( الافـــــــــــــــــــــلاج )
الأفلاج بلد الخضرة والماء والآثار منطقة قديمة أشتق اسمها من الفلج وهو الماء الجاري من العين يقول ياقوت الحموي عنها على لسان أبي عبيدة الكلابي سمي فلج الأفلاج لأنها أفلاج كثيرة وأعظمها هذا الفلج يقصد عين الرأس التي تبلغ مساحتها 000، 280متر مربع، لكن هذا الفلج جف نهائياً قبل عقد من الزمان على وجه التقريب وهناك مدن عربية وعالمية وافقت المنطقة في الاسم كمناطق الأفلاج في الإمارات وعمان التي تضم أكثر من "4000" أربعة آلاف فلج والصين.
واشتهرت الأفلاج على مر العصور بنخيلها الباسقة كما ينسب ذلك شهاب الدين ياقوت الحمودي في معجم البلدان الجزء الرابع الطبعة الاولى 1406ه عندما قال على لسان أبي الدنيا: فلج الأفلاج نخل وصبوخ تجري مثل الأودية ولأن المنطقة غنية بالماء شاع اسم السيح فيها مثل السيح الجنوبي القريب من عيون الأفلاج، وهناك السيح الشمالي والذي لا يبعد كثيراً عنها كما شاع اسم السيح في كل منطقة غنية بالماء فهناك سيح الأحساء وسيح الخرج وأسياح القصيم مدير الزراعة الأفلاج بلد الماء والنخيل مياها عذبة ووفيرة ونخيلها متنوعة وكثيرة حتى شارفت على المليون نخله.
أما موقعها الجغرافي فهي في الوسط إلى الجنوب من هضبة نجد كما يقول الدكتور عبد الرحمن النشوان في كتابه منطقة الأفلاج دراسة جغرافية ميدانية 1410ه (وتبعد عن الرياض بنحو ثلاثمائة كليومتر من جيهة الجنوب ويرجع سكانها إلى أصول واحدة إلا القليل منهم كما أن نشاطهم وثقافتهم تكاد تكون متقاربة..). وبالإضافة إلى الماء والنخيل فإن الأفلاج تتميز بالآثار والسياحة مثل آثار عيون الأفلاج والبالغة سبع عشرة عيناً والتي تعد أكبر بحيرة شهدتها الجزيرة العربية منذ أكثر من 35000سنة وتمتد هذه البحيرة بطول ( 35كم) من بلدة البديع إلى بلدة السيح وعرض ( 5كيلو مترات) بمساحة إجمالية تقدر بنحو ( 175كيلو متراً مربعاً).
والحصون المنتشرة في ليلى والغيل والبديع والهدار مثل قصر سلمى الذي بناه حماد الجميلي في منتصف القرن العاشر الهجري حماية لنفسه وقبيلته من الأعداء، ونفى الشيخ عبدالله المفلح - رحمه الله - والمشهور بابن عيسوب في كتابه تأريخ الأفلاج أن يكون له اسم غير هذا الاسم خلافاً لما ذكره المهمذاني في إحدى كتاباته عن الأفلاج.
وكذلك قصيرات عاد جنوب شرق السيح بالإضافة إلى بلدة صدا التي قال عنها الحسن الأصفهاني في كتابه بلاد العرب : (بلدة عظيمة يقطنها آل حريش وأشهر حصونها حصن بني عياض وحصن بني بنيت من بني مرة...). ولا ننسى مدينة الهيصمية التي قامت مدينة ليلى على أنقاضها وانحدرت غرباً يقول الدكتور عبد الرحمن الشوان : (مدينة الهيصمية مدينة عظيمة لم يبق منها إلا رسومها مثل قطع الفخار والخزف والزجاج الملون قامت على أنقاضها مدينة ليلى...).
وهناك جبل التوباد في الغيل الذي شهد أسطورة الحب الخالد والتي حفظت للأجيال كمرجع عذب للحب النقي حتى تغنى بتلك الأسطورة الشاعر أحمد شوقي في إحدى مسرحياته الشعرية وصارت تدرس في قاعات الجامعات العربية وأخيرا قصر صبحا في الهدار الذي بنته قبيلة آل صباح قبل هجرتها للكويت لكن القصر تحول بعدها إلى أطلال خالية مما حدا بأهالي الهدار أن يطلقوا اسم (طفية) على القصر كناية عن إنطفاء ناره وأنواره وغير ذلك من الأماكن السياحية والأثرية التي لا يتسع المقام إلى سردها وشرحها.
ومما يزين الأفلاج هو تداخل جمال الطبيعة في لوحتها الأخاذة فهناك الرمال الذهبية التي تلحق بالربع الخالي من جهة الجنوب وبالدهناء من جهة الشرق وهناك الجبال الشاهقة التي تعد سلسلة من جبال طويق العملاقة وهناك الواحات الغناء المنتشرة في كثير من قرى الأفلاج.
وتضم الأفلاج أكثر من 36قرية وهجرة ومركزا يسكن فيها أكثر من مائة وعشرين ألف نسمة وفق الإحصائيات الأخيرة ....