._ بسم الله الرحمن الرحيم _.
فوق الآثار الفرعونيّة نشاهد رسوما كثيرة لأطفال يحملهم الآباء أو الأمهات أو يقفون بجوارهم .
يجمع المؤرّخون على أنّ الأطفال ، ذكورا وإناثا ، كانوا محبوبين ، يرحّب بهم ويكرمون ، في مصر القديمة : كان الإنجاب كثيرا ، ولكن كثير من الأطفال كانوا يموتون صغارا بالأمراض و في حوادث ، فكانت أسرهم تلجأ للسحرة لعمل أحجبة وتعاويذ لوقايتهم ، وقد وجدت في مومياوات الأطفال ومقابرهم تمائم كثيرة مكتوب عليها (( احفظه سليما ، لحمه وعظامه )) ، ( وهذا والعياذ بالله شرك ) وغير ذلك مثل : (( احفظ قلبه قويّا )) ، (( اجعله ينمو صحيحا ذكيّا )) ، (( ارعه وانقذه حينما يركب قاربا في النهر أو يخرج في الصحراء وفي كل سفرة )) ، (( وفّر له الحياة الرغدة )) .. الخ ..
كان الفراعنة يرضعون أطفالهم حتّى سن الثالثة ، و إذا كانت الأمّهات يعملن كنّ يحملن صغارهم أمام صدورهنّ في أوشحة مربوطة حول رقابهم ، وكانت تحلق تحلق رؤوس الذكور مع ترك خصلة طويلة من الشعر ، أمّا البنات فكانت تزين شعورهنّ بالأمشاط ..
كان الأطفال الصغار يسيرون حفاة عراة عادة ، الذكور بعقود حول رقابهم ، والإناث بأحزمة حول أوساطهن ، وفي سن بدء الدراسة ( وكانت من سن 6 إلى 10 سنوات ، وغير إجباريّة ) تبدأ الفتيات في لبس فساتين بسيطة بلا أكمام والأطفال مآزر حول أوساطهم .
وكانت المدارس مفتوحة لأطفال جميع الطبقات بلا تمييز بينهم ، وفيما بعد ، كان أطفال الأثرياء وذوي المكانة يكملون تعليمهم بينما يبدأ أبناء الفقراء في تعلّم حرف أسرهم .. ولم يستغل الفراعنة الأطفال في العمل : تظهر ؤسومهم أحيانا طفلات ينسجن أو يساعدن أمّهاتهن في المطبخ ، وأطفالا يساعدون آباءهم في رعي الماشية أو جني المحاصيل ، ولكنّهم يقومون بهذه الأعمال بمرح و كنوع من اللعب .
وكان الرقص والموسيقى من المواد الأساسيّة في تعليم القتيات ، أمّا الذكور فيتعلّمون المبارزة وركوب الخيل وإطلاق الأسهم .. كانوا يتسلّون بألعاب كثيرة ، تمارسون أنتم بعضها إلى اليوم ، كشدّ الحبل ، و قفز الحواجز أو القفز فوق أطفال منحنيين ، والسباقات ، و تسلّق بعضهم فوق البعض في أبراج إنسانيّة ، و الألعاب الأكروباتيّة الأخرى ، و المصارعة ، واللعب بالعصي و بالكرات .
لأنّ المطّاط لم يكن معروفا بعد ، كانت كراتهم من الخشب أو الطين المحروق أو ألياف النخيل والبردي ، قطرها عادة حوالي 10 سنتيمترات .
كذلك كانت عندهم زمامير وطبول وصلاصل ( آلات موسيقيّة تخشخش ، كثيرة الاستخدام في الطقوس الدينيّة القديمة ) ..
وقد وجدت في مقابر الفراعنة لعب عديدة ، منها قوارب وحيوانات ، يمكن فتح أو إغلاق أفواه بعضها ، ودمى تتحرّك أذرعتها وسيقانها ( كما نرى في هذه الأيّام ولكن بشكل متطوّر جدّا ) ..
وكان أطفال الفراعنة يلعبون في الطرق والحدائق وأبهاء المنازل الداخليّة ، الصبيان والبنات معا في أكثر الألعاب .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
:
:
:
تقبلوا تحياتي: ابن كعوت المسعري