رغم العداء الأزلي بين راعي الغنم والذئب الا ان هناك من ينظر الى هذا الضاري وساري الليل بنظرة أخرى فعواؤه له معان كثيرة رغم انها لا تشكل له من الناحية الطبيعية سوى الاحساس بالجوع في الليالي الباردة او لنداء باقي قطيع الذئاب لهجوم
يقول احدهم:
ياذيب ياللي جر صوت عوى به --- ما ادري طرب ولا من الجوع ياذيب
ياذيب لا تطردك عنا المها به --- وتطارد الغزال بالقفز ياذيب
وللذئب سلوك طبيعي فهو حذر جداً ويقطع مسافات طويلة خلال الليل بحثاً عن غذائه كما انه يعتلي المرتفعات لكشف المكان من حوله وكل هذه الطباع استهوت بعض الشعراء فصبها في قالب شعري بديع استغله في وصف المعاناة وتكبد الصعاب في سبيل شيء معين يستهوي النفس
يقول الشاعر غازي بن عون:
أعوى عوى الذيب الاشهب وهرف هرافه --- واعدى معاديه وطرش مع مطاريشه
واسمى مماسيه واشرف بمشرافه --- واضوى مضاويه واغبش مع مغابيشه
الذيب مبداه وهرافه ومذلاته --- ومسراه وعواه ودورته على العيشه
وللذئب ذكر ليس على معناه الحقيقي فقد استخدم هذا الاسم رمزاً للافتراس ووقوع الخطر وقد يرمز بهذا الاسم للرجل الشجاع المقدام.
يابنت ليا الذيب ينهشك نابه --- يقذلك من بدالبني الرعابيب
ويثير عواء الذئب في ثنايا صمت المكان وسكون الليل اشياء داخلية واحاسيس اما ان تذكر بالماضي او بالفراق وفي النهاية يصب في قالب الحزن .
تقول الشاعرة:
ذيب ياللي هاضني بعواه --- قبلك وانا من صاحبي سالي
ويعود الشاعر فهد بن دحيم يصف معاناته:
آه في قلبي عوى ذيب الهوى --- في الحشا سرحان يقنب بالعويل
وهذا وصف آخر يدعم ما سبق في ذكر أخوة الذئب ولكن بالمعنى الذي يضمره أحد الشعراء:
تخاويت انا والذيب سرحان --- دعيته بأمان الله وجاني
لقيته خوي يقضي الشان--- ندبته على المرقب شفاني
عقرت السمينة له بصفطان --- وعطيته مواثيقي واماني
ويتوالى ذكر الذئب وعواه وما يتركه من الاثر يقول فهد بن محمد بن جافور بعد ان هيضه عواء الذئب:
هيض القلب تالي الليل ذيب عوى --- يوم شرف على المرحان شاف العنين
قام يقنب بصوته بايت القوى -- مادرى وين شدوا العرب راحلين
ويقول محمد الجميعي:
من تطلع الشمس لين تغيب --- وانا بروس المنيفات
ماغير اهوذل سواة الذيب --- ما امرح من الليل ساعات
ويقول الشاعر فيصل البواردي بعد ان جرَّ له ونة:
من ضامري جريت ونه --- والحقتها بعواك ياذيب
من مودة عشيري لاذكرته بكيت --- طول ليلى وانا اعوي مثل ذيب عوى
والذئب له اوقات محددة في وقت الليل لاصطياد فرائسه ولا يوقفه الا مع بزوغ اول خيوط الفجر يقول الشاعر سرور بن بزاغ المظيبري:
لي قومه مع نظرت الذيب لاجاز --- واقول شبتها صباحاً شجاعة
وفي هذه الابيات يذكر الشريف بركات بعض النصائح للذئب وليس المقصود بالذئب الحقيقي:
ياذيب ون جتك الغنم في مفاليك --- فاكمن الين ان الرعايا تعداك
فيما مضى ياذيب تفرس بياديك --- واليوم جاء ذيب عن الفرس عداك
ياذيب عاهدني وعاهدك مرميك --- مرميك انا ياذيب لوزان مرماك
ويقول ايضاً:
ياحظ لو ذيب المفالي عوى لك --- في مجلس حاويه صوت يعاويك
كتبه -- فالح الشراخ
دمتم سالمين
هند