تفاصيل مريرة عن رحلته وظروف اعتقاله
العائد من السجن الجورجي : سائق تاكسي باعني .. وربع دجاجة وجبتي في اليوم
روى مشعل العتيبي المعتقل السعودي مطلق السراح من سجن جورجيا تفاصيل مريرة عن رحلته وظروف اعتقاله الذي امتد الى نحو 19 شهرا للزميل عبدالله المقاطي من جريدة "عكاظ" وقال : أنه خرج بتجارب مفيدة من هذا المحنة داعياً الشباب الى عدم السفر الى الاماكن المضطربة سياسياً.. واضاف ان سفره الى دولة اذربيجان كان القصد منه السياحة والتجارة في الالكترونيات وان سائق تاكسي ورطه وقام بتسليمه الى السلطات هناك مقابل عائد مادي. وتطرق العتيبي الى ظروف سجنه واعتقاله موضحا انه و90 نزيلا كانوا محتجزين في غرفة واحدة وان ادارة السجن كانت تخصص ربع دجاجة لكل نزيل في اليوم.واضاف ان الصليب الاحمر طلبت منه تمرير رسالة الى عائلته في وقت لا يزيد عن 15 دقيقة وتلقت «عكـاظ» نسخة من الرسالة ونشرت عن قضيته الامر الذي اعانه كثيراً بعد والده. وامتدح العتيبي دور سفارة المملكة في اطلاق سراحه وعودته الى ارض الوطن. يقول العتيبي انه تعرف في التوقيف على شاب جزائري اعتقل بذات الطريقة ولكن سرعان ما تم فصله عن مكان احتجازه. وعن ظروف التوقيف قال بأنها كانت سيئة حيث يتم في بعض الاوقات ايقاف 90 معتقلا معه في غرفة واحدة ويضيف انه وخلال الفترة الاولى من اعتقاله بات يعاني من ظروف التوقيف في مدينة تبليسي كما انه ونظرا لعدم وجود تهمة ثابتة عليه لم يتم تحويله للسجن واستمر طول فترة اعتقاله داخل التوقيف الذي كان يفتقد لجميع وسائل الاعلام حيث انعزل عن العالم كليا طول فترة الاعتقال.
تناقص الوزن
العتيبي أكد بانه وبعد مضي نحو 7 اشهر على اعتقاله بدأ وضعه في التردي من حيث تعامل السلطات الجورجية معه حيث تم تقليل الوجبات له ولا يتم منحه غير وجبة واحدة في اليوم تتمثل في ربع دجاجة او بيضة وادى الأمر الى تناقص وزنه حيث وصل الى 40 كيلو فقط كما تسبب الجمع بين عدد كبير من المساجين في غرفة واحدة باصابة الشاب بمرض جلدي يتمثل في قروح وحساسية تماثل بعدها للشفاء.وأوضح العتيبي بان سفارة المملكة في اذربيجان تدخلت فور علمها بخبر اعتقاله وقد تم تكليف شيخ جورجي يعرف العربية بالاضافة الى محامية .
الاضراب والمكالمة
وقال بعد تدهور وضعي اضطررت الى الامتناع عن الطعام لمدة 5 ايام متواصلة من اجل السماح لي بالاتصال وتمكنت عقب ذلك من اجراء اتصال باقاربي وشرحت لهم الوضع وتناقص وزني داخل التوقيف.
رسالة الـ 15 دقيقة
واضاف فجأة طلب من الصليب الاحمر كتابة رسالة الى عائلتي ولكنه تم تحديد وقت لا يتجاوز 15 دقيقة وعلى الفور بدأت في كتابة معاناتي وطلباتي التي لم تنفذ كما ناشدت سفير المملكة في اذربيجان والتواصل معي وعلمت ايضا بعد وصول الرسالة الى عائلتي بانها نشرت في صحيفة «عكـاظ» بشكل خاص وبعد ايام من ارسال الرسالة تحسن الوضع كليا حيث تم نقلي الى توقيف آخر يسمى توقيف رسطاوي كما بدأت تأتيني المبالغ التي بدأ سفير المملكة في اذربيجان في تحويلها لي « 100 دولار شهريا» كما تم ايصال المصحف والسجادة والملابس الشتوية التي كنت ابحث عنها.
انقطاع الاتصال
بعد هذه التطورات الجديدة وتحسن الوضع تم منعي من الاتصال وارسال الرسائل ولكنه نظرا لعلمي بالجهود التي تبذلها حكومتنا الرشيدة ومتابعة سفيرنا في اذربيجان للوضع ومتابعة الصحف السعودية لقضيتي بدأت في الارتياح وكنت اعلم بان الفرج بات قريباً.
وخلال فترة الاعتقال تعلمت اللغة الجورجية ولكنني انقطعت عن العالم طوال فترة اعتقالي حيث لا يتوفر تلفزيون ولا راديو ولا صحف .
خبر العودة
يوم السبت الماضي بدأت تأتيني معلومات عن اطلاق سراحي ووصل سفير المملكة الى دولة اذربيجان وبدأت اللحظات الصعبة حيث لم نكن نتوقع ان تتم العملية وقد علمت بان السفير علي حسن جعفر لم ينم طوال ليل الاحد الى ان اشرف على استلامي وتم نقلي على طائرة تركية عصر الاثنين الى مطار استانبول ومنه الى مطار المدينة المنورة حيث استقبلني الضباط ومنسوبو الجوازات بحفاوة كبيرة لم تسعني الفرحة وانا اعود لحظن الوطن وعقب ذلك تم نقلي لمطار الملك خالد الدولي ووصلت هناك مغرب الثلاثاء ووجدت استقبالا مماثلا.ويستطرد العتيبي وصولي كان مفاجأة لأهلي وعائلتي ووالدتي حيث لم يكونوا على علم بعودتي .
عظة وعبرة
وأكد مشعل العتيبي بانه اخذ عبرة من هذه التجربة مشيرا الى انه لن يغادر المملكة مستقبلا وقدم نصيحته للشباب بعدم الاقتراب من المناطق المضطربة سياسياً.
30-11-2007, 04:00 PM
تفاصيل مريرة عن رحلته وظروف اعتقاله
العرض العادي
