الغزوة التي كانت درسا للصحب الكرام - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-2005, 05:41 AM   #1
 
إحصائية العضو







الواصل غير متصل

الواصل is on a distinguished road


افتراضي الغزوة التي كانت درسا للصحب الكرام

الغزوة التي كانت درساً عملياً للصحب الكرام وإن كان الثمن غالياً من القتلى والجرحى، وما أصاب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن الدرس باق على مر العصور، يتعلم منه المسلمون أسباب النصر وأسباب الهزيمة، وثمار التوكل على الله والثقة به، وآثار التطلع إلى الدنيا والرغبة في أعراضها وشهواتها.

أهم الدروس والوقفات التربوية :

أولاً: أهمية مبدأ الشورى وفضله. فهذا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الموحى إليه المؤيد من السماء يُشاور أصحابه في مكان المعركة، بل ينزل عن رأيه صلى الله عليه وآله وسلم إلى آرائهم رضوان الله عليهم أجمعين ولم ير في ذلك حرج.

ثانياً: أهمية مشاركة القائد للجنود، والمربي للأتباع ، فهذا المربي العظيم والقائد الفذ صلى الله عليه وآله وسلم يلبس لامة الحرب ويغدو من بيته ويوزع أصحابه، ولا يخفى مدى الأثر العظيم في النفوس لتلك المشاركة، بخلاف من يعيش في برج عاج في التنظير بعيداً عن الواقع. قال تعالى :" وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ "

ثالثاً: خطورة النفاق وأهله على الصف المسلم، خصوصاً في أوقات الأزمات. قال تعالى (إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) وهاتان الطائفتان ـ كما ورد في الصحيح ـ بنو الحارثة وبنو سلمة أثرت فيهما حركة عبدا لله بن أبّي سلول] وما أحدثه من رجة في الصف المسلم، من أول خطوة في المعركة فكادتا تفشلان وتضعفان ؛ لولا أن أدركتهما ولاية الله وتثبيته. بل لقد انتهز المنافقون ما أصاب المسلمين من الهزيمة والقتل ليثبطوا عزائمهم ويخوفهم عاقبة السير مع محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وجو الهزيمة هو أصلح الأجواء لبلبلة القلوب، وخلخلة الصفوف وإشاعة عدم الثقة في القيادة، والتشكيك في جدوى الإصرار على المعركة وع الأقوياء، وتزيين الانسحاب منها، ومسالمة المنتصرين فيها. يقول محمد الغزالي:" ولئن أفادت بدر في خذل الكافرين ، فإن وقعة أحد أفادت مثلها في فضح المنافقين، ورُب ضارة نافعة، ورُبما صحت الأجساد بالعلل"

رابعاً: شؤم المعصية ومغبة المخالفة والحرص على الدنيا. قال تعالى" حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ " يقول سيد قطب :" شابت المطامع جلاء الإخلاص والتجرد الذي لابد منه في معركة العقيدة ، فمعركة العقيدة ليست ككل المعارك إنها معركة في الميدان ومعركة في الضمير ولا انتصار في معركة الميدان دون الانتصار في معركة الضمير، إنها معركة الله ، فلا ينصر الله فيها إلا من خلصت نفوسهم له"

ويقول أيضاً" فلم تغن النماذج العالية التي تجلت في المعركة، عن المصير الذي انتهت إليه بسبب ذلك الخلل في الصف، وبسبب ذلك الغبش في التصور"

خامساً: دعوة إلى الأخذ بالأسباب المادية والمعنوية في النصر على الأعداء مع استصحاب التوكل على الله تعالى، وليس المطلوب في الأسباب أن تكافئ أسباب العدو؛ بل المطلوب بذل الوسع والطاقة في ذلك. يقول سيد عن الصحابة رضي الله عنهم " عرفوا أن الله هو الفاعل ـ وحده ـ وعرفوا أنهم مأمورون من قِبل الله باتخاذ الوسائل والأسباب وبذل الجهد، والوفاء بالتكاليف … فاستيقنوا الحقيقة، وأطاعوا الأمر في توازن شعوري وحركي عجيب"

سادساً: أهمية استشعار أن الأمر لله تعالى من قبل ومن بعد، وأننا عبيد له نقوم ببذل السبب من أجل ذرة نصرة دينه وإعلاء كلمته فقط وليس لذواتنا حظوظ في ذلك قال تعالى " لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ" وليس لبشر منها شيء، حتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرجه النص من مجال هذا الأمر، ليجرده لله سبحانه وبذلك ينسلخ المسلمون بأشخاصهم من هذا النصر من أسبابه ونتائجه.

ويقول أيضاً في معرض حديثه عن قوله تعالى :" قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ " " فلا أمر لأحد، فأمر هذا الدين ، والجهاد لإقامته وتقرير نظامه في الأرض، وهداية القلوب له … كلها من أمر الله وليس للبشر فيها شيء، إلا أن يؤدوا واجبهم، ويفوا ببيعتهم ، ثم يكون ما يشاؤه الله كيف يكون.

سابعاً: استخراج عبودية أولياء الله وحزبه واختبار للنفوس في السراء والضراء وتربية لها وفيما يحبون ويكرهون، فالشدة بعد الرخاء ، والرخاء بعد الشدة، هما اللذان يكشفان عن معادن النفوس، وطبائع القلوب، ودرجة الغبش فيها والصفاء، ودرجة الصبر فيها والهلع، ودرجة الثقة بالله أو القنوط. ومداولة الأيام وتعاقب الشدة والرخاء، محك لا يخطي وميزان لا يظلم . كما يقول سيد. ويقول أيضاً:" وقد كان الله يربي هذه الجماعة ـ وهي في مطالع بالهزيمة المريرة بعد الابتلاء بالنصر العجيبـ وإن يكن هذا وهذه قد وقعا وفق أسباب ووفق سنن الله الجارية في النصر والهزيمة".

ثامناً: دعوة إلى التشجيع على احتمال المصيبة، والمواساة في الشدة ورفع المعنويات. قال تعالى )وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:139) يقول سيد قطب :" عقيدتكم أعلى فأنتم تسجدون لله وحده ، وهم يسجدون لشيء من خلقه أو لبعض من خلقه ! ومنهجكم أعلى . فأنتم تسيرون على منهج من صنع الله ، وهم يسيرون على منهج من صنع خلق الله ! ودوركم أعلى . فأنتم الأوصياء على هذه البشرية كلها ، الهداة لهذه البشرية كلها ، وهم شاردون عن النهج ، ضالون عن الطريق"

تاسعاً: فضل الصبر وعلو منزلته. قال تعالى (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:142) يقول سيد :" فلا يكفي أن يجاهد المؤمنون . إنما هو الصبر على تكاليف هذه الدعوة أيضا . التكاليف المستمرة المتنوعة التي لا تقف عند الجهاد في الميدان . فربما كان الجهاد في الميدان أخف تكاليف هذه الدعوة التي يطلب لها الصبر ، ويختبر بها الإيمان . إنما هنالك المعاناة اليومية التي لا تنتهي:معاناة الاستقامة على أفق الإيمان . والاستقرار على مقتضياته في الشعور والسلوك ، والصبر في أثناء ذلك على الضعف الإنساني:في النفس وفي الغير ، ممن يتعامل معهم المؤمن في حياته اليومية . والصبر على الفترات التي يستعلي فيها الباطل وينتفش ويبدو كالمنتصر ! والصبر على طول الطريق وبعد الشقة وكثرة العقبات . والصبر على وسوسة الراحة وهفوة النفس لها في زحمة الجهد والكرب والنضال . . والصبر على أشياء كثيرة ليس الجهاد في الميدان إلا واحدا منها ، في الطريق المحفوف بالمكاره . طريق الجنة التي لا تنال بالأماني وبكلمات اللسان !"

عاشراً: البشر إلى فناء والعقيدة إلى بقاء. ومنهج الله للحياة مستقل في ذاته عن الذين يحملونه ويؤدونه إلى الناس، من الرسل والدعاة على دار التاريخ. قال تعالى وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ... )(آل عمران: من الآية144) فالدعوة أكبر من الداعية، فدعاتها يذهبون وتبقى هي على مر الأجيال والقرون، ويبقى أتباعها موصولين بمصدرها الأول الذي أرسل بها الرسل.

الحادي عشر: النظر في التاريخ ودراسة السنن تدعو للتفاؤل والعمل، فمن السنن الثابتة أن انتصار المشركين في أحد ليس هو السنة الثابتة إنما هو حادث عابر، وراء حكمة خاصة، وما السنن عاقبة المكذبين على مدار التاريخ وأن ما جرى للمكذبين بالأمس سيجري للمكذبين اليوم وغداً.

الثاني عشر: أعظم معاني النصر هو الثبات على المبدأ الحق، والتضحية من أجله، والإصرار على نشره، كما أن أعظم وأنكى الهزائم هي الهزيمة الروحية والتخاذل عن الحق والتقهقر إلى الوراء والركون إلى الأعداء.

منقول

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 13-06-2005, 06:02 PM   #4
 
إحصائية العضو







سالم الغريري غير متصل

سالم الغريري is on a distinguished road


افتراضي

نعم انها دروس من مربي الأمه ومعلمها

القائد الاعلى صلى الله عليه وسلم

الى اصحابه الكرام والى امة المسلمين


احسنت اخي الواصل
في كتابة هذا الموضوع

تحياتي لك

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 13-06-2005, 10:39 PM   #6
 
إحصائية العضو







هند غير متصل

هند is on a distinguished road


افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخ الواصل
جزاك الله كل خير على ماقدمت لنا



هند

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 15-08-2007, 02:58 AM   #8
 
إحصائية العضو







ابومبارك الودعاني غير متصل

ابومبارك الودعاني is on a distinguished road


افتراضي رد: الغزوة التي كانت درسا للصحب الكرام

بـــارك الله فيك

وأسأل الله ان يجزيك خير الجزاء

وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتك

Mohammed.aldossary

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كل شيئ عن الرافضة ( كوكتيل ) الدردور :: القسم الإسلامـــي :: 14 07-02-2011 12:02 PM
أخبار من هنا وهناك بخيت الغييثي :: قسم السياســة والإقتصاد والأخبار :: 4 16-01-2011 07:11 PM
الدراسة التفصيلية الكاملة لشعر المحاورة عقاب بن هذال ال بريك :: قسم المــحــاورة والألــغـاز:: 8 09-10-2010 08:54 PM
قصة العشماوي والفتاه التي تجاوره مقعد الطائرة‎ تومري :: القسم الإسلامـــي :: 5 02-10-2010 02:21 PM
سبعون اسماً لصفات المرأة الجسدية محمد.الودعاني :: قسم المـواضيع الـعامــة :: 9 02-09-2010 08:25 AM

 


الساعة الآن 10:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---