الدمعة الحمرا....اللأمير محمد الأحمد السديري البدراني الدوسري - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. أقسام ( دغــش الــبـطــي) الأدبـيـة .::: > :: قسم قصايد مدح وفخـر في الــدواسـر ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-03-2009, 03:30 PM   #1
 
إحصائية العضو







شيخ التركي غير متصل

شيخ التركي is on a distinguished road


:t-t-5-: الدمعة الحمرا....اللأمير محمد الأحمد السديري البدراني الدوسري

بسم الله الرحمن الرحيم

دائما تشدني قصص الحب العذري وقصائده



ومنذ صغري وانا اسمع بقصة وافي وشيمه من اهلنا بس مااعرفها


وهي قصه كتبها الأمير الشاعر الفارس : محمد الأحمد السديري الدوسري


]ووجدت اليوم مقتطفات منها بالنت ووالله انها اثرت بي وابكتني



فحبيت انقل المقال كما كتبه صاحبه
الدمعة الحمراء :






وفي الزمن الجميل للأمير ( محمد بن أحمد السديري ) رحمه الله كان يكتب عن زمنٍ مضى أجمل وأجمل رغم بساطته الا أن به من " المراجل " ما جعله يتسيّد على ما مرّ بعده من أزمنه فخُلد ذكره إلى الآن فيكفي أن نتذكرهم ونتمنى أن نكون معهم في وقتهم الطيب ذاك .

ونحن في زمننا هذا ( والذي نتمنى أن يكون جميلا ) وتسعد الأجيال بتذكره من بعدنا نقرأ في ما كتبه السديري رحمه الله عن هذا الزمن بكل مافيه من " هيبة " و " طيبة " و " وقار " انه زمن الحب العفّيف .. الطاهر .. البريء

كتب السديري عن وفاء " البدوي " وشيمته . عن شرف الحب وعهوده التي تربط البدوي العاشق بها إلى موته . كتب عن عشق " بنت الرجال " وطهارتها ونظافة عرضها . كتب السديري حتى سقطت آخر دمعاته . دمعته الحمراء فكانت هي ( شيمة ووافي )

فما هي ( الدمعه الحمراء ) في عرف البدوي ؟

في مقدمة كتاب السديري فُسّرت هذه الدمعة أنها آخر الدموع البيضاء أو الزرقاء كما يسميها أهل الباديه . وحين تكون العين مجبرة على البكاء بعد انتهاء دمعها فانها لا تجد سوى الدموع الحمراء . لكنها دمعة واحدة فقط أو اثنتين وبعدها ينتهي كل شي فلن يكون هناك عين تطرف ولا عين تبكي بعد هذه الدمعة . إذاً هي نهاية العين . ونهاية الانسان نفسه نعم هي نهايته . ونهاية معاناته أياً كانت مسبباتها و أبلغ ما قالته العرب عن العين ومائُها قول مجنون بني عامر :

جفت مدامع عين الجسم حين بكـى
= وإن بالدمع عينُ الروحِ تنسكب

وليس الذي يجري من العين ماؤها
= ولكنها نفــسُ تــذوبُ وتقطـــرُ

ولعل من يقرأ دمعة السديري الحمراء يعتقد أنها أحداث خيالية صاغها فكر المؤلف أو يصل لأبعد من ذلك فيقول انها أحداث وقعت لأحدٍ ما رواها للسديري فدونها لنا . الا أن القارئ حتماً سيستشف الحقيقة خلف السطور وبينها وحول القوافي ومعانيها وسيرى نور اليقين من معاناة " وافي " و " شيمة " المعتمة ليصل لمعاناة السديري نفسها . ولعل أكبر دليل على ذلك . ما ذكره مقدم الكتاب الشاعر / طلال السعيد عن إشارة الأمير السديري لمكان قبر " وافي " بطل المعاناة في احدى القصائد ولو زرت هذا المكان . ستجد قبر الأمير نفسه حالياً ولم أقصد من هذه المشاركة ذكر أحداث هذه المأساة التي دونها السديري وختمها بدمعته الحمراء . لأن أغلبنا قد حظي بقراءتها ولن أفسد على البقية لذة قراءة هذه الدمعة الرائعة . وحتى من لم يقرأها بالتأكيد سيعرف من هم رمزي العشق الطاهر والعرض الأبيض ( شيمة ووافي ) فقد خلّد السديري ذكرهم كما كان مع عنتر وعبلة وقيس وليلي . إلى بقية العشاق وشخصياً لا أستطيع أن أحصي مرات قراءتي لها فقد أثرت في تكويني العاطفي لأبعد حد . إذاً أعتبر هذه المشاركة مجرد ( استدارة كحيلة في ميدان قوافي الأمير الرحبه ) فقط السديري . بحر شعري ما زلنا نغوص في أعماقه إلى الآن . وكم من الدرر والنفائس في هذا اليم المهيب . فقد أبدع الأمير في رواية أحداث القصة بأبيات شعرية خالدة على لسان حال أبطالها . فيقول الأمير رحمه الله في أول لقاء للوافي بشيمة . لقاء الطهر بالبراءة :

جيتك وأنا عن كل أهلك أتغبا
= جيتك وحاديني من الود حـــادي

من كل خلق الله لك القلب حبــا
= ومن شانكم يا زين تعبت جـوادي

وخليتها بالكــود يمـك تخبــــا
= تاطا الوعر هو والسهل بالأيادي

وينشد هُنا أيضا :

قبل أمس جيت أطلب ودادك وصديت
= وش فيـك للقلـب المعــذب تغيضــــي

عـــز الله اني بالمــوده تمـــــاديت
= ومن سبتــك يا زيـن قلبـي مريضـــي

أوقف بجــاه اللي فرض حجة البيت
= أبيــك ترحمنـي وعنـدي تريضـــــي

شف عبرتي يا زين عقب التنـاهيت
= شـف دمعـة من فـوق عينـي تفيضي

لـولاك ما تعبت نفسـي ولا جيـــت
= غثني بفضل إرضاك وأرحم جضيضي

يبدع السديري في الأبيات ويبدع في وصف الشرف في ذلك الزمن الجميل فيقول بلسان الوافي :

يا بنت أنا جيتك على الرجل حافي
= مع قفـرة يضيـع فيها الدليلــه

بالله يا راع الثمــان الرهــافــــــي
= نبي لي اسمك يا عنود الجميله

فترد شيمة وهنا أجزم أنها شيمة السديري نفسها فيقول فيها :

جيـت المكـان اللي به الزيـن وافيــــت
= صافي الجبين وسيد تلعات الأرقـاب

جيتــه وهليــت العبـايـر وونيـــــت
= وقفـت به والدمـع يمطـر وسكّـــــاب

وأصيح بأعلى الصوت عقب التناهيت
= وبقيـت أدوج فيه ليـن الشفق غــاب

ولا لقيـت الا الجـــوازي مصــانيـــــت
= وتركتهن من شـان وضــاح الأنيــاب

وعـويــت من جــور العنــا ثم ونيـــت
= ولجلج صداها بين شعبان وهضـــاب

على الحبيـب اللي لشـوفـه تشـافيت
= اللي من أسبابه شعر عارضي شاب

لله در الأمير كيف هي مشاعره ؟ وكم هو رائع احساسه هذا ما كان من الوافي فكيف صاغ الأمير ما أحست به شيمة لنقرأ ما أبدعه على لسان حالها :

ان غاب وافي كل شيء معه غـــاب
= والـروح من بين الضمــايــر سلبها

وان كان شفته فزت والنوم لي طاب
= وفرحات قلبي صاحبي هو سببها

العيـن في بعـده عن النــوم حــراب
= وقربه دوى عيني وبعده غضبــها

قلبي يحبـه لو نحـى يـم الأجنــــاب
= تفداه روحي لو حبيبي نهبــها

لا زال الأمير يبدع من قوافيه ويكيل ولا زالت قلوبنا معه تبكي ودموعنا تسيل فلنقترب لنرى المزيد من هذا الحب العفّ وابداعات السديري .

شيمة :

يا وافي العـراف صديت عنــا
= وأنا عليك دموع عيني تجــارن

يا ما سهر طرفي ويا ما تمنا
= والقلب تاق بضامري عقب ما ون

وافي :

عليك يا شيمـه دموعـي جـرنـــا
= وعويت لين أن الضواري تعاون

عويت وسحمان الضواري عونا
= وعلى ونين القلب جن يتعـــادن

شيمة :

ما جور يا وافي لعلك تهنـا
= قلبي ضحك لك قبل ما يضحك السن

ليتك قريب الدار وأبوك منا
= وليتك ولـد عمي وأزورك بــــلا من

وافي : أنا شلت هذا البيت .

عليك قلبي بالضمايـر معنـا
= وسهوم نجلك صوبني ولا أخطن

قمة الابداع هذه الحوار الذي أنشده الشاعر وكيف ؟ على لسان آخرين ومن خلال الأحداث استوقفتني أبيات السديري في " الرجم " ولأني أعشق الرجوم والوقوف بها كان لا بد لي أن أقف عند أبياته . فيقول الأمير بلسان شيمة :

يا رجم ويـن اللـي بنــاك وشيــدك
= يـا رجــــم يا ليتـــك علـي تجيــــب

يا رجم يا ليتـك بظـــلك تظلنــــي
= الى أوجست من عقب الفراق لهيب

حبيب بنـاك العـام يا رجــم وانتحــــا
= ما أنســاه لو أن الغــراب يشيــب

يا رجم ما شفت الوفا كاسب الثنـا
= حليـف النــدا سفـر الحجــاج نجيب

يا رجم أنا وايـاك في مهمه الفــلا
= والكـل منـا بالفيـــاح غـريـــب

يا رجم أنا أحبك على شان صاحبي
= بعيد وهو وســط الفــؤاد قـريــب

يسهب السديري في وصف المأساة وهذه الأبيات تخفي الكثير بين سطورها يبكي فيها السديري بحسرة لبكاء وافي فيقول :

أنا عفت نجــد وصاحبي بين حيهــا
= ولا ذكر محبوب جفـا دار صـاحبـه

ولكن حبيبي حيـل دونـي ودونــــه
= وحبل الرجا مني قطع كف جاذبه

وأنا أوجست قلبي بين كفين طاير
= بثومة فوادي شـارعـات مخـالبـه

أنا عفـت نجـد وحبها يسكن الحشا
= وفيها عزيز الجــار قلبي يداعبه

رعـا الله من حبـه تمكن بضـامــري
= ولو مـت روحي دايـم عند جــانبه

الى أن قال :

أنا أقفيت عن دنيا بها الكيد والشقا
= وخليت غـالٍ مت من شان واجبه

ثم يقول :

يا زهرة في نجد قلبي عشقها
= يمشي لها بالود عجل ومطواع

ومن وين ما راحت مشى القلب معها
= وقلبي على زين الحجاجين مهراع

هل الأمير هو وافي ؟ والوافي هو نفسه الأمير ؟ اختلطت الأمور ولم نعد نعلم أيهم كان العاشق
لكن نحن على يقين أنهم ان كانوا شخصين فانهم بقلبٍ واحد هنا بعد موت الشيمة هل كان العهد للوافي أم أنه عهد الأمير نفسه ؟

يا قبـر ما تنفاج لي وأنت مسمــوح
= تنفاج لي سـاعه وأنا منك راضـي

نبـي نــوادع غـاليٍ فيـك مملـوح
= حبه بقلبي دامي الجــرح ماضــي

عاف الحياة وعلق الروح بالـروح
= وقلبي عليه من المعاليق جــاضي

وأتعبت من فرقاه نوح بأثر نوح
= والقلب ذاب وباقي الصبـر قـاضي

يا قبر أبي أعاهدك يا قبر ما أروح
= الين ما تــيبـس عيونـي مغـــاضي

عليه قلبي بالمعـاليق مجــروح
= وعلى نصايب قبره الدمع فاضي

هنا نصل للدمعة الحمراء التي ذكرناها سابقاً فنرى تفسير السديري لها في هذه الأبيات بلسان الوافي . هي آخر ما قاله وافي وآخر دمعاته ودمعات الأمير :

خلوا جريــح القلب ينـوح عـاليه
= وخلـوه يلحـق غــايته منتهـــــاها

وخلــوه ينثر من عيونه عبـاريه
= حتـى تفيـض عبرته كـل مــــاها

مرحوم يا اللي ما سلا القلب ناسيه
= وعيني بكت فرقاه وأمطر سماها

مصـورٍ بالقلـب زوله وطـــاريــه
= وروحي من أسبابه تدانت خطــاها

ان مت حطـوا غـالي عند غاليه
= حتى المطـر يسقي ثـراي وثــراها

يا أبوي لا تلحق غلامك مشـاريه
= حبه بـرا حـالي وروحـي طــــواها

عزي لمن مثلي يصفق بأيــاديه
= وبالقبـر عينه غــاب عنها ضيــاها

لو هو ليا ناديت يسمع منــاديه
= جـريـت ونــات ٍيـزلـزل صــــــداها

عاف الحياة وراح روحي تباريه
= وأقفـت به الدنيـا ودارت رحـــــاها

يظل الوافي يصارع سكرات عشقه فينشد السديري :

ان مت في جنب الحبيب ادفنوني
= لعـل طيفي يجتمـع هو وطيفه

وازرع علينا مخضــرات الغصوني
= تظـــل شيمـــة ويتظلل وليفـــه

وان كان يالعـراف لي ترحمـوني
= اركـز على القبرين بيضــا صحيفه

أكتــب ولا بـد المــلا يشهدونــي
= هذي قبور أهل العروض النظيفه

كانت هذه آخر دمعات السديري ( الدمعه الحمراء ) حيث كانت هي النهايه . فهل كانت نهاية وافي فقط ؟ أم أنها نهاية الأمير نفسه ونهاية معاناته التي خلدتها هذه الأبيات ؟ ستظل هذه التساؤلات قائمة وسنظل نحن نتوق لزمن العفة وزمن الشيمة والوفاء.


مع تحياتي :
شيخ التركي

 

 

 

 

 

 

التوقيع

fsmt_1989@hotmail.com

    

رد مع اقتباس
قديم 11-03-2009, 03:40 PM   #2
 
إحصائية العضو







صقر بن محمد غير متصل

صقر بن محمد is on a distinguished road


افتراضي رد: الدمعة الحمرا....اللأمير محمد الأحمد السديري البدراني الدوسري

بيض الله وجهك على وضع احد اجمل القصص الشعريه

رحم الله محمد السديري رحمة واسعه

تحياتي,,

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 10:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---