عالمية العقل المسلم في الحياة .. ( منقول ) ..!! - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: قسم المـواضيع الـعامــة ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-05-2009, 10:39 AM   #1
 
إحصائية العضو







الفارس الغامض غير متصل

الفارس الغامض is on a distinguished road


:e-e-2-:. عالمية العقل المسلم في الحياة .. ( منقول ) ..!!

إن المسلم اليوم ليكاد يقف على مفترق طرق وهو يسمع هذا الطرح المتوالي ويرى الواقع الحالي .. فيسمع أن المسلمين ليس لديهم إلا نظرة أحادية وأنه ليس لديهم مجال للحوار وأنهم لا يتقبلون الرأي الآخر وأنهم ليسو منفتحين على الآخرين وهذا هو سبب تخلف كثير من أبناء وأفراد الشعوب الإسلامية ويكاد يصدق هذا وهو يرى الواقع الذي تعيشه أكثر الدول الإسلامية من تخلف في السياسة والاقتصاد والتعليم والتربية والفكر .. الخ ( والنفس تتأثر بالمنظور أكثر من المسموع ) ويتهم العقل المسلم بعد ذلك بأنه غير قادر على معايشة هذا العالم المتغير لكن لا بد وأن ننظر إلى الحقائق عن قرب وأن نسبر الأغوار ونسعى إلى الجذور عندها نعلم حقيقة لطالما شوهت وهي أن هذا العقل – أي العقل المسلم – هو عالمي المبدأ والمنشأ وهذه العالمية ليست وليدة اللحظة ولم تظهر بسبب الضغوطات العالمية على العقل المسلم.

بل منشأها منذ بدء الرسالة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام حين أتى نور هذه الرسالة وبدد ظلمات الغي والجاهلية وحرر العقول من عقالها وأطلقها كي تعيش وتعاصر المتغيرات وبدأت تشق هذه العقلية طريقها حين أمر – صلى الله عليه وسم – بإنذار البشرية (قم فأنذر ) أنظر (أنذر) ولم يحدد من سوف ينذر ومن سيخاطب ومن سيبلغ ثم توضح لنا الآيات من سوف ينذر (وأنذر عشيرتك الأقربين) ثم تتسع الدائرة لأن إمكانيات هذه العقلية المتمسكة بهذه الرسالة أكبر من هذه الفئة القليلة فإذا بها تخاطب ( وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا ) (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا) (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا) .

كل هذه الآيات توضح وبجلاء أن حامل هذه الرسالة لا بد وأن يحتك بالآخرين ويعيش مع الآخرين وليس في منأى عنهم بل هو يخالطهم يعرف عاداتهم تقاليدهم لغتهم حضارتهم آراءهم أفكارهم.

ويؤيد ما قلناه حين أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – زيد بن ثابت بتعلم اللغة العبرية وبما أنه سيتعلمها فلا بد أنه سيخاطب ويحتك بأصحابها ولولا ذلك لكان تعلمها من الترف الفكري وحاشا بالنبي – صلى الله عليه وسلم – أن يدعو إلى مثل هذا وحين أمر صلى الله عليه وسلم رسله بالذهاب إلى الفرس والروم والنجاشي ليدل على الانفتاح على الغير وأن هذه العقلية تناقش وتوضح مالديها للآخرين وحين فتح المسلمون الهند وامتد الإسلام هناك إلى اليوم لم تفتح بالسيف وإنما بالتجارة وحسن التعامل ... نعم قد يحترمك الآخرين لما لديك من مكانه أو ما تحمله من مال لكن أن يتأثروا بك وبتصرفاتك فهذا أمر فيه نظر بل يتطور الأمر إلى أن يغيروا معتقداتهم ومبادئهم وقيمهم وآراءهم وحضارتهم لما لديك فما يدل هذا إلا على قوة تلك العقلية التي استطاعت أن تغير تلك المعتقدات.

ومما لاشك فيه أن للعقل بجميع معانيه مكانة عالية وما يرد من ذم أصحاب العقول أحيانا فهو باعتبار نقصها أو اختلالها عندهم فالذم متجه إلى ذم الفعل لا العقل ذاته .

وهذا مما يزيد من إكبار العقل وتعظيم قدره أن تكون زيادته مدحا ونقصه ذما ولم يرد لا في القرآن ولا في السنة في شأن العقل إلا ما يفهم منه أنه بهذه المثابة.

ولقد جاءت الشريعة الإسلامية فحولت التوجه الإنساني من التعدد إلى الوحدة ومن عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن عشق الحجارة والتماثيل والأصنام والأوثان إلى محبة الذي لا تلمسه الأيدي ولا تراه العيون.. كسر الحاجز المادي باتجاه الغيب وتمكين العقل من التحقق بقناعات تعلو على معطيات الحس القريب لقد تحدث القرآن الكريم عن هذه النقطة فقال: إنها خروج بالناس ( من الظلمات إلى النور ) التحول الكامل من الأسود إلى الأبيض والانتقال من النقيض وقال أيضاُ بأن الإسلام جاء لتحرير بني آدم ( ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ) إن العقيدة الجديدة جاءت لكي تنقل الإنسان إلى السعة والعدل والتوحيد هناك حيث يجد العقل نفسه – وقد أعيد تشكيله بهذه القيم – قادر على الحركة والفعل عبر هذا المدى الواسع الذي منحه إياه الإسلام غير محكوم عليه بسلطة فكرية قاهرة ترغمه على قبول مالا يمكن قبوله باسم التدين متحققا بالتقابل الباهرين بين الإنسان والله حيث يملك وحده حق التعبد والتوجه والمصير وهذا تحول.

أمَا التحول الآخر فهو تحول حرفي...عمل في صميم العقل من أجل تشكيله بالصبغة التي تمكنه من التعامل مع الكون والعالم والوجود بالحجم نفسه والطموح نفسه الذي جاء الإسلام لكي يمنحها الإنسان.

منذ اللحظة الأولى من نزول كتاب الله..الكلمة الأولى .. نلتقي بحركة التحول المعرفي هذه (اقرأ) وعبر السيرة الطويلة مسيرة الاثنتين والعشرين سنة حيث كانت آيات القرآن تتنزل بين الحين والحين استمر التأكيد نفسه لتعميق الاتجاه وتعزيزه والتمكين للنقلة وتحويلها إلى واقع يومي معايش.

إن نداءات القرآن المنبثقة من فعل القراءة والتفكير والتعقل والتفقه والتدبر ..الخ منبته في نسيج كتاب الله لم تخفت نبرتها أبدا هناك في العصر المكي أو هنا في العصر المدني .. لكنها معجونة بالخيط الإلهي الذي نسج آياته البينات.

ليس عبثا أن تكون كلمة (اقرأ) هي الكلمة الأولى في كتاب الله... وليس عبثا أن تتكرر مرتين في آياتٍ ثلاثْ.

وليس عبثا كذلك أن ترد كلمة ( علم ) ثلاث مرات وان يشار بالحرف إلى القلم الأداة التي يتعلم بها الإنسان.

بل إن المتأمل في القرآن ليجد أن الآيات تحث من يتمسك به على الاستفادة مما حوله والنظر إلى الأعماق وغير ذلك.

فالعقل المسلم مدعوا من منطلق الخلافة إلى تسخير الكون والكائنات لما فيه النفع .. نفعه ونفع الكون والكائنات من حوله ومدعو إلى العمل والسير في دروب الكون ومناكبه ومدعو إلى العلم بأسراره وتسخير هذا العلم لما فيه الخير والعقل المسلم من منطلق الخلافة في الأرض هو صاحب الشأن والكلمة في الكون ومطالب بالسعي والإبداع والإعمار وبالعلم والإعمار والتسخير يحقق الإنسان مهمته في هذه الأرض ويبلغ غايته وسبيله بدافع الفطرة إلى طمأنينة النفس الإنسانية إلا بالعلم والعمل والسعي الخير في الأرض و لا مجال في العقل المسلم السوي ولا في الضمير الواعي للعجز والجهل والقعود عن علم الخير وفعل الخير وعن سعي الخير فذلك غاية وجود الإنسان وتلك خلافته في الأرض.

إن بعد الخلافة في العقلية الإسلامية هو الذي يفسر لنا طاقة الرعيل الأول من رجال الإسلام تلك الطاقة التي لا تضاهى.

إذ يتضح لنا بعد هذا أن العقل له مهام ومنها أن يعاون الإنسان في الحصول على أفضل الطرق لإجابة النوازع النظرية والتغلب على العقبات التي قد تقف عند هذا الحد فلكي يتأتى له أن يقوم بمهمته على أحسن وجه جعلت فيه نزعة دائمة إلى المعرفة كأنها في ذاتها هدف مقصود وعن طريق هذه النزعة ترتقي الحياة وتتقدم وهي تحقق أهدافها الأصلية في الوقت ذاته فالرقي إذا هدف أصيل من أهداف الحياة تنزع إليه نزوعا ذاتيا ووسائله أو جزء منها موجود في العقل البشري.

ولقد حرص القرآن على اصطناع العقل ودعا إلى النظر في الكون والبحث في أعماق الأرض ففتح الباب واسعا منذ اللحظة الأولى لنزوله إلى النظرة العلمية العقلية القائمة على التكامل بين العقل والقلب والوسطية بين الروح والمادة وقد كانت أزهر فترات التاريخ الإسلامي هي المرحلة التي توازن فيها الفكر الإسلامي جامعا بين الدين والدنيا وبين ثقافة القلب وبين ثقافة العقل.

ولا شك أن اتجاه الفكر الإسلامي إلى الانفتاح على الثقافات البشرية فارسية ويونانية وهندية كان إيمانا بإنسانية الفكر الإسلامي ومرونته وحيويته وقدرته على استيعاب الثقافات البشرية وصهرها في بوتقته ورفض ما لا يتفق مع مفاهيم الإسلام ومقوماته وإذا كان أئمة المسلمين يهدون إلى حكام البيزنطية إغراء لهم بإرسال الكتب القديمة بل وكانوا يجعلون هذه الكتب من الجزية المفروضة على الروم فإن دلالة هذا التصرف واضحة في فهم المسلمين للإسلام وجرأتهم في مجال العلم والعقل والبحث.

ولا ريب من خلال هذا الطرح أو طرح بعض المفكرين فإننا مطالبون نحن وإياهم بالعودة إلى الأصالة الفكرية هذه الأصالة هي القادرة على فرز كل ما يتلاءم مع روح التراث وترك كل ماهو دخيل ثم القدرة على الانفتاح على الفكر الإنساني والتطور العلمي في يقظة ووعي كاملين بحيث نأخذ الوسائل والأسباب ونحافظ على القيم والأصول وأن التطلع إلى التقدم العلمي والتكنولوجي لن تكون له فائدة إيجابية إذا لم يصدر عن إيمان أكيد بجذور الأمة الأولى وأن يتحرك في داخل إطار فكرها وقيمها.

كذلك فإن الحوار مع الفكر العالمي يجب أن يتم في داخل إطار (الأمانة) التي تحمل لواءها الأمة الإسلامية للبشرية كلها دفعا بها إلى الحق وحجزا لها عن الشر.

ونحن نكبر العقل ونراه أساس التكليف لكننا لا نؤمن بأنه قادر وحده على أن يفصل في كل الأمور وإنما هو مصباح زينه الوحي فالوحي ضوء كاشف أما العقل ونحن لا تهزنا صور البريق وخاصة براعة البيان إلا إذا كان صاحبه يصدر عن منطلق القرآن وهدي الإيمان ويخشى الله ويبتغيه.

وقد تكون هناك نظريات لامعة تخدع العقل أو تعجب البسطاء وهذه نحذرها لأنها ليست إلا من هوى النفس ومطامع الذات.

إن الإسلام بوصفه المصدر الرباني مخالف للفكر البشري في زيوفه وأهوائه ومنازعة هذا الفكر الذي رفض دوما مبدأ التبعية وقرر أن التقليد يمنع الأصالة وأن المعرفة التبعية ليست معرفة حقيقية ولقد كانت ولا تزال للفكر الإسلامي خصائصه العميقة الثابتة القادرة على أن تأخذ حاجتها من كل ما يقدمه الفكر البشري دون أن يكون له عليها ذلك النفوذ القاهر الذي يشكلها أو يغير طابعها أو يحتويها.

إن العلم في إطار الفكر الإسلامي له منطلق مختلف عن منطلق العلم في الفكر الغربي.

إننا أمة حضارة متميزة وذات أصول لها طابعها الخاص ونحن مدعوون للمحافظة على ذاتيتنا الخاصة فلا تخلطها أبدا بغيرها ولا تصدر إلا عنها وهذه الأصالة هي الطابع الرباني المصدر والإنساني في المخبر حتى لا تذوب في الأممية ولا في مذاهب أهل العقائد والنحل وحتى يظل المسلم كالشامة في الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك نحن لا نرفض العصر لكن نتقبل منه ونتقدم نقف أمامه بأصالة فكرنا وقيمنا الثابتة لنرد ما يتعارض مع الإسلام ونقول أن على المجتمعات أن تعدل مسارها حتى تلتقي بالإسلام وليس على الإسلام أن يؤول أو يتخذ مبررا لتقبل انحرافات الحضارات أو فساد المجتمعات.

نعم هذه العقلية تعيش وتحتك وتخالط الآخرين لكنها لا تتنازل عن محكماتها وثوابتها وقيمها ومبادئها التي أكسبتها ذلك الرونق وتلك العالمية بل إنها لا تتعدى الخطوط الحمراء ولا تتنازل عنها فتسيل عليها الدماء ولا تتعداها الأجساد.

 

 

 

 

 

 

التوقيع

مع الشكر الكثير الجزيل والعرفان لمن صمم لي هذا التوقيع

    

رد مع اقتباس
قديم 18-05-2009, 11:02 AM   #2
 
إحصائية العضو







ابن شميعان غير متصل

ابن شميعان is on a distinguished road


افتراضي رد: عالمية العقل المسلم في الحياة .. ( منقول ) ..!!

اخوي الفارس الغامض

يعطيك العافيه على النقل الطيب هذا ولاهو غريب من شخصك الكريم


تحيااااااااااااااااتي

نايف ابن شميعان

 

 

 

 

 

 

التوقيع



اشكر اختنا العنود على التوقيع

    

رد مع اقتباس
قديم 18-05-2009, 02:20 PM   #5
 
إحصائية العضو







الجراح غير متصل

الجراح is on a distinguished road


افتراضي رد: عالمية العقل المسلم في الحياة .. ( منقول ) ..!!

لاهنت على الموضوع

تحياااتي

 

 

 

 

 

 

التوقيع

والطيب خذيناه من زايد ورثه=ون غليت اسعاره دفعنا ضرايبه
يوم إن وقت الخيل والسيف والقنا=كم شيخ قوم نفرده من حبايبه

    

رد مع اقتباس
قديم 18-05-2009, 06:39 PM   #6
 
إحصائية العضو







دغش محمد الصخابرة غير متصل

وسام الدواسر الذهبي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: لنشاطه الكبير وجهوده الطيبه في خدمة الموقع
: 1

دغش محمد الصخابرة is on a distinguished road


افتراضي رد: عالمية العقل المسلم في الحياة .. ( منقول ) ..!!


لاهنت يالفارس على النقل الرائع والمفيد,,,,,,,,,,,,,,,,,,ويعطيك العافيه.........





 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 19-05-2009, 10:34 AM   #9
 
إحصائية العضو







يحيى الودعاني غير متصل

يحيى الودعاني is on a distinguished road


افتراضي رد: عالمية العقل المسلم في الحياة .. ( منقول ) ..!!

موضوع قيم و هادف

جزاك الله خير وبيض الله وجهك

لاهنت

 

 

 

 

 

 

التوقيع

سبحان الله وبحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته

[SIGPIC][/SIGPIC]

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 04:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---