رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان الموروث الثقافي يكشف لـ الجزيرة عن استعدادات هذا العام:
المهرجان من أهم ملتقيات الشعر الشعبي في المملكة والخليج وأكثرها استمرارية وقيمة
الغاط - عبدالله الطويل
مهرجان الغاط للموروث الثقافي مناسبة احتفالية سنوية شعبية لا تكاد تخفى على أحد فهي من المناسبات السنوية التي يترقبها بشغف محبي وعشاق الموروث الشعبي في مقدمته الشعر من قصائد وشعر المحاورة الذي يجد إقبالا جماهيرا كبيرا من مختلف الطبقات محليا وخليجيا حتى بات من أهم ملتقيات الشعر الشعبي في المملكة وأكثرها استمرارية وقيمة.. (الجزيرة) اقتنصت وجود رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان الأستاذ منصور بن سعد السديري بمحافظة الغاط والتقت معه في هذا اللقاء الخاص لتكشف عن العديد من التفاصيل والاستعدادات التي تخص مهرجان هذا العام.. وفي هذا الحوار سيتم تسليط الضوء على تاريخ المهرجان وفعالياته وجوائزه وعن الاستعدادات المكثفة لهذا العام.. فإلى نص الحوار:
* لمهرجان الغاط للموروث الثقافي سيرة حافلة بالكثير من الإنجازات... بداية هل لك أن تحدثنا عن هذا تاريخ هذا المهرجان وسيرته وكيف بدأت فكرته؟
- في الحقيقة تأسس مهرجان الغاط للمورث الثقافي عام 1407هـ برعاية ودعم من معالي الأمير سعد بن ناصر السديري مستشار النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي حرص على المحافظة على موروث الآباء والأجداد وتجديد وهجه وتعريف الأجيال الحاضرة به وحفظه للأجيال القادمة وتلبية حاجة محبي وعشاق الموروث الشعبي للالتقاء بفرسان ميدان الشعر في مناسبة احتفالية تجمعهم وتحيي فنون الموروثات الشعبية وفي مقدمتها الشعر الشعبي من قصائد وشعر المحاورة التي تجد إقبالاً جماهيرياً كبيراً وفي الواقع يتوافد على هذا الفن الأصيل الكثير من عشاقه من مختلف أنحاء المملكة حتى بات من أهم الملتقيات الشعر الشعبي في المملكة وأكثرها استمرارية وقيمة.. وهذا العام أكمل المهرجان عامه الرابع والعشرين من النجاح والاستمرارية ويقام في ثالث أيام عيد الفطر تحت رعاية مؤسسه ومشجعه الأول معالي الأمير سعد بن ناصر السديري واهتمام كبير من محافظ الغاط الأستاذ عبدالله بن ناصر السديري وإشراف مباشر من قبل اللجنة المنظمة للمهرجان وسيتم فيه تكريم الشعر والشعراء مجدداً احياء على ما حرص عليه الآباء والأجداد وتكريسا لمبدأ الاعتناء به منذ القدم حيث كانت الغاط ولا تزال ملتقى للشعراء الفحول وموطن لهم أمثال عملاق الشعر الشعبي الشهير الأمير محمد بن أحمد السديري الذي يعد أحد أهم رموز الشعر ومبدعيه في التاريخ.
* يدخل المهرجان هذا العام عامه الرابع والعشرين حتى غدا من المهرجانات ذات الشعبية الكبيرة والصدى الواسع على المستوى المحلي والخليجي.. فهل لك أن تكشف لنا عن أبرز ما يشتمل عليه مهرجان هذا العام؟
- يشتمل المهرجان على العديد من ألوان الفنون الشعبية وهو يعمل على استقطاب كبار الشعراء على مستوى المملكة اضافة إلى الحفل الخطابي وإلقاء بعض القصائد بالإضافة إلى شعر المحاورة (القلطة) الذي يجتمع فيه كبار الشعراء على مستوى المملكة أمثال الشاعر الكبير أحمد الناصر الشايع والشاعر رشيد الزلامي والشاعر ملفي المورقي والشاعر تركي الميزاني وغيرهم، وأود الإشارة إلى أنه قد تم في العام الماضي تعديل مسمى (مهرجان الشعر الشعبي) إلى (الموروث الثقافي) نظراً لاهتمامات المهرجان وشموليته لجميع ألوان الموروث الثقافي برؤية وتوجيه سديد من راعي المهرجان حفظه الله وفي مقدمتها الشعر بألوانه وأنواعه المختلفة وكذلك الاهتمام بالدراسات والبحوث المعنية والمهتمة بالأدب الشعبي وتشجيع وتكريم روادها لما يمثله هذا الجانب من أهمية وقيمة في حفظ هذا الموروث الثقافي وتقدير للمساهمين في تجديده ودراسته والبحث فيه كما أعد الجميع بأن المهرجان سيحرص في أعوامه القادمة بمشيئة الله على إحياء فنون شعبية ذات قيمة في موروثنا الثقافي كمساهمة في المحافظة على تراث بلادنا الطاهرة.
* كما فهمت منكم بأن هناك جوائز تقدم ضمن فعاليات المهرجان.... فما هي تلك الجوائز ولماذا تقدم ولمن...؟
- تعديل مسمى مهرجان (الشعر الشعبي) إلى (الموروث الثقافي) كما ذكرت في السابق جعل هذا المهرجان أكثر شمولية وارتأت اللجنة المنظمة برؤية راعي المهرجان وضع جائزتين الأولى جائزة (خدمة الوطن) والثانية جائزة (الموروث الثقافي) فجائزة خدمة الوطن تعتبر جائزة تقديرية بمثابة الشكر والعرفان لكل من ساهم في خدمة وطنه المملكة العربية السعودية من اهالي محافظة الغاط وتأكيد لمساهمتهم رجالاً كانوا أو نساء في مسيرة البناء والتنمية الزاهرة في مختلف المجالات والتخصصات وفي الواقع من حق الغاط كمحافظة ان تزهو بكوكبة نيرة مجيدة من أبنائها الذين تغذوا بمحبة وطنهم وولاة أمرهم ونالوا العلم والمعرفة بفضل ما وفرته الدولة الرشيدة من دعم ورعاية وإمكانات لا حدود لها مسخرة لخدمة المواطن والوطن وكفاءتهم والرقي بقدراتهم وكنوع من رد الجميل والوفاء والإخلاص.
وجائزة الموروث الثقافي استحدثت نظراً لما يمثله الموروث الثقافي من قيمة وأهمية في مسيرة كل المجتمعات البشرية والتشجيع على تعريف الأجيال الحاضرة والقادمة به وامتداد لاهتمام ورعاية الآباء والأجداد بهذا الجانب وتأتي هذه الجائزة تقديراً وشكراً وتكريماً لأحد رواد هذا الجانب الثقافي من المهتمين بدراسته وأبحاثه.
* ما هي الآلية من وجهة نظركم لاختيار الفائزين بالجائزة في المهرجان؟
- طبعا المهرجان يتكون من عدة لجان تحت مظلة اللجنة العليا المنظمة للمهرجان واللجنة المعنية تقوم بترشيح عدد من الأسماء البارزة في المجالين خدمة الوطن والموروث الثقافي وتقوم بالبحث والدراسة للشخصيات المرشحة ويتم بعد ذلك مرحلة الفرز وتحديد الأسماء الفائزة بعد الاطلاع على سيرة كل شخصية بعد ذلك يتم رفعها لراعي المهرجان لاعتماد الأسماء النهائية وفي الأعوام الماضية تم تكريم عدد من الشخصيات من أبرزها الشاعر الكبير الأمير محمد بن أحمد السديري والمربي الفاضل عبدالله بن خميس والدكتور سعد الصويان والأديب عبدالكريم الجهيمان والشاعر شليويح المطيري ومن أبناء المحافظة تم تكريم عدد من الشخصيات التي تشرفت بخدمة الوطن منها السفير عبدالمحسن السديري واللواء طيار عبدالله السعدون والأستاذ أحمد العامر والدكتور أحمد أبانمي.
وفي هذا العام سيتم تكريم الأستاذ عبدالعزيز أحمد الراشد لجائزة خدمة الوطن ولجائزة الموروث الثقافي الأستاذ محمد بن عبدالعزيز القويعي.
* هذا المهرجان وتلك الإنجازات الحافلة كم يبلغ عدد جمهور المهرجان وهل هناك مقر دائم له؟
- المهرجان له جمهوره ومحبوه وأصبح معروف محليا وخليجيا ويبلغ عدد جمهوره من الاحصائيات التقريبية من 1500 إلى 2000 مما دعا إلى التفكير الجاد بإنشاء مقر دائم له يمكن الاستفادة منه في الأمسيات الشعرية طوال العام وقاعة الاجتماعات لأنشطة وفعاليات المحافظة وتم عرض هذا الموضوع على معالي الأمير سعد بن ناصر السديري وتم الموافقة عليه وتبرع حفظه الله بالأرض المخصصة لذلك وتم البدء فعلياً بإنشائه لاستيعاب الأعداد المتزايدة من محبي هذا الموروث ومشجعيه.
* هل لكم كلمة أخيرة أو إضافة تختم بها اللقاء؟
- بداية أحب أن أشكر جريدة (الجزيرة) ممثلة في شخصكم الكريم ولا أقول إن جريدة (الجزيرة) من أفضل الصحف في المملكة بل من أحبها وأقربها إلى نفسي.