السلام عليكم ..
هذي مقالة اعجبتني للكاتب/د. خالد القحص
في عددها الأخير، نشرت مجلة فوربس قائمة بأثرياء العالم لعام 2007، وضمت القائمة 946 مليارديرا، يملكون مجتمعين 3500 مليار دولار! وتفحصت القائمة مرة ومرتين وثلاث لعلي أجدا احدا أعرفه، او لي به علاقة ولو من بعيد كأن يكون زاملني في الصف الأول الابتدائي، ولكن للأسف لم أجد أحداً! فأيقنت بأني فقير وبأن اصحابي (وهذا هو الأهم) فقراء حتى النخاع!
بعض الأصدقاء لا يتعامل مع التقويم الهجري او الميلادي او حتى التقويم الصيني، بل يتعامل مع ما أسميه «التقويم المعاشي» وهو نسبة الى المعاش او الراتب الذي يقبضه اخر الشهر! فلو سألت احد الاصدقاء متى ستسافر، مثلا، فسوف يخبرك «بعد نزول المعاش بخمسة أيام» والتقويم المعاشي له تأثيره الواضح على طريقة تفكير الشخص، بل وحتى على مزاجه فمزاج اصحاب التقويم المعاشي يتأثر سلبا او ايجابا بقرب اول ومنتصف وآخر الشهر! ونصيحة الا تكلم هؤلاء الاشخاص في آخر الشهر لأن النفسية تكون متعبة والعيون زائغة و الجيوب سكنتها العنكبوت.
ربما لو كانت هناك قائمة بأفقر فقراء العالم لوجدنا فيها من نعرف ومن نحب! حديثي اليوم ليس عن فقر أصدقائي، فهذه مسألة لا يختلف عليها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان، بل حديثي اليوم هو عن فلسفة الفقر والغنى.
ازعم ان مسألة الغني والفقر هي في جوهرها مسألة نسبية، وبالتالي لا نستطيع حتى ان نعرف حقيقة من هو الغني ومن هو الفقير!پاعلم ان هناك مقياسا عاما للغنى والفقر وهو والامر المرتبط بمقدار ما يملكه الانسان من اموال منقولة وغير منقولة، وهذا فيه جانب كبير من الصحة، لكن يمكننا النظر الى المسألة من زاوية اخرى!
لو حللنا عناصر الحياة الجيدة لأي إنسان لوجدناها تتخلص تقريبا في اربعة اشياء: منزل نظيف، الاكل والشرب، الصحة، الزوجة والأولاد فإذا وفقك الله الى هذه الاشياء مجتمعة فنستطيع ان نطلق عليك لقب «غني» حتى وان لم تكن على قائمة مجلة فوربس! وكلنا يعرف الحديث الشريف الذي يقول «من أصبح آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها». فالدنيا في نهاية المطاف هي الأمن والصحة والمأكل والمشرب، وما عدا ذلك فهو زيادة!
سألت أحد الأصدقاء من الذين اثق بعقلهم (وهم قليل بالمناسبة) عن فلسفته في الغنى والفقر، فأخبرني بأن الغنى ـ في نظره ـ بأن يستطيع الانسان ـ في اي يوم من ايام السنة ـ ان يدخل بطاقة السحب الآلي ويسحب نقوداً من حسابه!
ماذا يفعل بيل غيتس، مثلا، في 56 مليار دولار؟ وهل كان الأمر سيختلف فعلا لو كان لديه مليار واحد فقط؟! أحيانا زيادة المال بشكل كبير لا تغير كثيرا من واقعك أنت شخصيا! نعم انت تؤمن مستقبل اولادك ولكن الزيادة الكبيرة جدا في الأموال لا تعني ـ في ظني ـ شيئاً حاسماً، الا اذا اردت ان تساهم بخدمة مجتمعية خيرية لوطنك وللإنسانية!
ولقد عملت مقارنة بيني وبين غيتس هذا، فخرجت بهذه النتيجة المرضية لي بالطبع: بيل غيتس، مثلا، يأكل الكرواسان وأنا كذلك، وهو يركب السيارة او الطائرة في تنقلاته وأنا أفعل الشيء نفسه، وهو يذهب الى عمله ويتمتع به، وأنا كذلك، وهو لديه منزل نظيف وأنا كذلك، ولكن الشيء الذي املكه ولا يملكه بيل غيتس ولا يملكه كل الأشخاص في قائمة فوربس هو اني اسكن في الجهراء، وشعاري هو:
وإذا غلا شيء علي تركته
فيكون أرخص ما يكون إذا غلا
02-09-2009, 07:48 PM
قائمة أفقر فقراء العالم
العرض العادي
