم عليه السلام عصى مشتهياً فاستغفر فغفر له، فإذا كانت معصيته من كبر فاخش عليه اللعنة. فإن إبليس عصى مستكبراً فلعن
وقال أبو علي الجوزجاتي:
"النفس معجونة بالكبر والحرص والحسد، فمن أراد الله تعالى هلاكه منع منه التواضع والنصيحة والقناعة".
قيل لعبد الملك بن مروان:
أي الرجال أفضل؟ قال: من تواضع عن قدرة، وزهد عن رغبة، وترك النصرة عن قوة
ويُقال:
"ثمرة القناعة الراحة، وثمرة التواضع المحبة".
وقال بعض الحكماء :
إذا سئل الشريف تواضع , وإذا سئل الوضيع تكبر
وقال بزرجمهر :
وجدنا التواضع مع الجهل والبخل , أحمد من الكبر مع الأدب والسخاء .
وقال ابن السماك للرشيد :
تواضعك في شرفك أفضل من شرفك
وقيل :
التواضع سلم الشرف
وقال مجاهد :
إن الله تعالى لما أغرق قوم نوح شمخت الجبال , وتواضع الجودي فرفعه فوق الجبال وجعل قرار السفينة عليه فسبحان من تواضع كل شيء لعزة جبروت عظمته , وخضع لجلال عظيم حكمته .
قيل لأحد العلماء : كيف عرفت الدنيا ؟
قال : دلني العلم على الزهد في الدنيا
أشعار قيلت في التواضع
و كن أرضا لينبت فيك ورد **** فإن الورد منبته التراب
الكبر ذل والتواضع رفعة **** والمزح والضحك الكثير سقوط
والحرص فقر والقناعة عزة **** واليأس من صنع الإله قنوط
تواضع إذا ما نلت في الناس رفعة **** فإن رفيع القوم منه يتواضع
إذا شئت أن تزداد قدرا ورفعة **** فلن وتواضع واترك الكبر والعجبا
تواضع إن رغبت إلى السمو *** وعدلاً في الصديق وفي العدو
ولا تمشي في الأرض إلا تواضعا *** فكم تحتها قوم هم منك أرفع
ليس التطاول رافعا من جاهل *** و كذا التواضع لا يضرّ بعاقل
ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعا *** فكم تحتها قــوم هــم منك أرفعٌ
فإن كنت في عز وحزر ومنعة *** فكم مات من قوم هم منك أمنعٌ
التواضع في حياته الصالحين
عمر بن الخطاب
كان عمر رضي الله تعالى عنه يلبس ثوب وبه اثنى عشر رقعة وهو امير المؤمنين
ولما قدم الشام بعد فتحها عرضت له مَخَاضَةٌ في النهر، فنزل عن بعيره، ونزع خفيه فأمسكها بيده، وخاض الماء ومعه بعيره. فقال له أبو عبيدة: لقد صنعت اليوم صنيعا عظيما عند أهل الأرض! يعني أن أهل الشام ألفوا عجرفة الروم وأُبَّهتهم، فهم لا يتوقعون من رئيس دولة أن يتصرف بهذه البساطة. فما كان من عمر إلا أن صَكَّ في صدر أبي عبيدة قائد جيش المسلمين وقال: أوه. لو غيرُك قالها يا أبا عبيدة! إنكم كنتم أذلَّ الناس وأحقر الناس وأقل الناس. فأعزكم الله بالإسلام. فمهما تطلبوا العزة بغيره يُذِلّكم الله.
كان هذا حال الصحابة رضي الله عنهم
وحال السلف
أحمد بن حنبل
قال يحيي بن معين : ما رأيت مثل أحمد بن حنبل ، صحبناه
خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الصلاح
و الخير ، وكان رحمة الله يقول : نحن قوم مساكين
قال الحفاظ : رأينا الإمام احمد نزل إلى سوق بغداد ، فاشترى حزمة من الحطب ، وجعلها على كتفه ، فلما عرفه الناس ، ترك أهل المتاجر متاجرهم ، وأهل الدكاكين دكاكينهم ، وتوقف المارة في طرقهم ، يسلمون عليه ، ويقولون : نحمل عنك الحطب ، فهز يده ،واحمر وجهه ،ودمعت عيناه وقال : نحن قوم مساكين ، لولا ستر الله لافتضحنا ، نحن قوم مساكين لولا ستر الله لافتضحنا
أتى رجل ليمدح الإمام احمد ، فقال له الإمام احمد : أشهد الله إني أمقتك في هذا الكلام ،والله ، لو علمت ما عندي من الذنوب والخطايا لحثوت على رأسي بالتراب
وكان يقول : يا ليتني ما عرفت الشهرة، يا ليتني في شعب من شعاب مكة ما عرفني الناس .
شيخ الاسلام ابن تيمية
يقول ابن القيم
ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه من ذلك (أي من الخشوع والانكسار) أمرا لم أشاهده من غيره. وكان يقول: ما لي شيء! وما منّي شيء! ولا فِيَّ شيء! وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت:
أنــا المـكَـدِّى وابـن المُـكدي *** وهكـذا كـان أبـي وجَــــدّي (المكدي: المتسول)
وكان ابن تيمية رحمه الله يردد :
إني الـفقيـر إلـى رب البـريـات *** أنا المسكـين فـي مجمـوع حالاتي
أنا الظلـوم لنفسـي وهي ظـالمتي *** والخيـر إن ياتنــا من عنده يَاتـي
لا أستطيـع لنفسي جلب مـنفـعـة *** ولا عن النفـس لي دفـعَ المضرات
وليس لي دونه مـولىً يـدبِّـرنـي *** ولا شفيـع إذا حـاطت خطيئــاتي
إلا بإذن من الرحمـان خالقـنــا *** إلى الشفيـع كما قد جاء في الآيـات
ولسـت أملك شيئـا دونه أبـــدا *** ولا شـريـكٌ أنـا في بعـض ذرات
ولا ظهيـر له كي يستعيــن بـه *** كمـا يكـون لأربــاب الولايــات
والفقـر لي وصف ذات لازم أبـدا *** كمـا الغنى أبـدا وصـف لـه ذاتي
وهذه الحال حال الخلـق أجمعهـم *** وكلهـم عنـده عبـد لــه آتــي
فمن بغى مطلبا من غير خـالقــه *** فهو الظلوم الجهول المشـرك العاتي
والحمـد لله ملء الكون أجمـعـه *** ما كان منه ومـا من بعـدُ قد يـاتي
*************^^^^^^^^**************
تم بحمد الله
هذا الموضوع
تمت كتابته نقلا من خطب مختلفة ومقالات متنوعة