عاشت عائلة سعودية مساء أول من أمس فصولاً متعددة من الرعب والقلق، بعدأن عزلت قسراً داخل طريق صحراوية نائية إثر تعطل سيارتهم التي كانت تقلهم إلى المدينة المنورة، ما دفعهم إلى الاستنجاد بطوارئ أمن الطرق، إلا أنهم فوجئوا بإحالة مكالماتهم مرات عدة بين العاملين في غرفة العمليات، ما اضطر أفراد العائلة إلى التسلح بـ «زجاجات المرطبات» تحسباً لأي طارئ قد يعرضهم للخطر!.
ووفقاً لرب العائلة السعودية (ع ع)، فإن العائلة قررت تمضية إجازة نهاية الأسبوع في المدينة المنورة، ولملمت أمتعتها سريعاً وخرجت من جدة قبيل صلاة العشاء، لكنها فوجئت بعد قطعها مسافة تزيد على 100 كيلو متر بتعطل السيارة، ما دفعه إلى الاستنجاد بأمن الطرق مستفسراً عن أقرب مكان مأهول بالسكان يستطيع إصلاح عطل سيارته به، إلا أن موظف العمليات قام بتحويله إلى آخر رفض الرد عليه حتى تم إنهاء المكالمة آلياً.
وقال (ع ع): «كررت المحاولة أكثر من مرة، إلا أنهم ظلوا يحولونني إلى بعضهم من دون أن يلتفتوا إلى حجم معاناتي أنا وأسرتي، وهو ما دفعني إلى محاولة السير بالسيارة حتى وصلت إلى لوحة إرشادية لطريق ميقات الجحفة وتوجهت إليه، إلا أني فوجئت بعدم وجود أي محل لخدمات السيارات أو محطات للوقود في المنطقة القريبة منه».
وأضاف: «باستفساري من العاملين في المحال التجارية القريبة من الميقات نصحوني بالتوجه إلى محافظة رابغ التي حاولت الذهاب إليها، إلا أن سيارتي تعطلت بالكامل بعد تلف محركها تماماً، وتوقفت عن الحركة وسط كثبان رملية في ليل أسود دامس، فحاولت الاتصال بأمن الطرق، وامتعضت من مماطلتي وشرحت لهم الرعب الذي تملكني أنا وعائلتي بعدما حبستنا السيارة وسط الصحراء».
وزاد: «فوجئت بأن موظف أمن الطرق رد علي متهكماً بالقول: لدينا ألف بلاغ من غيرك لا تستعجل وانتظر، وبعد فترة تلقيت اتصالاً من هاتف محمول غــــريب تبين أنه من أحد أفراد أمـــن الـــطرق، فاستفسر مني عـــن موقعي أنا وعائلتي، ووعدني بإرسال دورية تنجدني وناقلة تقطر سيارتي إلا أنه لم يف بوعده».
وأكد (ع ع) أنه اضطر وأفراد عائلته إلى التسلح بقطع زجاجات المرطبات التي كانت في حوزتهم، خوفاً من أي خطر قد يتعرضون له، خصوصاً بعد أن توقفت أكثر من سيارة تنقل شباناً إلى جوار سيارتهم المتعطلة، والاستفسار منهم بسخرية عن مشكلتهم.
وأضاف: «عاودت الاتصال بأمن الطرق إلا أن أحداً لم يجب على اتصالاتي، وبعد فترة من الرعب والقلق توقفت سيارة تقل ثلاثة شبان، ونزلوا جميعاً منها متوجهين إلى سيارتي ما أثار مخاوفي الشديدة منهم، فنزلت وحدي من السيارة وأغلقتها على بقية أفراد العائلة، وتظاهرت بالاتصال برجال أمن الطرق لإخافتهم، إلا أنهم بادروا بعرض خدماتهم علي، ونقلوني وعائلتي إلى أحد فنادق رابغ، في حين بقي الشابان الآخران إلى جانب السيارة المتعطلة لانتظار وصول نجدة أمن الطرق». وأشار إلى أنه عاد لاحقاً مع الشاب إلى موقع السيارة التي لم ينجدها أحد، لينتقل من جديد إلى رابغ، ويقوم باستئجار ناقلة لقطر سيارته وإعادتها إلى جدة، كما استأجر سيارة أجرة أعادت عائلته إلى منزلها «بعد نزهة مرعبة لن ننساها أبداً».
قائد «أمن الطرق»: نؤدي واجباتنا ... وسنحقق في الشكوى
< استغرب قائد قوات أمن الطرق في منطقة مكة المكرمة العقيد هاني الإدريسي، اتهامات المواطن حول عدم تجاوب دوريات أمن الطرق مع بلاغه.
وأكد العقيد الإدريسي لـ «الحياة» أن دوريات أمن الطرق تمشط الطرقات السريعة، وتؤدي واجباتها الأمنية على أكمل وجه، وتلــقى الكثير من الثناء والتقدير لسرعتها في تقديم الخدمات لكل من يستنجد بها. وشدد على أنه سيحقق شخصياً في دعوى المواطن ضد الفرقة التي استلمت مهمات عملها في تلك الليلة، مشدداً على أن العقوبات ستنال المقصرين في أداء مهماتهم وواجباتهم العملية والأمنية والإنسانية.
(((( ابن واصل البدراني الدوسري )