يقتني شاب سعودي من منطقة القصيم حجر الداب ، وهو حجر قادر ـ كما يقول صاحبه ـ على إنقاذ حياة إنسان من الموت،
حال تعرضه للسعة عقرب سام أو لدغة ثعبان من فصيلة الكوبرا أو الرنان.
صاحب هذا الحجر المواطن عبدالله معيبد الحربي الذي يمتلكه وراثة عن أجداده ذكر لـ “الوطن” أن حجر الداب عبارة
عن قطعة من الحجر الأملس، ويشبه إلى حد كبير الأحجار الكريمة، وقد ورثها عن والده الذي ورثها عن جده.
وأكد أن هذا الحجر يستخرج من رأس ثعبان سام وشرس ونادر، وهو الذي يجعله يتحمل كمية السم التي يختزنها في جسمه،
مؤكدا أنه تم عرض هذا الحجر على تجار بمناطق مكة المكرمة والرياض والشرقية، وقالوا إنه يميل إلى الأحجار الكريمة ،
وأكدوا أيضا أن حجر الداب من الأحجار التي يمكنها امتصاص السم من جسم الإنسان عندما يلسع من عقرب أو يلدغ من ثعبان.
وقال الحربي إن هذا الحجر الدائري الأملس في جبهته ثقب، وهو الذي يجتمع فيه السم عند وضعه على مكان اللدغة، وإنه
اختبر بنفسه هذا الحجر عندما جلب عقارب سامة من الصحراء بالتعاون مع أصدقائه، وجعل العقرب تلسعه، ليقوم بوضع
حجر الداب على مكان اللسعة، فبدأ السم يسيل إلى أن انتهى، ثم خرجت قطرات الدم، وهذا دليل على أن الجسم تخلص من
كمية السموم التي وضعت فيه.
وأضاف ” هذا الحجر ومن خلال السنوات الطويلة التي مرت، لا يتأثر بالعوامل الجوية، والدليل على ذلك أن عائلتي توارثت
هذا الحجر منذ 150 عاما”.
وأضاف أن جده كان عائدا من رحلة من المنطقة الجنوبية وتحديدا في منطقة عسير عن طريق الجمال قبل نحو 50 عاما،
وكان من عادة القبائل التي كانوا يمرون عليها أن يكرموا القوافل، حيث كانت تقدم لهم المواد التي تعينهم على تكملة مسيرتهم،
وعندما وصل جده إلى إحدى القبائل التي تعيش في الصحراء، شعر بأن حالة من الحزن تسيطر على أهل القبيلة، وعند سؤالهم
أكد أحدهم أن عقربا لسعته، وعندها دخل جده إلى الملدوغ ورآه في حالة صعبة، فأخرج الحجر الذي امتلكه ووضعه في مكان
الإصابة، فبدأ الرجل يسترد عافيته.
وأشار الحربي إلى أن القبيلة حاولت بعدها شراء هذا الحجر، ولكن جده رفض بشدة، وأوصى بعد وفاته باقتنائه وعدم بيعه لأهميته،
مضيفا أنه رفض بيعه قبل ستة أشهر لأحد رجال الأعمال بمبلغ مليون ريال.
وقال إنه يعتز باقتناء هذا الحجر، وحلمه أن يعرضه في المهرجانات بمناطق المملكة، معبرا عن خوفه من أن يفقده.
وعن طريقة استخراج حجر الداب قال الحربي إن عملية استخراج الحجر من الثعبان تكون عندما يقوم الثعبان بلفظه بالمساء
ليعطي نورا تجتمع عليه الحشرات وغيرها، ليقوم بعدها الثعبان بالتهامها، ومن ثم ابتلاعه من جديد ،
وأوضح أنه يستخدم شاشا مخزونا بإناء صغير على شكل صندوق مساحته صغيرة ، حيث يوضع بداخل الشاش أو الجلد قليل
من السم ، ويوضع عليه حجر الداب ليحتفظ بجودته وفاعليته الدائمة.
وقال الفني بمركز السموم بمنطقة القصيم خالد الخطاف إن للدغات العقارب والثعابين أجساما مضادة تعمل على وقاية الجسم من
السم، وهذا الحجر مستخدم قديما كنوع من الأجسام المضادة للسم، ويعتبر من العلاجات القديمة التي تعمل على مكافحة اللدغات
السامة والتخلص منها، مشيرا إلى صعوبة الحصول على هذه الأحجار، حيث إنها كما يقولون تستخرج من الثعبان نفسه.
وأشار المدرس لمادة السموم بكلية الزراعة في جامعة القصيم الدكتور إبراهيم العلي إلى أن السموم التي تنتج عن اللدغات يمكن
استخراجها بوسائل شعبية، ولكنها غير مضمونة.
وأضاف أنه ربما يكون حجر الداب من المواد التي تحارب السموم والمستخدمة في الطبي الشعبي قديما، وطالب بإجراء بحوث
على هذا الحجر الذي يستخدمه البعض في إزالة السموم، لتتم معرفة حقيقة فائدته من عدمها، مشيرا إلى أنه من غير المعقول
أن يكون حجر الداب يعمل بنفس المفعول لسنوات كثيرة.